الكثرة وقلّة البركة، ألف كأفّ: مئات المنظمات "الإسلامية" التونسية لم يصدر عن أي منها موقف رافض للفرنكفونية
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 730 محور: مختلفات
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ماذا عن مئات الجمعيات والمنظمات التي تأسست أغلبها بعد الثورة، وهي التي تدور في فلك الاسلام والهوية عموما بتونس، كما يقولون
لم تصدر من أي من تلك المنظمات والجمعيات مايشير لرفضها لمؤتمر الفرنكفونية ومعانيه الإلحاقية بفرنسا وللمركزية الغربية عموما
بل هناك حتى منظمات طلابية تقول بأنها ذات خلفية اسلامية، وهذه يفترض أن تكون اكثر وعيا بالمسألة واكثر طلائعية
ماذا يعني غياب موقف رافض لقمة الفرنكفوينة لدى هذه التجمعات
بعض دلالة ذلك :
- تشوش ذهني أوصل لحقيقة أن آليات الفهم والضبط الفكري لم تعد تعمل بطريقة سليمة بحيث لم يستوعبوا خطر ما وقع، لكي لا نقول أنهم متواطؤون ويقبلون بالتبعية لفرنسا
- تطبيع مع واقع التبعية الذهنية والإلحاق بفرنسا وتسليم بغلبتها
-قبول بأن يكون إسلامهم الذي يتحركون من أجله ويرفعون راياته، منضبطا بالمركزية العقدية والفكرية الغربية
-الاسلام الذي يدافعون عنه سيكون مجرد إسلام شعائري، أي أنهم يدافعون عن إسلام تأدية الصلاة وتحفيظ القرآن ولبس الحجاب، من حيث أنها أفعال شعائرية ذات بعد هووي وثقافي فردي أي كمناسبات ترميز للفرد كمسلم داخل المجموعات المغايرة، وليست كأفعال عبادية ذات أبعاد رسالية لتغيير الواقع وضبطه في منظومة الاسلام العقدية والفلسفية الشاملة ذي المركزية العقدية المستقلة
- هي منظمات وتجمعات إذن تدافع وتقول وتختزل الاسلام في مستوى اسلام الهوية واسلام الثقافة ولكنها لا تدعو ولاتدافع عن اسلام العقيدة، أي الاسلام كمنظومة شاملة تعمل على تفسير الوجود بما لديها من مقومات ورسالة، و أول ذلك رفض أن يكون المسلم بهذا المعنى تابعا لأي مغالب عقدي فضلا ان يكون كفرنسا التي تحمل عداء سافرا ضد الاسلام