البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من ينبغي أن يعتذر للآخر

كاتب المقال د. مصطفى يوسف اللداوي - بيروت    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4159


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


هل يعقل أن يقدم الفلسطينيون اعتذارهم للإسرائيليين على ما اقترفوه بحقهم من جرائم عبر التاريخ وفي هذا الزمان، نيابةً عن غيرهم، أو بالأصالة عن أنفسهم،

وهل يتحمل الفلسطينيون مسؤولية تيه اليهود وسبيهم، وضياع ملكهم، وشتات شعبهم، وتدمير هيكلهم، والصغار الذي لحق بهم في تاريخهم، ونظرة المجتمعات الدونية لهم، واحتقارهم لهم، لسوء أخلاقهم، وفحش معاملاتهم، وطمع نفوسهم، وجشع طباعهم،

أم أنهم يتحملون مسؤولية معاناتهم في أوروبا وطردهم منها، وهم الذين أفسدوا فيها، واستنزفوا خيراتها، وسيطروا على أموالها، وتحكموا في تجارتها، وحركة رأس المال فيها، كما تآمروا على أهلها، وعمدوا إلى استخدامهم أدواتٍ في مشروعهم، ودمىً يحركونها بين أيديهم،

أم أن الفلسطينيين هم الذين نصحوا هتلر بمعاقبتهم وحرقهم، ونفيهم وإبعادهم، خوفاً منهم، وعدم ثقةٍ فيهم، تجنباً لشرورهم وأحقادهم، وإنقاذاً لشعبه منهم،

أم أن الفلسطينيين هم الذين غزوا فلسطين واحتلوها، وهم الذين طردوا اليهود منها، وأجلوهم عنها، وسيطروا على بيوتهم ومزارعهم، وسكنوا في مدنهم وقراهم، واستوطنوا في أرضهم وبلادهم،
أم أن اليهود هم أصحاب حقً في فلسطين، فنازعهم الفلسطينيون عليها، وضيقوا عليهم العيش فيها، فصادروا أرضهم، ودنسوا مقدساتهم، واعتدوا على حرماتهم، وزجوا بأبنائهم في السجون والمعتقلات، وساموهم فيها سوء العذاب، وحرموهم من أهلهم واسرهم، وأبعدوهم عن ذويهم وأطفالهم،

كأن الإسرائيليين لم يخطفوا شعبنا، ولم يحتلوا أرضنا، ولم يسلبوا خيراتنا، ولم يدمروا بلادنا، ولم يعيثوا في ديارنا فساداً، ولم يتسببوا في شتات شعبنا، ولجوء أبنائه، وتمزق أهله، وكأنهم لم يقتلوا ولم يعتقلوا، ولم يطردوا ولم يبعدوا، ولم يصادروا ولم يحرموا، ولم يتسببوا في جريمة العصر الكبرى بحق البشرية والإنسانية كلها،

نحن لا نريد منهم اعتذاراً لا يفيد، ولا نقبل منهم أسفاً لا يغني، ولا ننتظر منهم ذلك أبداً، بل نريد استعادة أرضنا، وتحرير أبنائنا، وعودة أهلنا، وإقامة دولتنا، وهذا ما سنحققه بأيدينا إن شاء الله، لكن بعزمٍ وإيمانٍ، وصدقٍ ويقين،
كما لا اعتذار لهم عن مقاومةٍ هي لنا حق، ولا عن سعيٍ للحرية هي لنا هدف، ولا عن محاولةٍ لتحريرِ أسرانا هي عندنا حلم، ولا عن صمودٍ هو فينا أصل، ولا عن ثباتٍ هو لدينا عقيدةٌ ويقين،

فهل تعتذر أمٌ لقاتل ولدها، أو يعتذر طفلٌ لمن حرمه من والده قتلاً أو أسراً، وهل يعتذر شعبٌ لعدوٍ قتل عشرات الآلاف من أبنائه، وما زال يقتل، وهل يعتذر لاجؤون طردوا من ديارهم، أو مشردون هدمت بيوتهم، أو منكوبون في وطنهم وشعبهم، أم يعتذر أصحاب الحق للمستوطنين المغتصبين، وللوافدين الغرباء،

لا اعتذار لهم، وليس منا من يعتذر إليهم أو يتأسف، ولا ندم على فعلٍ قمنا بها، ولا على مقاومةٍ سبقنا بها، ولا أسى على ما قدمنا من ضحايا أو شهداء، ولا تأنيب لمقاومين حاولوا الثأر والانتقام، أو سعوا للضغط والإكراه، ليجبروا العدو على الخضوع والقبول، بتحرير أسرانا وهم الأبطال، وعودة أبنائنا وهم الأعزاء، واستعادتهم وهم الغر الميامين،

لا اعتذار لنبقى كباراً، ولا أسف لنبقى كراماً، ولا ندم لنبقى محترمين، ولا احساس بالذنب لنبقى أعزة، ولا لعن لماضينا وتجريم لتاريخنا، ولا تنكر لشهدائنا ولا تخلي عن أبطالنا، لا اعتذار إلا لشعبنا الذي قصرنا في حقه، وللأسرانا الذين الذين عجزنا عن تحريرهم.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، الفلسطينيون، حماس، المصالحة الفلسطينية، اليهود، الإعتذار،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-06-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  يومٌ في الناقورة على تخوم الوطن
  فرنسا تضيق الخناق على الكيان الصهيوني
  ليبرمان يعرج في مشيته ويتعثر في سياسته
  يهودا غيليك في الأقصى والكنيست من جديد
  عيد ميلاد هدار جولدن وأعياد الميلاد الفلسطينية
  ليبرمان يقيد المقيد ويكبل المكبل
  سبعون عاماً مدعاةٌ لليأس أم أملٌ بالنصر
  ويلٌ لأمةٍ تقتلُ أطفالها وتفرط في مستقبل أجيالها
  سلاح الأنفاق سيفٌ بتارٌ بحدين قاتلين
  دلائل إدانة الأطفال ومبررات محاكمتهم
  طبول حربٍ إسرائيلية جديدة أم رسائلٌ خاصة وتلميحاتٌ ذكية
  سياسة الأجهزة الأمنية الفلسطينية حكيمةٌ أم عميلةٌ
  العلم الإسرئيلي يرتفع ونجمة داوود تحلق
  نصرةً للجبهة الشعبية في وجه سلطانٍ جائر
  طوبى لآل مهند الحلبي في الدنيا والآخرة
  تفانين إسرائيلية مجنونة لوأد الانتفاضة
  عبد الفتاح الشريف الشهيد الشاهد
  عرب يهاجرون ويهودٌ يفدون
  إيلي كوهين قبرٌ خالي وقلبٌ باكي ورفاتٌ مفقودٌ
  إرهاب بروكسل والمقاومة الفلسطينية
  المساخر اليهودية معاناة فلسطينية
  الدوابشة من جديد
  المهام السرية لوحدة الكوماندوز الإسرائيلية
  المنطقة "أ" إعادة انتشار أم فرض انسحاب
  إعلان الحرب على "فلسطين اليوم" و"الأقصى"
  عظم الله أجر الأمريكيين وغمق لفقيدهم
  الثلاثاء الأبيض وثلاثية القدس ويافا وتل أبيب
  الهِبةُ الإيرانية والحاجةُ الفلسطينية
  هل انتهت الانتفاضة الفلسطينية ؟
  سبعة أيامٍ فلسطينيةٍ في تونس

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
خالد الجاف ، رحاب اسعد بيوض التميمي، تونسي، محمد الياسين، مصطفي زهران، رافد العزاوي، نادية سعد، كريم السليتي، العادل السمعلي، أحمد النعيمي، حسن عثمان، محمود سلطان، د- هاني ابوالفتوح، إياد محمود حسين ، رشيد السيد أحمد، إسراء أبو رمان، محمد يحي، حميدة الطيلوش، عمر غازي، يحيي البوليني، رضا الدبّابي، د - شاكر الحوكي ، وائل بنجدو، ضحى عبد الرحمن، فهمي شراب، صباح الموسوي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، صفاء العراقي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. خالد الطراولي ، محمد العيادي، مصطفى منيغ، د- جابر قميحة، فتحي الزغل، د. أحمد محمد سليمان، د- محمود علي عريقات، رافع القارصي، د. عادل محمد عايش الأسطل، فتحي العابد، حاتم الصولي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سليمان أحمد أبو ستة، د. أحمد بشير، د. مصطفى يوسف اللداوي، د.محمد فتحي عبد العال، فوزي مسعود ، صفاء العربي، صلاح الحريري، د. ضرغام عبد الله الدباغ، إيمى الأشقر، سفيان عبد الكافي، طلال قسومي، سعود السبعاني، د - صالح المازقي، سامر أبو رمان ، حسن الطرابلسي، سلوى المغربي، أحمد الحباسي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سامح لطف الله، محمد شمام ، عمار غيلوفي، عبد الله الفقير، محمد عمر غرس الله، ياسين أحمد، سيد السباعي، ماهر عدنان قنديل، علي الكاش، محمود طرشوبي، أبو سمية، جاسم الرصيف، د - عادل رضا، محمد الطرابلسي، مراد قميزة، يزيد بن الحسين، أ.د. مصطفى رجب، فتحـي قاره بيبـان، د. عبد الآله المالكي، الناصر الرقيق، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد ملحم، المولدي الفرجاني، صالح النعامي ، رمضان حينوني، محمد اسعد بيوض التميمي، د- محمد رحال، كريم فارق، د. صلاح عودة الله ، الهادي المثلوثي، عبد الله زيدان، محرر "بوابتي"، د. طارق عبد الحليم، د - محمد بنيعيش، صلاح المختار، مجدى داود، أشرف إبراهيم حجاج، د - مصطفى فهمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - المنجي الكعبي، أنس الشابي، د - الضاوي خوالدية، الهيثم زعفان، عواطف منصور، خبَّاب بن مروان الحمد، محمود فاروق سيد شعبان، عراق المطيري، سلام الشماع، عبد الغني مزوز، منجي باكير، علي عبد العال، أحمد بوادي، عبد الرزاق قيراط ، محمد أحمد عزوز، عزيز العرباوي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة