البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من يصالح من ومن يقاتل من ....!

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3771


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


(موضوع الندوة من ينهي الفوضى في العراق)

هناك مقولة سياسية قديمة / حديثة مشهورة في ألمانيا (Der krieg ernährt den krieg ) مفادها أن الحرب تغذي الحرب. وهذه غالباً تحدث في الحروب الداخلية، وبالطبع هناك دوماً متدخلون من الخارج، ولهم ممثلين في الداخل، وهناك أجهزة مخابرات لها أذرعها وأحياناً ميليشياتها، وهؤلاء سيكون لهم مجندون وأتباع ومريدين، وسوق رائجة للسلاح، وسوق أكثر روجاً للإشاعات، وهناك تنظيمات تروج للأفكار الهدامة العنصرية والطائفية والتكتلية، وكل ما يمزق المجتمع، إلى أن تبلغ الأمور لمستوى مقرف بكل معنى الكلمة، فترى مجاميع من زعران، وسرسرية من طراز منحط، وقتلة مأجورين، وخيار الناس يتوارون، وسياسيون فاسدون حتى النخاع يتصدرون المشهد، بل أنهم حتى يجاهرون بفسادهم دون حياء، وتراجع مستوى أخلاق المجتمع إلى درجة أن الكلمة المؤدبة تصبح نادرة، والحديث عن الوطنية وعن الحقوق الاجتماعية والاقتصاد الوطني، يتحول إلى مهزلة، وعاراً وشناراً يعرض صاحبة لأذى وشر مستطير.

نحن أوضاعنا صارت تصلح للأسف لكتابة مسرحيات، ترى كم تنطبق علينا مما يسمى (Black Comedy) الكوميديا السوداء أو ما يطلق عليه بالمضحك المبكي، يا للأسف ... يا للأسف ... أذكر عندما كانت الأحزاب الوطنية العراقية تختلف على برامج التنمية، وعلى تفصيلات صغيرة، وعلى طريقة تنفيذ مشاريع التنمية وحجم رأس المال الاستثماري في الخطط الخمسية والعشرية، ويدور خلاف حول حجم الأستثمار في الدخل القومي، أو في الأنفاق العام، وطبيعة الخطط، وخلاف على درجة التركيز على البناء الارتكازي لأن مردوده لا يظهر سريعاً، وكلام كثير في السياسة والاقتصاد، وكل هذا يبدو اليوم كنكتة ويثير نوبة ضحك قد تؤدي إلى جلطة والعياذ بالله ...

كيف لنا والحال هذا أن نطمح لمصالحة، مجموعة صغيرة من العقلاء، يدركون أخيراً رغم أن الحريق قد ألتهم السهل والجبل والحقل، حريق يكاد لا يبق ولا يذر، وما تبقى من القدرات وبتعبئة صالحة للبشر بالكاد يمكن توفيره مع مجموعة خبراء أتقياء بمستوى من النزاهة يصعب توفره، أقول بالكاد لأنني لا أريد أن أفقد الأمل، وأقول نحن شعب واحد، لنزيح جانباً من نط وتنطوط، وتعنتر، وصار يحاكي الأسود الضواري بالالتهام والافتراس، أقول بوضوح أننا لم نفقد الأمل بعد، وبوسعنا أن نبدأ، لكن ينبغي أولاً أن نطهر صفوفنا، فالأذرع الأجنبية ستحول دول ذلك لأنه بكل بساطة يخالف مصالحها، ولكن البدء سيحدث يوماً، وكأحتمالات أطرح ما يلي :

1. بعد أن ينفذ ما يتصارعون من أجله، أي بعد أن لا يبق شيئ يستحق التدافع والتصارع من أجله. وبعبارة عراقية شعبية (الشغلة ما جايبة فلوسها).
2. أن تنشب الحرائق في ديار المتدخلين (وهو احتمال قائم)، أو مصائب، تشغلهم عن مد أيديهم والعبث في بلادنا، أو عراك في مناطق فيها من اللبن والعسل أكثر من العراق.
3. أن يصاب التحالف الضباعي بالتفسخ ضد بلادنا بوصفه تحالف لصوص غير محترمون، فيختلف المتحالفون، وتحالف الحرامية غير المبدأي هو احتمال وارد دائماً، لذلك فذلك نضعه ضمن المتوقعات.
4. عندما تفوق كثرة خسائرهم في التدخل أرباحهم، فيتخلون عن اللعب، ويكتفون بسلامة العودة.

قد تبدو هذه الاحتمالات بعيدة أو قريبة، ولكني أرجح أن التاريخ لا يقبل الأحداث المؤسسة على تناقضات، والأمر هنا يشبه العمليات الفيزيائية المعقدة. قد لا يصدق هذا من لا يعرف التاريخ كعلم وليس كروايات وقصص وسوالف، علم قائم على معادلات وقواعد دقيقة، وحتميات، وتناقض، وكائن من كان يخالف هذه الحتميات إنما سيصاب جهده بالفشل في نهاية المطاف، وهنا لا تلعب المقاصد والنوايا أي دور.

والحق أن التطرف وتجاهل قوة التاريخ وعناصر وعوامل رئيسية وثانوية قد تودي بقادة أفذاذ وبرامجهم ونواياهم إلى الإفلاس، رغم أنهم وفروا لمشاريعهم من القوة الهائلة وأعتقد البعض بأن مشروعهم ناجح، بيد أن الفشل والعودة إلى المربع الأول حتمي ومؤلم إن لجهة الخسائر أو في الجهد المبذول.

والتطرف في مقدمة الأسباب الجوهرية التي تؤدي بالمشروع إلى الفشل مهما كان رائعاً على الورق وفي مخيلة صانعوا المشروع، والتطرف هنا، أن يتجاهل قائد المشروع قيمة القوى الأخرى، أو يبخس قيمتها، أو يعتقد بأنه قادر على القضاء عليها، وهو ما يفوق في الواقع طاقته وقدراته، وفي مقدمة ما نشير إليه من تطرف انتهى قديماً وحديثاً : الخوارج، المعتزلة، القرامطة، الماوية، التروتسكية، والباكونينية (الفوضوية) وسواهم كثير جداً في التاريخ القديم والوسيط والمعاصر.

يقول سيدنا على بن أبي طالب (رض) : إذا أختلف المقدار والتقدير فالعلة في التدبير ..... التدبير هي السياسة ...!

وفي الاعتبار غنى عن الأختبار .......

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المقال جزء من مقابلة تلفازية 11 / أيار / 2016


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، الصراعات المذهبية، الارهاب، داعش، الشيعة، السنة، التدخل الايراني، التدخل الامريكي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-05-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أقفاص الأسر على مر التاريخ
  مأزق هنية
  ماذا يحدث في بلاد العم سام
  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
إيمى الأشقر، محمود سلطان، د. أحمد بشير، ياسين أحمد، المولدي الفرجاني، د - عادل رضا، إياد محمود حسين ، د - صالح المازقي، محمود طرشوبي، نادية سعد، عبد الرزاق قيراط ، إسراء أبو رمان، وائل بنجدو، محمد علي العقربي، أ.د. مصطفى رجب، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد ملحم، صفاء العراقي، فتحي العابد، محمد الياسين، د - محمد بنيعيش، محمد العيادي، صباح الموسوي ، د. طارق عبد الحليم، كريم فارق، رمضان حينوني، سامر أبو رمان ، عبد الله الفقير، المولدي اليوسفي، سلوى المغربي، محمد الطرابلسي، فوزي مسعود ، خبَّاب بن مروان الحمد، مصطفي زهران، د - شاكر الحوكي ، حميدة الطيلوش، محرر "بوابتي"، مراد قميزة، عواطف منصور، فتحـي قاره بيبـان، د- محمود علي عريقات، طلال قسومي، صالح النعامي ، الهيثم زعفان، العادل السمعلي، حسن عثمان، أحمد النعيمي، أحمد الحباسي، فتحي الزغل، عبد الله زيدان، د - الضاوي خوالدية، عبد العزيز كحيل، د - مصطفى فهمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، كريم السليتي، حسن الطرابلسي، حاتم الصولي، عزيز العرباوي، د. صلاح عودة الله ، يزيد بن الحسين، أشرف إبراهيم حجاج، ضحى عبد الرحمن، مجدى داود، ماهر عدنان قنديل، الناصر الرقيق، طارق خفاجي، د.محمد فتحي عبد العال، سفيان عبد الكافي، سامح لطف الله، د. أحمد محمد سليمان، رشيد السيد أحمد، صلاح الحريري، عمار غيلوفي، تونسي، رافع القارصي، محمد اسعد بيوض التميمي، رضا الدبّابي، رافد العزاوي، د. عبد الآله المالكي، فهمي شراب، د- هاني ابوالفتوح، عراق المطيري، د - محمد بن موسى الشريف ، جاسم الرصيف، علي الكاش، د. عادل محمد عايش الأسطل، سعود السبعاني، محمد أحمد عزوز، منجي باكير، أحمد بوادي، د. خالد الطراولي ، يحيي البوليني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد شمام ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صلاح المختار، د- محمد رحال، عمر غازي، رحاب اسعد بيوض التميمي، مصطفى منيغ، محمد يحي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد عمر غرس الله، د - المنجي الكعبي، محمود فاروق سيد شعبان، خالد الجاف ، بيلسان قيصر، أبو سمية، علي عبد العال، سلام الشماع، سيد السباعي، أنس الشابي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- جابر قميحة، الهادي المثلوثي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سليمان أحمد أبو ستة، صفاء العربي، عبد الغني مزوز،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة