لماذا زاد الالحاد والكفر والضلال في هذا الزمن الغريب؟
رحاب اسعد بيوض التميمي - الأردن
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4453 rehabbauod@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
عندما عبد الانسان الاصنام وجعلها الواصل بينه وبين الله,واختار من هو أصم أبكم ﻻ ينطق وﻻ يفهم وﻻ يتحرك لكي ﻻ يستطيع نقل ما يفعله الانسان,ظنا منه انه بذلك في مأمن من اطلاع الله عليه،ﻻن ألهته بكماء ﻻ تستطيع نقل ما هو عليه وهذا من تزيين الشيطان،ولأن فطرة الانسان التي فطرعليها تحتاج روحانيات يتعبد بها,فاختار ما هو موافق لهواه وللشيطان,حتى حينما حاجج ابراهيم عليه السلام عبدة الاصنام بهدم جميع أصنامهم إلا كبير لهم لكي يوقع عليهم الحجة في سؤاله من فعل هذا بأصنامنا؟؟
اسألوا كبيرهم فلا يجيب،فكيف إذاً تعبدون من ﻻ يمكن التفاهم معه؟؟
ثم اخذ يبارزهم بأن القمر أكبر وأفضل للعبادة,ثم ناظرهم أن الشمس أكبر من القمر وضوئها وحرارتها هما الاصل,ثم عندما غابت حاججهم أنها ﻻ تنفع ما دامت تغيب,فهو يبحث عن الحقيقة ويريد منهم أن يُشغلوا عقولهم في البحث عنها,واستمر الانسان في غيه رغم الرسالات السماوية المتعاقبة التي توحد الله ﻻنه يريد أن يهرب من المسؤلية في مجاهدة النفس وتأديبها وضبط شهواتها,فاستمر في ضلاله الشاهد في الموضوع.
لقد اغترالانسان في هذا الزمان بانجازاته العلمية والتكنولوجية حتى اعتقد ان العقل البشري قوته خارقة ﻻ يقف أمامها أي شيئ في زمن الانقلاب التكنولوجي،وأصبح يدعو الى تحليل كل شيئ بالعقل حتى تسلل العقلانيون من جديد الذين يردون الايات والاحاديث الى العقل,فما توافق مع العقل أخذوه وما تعارض انتهوا عنه حتى لو أثبت العلم على استحالة وقوع موضوع معين فحصل إرتبكو وأثبتوا إمكانية حصوله بعد منعها,كمن كان يقول على استحالة وقوع تسونامي ﻻنه على المحيط وبعد حصولها أقرها علميا ﻻنه ﻻ يريد ان يعزيها الى القدرة الالهية المغايرة لقانون وحسابات البشر في حلول غضب الله كما حصل للامم السابقة.
فالانسان هوالانسان نفسه الذي يكابر ويعاند ﻻ يريد ان يتفكر في خلق السموات والارض فيتعظ مما يصيبه أو ما أصاب غيره من الامم أو يقع على ما ﻻ يوافق هواه،ﻻ يفرق عن انسان الجاهلية الاولى إلا انه استبدل عبادة الاصنام بتقديس البشر أو تقديس القدرة البشرية بمظاهرها المادية حتى أنسته الله,وبدل ان يزداد تعظيما لله بما انعم على الانسان بعقل جعله متحررا يستطيع من خلاله التطور وتسهيل حياته انشغل بتعظيم المخلوق دون الخالق دون حتى رد الجميل الى الله سبحانه الذي وهبه العقل الناقص ونسي قوله تعالى (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) ] الاسراء:85 [
((أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ))] الروم:8 [
حتى انحرف به التفكير عن قدرة الخالق الواهب لهذا العقل،وركز على تعظيم العقل البشري في التغيير،ومنع نفسه من التركيز والتبصرعن الجانب الاخر الذي فيه العوار والعجز,وهو عجز هذا العقل من اختراعات تحول دون حصول الكوارث الطبيعية أوحتى السيطرة على أضرارها من زلازل وأعاصير وحتى ثلوج غرق بشبر فيها كثير ممن تعرض لها,وزلازل تجعل عاليها واطيها بما تحدث من خراب.
فيا اصحاب العقول أي عقل هذا ﻻ يستطيع رغم الثورة التكنولوجية من الوقوف في وجه الطبيعة وحماية الناس من تخريبها ؟؟
وأي عقل هذا يقدر الابداع ويعظمه،وﻻ يقدر ويعظم صاحب وواهب هذا الابداع؟؟
ألم تتفكر أيها الانسان أن كل هذا العلم يحيطه النقص,فكم من مريض لم يستطيع كل العلم والدراسات العلمية من اكتشاف دواء له,وكم من فاقد لعقله لم يستطع العلم انقاذ عقله،فعاش تائها غير واعي وكم وكم وكم...........
ولكنه الانسان الذي ظن انه بتأييد الضلال سيرتاح ويُريح نفسه من عناء المعادة لزمن الماديات وما زال تائها يضل ويضل،ويدافع عن ضلاله.
اللهم احفظ علينا ديننا وايماننا واجعل زادنا منهم اكبر زاد.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: