فتحي العابد - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 2027
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قضى سيدنا نوح 950 عاما يدعو الناس إلى الله فاختاروا الغرق، ودعا الحيوانات مرة واحدة فركبت السفينة.
المسألة تتعلق بالفطرة السليمة إذ يقال "غريزة سليمة أفضل من عقل مريض!"
الإنسان يحركه العقل والحيوان تحركه الغريزة، ومنذ سيدنا آدم إلى اليوم حافظت الحيوانات على غرائزها سليمة، بينما الإنسان فسدت غريزته وعقله.
حتى الذي يدافع عن المثلية الجنسية على أنها غريزة طبيعية لم ولن يستطيع أن يثبت حالة شذوذ واحدة عند الحيوانات، من يوم أن وجدت الخليقة، فالثيران تميل إلى الأبقار، والجمال تميل إلى النوق، والأسود تميل إلى اللبوات، والكباش تميل إلى النعاج، والحمير تميل إلى الأتان، والكلب يميل إلى الكلبة، والديك يميل إلى الدجاجة..
أما بني البشر عندما يمرض عقله تفسد غريزته، فيفعل ماتأنف الحيوانات أن تفعله.
عالمنا زاخر بالعلوم، منها: العلوم السياسية التي هي النظم السياسية، السيكلوجية هي علم النفس، والإيكولوجية هي علم البيئة، والأيديولوجية هي علم الأفكار، و البيولوجية هي علم الأحياء، والباثولوجية هي علم الأمراض، والميتوروجية هي علم الأرصاد، والراديولوجية هي علم الأشعة، والجيولوجية هي علم الأرض، والسيسيولوجية هي علم الإجتماع، أما البغولية فهي علم تحول الإنسان إلى بغيّل، فلا ينجب شيئا لأنه عقيم..
وهذا العلم لايحتاج الجامعات للحصول منها على أعلى الدرجات والشهائد، وإنما هو تصنيع ذاتي من الإنسان وهو غير مقتصر على فئة محددة من المجتمع، بل يشترك فيه المسؤول مع عامل النظافة، ودكتور الجامعة مع النجار، والطبيب مع الحداد، والمهندس مع الحوانتي، والمفتي مع الملحد، فلا تغرنك الثياب الأنيقة، ولايرق قلبك للثياب الرثة، ولا تفتنك الشهادات الجامعية، ولا تشفق على الأمية، يستطيع أي إنسان أن يمارس البغولية في مجاله!
عندما يتعرض المضطهد إلى ظلم من طغاته الحاليين ويتحسر على طغاته السابقين فهي من البغولية.
عندما يضرب الأب وتهان الأم فهي البغولية، عندما يأكل الأخ حق إخوته في الميراث فهي البغولية، عندما تحول المرأة من زوجة ورفيقة درب إلى جارية ووعاء إنجاب، فهي البغولية، عندما يقتل الشرطي المواطن لأنه لايوافق هواه أو العكس لأن الأول "طاغوت" وكلاهما مسلم، فهي البغولية، عندما يغمرنا الفايسبوك قبل أن نتغلب على الأمية داخلنا فهي البغولية، عندما لا تستطيع الطبقة الحاكمة صناعة الفرح والأمان لمن ائتمنهم فهي البغولية، إذا لم يجد صانع القرار من ينفذ ذلك القرار فهي البغولية ، إذا مارست غدا ماتراه اليوم غريبا فهي البغولية، عندما لا تتصرف في وطنك كما تتصرف وأنت في الغربة فهي البغولية، عندما يكون لدينا عشرات الآلاف من المغتربين، ولا نستطيع بناء استراتيجيات عليهم فهي البغولية، عندما ينسى المغترب الجذور التي قدِمَ منها فهي البغولية، عندما تزور الحقائق ويصبح الإعلام عبدا لمن يسيطرون عليه فهي البغولية، عندما يدمرون أوطانهم ويزعمون أنهم يطورونه فهي البغولية..!!
أنا لا أخاف من الموت ولكن أخاف أن تقتلني البغولية..!
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: