ضحى عبد الرحمن - العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 1695
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
رجعت بذاكرتي قليلا الى الوراء واستذكرت في أحد خطب سيد المقاومة حسن نصر الله وهو يتهكم على الكيان الصهيوني، ومحذرا أياهم بأن هناك خلل في طريقة حفظ نترات الأمونيوم في تل أبيب، وقدم لهم النصح بحفظ النترات في أماكن بعيدة عن المدنيين لأنها يمكن أن تتحول الى قنبلة نووية، وهذا التصريح يقودنا الى عدة ملاحظات.
ـ ان سيد المقاومة يعرف خطر نترات الأمونيوم، وحذر من انها بقوة قنبلة نووية ومع هذا احتفظ بآلاف الأطنان في المرفأ الذي يسيطر عليه.
ـ لديه معرفة في طريقة حفط النترات، لذلك حذر الكيان الصهيوني من مغبة الخلل في طريقة الحفظ.
ـ لحزب الله سوابق في التعامل مع نترات الأمونيوم، وهذا ما كشف عنه في بريطانيا والمانيا وتايلند حيث وجدت كميات هائلة من النترات في مقرات تعود الى حزب الله.
ـ سبق لحزب الله ان استخدم نترات الامونيوم في تفجير موكب الرئيس اللبناني الشهيد رفيق الحريري، وزود بها بشار الأسد ليقصف شعبه بالبراميل المتفجرة، وتفجيرات أخرى ربما يكشف عنها في المستقبل.
ـ بعد نفي موزمبيق بأن شحنة الأمونيوم لا تعود اليها، وليس لديها فكرة عنها، يدل هذا على ان الشحنة تعود الى حزب الله. لذا احتفظ فيها في العنبر العائد له وهو العنبر رقم (12).
ـ فجر خبير المتفجرات الإيطالي (دانيلو كوبي)، ويسمى (سيد ديناميت) خيرا صاعقا لصحيفة (الكوربيري ديلا سيرا) الايطالية بأن انفجار المرفأ ناجم عن مستودع أسلحة، نافيا وجود مستودع مفرقعات (العاب نارية) وان الكمية التي أعلن عنها (2700) طن من نترات الأمونيوم ليس صحيحا. مشبها الحفاظ بهذه الكمية " كأن أحدهم شيد مسبحا اولمبيا، ووضع فيه تلك الكمية". مستدلا بأن سحابة دخان الأمونيوم الناجمة عن الإنفجار كانت بيضاء، وتحولت الى اللون الأحمر الفاتح، وهذا يدل على وجود معدن الليثيوم، الذي يستخدم في صناعة الصواريخ البالستية، كما ان سحابة انفجار نترات الأمونيوم تكون صفراء، ولا تنفجر نترات الأمونيوم بالحرارة فلابد من وجود صاعق. واستبعد وجود العاب نارية مع الإنفجار لأن الألعاب" لأنها لا تنفجر، وتحدث أصوات صفير وتتصاعد للأعلى"، مضيفا " لا يمكن ان يكون مستودع الالعاب نارية قرب إهراءات القمح لأنها تنتج غبارا يمكن ان يحترق بسرعة. وقدر ان كمية المتفجرات في مرفأ لبنان حوالي (3) طن، في حيت كانت الكمية في قنبلة هيروشيما (15) طنا؟
لندع هذه الملاحظات جميعها جانبا ونفكر في المسألة على نحو آخر، وبتهمل وخطوة خطوة لنصل الى الفاجعة.
ـ يعتبر حزب الله نفسه أساس محور المقاومة، وانه سيد المقاومة، وهذا يعني انه في حالة حرب مستمرة مع الكيان الصهيوني، والا كيف يقاوم بلا حرب او بلا سلاح، بل هو يحتفظ بسلاحة بحجة المقاومة.
ـ هذا يعني ان محور المقاومة يفترض ان يتأهب الى أي معركة يمكن ان يشنها الكيان الصهيوني على لبنان في غفلة، او على مواقع حزب الله تحديدا، وبالتالي سيرد حزب الله كما يفترض ردا موجعا على الكيان الصهيوني (في الزمان والمكان المناسبين) حسب الإسطوانة المشروخة.
ـ هذا يعني ان حزب الله من خلال منظومتة الإستخباراتيه حدد نقاط الضعف في الكيان الصهيوني، وبنى عليها أهدافه القادمة، في حالة نشوب الحرب بين الطرفين.
ـ إذن كيف يكشف نصر الله واحدة من أهم نقاط الضعف في الكيان الصهيوني ويدلهم عليها؟ بل ينصحهم بتوخي الحذر من الخلل الحاصل في مخازن نترات الأمونيوم، هل هناك طرف يقدم خدمات مجانية لعدوه، ويرشده الى نقاط ضعفه؟
ـ هل من العقول حمولة تبلغ قيمتها ملايين الدولارات ولا يعرف من هو مالكها؟ قال الوزير السابق غسان حاصباني الذي كان نائبا لرئيس الوزراء اللبناني في حكومة سعد الحريري: البضاعة كانت منقولة من بلد إلى بلد آخر، وانتهى بها الأمر في بلد ثالث دون مالك للبضاعة. لماذا انتهى بها المطاف هنا؟. اجرت وكالة رويترز مقابلات وعمليات بحث وتدقيق عن وثائق في عشر دول، سعيا لمعرفة المالك الأصلي لهذه الشحنة ولم تتوصل الى مالكها. فوجه الخبراء أصابع الإتهام الى الجهة الوحيدة القادرة على إدخال هذه المواد إلى لبنان دون حسيب أو رقيب أي حزب الله
ـ لننتقل الى النقاط الجوهرية في الموضوع، كيف نفسر قيام حسن نصر الله بتحذير الكيان الصهيوني من هذا الخلل، ويغفل الخلل عن حفظ وخطورة نترات الامونيوم في مخزنه (العنبر 12) والذي يفتقر الى ابسط شروط الأمان؟
ـ لماذا لم يقتل أي من قادة حزب الله في التفجير على أهمية المستودع وعائديته؟ هل أمر بسحب عناصره قبل التفجير.
ـ لماذا تزامن التفجير قبل اصدار اللجنة التحقيقية الحكم في قضية إغتيال الشهيد الحريري ببضعة أيام؟
اقول: هل تل أبيب عند حسن نصر الله أهم من بيروت؟ وهل الشعب الاسرائيلي أهم من اللبنانيين؟ وهل أمن سرائيل أهم من أمن لبنان؟ وهل من محيب على هذه التساؤلات؟
-------------
ضحى عبد الرحمن
كاتبة عراقية
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: