د. الضاوي خوالديه – تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7079 Dr_khoualdia@yahoo.fr
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لا يختلف اثنان في أن الشعوب العربية لم تثر على مستبديها الفاسدين المفسدين إلا بعد أن كسرت مطرقاتهم عظامها ومصّت أسرهم دمها وغصّت زنزاناتهم بأجسامها وكاد شعور الكرامة لديها يتبخر.
غير أن الشعوب العربية التي تثور الآن ( تونس، مصر، ليبيا، اليمن، سوريا) ما "نجحت" منها في إسقاط رأس النظام العفن إلا اثنتان ( ثالثتهما ليبيا ذات الوضعية الخاصة) باغتتا ثلاث قوى مضادة:
الغرب/ أوروبا وأمريكا ركب الموجة غامزا شعبي الثورتين بأنه يدعمهما بينما وفوده ومخابراته وأتباعه ( في الداخل ) يعملون على إجهاض الثورتين بشتّى الوسائل أو على الأقل إفقادهما الزخم الوطني الديمقراطي الاجتماعي المساواتي حتى تبقى مصالحه محفوظة ولعل تعامله مع بقية الثورات الجارية يؤكد مباغتته بالثورتين المـذكورتين فمشاركته الثورة في ليبيا على القـذافي ونظامه بأفتك الأسلحة وأكثر الهجومات تدميرا للبنية الأساسية الليبية ( مواني تجارية وعسكرية، مطارات مدنية وعسكرية، بواخر تجارية وحربية ، طائرات مدنية وحربية رابضة في المطارات ، معامل ، طرقات ، جامعات ، مستشفيات ، آبار نفط ، معامل تكرير النفط...) وقتلا لأعداد مهولة من المواطنين على أن شعار التدخل حمايتهم! لدليل على رعبه من الثورات الوطنية البحتة التي تضع أولوية أولوياتها مصالح شعبها والمحافظة على ثرواته وهويته فيفقد هو ( الغرب) مصالحه التي أصبحت مع الزمن حقوقا مشروعة له يراها غير قابلة للقطع ، ولعل موقفه من الثورة الشعبية السورية لفاضح تردده ولين عقوباته وحدة صوت مسؤوليه وإعلامه لأن الشعب يريد إسقاط النظام المستبد الفاسد والبديل لدى الغرب غير مضمون ، ٳنه وإسرائيل يريدان نظاما أسديا ممكيجا بلون ديمقراطي أو أكثر يطمئنهما على دوام الهدوء في الجولان وعلى التعاون معهما وقت الحاجة وعلى الاستعداد الدائم للحوار في أكثر من شأن من شؤون المنطقة ... ولا ضرر من لوكه شعارات الممناعة ومقاومة العدو الصهيوني ... إن الغرب الآن يقوم بدورين: الضغط على الأسد للقيام بإصلاحات توقف الثورة ، بث الفرقة بين فصائل المعارضة ( الإسلاميين والليبراليين واليساريين والقوميين...) وطوائف المجتمع حتى تنفجر البلاد ، في حال سقوط بشار الأسد ، طوائف كالعراق ولبنان ، وانقسام سوريا دويلات يكون بالنسبة إلى الغرب وإسرائيل أفضل من بقاء الأسد ، وٳني على يقين أن ثوار سوريا واعون بالخطر المحدق بهم .
دول الخليج الخليج دول عشائر أو شركات بترولية لا تتحمل تاريخيا وجود المؤسسات الدنيا للدول فكبف تصبر على ثورات وطنية ديمقراطية مدنية حداثية انفجرت على حدودها ( اليمن) وفي بعض دولها (البحرين) ؟ أصبرت السعودية وحلفاؤها قبل خمسة عقود على إسقاط الشعب اليمني نظام الإمامة المتخلف وتكوين نظام جمهوري بمساعدة عبد الناصر ؟ ألم تحشد كل حلفائها لمحاربة التغيير السياسي اليمني حتى تدمّر اليمن وانهزم عبد الناصر في حرب 1967 ؟ إن دول الخليج ، بقيادة السعودية ، باستثناء قطر في حدود تضيق وتتسع حسب ظروفها ، تعمل بكل قوة مادية وحلفائية وسياسية وإعلامية على الاستنقاص من قيمة الثورات البعيدة جغرافيا بتسميتها أزمات وتمرّدات واستقبال الهاربين من ناهبي أموال الشعوب وقاهريها ودعم المتمسكين بالسلطة على ثورة شعوبهم عليهم أما الثورة القريبة كاليمن الفقير موارد الغني رجولة وحضارة ووطنية وقيما نبيلة فان السعودية باتفاق مع الغرب ونظام علي صالح لن تسمح بنجاح ثورته الوطنية مادامت تمتلك القدرة على ذلك لأن ثورة وطنية يمنية تؤسس دولة ديمقراطية حديثة عادلة السيادة المطلقة فيها للشعب تعني زوال نظام آل سعود الـذي لم يكتف بجبر النساء على النقاب ولا بمنعهن من سياقة السيارة بل بجعلهن قاصرات سفيهات دوما مهما كان مستواهن العلمي والثقافي مصداق ذلك ما تفاجأت به أخيرا من وجود جمعية أو جمعيات نسائية اسمها : "ولي أمري أصلح لي من نفسي" رئيستها دكتورة! ما ذكرته نقطة من نهر السياسة الوهابية .لهـذا على اليمنيين الشجعان أن يواصلوا ثورتهم السلمية ويقووها بإقناع كل القبائل بالانخراط فيها وابتداع أساليب نضالية أخرى تدعمها والاستعداد الدائم لتقديم كتائب الشهداء والصبر على ما سيصل إليه اليمن من تدمير متعمد على يد السعوديين وأسرة علي صالح ينهيه ، بمشيئة الله وإرادة الشعب ، إعلان نصر الثورة ثورة اليمن العظيم معلم العرب .
القوى الداخلية المستفيدة مالا وجاها وسلطة من النظام الساقط رأسه : قد ألفت النعيم والثروة والرفاه والسلطة طيلة ستين عاما ثم فاجأتها الثورة فاستكانت رعبا من المحاسبة ثم اعتراها اطمئنان جعلها تستعيد نشاطها وقوتها لاسترجاع"مجدها" أو على الأقل حرمان الثائرين من جني ثمار ثورتهم ، وكانت محاولات الالتفاف على الثورة بطرق خبيثة ( قد أسهبنا في الحديث عنها في أكثر من مقال).
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: