صالح النعامي - فلسطين
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 10776
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تصفية عماد مغنية القائد العسكري البارز في حزب الله جاء لتحقيق العديد من الأهداف التي وضعتها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية كإستنتاج من حرب لبنان الثانية. فقد نقلت صحيفة " هآرتس " في عددها الصادر الخميس عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها أن اغتيال مغنية لم يأتي فقط لمجرد الإنتقام منه بشكل شخصي بسبب دوره البارز في تخطيط وتنفيذ العديد من العمليات التي أدت الى مقتل المئات من الجنود والمدنيين والإسرائيليين والرعايا اليهود في ارجاء العالم، بل من أجل تقليص قدرة حزب الله على مواصلة تنفيذ عمليات في المستقبل ضد إسرائيل. ونوهت الصحيفة الى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تفترض أن مغنية كان يعكف على اعداد العديد من العمليات ضد إسرائيل. ونوهت الصحيفة الى أن اسرائيل، كما أن للولايات المتحدة الأمريكية دور في تصفية مغنية لدوره في التنسيق مع حركات المقاومة الفلسطينية مثل حماس والجهاد الاسلامي، وجيش المهدي في العراق، مشيرة الى أن المؤسسة الاستخبارية الاسرائيلية تشتبه بأن مغنية كان يعمل أيضاً كذراع امني وعسكري لايران في المنطقة.
من ناحيته قال الجنرال عفوديا ايرليخ المختص في مجال الاستخبارات أن تصفية مغنية جاءت من اجل اثارة المخاوف في نفوس الطبقة القيادية لحزب الله، وإثارة الشكوك في اوساط الهيئات القيادية للحزب حول بعضها البعض، على اعتبار أن تصفية مغنية يمكن أن تثير الشبهات لدى قادة حزب الله أنها جاءت نتيجة لنجاح اسرائيل في اختراق صفوف الحزب وزرع عملاء استطاعوا التسلل الى صفوفه وتصفية مغنية. وفي مقابلة اجرتها معه الإذاعة العبرية صباح الخميس، قال ايرليخ أن تصفية مغنية يمكن أن تؤدي الى اجبار الحزب الى بذل جهود كبيرة في القيام بالإحتياطات الأمنية للحيلولة دون نجاح إسرائيل في تنفيذ المزيد من عمليات الاغتيال سيما، إمكانية المس بزعيم الحزب الشيخ حسن نصر الله.
أما البرفسور إيال زيسير الخبير في مجال الحرب بين اسرائيل وحزب الله فقد اعتبر أن تصفية مغنية جاءت للمس بسمعة حزب الله سيما بعد نجاحه في الحرب الأخيرة، التي خرجت منها اسرائيل مهزومة، وأن هذه التصفية جاءت لمراكمة عامل الرد في مواجهة ليس فقط حزب الله، بل حركتي حماس والجهاد الاسلامي، اللتان تتخذ قيادتهما من العاصمة السورية مقراً لها. ونوه زيسير الى أنه من المفترض بعد هذه العملية ألا تشعر قيادتا الحركتين بالأمان وهما داخل سوريا، ويضطرهما في استثمار جهود اكبر في الإجراءات الأمنية لضمان سلامتها. واشار زيسير الى أن هذه العملية وجهت اهانة غير مسبوقة لسوريا، لأن تصفية مغنية جاءت بعد حوالي عام على قيام طائرات اسرائيلي بقصف ما قيل أنه مفاعل نووي سوري في شمال شرق سوريا.
من ناحيته هاجم عوفر شيلح المعلق البارز في صحيفة " معاريف " عملية تصفية مغنية معتبراً أنها دليل على أن الذهنية الاسرائيلية مريضة، لا تعرف إلا طريق العنف والحسم العسكري. وفي مقال نشرته الصحيفة في عددها الصادر الخميس، قال شيلح أنه بدلاً من أن يكون هناك استراتيجية اسرائيلية واضحة المعالم وحكيمة في التعاطي مع اعداء اسرائيل، فأن اسرائيل اصبحت محكومة فقط بالفرص المتاحه لها للمس بإعدائها دون اعطاء اعتبار مناسب للإعتبارات الإستراتيجية الاخرى.
وشدد شيلح على أن التجربة دللت على فشل سياسة الاغتيالات بشكل عام وتحديداً ضد قيادات حزب الله، منوهاً الى أن اسرائيل اغتالت في العام 1992 الشيخ حسين موسوي زعيم حزب الله، وبدلاً منه حصلت على حسن نصر الله الذي هو اخطر منه الف مرة.
من ناحيته دعا بن كاسبيت كبير المعلقين في صحيفة " معاريف " في مقال نشرته الصحيفة في عددها الصادر الخميس قيادة الدولة السياسية والأمنية للإختفاء والنزوج للملاجئ تحسباً لردة فعل حزب الله على اغتيال مغنية.