البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

بعد زيارتي الأخيرة لتونس

كاتب المقال فتحي العابد - إيطاليا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7446


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الخطر الذي يهدد الثورة في تونس لا يكمن في بقايا النظام المطاح به فحسب، بل يأتي من بعض الفئات الإجتماعية التي لم تستوعب مفهوم الحرية المكتسبة بأبهض الأثمان، فتلجأ إلى استغلال هذه الحرية بزرع الرعب بين الناس بالإغتصاب، والنهب والسرقة والإعتداء على الأملاك العمومية والخاصة، ساعده على ذلك الخلل والضعف الذي يصيب المنظومة الأمنية، رغم أن العدد الجملي للقضايا المسجلة لدى مصالح الداخلية في الثمانية الأشهر الأولى 2012: 108561 قضية، الناجح منها: 79291 قضية، أي بنسبة 73 %.

لم تلجأ الحكومة الشرعية إلى الصرامة، وتفهم القاصي والداني أنها لاتتهاون في تطبيق القانون على الجميع وبدون استثناء، وحماية ثورتنا بالقوانين الإستثنائية التي لاتترك فيها مجال للغوغاء.. كما تلجأ الثورات الناجحة على مر التاريخ...
وما يزيد الطين بلة هو المعارضة التي تؤجج الفتن تلو الأخرى، وتعمل على تقطيع أوصال هذا المجتمع، كالسوسة تنخر عظام تونس. يعينها على ذلك الإعلام البنفسجي المتواطئ الذي يتعمد طمس الإنجازات،وكأنه إعلام ينتمي لبلد في حالة حرب مع الدولة التونسية، ويقف حائلا بين الشرعية والشعب.شتان بين أحزاب المعارضة في إيطاليا مثلا التي تضع يدها في يد الحزب الحاكم عندما تمر البلاد بأزمات، وبين المعارضة في تونس التي تعطل الإقتصاد وتمول الفوضى وأعمال العنف والتخريب وتنشر الفتن. الوضع الذي تمر به البلاد لا يسمح بمزيد التساهل مع أفراد هاته العصابات الخطيرة، ينبغي إخضاع الجميع لسلطة القانون وتطبيقه بصرامةعلى الجميع.

كنت موجودا داخل تونس في حملة "إكبس" ونادينا بتطبيق القانون وتفكيك منظومة الفساد التي مازالت تتصرف في البلاد وكأن الثورة لم تقع، رغم صعوبة الأمر.
كان أحد المتظاهرين يخاطب أحد أعضاء الحكومة: "قلنالكم إكبسوا فماذا فعلتم؟؟"
أجابه: "نحن نجتهد... نحن عازمون على المحاسبة مثلكم... ولكن الممارسة أصعب من المشاهدة من بعيد..."
لمت أحد الوزراء في اللقاء الوحيد مع سياسي تونسي في زيارتي الأخيرةعلى تباطؤهم في تحقيق الأولويات العاجلة للثورة، وتساهلهم في محاسبة أزلام النظام السابق، مذكرا إياه أن الرئيس المصري محمد مرسي استطاع القضاء على حكم الجيش في مائة يوم، بل لم يطلب منه ذلك الشعب المصري، لكنه أدرك أنه لاتقدم لثورتهم إلا بعد الحسم في بعض القضايا، ومن بينها المنظومةالعسكرية،ففعل، وحكومتنا في سنة تقريبا لم تستطع القضاء على التجمع..
أجاب: "ياأخي تغفل عامل الزمن.. تفكيك منظومة كاملة لها عشرات السنين من النشاط والتنسيق، مرتبطة بشبكة علاقات داخلية وخارجية يحتاج إلى وقت طويل ومناورات.."
أعتقد أن الحكومة أخطأت التقدير حين اعتمدت فقط على إقامة المؤسسات والتشريعات،وغرقت في الملفات دون خطاب سياسي لافت، وهذا أفقدها شيئا من المقبولية.

في تركيا هناك تركيز للمؤسسات،ولكن هناك أردوغان بشخصيته الفذة وبخطبه المدوية،أما في مصر رغم اتحاد وشراسة أعداء المشروع الإسلامي، فإن مرسي يقاومهم وينتصر عليهم بطلاقة لسانه الرهيبة، وبحضوره الملفت أمام جماهيره..
ما نزلنا للقصبة في حملة "إكبس" إلا تفاعلا مع استحقاقات هذه المرحلة التاريخية واللحظة المفصلية، ولوما على تأخر الحكومة في البت في بعض القضايا،وبعث رسالة قوية إلى إتحاد الشغل،ومعارضون بلا برنامج، و محترفي الصمت الرهيب لمدة 23عاما، ضحايا تسونامي23 أكتوبر..

الموقف الذي يمليه علينا الوطن هو التفاعل الإيجابي مع بعض الإنجازات التي يتم تحقيقها فعلا على أرض الواقع..من بينها الدراسة التي تمت لعدة مشاريع للتنمية في ولايات قابس والكاف والقيروان وتطاوين، وإحداث مشاريع أخرى في ولايات سيدي بوزيد وسليانة وجندوبة والقصرين،وإعادة تفعيل خط السكك الحديدية المتجه للساحل، والأهم من كل شيء هو 61 ألف موطن شغل جديد التي تم إحداثها، نتج عنه تقلص في البطالة بنسبة 1,3% لتستقر فى حدود 17,6 % مع موفى الثلاثي الثاني للسنة الحالية، زيادة على انطلاق المناظرات الوطنية لإنتداب 32 ألف موطن شغل بالقطاع العمومى قبل موفى ديسمبر 2012 مما أدى إلى نسبة نمو بـ3،3% إلى حدود السداسية الأولى من السنة الجارية.
أما في القطاع السياحي فقد تجاوز عدد السياح لهذه السنة 5 ملاييــن، في حين بلغت المداخيل من العملة الصعبة 2400 مليار، وتشغيل أكثر من 400 ألف مواطن بصفة مباشرة، وأكثر من مليون بصفة غير مباشرة.
تيقنتأن المستقبل حافل بحول الله، ولارجوع للوراء، وأن سياسة التجويع خلال 23 سنة لم تنفع،وأن الشعب التونسي دؤوب وحركي، كما تأكدت أن البنية التحتية في البلاد منهارة، استطاع شعبنا تجاوزها بالعمل والمثابرة والصبر، وكثرة الشاحنات الخفيفة والمتوسطة يأكد ماذهب إليه أحد الكتاب المغاربة في أن عموم الشعب التونسياستطاع بناء نفسه بنفسه دون انتظار الإعانة من الدولة، ولو كان ذلك وفق أسس الإتباع والإمتثال التي أرادها له فئة مجرمة تحكمت في رقاب الناس، والتي بدأت في التآكل والإنكماش في آخر عهد المخلوع.فلا تكاد ترى في تونس إلا تلك الأصناف من وسال النقل خلافالجارتيها المعروفتين بكثرة السيارات المتنوعة والفخمة،المخصصة لنقل الأفراد أكثر من البضائع ولا تتحمل طبيعة طرقات تونس.
أنا أوجه ندائي لشعبنا البطل أن يقف في صف الشرعية ويدافع عنها، وأن الواجب الوطني والتاريخي يدعونا لذلك، حتى لو مثلتها قوى أخرى غير الترويكا أمام الأخطارالمتربصة بالمشروع الثوري الوطني، واعلموا أن العدو الخارجي لن يقدر علينا دون الإستعانة ببني جلدتنا.

اليوم قوى الردة اجتمعت وكونت مايسمى "نداء تونس".هذا الحزب هو استنساخ للتجمع، لا نساند أعداء الوطن، وتذكروا حكاية الفأس بدون عصى حين ألقيتبين الشجر. فتوجس الشجر منها خيفة، فقالت شجرة حكيمة لأخواتها، إن لم يدخل فيإست هذه عود منكن فﻼ تخفنها..
فلا ننخرط في هذا الحزب،هؤلاء خرجوا من الباب فلا نسمح لهم بالرجوع من الشباك،ولا نتوقف عن كنس المفسدين في بلدنا، وبعد ذلك كل ناخب سيقيم عمل هاته الحكومة حسب رأيه، ويدونها على بطاقة الإنتخاب التي سيدلي بها في الإنتخابات القادمة إن شاء الله..


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليسار المتطرف، التجمعيون، حركة النهضة، نداء تونس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-10-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  بيع الجمل ياعلي
  الهدهد واللقاء الأول
  البغولية
  ابني بدأ يكبر
  ثروة العقول
  حتى لا ننسى..
  الدعوشة إعاقة ذهنية
  الجدية قيمة مفقودة في تونس
  بومباي Pompei عبرة التاريخ
  معنوية النضال
  علاقة النهضة بمنزل حشاد
  حنبعل القائد العظيم
   زرادشتية حزب الله
  بناء الإنسان
  تجديد الفهم الديني
  منزل حشاد
  لطفي العبدلي مثال الإنحدار الأخلاقي
  النهضة بين الفاعل والمفعول به
  حركة النهضة بين شرعية الحكم ومشرعتها الشعبية
  التمرد على اللغة العربية في تونس
  قرية ساراشينسكو “Saracinesco” صفحة من الوجود الإسلامي في شبه الجزيرة الإيطالية
  هروب المغترب التونسي من واقعه
  سياسة إيران الإستفزازية
  محاصرة الدعاة والأئمة في تونس
  المعارضة الإنكشارية في تونس
  حجية الحج لوالديا هذا العام
  إعلام الغربان
  المسيرة المظفرة للمرأة التونسية عبر التاريخ
  رسالة إلى الشيخ راشد الغنوشي
  الدستور.. المستحيل ليس تونسيا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد عمر غرس الله، محمد اسعد بيوض التميمي، الهيثم زعفان، د. عادل محمد عايش الأسطل، منجي باكير، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، طلال قسومي، محمد يحي، أ.د. مصطفى رجب، سامح لطف الله، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - محمد بنيعيش، د - مصطفى فهمي، د. مصطفى يوسف اللداوي، حاتم الصولي، حسن الطرابلسي، د. خالد الطراولي ، محمد أحمد عزوز، نادية سعد، رمضان حينوني، أحمد الحباسي، وائل بنجدو، المولدي الفرجاني، إسراء أبو رمان، صلاح المختار، د - صالح المازقي، إيمى الأشقر، محمد الطرابلسي، مجدى داود، د- جابر قميحة، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- هاني ابوالفتوح، سفيان عبد الكافي، محمد العيادي، رافع القارصي، يحيي البوليني، عبد الله الفقير، علي الكاش، يزيد بن الحسين، د - محمد بن موسى الشريف ، علي عبد العال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عزيز العرباوي، سلوى المغربي، سلام الشماع، رشيد السيد أحمد، د. طارق عبد الحليم، د - المنجي الكعبي، محمود سلطان، صباح الموسوي ، د- محمد رحال، محمد علي العقربي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عواطف منصور، أحمد بوادي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحي العابد، محمود طرشوبي، أشرف إبراهيم حجاج، صفاء العراقي، صلاح الحريري، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مصطفي زهران، عمار غيلوفي، عبد العزيز كحيل، ماهر عدنان قنديل، طارق خفاجي، أبو سمية، سعود السبعاني، الهادي المثلوثي، د - عادل رضا، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد الياسين، سامر أبو رمان ، الناصر الرقيق، فتحـي قاره بيبـان، د. أحمد بشير، مصطفى منيغ، كريم فارق، رضا الدبّابي، فهمي شراب، إياد محمود حسين ، أحمد النعيمي، فوزي مسعود ، فتحي الزغل، سيد السباعي، سليمان أحمد أبو ستة، العادل السمعلي، المولدي اليوسفي، مراد قميزة، محرر "بوابتي"، د.محمد فتحي عبد العال، محمد شمام ، عبد الرزاق قيراط ، جاسم الرصيف، محمود فاروق سيد شعبان، حميدة الطيلوش، ضحى عبد الرحمن، ياسين أحمد، د - شاكر الحوكي ، أحمد ملحم، تونسي، عمر غازي، عراق المطيري، د- محمود علي عريقات، عبد الغني مزوز، صالح النعامي ، د. صلاح عودة الله ، بيلسان قيصر، كريم السليتي، عبد الله زيدان، حسن عثمان، د. عبد الآله المالكي، د. أحمد محمد سليمان، د - الضاوي خوالدية، خالد الجاف ، صفاء العربي، أنس الشابي، رافد العزاوي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز