العشق الإلهي ... قواعد مست القلوب فحلقت بها إلى السماء
د.محمد فتحي عبد العال - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 2067
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مقدمة:
نجحت رواية قواعد العشق الأربعون للكاتبة التركية إليف شفق أن تستحوذ على اهتمام القراء وأن تحدث صدى في العالم فقد ترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة . استطاعت الكاتبة أن تدلف بقراءها بجرأة إلى أجواء رحبة من التصوف والتزود بحب الله عبر علاقة فريدة ربطت جلال الدين الرومي بصديقه المتصوف شمس الدين التبريزي..
فصول الرواية:
أجزاء الرواية، تُمثّل عناصر الكون الخمس بحسب أقوال الفلاسفة : ( الأرض: الأجزاء التي تكون صلبة ،متشربة، وساكنة. الماء:الأشياء السائلة تتغير،ولا يمكن التنبؤء بها. الريح: الأشياء التي تتحرك، تتطور، وتتحدى. النار: الشياء التي تدمر وتحطم. العدم: الأشياء، الموجودة من خلال غيابها.)
أحداث الرواية:
تدور الرواية حول حبكة درامية وشخوصًا وأحداثًا في حكايتين متوازيتين ومتبادلتين في خطين منفصلين من الناحية الزمنية ، فالخط الأول متأخر وتحديدًا في عام 2008 في ولاية مينيسوتا ، من خلال شخصية “إيلا روبنشتاين” وهي ربة منزل أربعينية متزوجة من طبيب أسنان تعاني من رتابة الحياة ومن الخيانات المتعددة لزوجها، والذي يشجعها على العمل كناقدة في دار نشر،كما تقف حجر عثرة في طريق حب ابنتها الكبرى جانيت لسكوت وعزمهما على الزواج. كانت أول مهمة عمل لإيلا بدار النشر الجديدة أن تكتب تقرير عن رواية تدعى (الكفر الحلو) لمؤلفها (عزيز زاهارا). ومن خلال قراءة (إيلا) لهذه الرواية أحبت سعي الدرويش الصوفي الملهم شمس التبريزي للقاء مولانا جلال الدين الرومي وذلك أثناء بحثه عن رفيق في رحلته الروحانية للعشق الإلهي مقتديا بقصة موسى والخضر وكيف أحدث اللقاء بينهما تغييرا كليا في شخصية جلال الدين بن الرومي والذي تحول من خطيب فقيه علي المذهب الحنفي و رجل دين ناجح وقبلة للمريدون والراغبين في العلم من كل أنحاء البلاد يزلزل مسامعهم بخطبه ومواعظه و مشتهرا بين أتباعه باسم "مولانا" إلى صوفي ملتزم، وشاعر عاطفي وداعية للحب ومبتكرا لرقصة الدراويش بل ومؤسسا أيضا لطريقته «المولوية»، القائمة على السماع والإنشاد والرقص في حلقات الذكر وعن ميلاد "طقس السماع" عند المولوية، يقول الرومي "هل تعرف ما السماع؟ هو سماع النداء، ونِسيان النفس، والوصال إلى الله، هو الغفلة عن الوجود، وتذوُّق البقاء في الفناء المطلق". وكيف أن شمس والرومي جسّدا معاً صوتا للحب الخالد وأدركت إيلا أن قصة الرومي مع شمس تلامس أوتار قصتها وأن الملجأ لها من مادية حياتها وروتينها هو الفكر الصوفي الروحاني الذي مثله شمس فهو النموذج المتدين الذي يفهم الدين على الحقيقة وأن كاتب الرواية، قد أرسلته الأقدار ليهديها إلى طريق الحب فبدأت رحلة الأتصال به. أما الخط الزمني الثاني فهو متقدم ويدور في القرن الثالث عشر بمدينة الأناضول قبل وبعد سقوط دولة الخلافة العباسية على أيدي المغول حيث تنتهي الأحداث سنة 1260 ميلادية. ، وتدور عن حياة شمس التبريزي صاحب مدونة "قواعد العشق الإلهي الأربعون"، وهو رجل من الصوفية المتفلسفة وقيل على المذهب الشيعي الإسماعيلي وكيف جمع القدر بينه وبين الرومي . ثم يتلاقي الزمانان، وتتشابك خيوط الماضي بالحاضر، فلقد نجحت شخصية شمس التبريزي أن تغير مجرى حياة “إيلا روبنشتاين” إلى الأبد كما غيرت حياة جلال الدين في الماضي ، فتحولت من إمراة عادية تعيش حياة رتيبة إلى عاشقة مجنونة كالرومي تضحي بكل شيء وتقطع آلاف الأميال من أجل بحثها عن الحب والذي جسده في واقعها الصوفي عزيز مؤلف الرواية والمصاب بالميلانوما والذي رأت فيه شخصية شمس فقررت أن تضحي بحياتها الأسرية ومستقبلها من أجل عزيز الحاضر الذي لا ينتظر مستقبلا بمرضه الخطير وكما غادر شمس الرومي فقد مات عزيز تاركا إيلا.
مبلغ العلاقة بين الرجلين :
بحسب عطاء الدين تدين في كتابه: بحثًا عن الشمس: من قونية إلى دمشق: (في أحد أيام العزلة، سأل مولانا شمسًا: «ألا تُبين لماذا وكيف جئت إلى قونية؟»، فقال: «في إحدى ليالي المناجاة، كنت أتضرعُ وأقول للمولى تعالى أما من أحدٍ من خاصتك يقدرُ على صحبتي؟ فبشرني ملكُ عالم الغيب أنه إن شئت نديم صحبة، فامض إلى قونية؛ فكان أن وصلتُ إلى حضرتكم).ومن وقت اللقاء الأول وصار شمس والرومي لا يفترقان فكان شمس للرومي الشيخ والمراد، الداء والدواء يقول شمس عن صاحبه: الرومي على حق، فهو ليس من الشرق ولا من الغرب، إنه ينتمي إلى مملكة الحب. إنه ينتمي إلى المحبوب. ويقول أيضا: "في نهاية المطاف، ماذا يهم في أي مدينة أمكث، مادام الرومي ليس بجانبي، فحيثما يوجد، توجد قبلتي".فيما يقول الرومي عن صديقه وقد حاول البعض الايقاع بينهما بحجة أنه رأى شمس يشرب خمرا فقال : اذهب فاني لا أرى شمسا بعيني وإنما أعرفه بقلبي .كما يصفه بقوله : 'شيخ الدين وبحر معاني رب العالمين، الأرض والسماء تبدو أمامه وكأنها قشة، لو أظهر جماله دون حجاب لما بقي شيء في مكانه، ولا ينبغي أن نفلت ذيل ثوبه من أيدينا إن أردنا إدراك الحقيقة• لو طلع لشمس لانعدمت الظلال• إن النجوم وإن كانت بلا عدد فإن قوتها على التجلّي أمام الشمس منفردة منعدمة
الفجوة بين مولانا والدرويش:
سرعان ما دبت الجفوة بين الرجلين ذلك أن طلاب مولانا الرومي لم ترقهم المكانة التي حظي بها التبريزي لدى أستاذهم فضلا عن عوام قونية ممن غضبوا من التحول المريب الذي لحق بمولاهم الرومي وغير حاله رأسا على عقب فنعتوه بالساحر والشيطان وحاولوا الإيقاع به والنيل منه بنشر الشائعات عنه والقاء الحجارة عليه في الأسواق، فغادر شمس قونية مغاضبا لشدة ما لاقاه من هذا العنت لحلب ، رغم استجداء الرومي له في أن يبقى في صحبته.هذا الفراق تسبب في الحزن والكمد للرومي فاعتزل الناس وبقي وحيداً في بيته لا يغادره ، مما دفع ابنه (سلطان ولد) للسفر إلى الشام حاملاً رسائل وقيل قصائد والده الرومي التي تقطر لهفة ولوعة على ملهمه التبريزي. كل هذا الرجاء جعل شمس يعود مرة أخرى إلى رفقة صاحبه الأثير فبقي في معيته قرابة سنتين ، ولكن سرعان ما تجددت المشكلات ما بينه وبين طلبة الرومي مرة أخرى، غير أن تلك الاختلافات كانت أمضى من ذي قبل ،ليغادر شمس صديقه إلي غير رجعة وهنا تتباين الروايات ففيما يذهب البعض إلى أن التبريزي قد سافر إلى مدينة خوي وبقي هناك حتى توفي ودفن بها، وثمة روايات أخرى تزعم مقتل شمس على يد طلبة الرومي وبغض النظر عن روايات اختفاء شمس، فإن مولانا الرومي قد قاسى طويلا في غياب ملهمه الروحي، فأنشد يقول): من ذا الذي قال إن شمس الروح الخالدة قد ماتت ومن الذي تجرأ على القول بإن شمس الأمل قد تولت إنّ هذا ليس إلا عدواً للشمس وقف تحت سقف وعصب كلتا عينيه ثم صاح ها هي الشمس تموت)
شب عروس:
مرض الرومي مرضاً شديداً جعله طريح الفراش، وفي السابع عشر من ديسمبر/كانون الأول عام 1273م، صعدت روحه إلى بارئها وقد أطلق مريديه على هذه الليلة اسم "شبِ عروس"، وتعني "ليلة العرس"، في اشارة إلى الوصال الأبدي ولقاء الحبيب بحبيبه. وقد لخّص مولانا حياته ورحلته ببضع كلمات قال فيها: "ليس أكثر من ثلاثة أقوال، كل حياتي عبارة عن ثلاثة أقوال: كنت فجّاً، فنضجت، فاحترقت".
قواعد العشق الأربعون :
الرقم أربعون:
لقد استطاعت الكاتبة أن تسحر نفوس متابعيها عبر أربعين قاعدة للحب والعشق وضعها شمس للأنسانية فنقلت الرومي ومن بعده إيلا إلى عالم من التسامح لا مكان فيه سوى للقلب وعن سر الرقم أربعين في الفكر الصوفي فيفسره عزيز، في رسالة منه إلى إيلا بمناسبة ميلادها الأربعين يقول فيها: إن الأربعين هي أجمل عمر للرجال والنساء..الأربعين في الفكر الصوفي ترمز إلى الصعود من مستوى إلى مستوى أعلى، وإلى يقظة روحية . فعندما نحزن نحزن لمدة أربعين يوما، وعندما يولد طفل فهو يستغرق أربعين يوما حتى يتهيّأ لبدء الحياة على الأرض، وعندما نعشق يجب أن ننتظر أربعين يوما حتى نتأكد من حقيقة مشاعرنا .لقد استمر طوفان نوح أربعين يوما..وفي الصوفية الأسلامية أربعون درجة تفصل بين الإنسان واللّه..
القواعد من الأولى للعاشرة:
يرى شمس في قاعدته الأولى أن معرفتنا بالله وحقيقة مشاعرنا نحوه في حقيقتها مرآة لإحساسنا ومعرفتنا بمكنونات أنفسنا حيث قال: (إن الطريقة التي نرى فيها الله ما هي إلا انعكاساً للطريقة التي نرى فيها أنفسنا، فإذا لم يكن الله يجلب إلى عقولنا سوى الخوف والملامة فهذا يعني أن قدراً كبيراً من الخوف والملامة يتدفق في نفوسنا، أما إذا رأينا الله مفعماً بالمحبة والرحمة فإننا نكون كذلك)
ويؤكد في قاعدته الثانية على هذه المعرفة بالنفس هي الطريق لمعرفة الله فيقول: (إن الطريق إلى الحقيقة يمر من القلب لا من الرأس، فاجعل قلبك لا عقلك دليلك الرئيسي. واجه، تحد وتغلب في نهاية المطاف على النفس بقلبك. إن معرفتك بنفسك ستقودك إلى معرفة الله)
وفي قاعدته الثالثة يتحدث عن الفهم الباطني للقرآن : (إن كل قارئ للقرآن الكريم يفهمه بمستوى مختلف بحسب عمق فهمه. وهناك أربع مستويات من البصيرة: يتمثل المستوى الأول في المعنى الخارجي، وهو المعنى الذي يقتنع به معظم الناس؛ ثم يأتي المستوى الباطني. وفي المستوى الثالث، يأتي باطن الباطن؛ أما المستوى الرابع، فهو العمق ولا يمكن الإعراب عنه بالكلمات، لذلك يتعذر وصفه)
ويمضي شمس في طريقته من أن البحث عن الله ليس في بيوته وحسب بل بالبحث عنه في القلوب العاشقة فيقول في القاعدة الرابعة: (يمكنك أن تدرس الله من خلال كل شيء وكل شخص في هذا الكون، لأن وجود الله لا ينحصر في المسجد أو في الكنيسة أو في الكنيس. لكنك إذا كنت لا تزال تريد أن تعرف أين يقع عرشه بالتحديد، يوجد مكان واحد فقط تستطيع أن تبحث عنه فيه، وهو قلب عاشق حقيقي. فلم يعش أحد بعد رؤيته ولم يمت أحد بعد رؤيته، فمن يجده يبقى معه إلى الأبد)
يقرر شمس في قاعدته الخامسة قدرة الحب على التغلب علي كافة الحواجز في مقارنة بديعة مع الفكر الحذر : (يتكون الفكر والحب من مواد مختلفة. فالفكر يربط البشر في عقد، لكن الحب يذيب جميع العقد. إن الفكر حذر على الدوام وهو يقول ناصحًا: احذر الكثير من النشوة. بينما الحب يقول: لا تكترث! أقدم على هذه المجازفة. وفي حين أن الفكر لا يمكن أن يتلاشى بسهولة، فإن الحب يتهدم بسهولة ويصبح ركامًا من تلقاء نفسه. لكن الكنوز تتوارى بين الأنقاض. والقلب الكسير يخبئ كنوزًا).
فيما تعكس القاعدة السادسة لجانب هام من جوانب شخصية شمس المتريث في الكلام والمستمع الجيد فالحقيقة قد تغيب حينما تتسارع الكلمات وتخرج بشكل غير محسوب: (تظهر معظم مشاكل العالم من أخطاء لغوية ومن سوء فهم ساذج. لا تأخذ الكلمات بمعناها الظاهري مطلقاً. وعندما تدخل دائرة الحب، تكون اللغة التي نعرفها قد عفى عليها الزمن، فالشيء الذي لا نقدر على التعبير عنه بكلمات، من غير الممكن إدراكه إلا بالصمت)
ويؤكد التبريزي على أهمية أن يرافقك أحد في رحلتك ليكون مرآتك وصوتك الداخلي، فتقول القاعدة السابعة: (الوحدة والخلوة شيئان مختلفان، فعندما تكون وحيداً، من السهل أن تخدع نفسك ويخيل إليك أنك تسير على الطريق القويم. أما الخلوة فهي أفضل لنا، لأنها تعني أن تكون وحدك من دون أن تشعر بأنك وحيد. لكن في نهاية الأمر، من الأفضل لك أن تبحث عن شخص، شخص يكون بمثابة مرآة لك، تذكر أنك لا تستطيع أن ترى نفسك حقاً، إلا في قلب شخص آخر، وبوجود الله في داخلك)
وفي قاعدته الثامنة يشير شمس الى أهمية التحلي بالصبر والإيمان فبعد كل ظلام دامس يعقبه فجر آتٍ لا محالة: (مهما حدث في حياتك ومهما بدت الأشياء مزعجة فلا تدخل ربوع اليأس. وحتى لو ظلت جميع الأبواب موصدة، فإن الله سيفتح درباً جديداً لك. احمد ربك! من السهل عليك أن تحمد الله عندما يكون كل شيء على ما يرام. فالصوفي لا يحمد الله على ما منحه إياه فحسب، بل يحمده أيضاً على كل ما حرمه منه)
ثم يضع شمس في قاعدته التاسعة تعريفا بديعا للصبر والملامح التي ينبغي أن يكون عليها الصابرين إذ قال: (لا يعني الصبر أن تتحمل المصاعب سلباً بل يعني أن تكون بعيد النظر بحيث تثق بالنتيجة النهائية التي ستتمخض عن أي عملية. ماذا يعني الصبر؟ إنه يعني أن تنظر إلى الشوكة وترى الوردة، أن تنظر إلى الليل وترى الفجر، أما نفاد الصبر فيعني أن تكون قصير النظر ولا تتمكن من رؤية النتيجة. إن عشاق الله لا ينفد صبرهم مطلقاً لأنهم يعرفون أنه لكي يصبح الهلال بدراً فهو يحتاج إلى وقت)
الرحلة نحو الحب لا تعرف اتجاها فطريقها النفس فيقول شمس في قاعدته العاشرة : (لا يوجد فرق بين الشرق والغرب، والجنوب والشمال. فمهما كانت وجهتك، يجب أن تجعل الرحلة التي تقوم به رحلة في داخلك. فإذا سافرت في داخلك ، فسيكون بوسعك اجتياز العالم الشاسع وما وراءه).
القواعد من الحادية عشر إلى العشرين:
وكشأن كل الرحلات الحياتية فلابد من مواجهة صعوبات حتي يتحقق الهدف المنشود والأمر ذاته ينطبق على الحب، فلا يمكن أن يتبلور الحب إلا بعد أن نكابد الألم في سبيله و هنا تأتي القاعدة الحادية عشر: (عندما تجد القابلة أن الحُبلى لا تتألم أثناء المخاض فإنها تعرف أن الطريق ليس سالكاً بعد لوليدها، فلن تضع وليدها إذاً؛ ولكي تولد نفس جديدة، يجب أن يكون ألم. وكما يحتاج الصلصال إلى حرارة عالية ليشتدّ، فالحب لا يكتمل إلا بالألم)
ثم يرصد التغييرات التي تلم بالنفس والنضوج الذي يصاحبها عند البحث عن الحب فيقول في قاعدته الثانية عشر: (إن السعي وراء الحب يغيّرنا. فما من أحد يسعى وراء الحب إلا وينضج أثناء رحلته. فما إن تبدأ رحلة البحث عن الحب، حتى تبدأ تتغير من الداخل ومن الخارج).
أما القاعدة الثالثة عشر فهي القاعدة الذهبية للتبريزي التي ترسم معالم المعلم الحقيقي الذي يزرع في نفوس مريديه تقدير أنفسهم واحترامها : (يوجد معلمون مزيفون وأساتذة مزيفون في هذا العالم أكثر عدداً من النجوم في الكون المرئي. فلا تخلط بين الأشخاص الأنانيين الذين يعملون بدافع السلطة وبين المعلمين الحقيقيين. فالمعلم الروحي الصادق لا يوجّه انتباهك إليه ولا يتوقع طاعة مطلقة أو إعجاباً تاماً منك، بل يساعدك على أن تقدر نفسك الداخلية وتحترمها. إنّ المعلمين الحقيقيين شفافون كالبلور، يعبر نور الله من خلالهم)
وفي استجلاء رائع للنفس البشرية التي تخشى من المجهول وتهاب خوض التجارب الجديدة التي لا يعرف عُقباها ولكن كيف يمكننا أن نحكم على الجديد ولم نجربه وهنا جاءت القاعدة الرابعة عشر: (لا تحاول أن تقاوم التغييرات التي تعترض سبيلك، بل دع الحياة تعيش فيك. ولا تقلق إذا قُلبت حياتك رأساً على عقب. فكيف يمكنك أن تعرف أن الجانب الذي اعتدت عليه أفضل من الجانب الذي سيأتي؟)
لقد خلق الله الأنسان في أحسن تقويم و لقد أعطانا جميعاً الكم نفسه من الحب والاهتمام وهو ما تؤكده القاعدة الخامسة عشرة : (إن الله منهمك في إكمال صنعك، من الخارج ومن الداخل. إنه منهمك بك تماماً. فكل إنسان هو عمل متواصل يتحرك ببطء لكن بثبات نحو الكمال. فكل إنسان هو عبارة عن عمل فني غير مكتمل يسعى جاهداً للاكتمال. إن الله يتعامل مع كل واحد منا على حدة لأن البشرية لوحة جميلة رسمها خطاط ماهر تتساوى فيها جميع النقاط من حيث الأهمية لإكمال الصورة)
أما في القاعدة السادسة عشر فيؤكد شمس عن أن الحب هو الطريق لمعرفة الله فيقول: (من السهل أن تحب إلهًا يتصف بالكمال، والنقاء، والعصمة. لكن الأصعب من ذلك أن تحب إخوانك البشر بكل نقائصهم وعيوبهم. تذكر، أن المرء لا يعرف إلا ما هو قادر على أن يحب. فلا حكمة من دون حب. وما لم نتعلم كيف نحل خلق الله، فلن نستطيع أن نحب حقًا ولن نعرف الله حقًا)
وكما أن الحب طريقا لمعرفة الله فالحب أيضا هو السبيل لتطهير النفس من الدنس وشفاء القلوب من الكراهية والتعصب فيقول في القاعدة السابعة عشرة: (إن القذارة الحقيقية تقبع في الداخل، أما القذارة الأخرى فهي تزول بغسلها. ويوجد نوع واحد من القذارة لا يمكن تطهيرها بالماء النقي، وهو لوثة الكراهية والتعصب التي تلوث الروح. نستطيع أن نطهر أجسامنا بالزهد والصيام، لكنّ الحب وحده هو الذي يطهر قلوبنا).
أما القاعدة الثامنة عشر فهي ترسم صورة لحقيقة ذاتنا حافلة بالتناقضات بدرجات شتى وما الجنة والنار إلا حصاد قدرتنا على التعامل مع الجوانب المشرقة والمظلمة من أنفسنا وإذا ما تغلب الجانب المشرق عرفنا الله فيقول: (يقبع الكون كله داخل كل إنسان، كل شيء تراه حولك، بما في ذلك الأشياء التي قد لا تحبها، حتى الأشخاص الذين تحتقرهم أو تمقتهم، يقبعون في داخلك بدرجات متفاوتة. لذلك لا تبحث عن الشيطان خارج نفسك، فالشيطان ليس قوة خارقة تهاجمك من الخارج بل هو صوت عادي ينبعث من داخلك. فإذا تعرفت على نفسك تماماً وواجهت بصدق وقسوة جانبيك المظلم والمشرق، عندها تبلغ أرقى أشكال الوعي. وعندما تعرف نفسك، فإنك ستعرف الله)
محبة النفس والمصالحة مع الذات وتقديرها هي الطريقة المثلى للتعافي الاجتماعي و القدرة على تقديم المحبة للآخرين وهذا ما ذهبت إليه القاعدة التاسعة عشر: (إذا أراد المرء أن يغير الطريقة التي يعامله فيها الناس، فيجب أن يغير أولاً الطريقة التي يعامل فيها نفسه. وإذا لم يتعلم كيف يحب نفسه، حباً كاملاً صادقاً، فلا توجد وسيلة يمكنه فيها أن يحب. لكنه عندما يبلغ تلك المرحلة، سيشكر كل شوكة يلقيها عليه الأخرون. فهذا يدل على أن الورود ستنهمر عليه قريباً، كيف يمكن للمرء أن يلوم الآخرين لأنهم لا يحترمونه إذا لم يكن يعتبر نفسه جديراً بالاحترام؟)
وفي حديث شمس مع وردة الصحراء عندما طلب منها ترك البغاء يؤكدعلى أهمية اتخاذ الخطوة الأولى نحو التغيير مهما كانت تبعاته فيقول في القاعدة العشرون: (لا تهتم إلى أين سيقودك الطريق، بل ركز على الخطوة الأولى. فهي أصعب خطوة، يجب أن تتحمل مسؤوليتها. وما إن تتخذ تلك الخطوة، دع كل شيء يجري بشكل طبيعي وسيأتي ما تبقى من تلقاء نفسه. لا تسر مع التيار، بل كن أنت التيار)
القواعد من الواحدة والعشرين إلى التاسعة والعشرين:
وفي نظم بديع يؤكد شمس على تكفيل الحق في الأختلاف وقبول الآخر فهو من حقوق الإنسان، التي اقتضتها الحكمة الإلهية وهنا جاءت القاعدة الواحدة والعشرون: (لقد خُلقنا جميعاً على صورة الله ومع ذلك فإننا جميعاً مخلوقات مختلفة ومميزة. لا يوجد شخصان متشابهان، ولا يخفق قلبان لهما الإيقاع ذاته. ولو أراد الله أن نكون متشابهين لخلقنا متشابهين. لذلك، فإن عدم احترام الاختلافات وفرض أفكارك على الآخرين يعني عدم احترام النظام المقدس الذي أرساه الله)
يقرر شمس في قاعدته الثانية والعشرين لمنزلة القلب من الصوفي فهي عينه التي يرى منها العالم الداخلي : (عندما يدخل عاشق حقيقي لله إلى حانة، فإنها تصبح غرفة صلاته، لكن عندما يدخل شارب الخمر إلى الغرفة نفسها، فإنها تصبح خمارته، قلوبنا هي المهمة، لا مظاهرنا الخارجية. فالصوفيون لا يحكمون على الآخرين من مظهرهم؛ وعندما يحدق صوفي في شخص ما، فإنه يغلق عينيه ويفتح عينًا ثالثة ـ العين التي ترى العالم الداخلي)
ويؤكد التبريزي على ضرورة الحفاظ على الاتزان الداخلي دون مغالاة أو تفريط فيقول في قاعدته الثالثة والعشرين : (ما الحياة إلا دين مؤقت، وما هذا العالم إلا تقليد هزيل للحقيقة. والأطفال فقط هم الذين يخلطون بين اللعبة والشيء الحقيقي. ومع ذلك، فإما أن يفتتن البشر باللعبة، أو يكسروها بازدراء ويرموها جانبًا. في هذه الحياة تحاشى التطرف بجميع أنواعه، لأنه سيحطم إتزانك الداخلي.)
لقد احتل الانسان مكانة مميزة بين مخلوقات الله فهو خليفة الله والقائم على إعمار الأرض بالمحبة وهو ما فسّره التبريزي في قاعدته الرابعة والعشرين: (يتبوأ الإنسان مكانة فريدة بين خلق الله، إذ يقول تعالى: “ونفخت فيه من روحي”. فقد خُلقنا جميعاً من دون استثناء لكي نكون خلفاء الله على الأرض، فاسأل نفسك: كم مرة تصرفت كخليفة له، هذا إن فعلت ذلك؟ تذكر أنه يقع على عاتق كلّ منّا اكتشاف الروح الإلهية في داخله حتى يعيش وفقها)
وفي قاعدته الخامسة والعشرين يقترب التبريزي من مفهوم الجنّة والنار وينقلهما من العالم الغيبي إلى الواقع الملموس وأنهما داخلنا وبالقرب منا والتقلب بينهما رهنا بحالاتنا من الحب والكره فيقول: (إن جهنم تقبع هنا والآن، وكذلك الجنة. توقفوا عن التفكير بجهنم بخوف أو الحلم بالجنة، لأنهما موجودتان في هذه اللحظة بالذات. ففي كل مرة نحب، نصعد إلى السماء. وفي كل مرة نكره أو نحسد أو نحارب أحداً فإننا نسقط مباشرة في نار جهنم).
يتحدث شمس في قاعدته السادسة والعشرون، من أن حصائد أفعالنا وأقوالنا سواء أكانت طيبة أو سيئة فتحفظها الأقدار لنا ليوم ما قادم لا محالة: (إنّ الكون كائنٌ واحد ويرتبط كل شيء وكل شخص بشبكة خفية من القصص. وسواء أدركنا ذلك أم لم ندركه، فإننا نشارك جميعاً في حديث صامت. لا ضرر ولا ضرار، كن رحيماً ولا تكن نماماً، حتى لو كانت كلماتك بريئة، لأنّ الكلمات التي تنبعث من أفواهنا لا تتلاشى بل تظل في الفضاء اللانهائي إلى ما لانهاية وستعود إلينا في الوقت المناسب. إن معاناة إنسان واحد تؤذينا جميعاً وبهجة إنسان واحد تجعلنا جميعاً نبتسم)
يؤكد شمس على ضرورة تفريغ ذاتك من أي طاقة سلبية يبعثها بغض الآخرين لك وهذا ما أظهره في قاعدته السابعة والعشرين: (يشبه هذا العالم جبلاً مكسواً بالثلج يردد صدى صوتك، فكل ما تقوله سواء أكان جيداً أم سيئاً سيعود إليك على نحو ما. لذلك إذا كان هناك شخص يتحدث بالسوء عنك فإن التحدث عنه بالسوء بالطريقة نفسها يزيد الأمور سوءاً. وستجد نفسك حبيس حلقة مفرغة من طاقة حقودة. لذلك انطق وفكّر طوال أربعين يوماً وليلة بأشياء لطيفة عن ذلك الشخص. إنّ كل شيء سيصبح مختلفاً في النهاية، لأنك ستصبح مختلفاً في داخلك)
وفي ثنايا اجابة شمس على سؤال كيميا (ابنة الرومي) حول حقيقة مفهوم حتمية القدر عبر قاعدته التاسعة والعشرين، يتجلى لنا فكرا مستنيرا من أننا نشارك في تحسين أقدارنا وإن لم نستطع دفعها فيقول: (لا يعني القدر أن حياتك محددة بقدر محتوم. لذلك فإن ترك كل شيء للقدر وعدم المشاركة في عزف موسيقى الكون دليل على جهل مطلق. إنّ موسيقى الكون تعم كل مكان وتتألف من أربعين مستوى مختلفاً. إنّ قدرك هو المستوى الذي تعزف فيه لحنك. فقد لا تغير آلتك الموسيقية بل تبدل الدرجة التي تجيد فيها العزف).
القواعد من الثلاثين إلى الأربعين:
وفي القاعدتين الثلاثين والواحد والثلاثين يتعرض التبريزي لصفات الصوفي وخصائصه فيقول :(إن الصوفي بحق هو الذي يتحمل بصبر، حتى لو اتُهم باطلاً، وتعرض للهجوم من جميع الجهات، ولا يوجه كلمة نابية واحدة إلى أي من منتقديه. فالصوفي لا ينحي باللائمة على أحد. فكيف يكن أن يوجد خصوم أو منافسون أو حتى آخرون في حين لا توجد نفس في المقام الأول؟ كيف يمكن أن يوجد أحد يلومه في الوقت الذي لا يوجد فيه إلا واحد؟. ) ويقول (إذا أردت أن تقوي إيمانك، فيجب أن تكون لينًا في داخلك. لأنه لكي يشتد إيمانك، ويصبح صلبًا كالصخرة، يجب أن يكون قلبك خفيفًا كالريشة. فإذا أصابنا بمرض، أو وقعت لنا حادثة، أو تعرضنا لخسارة، أو أصابنا خوف، بطريقة أو بأخرى، فإننا نواجه جميعًا الحوادث التي تعلمنا كيف نصبح أقل أنانية وأكثر حكمة، وأكثر عطفًا. وأكثر كرمًا. ومع أن بعضنا يتعلم الدرس ويزداد رقة واعتدالاً، يزداد آخرون قسوة. إن الوسيلة التي تمكنك من الاقتراب من الحقيقة أكثر تكمن في أن يتسع قلبك لاستيعاب البشرية كلها، وأن يظل فيه متسع لمزيد من الحب ).
إن العلاقة بين الأنسان وربه ليست بحاجة إلى وسطاء وكهنوت فكن أنت في علاقتك مع الله ولا تفرض منطقك على الآخرين وهو ما يرمي إليه شمس في القاعدة الثانية والثلاثين: (يجب ألا يحول شيء بين نفسك وبين الله، لا أئمة ولا قساوسة ولا أحبار ولا أي وصي آخر على الزعامة الأخلاقية أو الدينية، ولا السادة الروحيون، ولا حتى إيمانك. آمن بقيمك ومبادئك لكن لا تفرضها على الآخرين، وإذا كنت تحطم قلوب الآخرين فمهما كانت العقيدة الدينية التي تعتنقها فهي ليست عقيدة جيدة).
إننا جميعا مغادرون إلى الموت فهوالمحطة الأخيرة و الاستسلام للجوهر الإلهي لا يعني ضعفا وسلبية وهو ما يوضحه التبريزي في القاعدتين الثالثة والثلاثين والرابعة والثلاثين فيقول : (على الرغم من أن المرء في هذا العالم يجاهد ليحقق شيئًا ويصبح شخصًا مهمًا، فإنه سيخلف كل شيء بعد موته). ويضيف (لا يعني الاستسلام أن يكون المرء ضعيفًا أو سلبيًا، ولا يؤدي إلى الأيمان بالقضاء والقدر أو الاستسلام، بل على العكس تمامًا. إذ تكمن القوة الحقيقة في الاستسلام ـ القوة المنبعثة من الداخل. فالدين يستسلمون للجوهر الإلهي في الحياة، يعيشون بطمأنينة وسلام حتى عندما يتعرض العالم برمته إلى اضطراب تلو الآخر)
إن التناقض والتنوع بداخلنا ظواهر صحية تستحق التأمل وبلوغ الكمال في الأيمان لا يتحقق إلا بالتدرج بين هذه الأطوار المختلفة ومضاهتها وهذا ما عبرت عنه القاعدة الخامسة والثلاثون: (في هذا العالم، ليست الأشياء المتشابهة أو المنتظمة، بل المتناقضات الصارخة هي ما يجعلنا نتقدم خطوة إلى الأمام. ففي داخل كل منا توجد جميع المتناقضات في الكون، لذلك يجب على المؤمن أن يلتقي بالكافر القابع في داخله، وعلى الشخص الكافر أن يتعرف على المؤمن الصامت في داخله. وإلى أن نصل إلى اليوم الذي يبلغ فيه المرء مرحلة الكمال مرحلة الإنسان المثالي، فإن الإيمان ليس إلا عملية تدريجية ويستلزم وجود نظيره الكفر)
حينما أخبر سليمان السكران التبريزي بأنّ هناك من يكيدون له استقبل التبريزي ذلك برحابة فالأقدار جميعها من صنع الله !!وهي محددة بدقة وحكمة الهية ومع هذا فلدينا الفرصة في كل لحظة من حياتنا أن نغير واقعنا أنها الجرأة في صنع البدايات وهذه قاعدته السادسة والثلاثون والسابعة والثلاثون والثامنة والثلاثون : (لقد خُلق هذا العالم على مبدأ التبادل، فكل امرئ يكافأ على كل ذرة خير يفعلها ويعاقب على كل ذرة شر يفعلها. لا تخف من المؤامرات أو المكر أو المكائد التي يحكيها الآخرون وتذكر أنه إذا نصب لك أحدهم شركاً فإن الله يكون قد فعل ذلك. فهو المخطط الأكبر. إذ لا تتحرك ورقة شجرة دون علمه. آمن بذلك ببساطة وبصورة تامة، فكل ما يفعله الله يفعله بشكل جميل) ويقول : (إن الله ميقاتي دقيق، إنه دقيق إلى حد أن ترتيبه وتنظيمه يجعلان كل شيء على وجه الأرض يتم في حينه، لا قبل دقيقة ولا بعد دقيقة. والساعة تمشي بدقة شديدة بالنسبة للجميع بلا استثناء. فلكل شخص وقت للحب ووقت للموت) ويضيف : (ليس من المتأخر مطلقاً أن تسأل نفسك، هل أنا مستعد لتغيير الحياة التي أحياها؟ هل أنا مستعد لتغيير نفسي من الداخل؟ حتى ولو كان قد تبقى من حياتك يوم واحد يشبه اليوم الذي سبقه فإن ذلك يدعو للرثاء، ففي كل لحظة ومع كل نفس جديد، يجب على المرء أن يتجدد ويتجدد ثانيةً. ولا توجد إلا وسيلة واحدة حتى يولد المرء في حياة جديدة وهي أن يموت قبل الموت)
وفي القاعدة التاسعة والعشرين نجد تقرير لحقيقة الاتزان الكوني :( يوجد انسجام كامل وتوازن دقيق في كل ما في الكون وكل ما فيه. وتتغير النقاط باستمرار، وتحل إحداهما محل الأخرى، لكن الدائرة تظل كما هي).
ثم تختتم الكاتبة روايتها بالقاعدة الأربعين جاعلة منها نافذة للبحث عن الحب داخلنا ...الحب بعنوانه المطلق أيا كان جوهره فهو الملاذ للحياة فتقول القاعدة : (لا قيمة للحياة من دون عشق. لا تسأل نفسك ما نوع العشق الذي تريده، روحي أم مادي، إلهي أم دنيوي، غربي أم شرقي.. فالانقسامات لا تؤدي إلا إلى مزيد من الانقسامات. ليس للعشق تسميات ولا علامات ولا تعاريف. إنه كما هو نقي وبسيط. العشق ماء الحياة، والعشيق هو روح من نار! يصبح الكون مختلفاً عندما تعشق النار الماء)
الخاتمة:
الرواية هي دعوة للتأمُّل في الكثير من أمور حياتنا، وهو ما نجح فيه الشق الخاص بقصة شمس والرومي إلا أن قصة إيلا وعزيز أحدثت ارباكا بدمجها المعاني الراقية التي جسدها شمس وقواعده التي تنشد الحرية طريقا للعشق الإلهي ، بممارسات لا تتفق مع الجوهر النبيل لهذه الرساله عبر البحث عن الحب خارج اطار الزواج ومصارحة إيلا لزوجها بذلك وتمني اقامة علاقة جسدية مع عزيز وقد كان باستطاعة المؤلفة أن تنقل رسائل شمس إلى الحاضر بشكل أفضل عبر تغيير داخلي في علاقة إيلا بأسرتها وزوجها على سبيل المثال والتوجه بها وأسرتها لطريق التسامح والتصوف الرحب وهو مالم يحدث .
د.محمد فتحي عبد العال
.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: