يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ما نشاهده منذ الانقلاب يشبه بناء قُدّ على جرف هارٍ فانهار في أول رجّة، بل في أول نسمة هواء
ماهذا الذي يقع، كيف يأتي منقلب على غير مسار قانوني شرعي، فيزيل مجلس نواب منتخب، ثم يواصل تفكيك مؤسسات قيل وفهمنا أنها قانونية وأنها تملك قوتها الذاتية
وآخر مسار التفكيك والعبث أنه ألغى مسؤولية عشرات المنتخبين في المجالس البلدية
الآن الملفت في كل هذا ليس فعل الانقلاب، وإنما الخضوع الذي يواجه به الضحايا قرارات عزلهم، في تسليم نادر يشبه تسليم خرفان الذبح بمصيرها
إذن كانت تلك المؤسسات بناء من الطوب ولم تكن هناك مؤسسات دولة، كان الذين انتخبناهم أقل من المسؤولية ولم يكونوا صادقين في أي مما قالوا لنا
والا فكيف لايرفض اولئك أعمال الانقلاب، اليس في هؤلاء الالاف الذين تم عزلهم بمختلف مؤسسات الدولة رجل رشيد يتصدى ويقول لا ويجمع الناس من حوله في عمل مقاوم
علينا ان نحمل مسؤولية الهوان والبهتة المستشرية، لكل هؤلاء الذين لهم مسؤوليات في ما تمّ حله وسكتوا، لكن المسؤولية الاولى كانت لدى أعضاء مجلس النواب لأنه الذي قام بتسليم المفاتيح للانقلاب ولم يقم بعزله، بل لم يقم بالتصدي لمحاولة الانقلاب قبل وقوعها رغم المؤشرات الواضحة لإتيانها، وأول المسؤوليات على الاطلاق تقع على كتف رئيس مجلس النواب الذي ترك الماء سائبا
كان موقف مجلس النواب القابل موضوعيا بالانقلاب، بمثابة القدوة السيئة ومثل السوء الذي ساهم في انهيار باقي المؤسسات أمام الانقلاب وقبولها به من دون مقاومة
إنها مسؤوليات تاريخية يجب رسمها في حق كل فرد والتاريخ لن يرحم