البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

قذافي جديد؟.. قيس سعيد يحثّ الخطى للإطاحة بمنظومة الحكم في تونس

كاتب المقال عائد عميرة - تونس   
 المشاهدات: 1480



أدار رئيس الحكومة التونسية المكلف هشام المشيشي، ظهره للأحزاب السياسية عملًا بتوصيات الرئيس قيس سعيد الذي أوصله إلى هذا المنصب، حيث اختار الذهاب نحو تشكيل حكومة كفاءات مستقلة، مستبعدًا دور الأحزاب فيها، حتى التي فازت بأغلبية مقاعد البرلمان.

هذا التمشي جعل العديد من التونسيين يدقون ناقوس الخطر على ديمقراطيتهم الوليدة، خاصة وأن الرئيس ما فتئ يعمل على ترذيل عمل الأحزاب السياسية ودفع الناس لسحب ثقتهم منها في سبيل فرض مشروعه الغامض الشبيه -وفق مراقبين- بمشروع زعيم ليبيا الراحل معمر القذافي.

التنكر للأحزاب
المشيشي، برر المضي في تشكيل حكومة كفاءات مستقلة غير متحزبة، باستحالة إيجاد صيغة لتكوين حكومة تجمع الأطراف السياسية في ظل تباين المواقف بين الفرقاء السياسيين وغياب ضمانات لأي استقرار سياسي للحكومة المقبلة، وفقدان المواطن الثقة في قدرة النخب السياسية على تلبية أبسط حاجياته.

رئيس الوزراء التونسي المكلف، قال إن "الاختلاف الكبير بين السياسيين، يحول دون تشكيل حكومة من جميع التيارات، ما يحتم (تشكيل) حكومة كفاءات مستقلة تمامًا، يتميز أعضاؤها بالنزاهة والتناغم". وأضاف المشيشي، في مؤتمر صحفي أمس: "المشاورات التي تمّت مع الأطراف السياسية، جعلتني أقدّر أن درجة الاختلاف بينهم كبيرة، وهذا لا يمكّن من تكوين حكومة تجمع السياسيين".

أكد المشيشي أن الواجب الوطني والمسؤولية يحتمان عليه تكوين حكومة إنجاز اقتصادي واجتماعي، مستقلة تمامًا وبعيدة عن منطق التجاذبات والخصومات السياسية، وتتوفر في أعضائها شروط النزاهة والنجاعة والجاهزية، تكون أولى أولوياتها المواطن وطلباته، حسب تعبيره.

وكان رئيس البلاد قيس سعيّد، قد كلف وزير الداخلية الحاليّ هشام المشيشي بتشكيل الحكومة، مستبعدًا الأسماء التي اقترحتها الأحزاب الرئيسية، والمشيشي رجل قانون، وشغل منصب المستشار القانوني للرئيس بعد أن كان مسؤولًا في عدة وزارات، وعُين وزيرًا للداخلية في نهاية فبراير/شباط 2020 في حكومة إلياس الفخفاخ الذي قدم استقالته.

معركة غير معلنة مع كل الطبقة السياسية
قرار هشام المشيشي اعتماد حكومة مستقلة، لم يكن ليكون لولا إصرار الرئيس قيس سعيد على ذلك، سعيًا منه لترذيل العمل الحزبي. ويرى الناشط السياسي التونسي سليم الهمامي في حديث لنون بوست أن قيس سعيد طرح منذ صعود نجمه برنامجًا يرذل العمل الحزبي حين قال في تصريح صحفي إبان حملته الانتخابية الانتخابي: "فليرحلوا جميعًا".

وضوح الرجل كان مبدئيًا، وفق الهمامي، ولعل ضغطه على إلياس الفخفاخ للاستقالة واستثمار أولويته في اقتراح "الشخصية الأقدر" والتي عارض في اختيارها كل مقترحات الأحزاب والكتل البرلمانية، دليل أولي على نية رئيس البلاد الدخول في معركة غير معلنة مع كل الطبقة السياسية.

ويشير محدثنا إلى أن الرئيس يدفع نحو خيارات تصعيدية عدة، من خلال محاولة فرض شخصية غير متحزبة، رغم مقترحات كتل برلمانية معتبرة وإجماعها على أحد اسمين حين تقديم ترشيحاتها، فكان ذلك بمثابة إعلان عداء مضمر.

اختيار المشيشي، وفق الناشط التونسي، كان متلازمًا مع فرض تمش يقصي الأحزاب ومشاركتها في حكومته، وهو ما أعلم عنه المكلف وكأن بأعماله وتنسيقه مع الرئيس وبطانته يتم في "الغرف المظلمة." مضيفًا: "ما انتهجه قيس سعيد وبطانته منذ تمرير استقالة الفخفاخ المشكوك فيها نهج صدامي مع أغلب الطبقة السياسية معولين في ذلك على خوف البعض من حل مجلس النواب واجتنابهم إعادة الانتخابات التشريعية، نظرًا لأفول نجمهم وتقهقر سمعتهم".

بدوره أكد الباحث التونسي عامر الحاجي أن قيس سعيد أقام خطابه منذ البداية على نقيض من المنظومة الحزبية حيث وضح وبين في أكثر من مرة أنه لا يؤمن بها كأداة للفعل السياسي، وأنه يسعى للقضاء عليها.

ويرى عامر الحاجي في حديثه لنون بوست أن الأحزاب هي من سرعت النسق وساعدت الرئيس عن وعي أو دونه في إنجاز مشروعه السياسي بسرعة وسلاسة، فهي من قامت بترحيل العملية السياسية وأساسًا تشكيل الحكومة إلى قرطاج.

وتتمثل كيفية مساعدة الأحزاب للرئيس في تنفيذ برنامجه في لفشلها في إدارة العملية السياسية وتواصل الأزمة داخل مجلس نواب الشعب، مما جعله أقرب إلى حلبة الصراع منه إلى مؤسسة سياسية سيادية وطنية، والصورة السيئة التي روجت للعمل البرلماني داخل تونس وخارجها.

معارضة منظومة الحكم
لم يدخل سعيد في معركة غير معلنة مع كل الطبقة السياسية فقط بل مع منظومة الحكم ككل، حيث سبق أن قال في وقت سابق إنه لا يملك برنامجًا، كما قال إنه معارض لكامل المنظومة القائمة بأحزابها ونظامها السياسي ونظامها الانتخابي.

التفاجؤ من الخطوات التي اتخذها قيس سعيد، وفق الباحث السياسي سعيد عطية مردود على أصحابه، ويرجع عطية الأمر إلى وجود خطأ كبير في قراءة شخصية الرئيس، فالبعض ظن أنه سيقع تطويع الرئيس سعيد وترويضه لكن هذا لم يكن ممكن لأننا إزاء رئيس من خارج الملعب السياسي الكلاسيكي ولا يملكون ملفات ضده، وفق قوله.

يؤكد محدثنا أن الرئيس يستغل أحسن استغلال فشل حركة النهضة في تشكيل الحكومة في المرة الأولى طيلة شهرين وإسقاط حكومة الفخفاخ من طرف مكوناتها الحزبية لينقض على الفرصة ويأتي بوزير أول يفرض عليه تشكيل حكومة دون أحزاب وفاء لبرنامجه وإمعانًا في إذلال الأحزاب السياسية حتى التي ساندته مساندة مطلقة.

ضرب الديمقراطية
تمشي قيس سعيد اعتبره العديد من التونسيين بمثابة الضرب المباشر للديمقراطية التونسية الناشئة، في هذا الشأن يقول عامر الحاجي، برنامج الرئيس معلوم الملامح وهو غير ديمقراطي، هدفه نسف للساحة السياسية وتقويض تام للانتقال الديمقراطي الذي تعرفه البلاد منذ يناير 2011، وما تبقى من ملامح الثورة.

ويعتقد الحاجي أن رؤية الرئيس تقوم على أربع مراحل، أولها ترذيل الأحزاب والجمعيات وأغلب الفاعلين السياسيين وإثبات فشلهم بل وخطرهم على الدولة، ومن ثم تغيير النظام السياسي، أو حل البرلمان وتعليق العمل الدستور والذهاب للعمل بالمناشير، وصولًا إلى إنهاء منظومة الأحزاب (بالقانون)، والسيطرة على الحياة السياسية.

تكرار لتجربة القذافي
هذا التمشي، شبيه جدًا بما اعتمده الزعيم الليبي معمر القذافي في انقلاب 1969، وفق عامر الحاجي، فيما يقول سليم الهمامي إن سعيد يراهن أمام غياب المحكمة الدستورية على المضي قدمًا في تركيز اللبنة الأولى لمشروع مجهول قاد ليبيا إلى أتون الحرب الأهلية وتفكيك أسس ومقومات الدولة.

بدورها ترى، الناشطة الجمعياتية التونسية منى العابدي أن الرئيس قيس سعيد يستغل الوضع الذي تمر به البلاد، حتى يكون قذافي جديد، فالمتتبع لعمل قيس سعيد قبل الانتخابات وبعدها يدرك أن هذا الشخص لا تهمه البلاد بقدر ما تهمه الأنا الأعلى، وفق قولها.

من مظاهر التشابه بين سعيد والقذافي رفض الاثنان الانتماء للأحزاب، فسعيد يقول "عشت مستقلًا وسأبقى مستقلًا وسأوارى الثرى مستقلًا لوحدي"، فضلًا عن الاشتراك في موضوع توزيع السلطة، فسعيد يطرح فكرة إعطاء دور محوري للمناطق أو الجهات وإعادة توزيع السلطة على المناطق المحلية وهذا عبر تعديل الدستور، وانتخاب مجالس جهوية وهذه الأخيرة تعين بدورها "ممثلين لها" من أجل أن تصل إرادة الشعب للسلطة المركزية، أي أننا أماما نظام جماهيري.



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

قيس سعيد، القذافي، قذاقي تونس، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-08-2020   المصدر: نون بوست

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صالح النعامي ، عزيز العرباوي، كريم فارق، محمد العيادي، أحمد الحباسي، نادية سعد، حميدة الطيلوش، صلاح الحريري، عبد الله زيدان، سامر أبو رمان ، يزيد بن الحسين، د. أحمد محمد سليمان، محمد عمر غرس الله، إسراء أبو رمان، عراق المطيري، د. أحمد بشير، أنس الشابي، د. عادل محمد عايش الأسطل، سيد السباعي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صباح الموسوي ، مراد قميزة، رشيد السيد أحمد، منجي باكير، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- هاني ابوالفتوح، فهمي شراب، د- محمد رحال، صفاء العربي، محمد أحمد عزوز، محمد الطرابلسي، رافع القارصي، د- جابر قميحة، عبد الله الفقير، طلال قسومي، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد ملحم، ضحى عبد الرحمن، جاسم الرصيف، فوزي مسعود ، محمود فاروق سيد شعبان، صلاح المختار، مصطفى منيغ، علي عبد العال، د - شاكر الحوكي ، يحيي البوليني، عواطف منصور، رافد العزاوي، د - الضاوي خوالدية، أبو سمية، د.محمد فتحي عبد العال، حسن عثمان، سلوى المغربي، رضا الدبّابي، د- محمود علي عريقات، وائل بنجدو، ماهر عدنان قنديل، أحمد بوادي، المولدي الفرجاني، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الغني مزوز، د. خالد الطراولي ، أ.د. مصطفى رجب، الهيثم زعفان، ياسين أحمد، تونسي، محمد يحي، د. طارق عبد الحليم، عمار غيلوفي، حسن الطرابلسي، حاتم الصولي، مجدى داود، سليمان أحمد أبو ستة، سفيان عبد الكافي، كريم السليتي، د - محمد بنيعيش، محرر "بوابتي"، محمد الياسين، الهادي المثلوثي، فتحي العابد، أشرف إبراهيم حجاج، د. مصطفى يوسف اللداوي، سلام الشماع، عمر غازي، فتحي الزغل، د - صالح المازقي، سامح لطف الله، د - مصطفى فهمي، إيمى الأشقر، محمود طرشوبي، علي الكاش، الناصر الرقيق، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مصطفي زهران، العادل السمعلي، خبَّاب بن مروان الحمد، د - المنجي الكعبي، عبد الرزاق قيراط ، فتحـي قاره بيبـان، إياد محمود حسين ، د. صلاح عودة الله ، رمضان حينوني، د - عادل رضا، د. عبد الآله المالكي، صفاء العراقي، د - محمد بن موسى الشريف ، خالد الجاف ، أحمد النعيمي، محمد شمام ، محمود سلطان، سعود السبعاني، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة