فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 276 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لسبب ما يعتقد الكثير أن تغيير الرأي والموقف على غير ما كان عليه سابقا يمثل أمرا سيئا، وهو مؤشر على ضعف الشخصبة وغياب الوفاء
لنتناول الموضوع في النقاط التالية:
- تكوين الموقف كان في أوله من خلال تصور معين، وتبديلك رأيك هو أيضا نتيجة تصور معين جديد، فلا يوجد سبب لأن ترجح تصورا عن تصور آخر
- نحن نكوّن مواقفنا نتيجة توفر معطيات معينة والنظر من زوايا معينة، لكن يمكن أن تتحسن الظروف وتظهر حقائق أخرى أو أن نضجنا الذهني يتيح لنا النظر من زوايا أخرى وبمستويات تجريد أرقى، وهذا يمكننا من استيعاب المواضيع بطريقة أفضل مما كان لدينا سابقا
- لما كان فهم المسألة تطور وتعددت زوايا إدراكه بمرور الزمن، ولما كان الموقف تابعا لدرجة اطلاعك، فإن تطور الفهم يفترض أن ينتج تغيرا في موقفك من الموضوع عما كان عليه أول الأمر
أي أن الوضع السوي أن تتغير المواقف والآراء كلما توفرت معطيات جديدة أو حدث نضج ذهني للفرد
- المدخل الذي يرفض البعض من خلاله تغيير الرأي هو شبهة أن ذلك دليل ضعف شخصية أو دليل غياب الوفاء
هذه تصوروات غير سليمه، لأن الوفاء يكون للفكرة ابتداء وللشخص في تعلقه بتلك الفكرة، أي أن الوفاء لشخص ما مشروط بتوفره على ذلك المبدإ مثلا، فإن تبين عدم انضباطه به، فلا يوجد ما يجعلك تواصل وفاءك له
أما ضعف وقوة الشخصية، فإن قوتك توجد في قدرتك على تغيير الرأي وليس في عجزك عن ذلك
- المشكل أن عدم مراجعة التصورات أي المواقف، يمثل مدخلا لتكوّن الصنميات الشخصية وتأبيد تحكم الاشخاص فينا وتجاهل أخطائهم مما يغيّب الفاعلية في واقعنا ويحيله لكتلة هامدة يسهل تحكم المغالبين فينا من خلاله
إذ أن عموم آرائنا حول الرموز والقدوات والتنظيمات تكونت منذ فترات سابقة قد تصل زمن مراهقتنا، ورغم ذلك تجد نفس التصور حول الزعماء والشيوخ مازال لم يتغير، رغم ظهور حقائق عديدة ورغم النضج الذهني
هذا موضوعيا لايجب أن يحصل إذ كما بينت سابقا، فإن النضج وتطور زوايا النظر وظهور الحقائق تؤدي بالضرورة لتغير المواقف، ولما حصل عدم تغير المواقف فذلك دليل خلل تصوري لدى من لم يتغير موقفه، وهو يمثل عاملا من عوامل تواصل ركودنا وعاهاتنا الفكرية