البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ماذا وراء المواقف الأمريكية

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3561


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قبل كل شيئ لابد من القول، في السياسة ولا سيما عند الغرب، وحتى الشرق الآن، لا يوجد شيئ أسمه صحوة أو ضمير أو أخلاق، وما جرى للعراق كان وما يزال يحدث مع سبق الإصرار والترصد، مخطط له حتى في أدق تفاصيله، وكل شيئ يدور تحت التسجيل والتوثيق صورة وصوت.

لابد لي بادئ ذي بدء أن أنوه، وهذا أجده ضروري جداً لتفهم باقي أطروحتي، أننا في المجلس السياسي العام لثوار العراق، الكيان السياسي الوحيد تقريباً الرافض لتقسيم العراق على أسس طائفية وعرقية وألأثنية. هذا إذا أستثينا تشكيلات صغيرة لا تقوى على إعلان رأيها بصراحة، طامعة ولو بجزء يسير هامشي من العملية السياسية رغم أنها متهالكة تلفظ أنفاسها، ولا تعيش إلا على مغذيات خارجية. والأمر لا ينطوي على فلسفة خطيرة، ونحن لا نضيف شيئاً على الحقائق الثابتة، بل أن تاريخ العراق المعروف والمكتوب يتجاوز السبعة آلاف سنة، والعراق موحد لا يعرف التقسيم ضمن حدوده التي حددها التاريخ والجغرافية، وهذا الرقص الذي نشهده على المسرح إنما جرى التخطيط له ليبلغ هذه الذروة، حسب المثل العراقي : أشوفك الموت حتى ترضى بالسخونة.

أطلعت مؤخراً على تقرير خطير الأهمية (تقرير الجمعية الأوربية لحرية العراق(EIFA) حول العراق) صادر عن دوائر الاتحاد الأوربي، وهو ينطوي على حقائق مجردة، مما يدل على أن جهات كثيرة وفي المقدمة منها اتحاد الأوربي، وأكثر منها الولايات المتحدة الأمريكية، لديها من المعلومات والإحصاءات ما لا تملكه جهات عراقية، فالاخطبوط الأمريكي يمد أصابعه في كل زاوية، فكل الأطراف الدولية تعلم بالأرقام والوقائع الدقيقة، أن هناك مكوناً عراقياً كبيراً يتعرض للتدمير والإبادة، في إطار مساعي محمومة تبذلها إيران للسيطرة التامة على العراق. بأتباع أساليب وحشية غير مسبوقة في التاريخ البشري، والولايات المتحدة تعرف أكثر من غيرها هذه الأساليب، ولم تبدي سخطها إلا اليوم فلماذا ؟

الولايات المتحدة بتقديري أدركت أن حليف الأمس شره له أخلاق الضباع، ولا يخلص لتعهداته، ويلعب وراء الكواليس وتحت الطاولة، ويمارس كافة الألعاب القذرة. ومسرح العلاقات الدولية المعاصر يشهد تحولات مهمة، ومستحقات تقف على الأبواب، وهناك مؤشرات تدل على ملامح الموقف المقبل في الشرق الأوسط، وفي مقدمة تلك تهالك النظام السوري الحليف لإيران، ولا تبدو آفاق الموقف اللبناني بأفضل منها، وهناك تصعيد بالكاد مسيطر عليه في مواجهة أوربية روسية حيال الأزمة الأوكرانية، وأوضاع هشة في الشرق الآسيوي، كل هذه بؤر توتر تنذر بالتهاب مفاجئ، وتمنح هذه المؤشرات التوازنات في الشرق الأوسط أبعاداً جديدة تستحق إعادة الحسابات.

الولايات المتحدة ليست ضد الطموحات الإيرانية، ولا ضد دورها كمثير للمشاكل ولكنها تريد أن تهذبه، وتخشى النهايات الحادة للأزمات، وأن تفقد نهائياً هذا الحليف المفيد المتعب، ولذلك تدخلت في اليمن، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وفي العراق كان تدخل الأمريكان دوماً ينبأ بأنها بصدد أنقاذ نظام الاحتلال الذي أنتجته بنفسها يوشك على الإفلاس السياسي، بعد أن أفلس اقتصادياً، ولم يعد له في الواقع أي معنى لوجوده، فالاحتلال ونتائجه باتت تقض مضاجع من سعى إليه، وها هم يحاولون اليوم لملمة الموقف وإعادة إنتاج نظام احتلال جديد.

لا يجوز مطلقاً وضع كل شيئ على شماعة الإرهاب، فهذا تغافل مقصود وتبسيط شديد غير مقبول لكارثة الاحتلال التي خلقت المقدمات المادية الموضوعة لنمو وتنامي مثل هذه التوجهات، ولماذا لا يسأل أحد عن منظمات وميليشيات إرهابية وفرق قتل تجول المدن العراقية قتلت مئات الألوف من خير أبناء العراق من كافة المكونات. ما يتعرض له العراق، اقتصاده وكيانه السياسي وشعبه بكل أطيافه منذ بدء الاحتلال إلى تدمير واضح، دون رد فعل يمكن وصفه بأنه سليم النوايا وواضح الأبعاد. فليس من الإنصاف مطالبتنا أن نهندس ردود الفعل كافة من مسهم الضر وجرفتهم آلة القتل وهدمت مدن بأكملها وشرد أهلها إلى البراري أو إلى المدن المجاورة الآمنة يدخلونها بكفيل وفيزا ..! ليس بوسعنا أن نطلب منهم رد الفعل هادئ في مسيرة دموية مجنونة، وفي الدفاع الغريزي عن الذات.

قلنا نحن ندين أي محاولة ترمي في مؤداها إلى تقسيم العراق، نعم نحن نعلم أن هدف تمزيق العراق، قد درس جيداً في أروقة المخابرات الأجنبية، وهو ليس بالعلاج البارع لمشاكل العراق الذي لعب دوماً دور بيضة القبان في توازنات المنطقة، والنتائج الحالية واضحة بما يكفي، فبعد زوال العراق السد غرقت المنطقة بالظلام والدماء، بعد أن غرقت بالمشاكل التي جرى تصديرها إليها، بسميها الإيرانيون (تصدير ثورة)، ويسميها الأمريكان (الفوضى الخلاقة)، أيقن الجميع أن العراق لعب طوال عقود طويلة من التوتر دور العامل الحسم الكابح للأزمات في حفظ الأمن والسلام والاستقرار.

المجلس السياسي في جميع علاقاته مع الدول والقوى والحركات والشخصيات، وكل من نلتقي بهم، أو من يودون لقاءنا، نؤكد دائماً على الحلول في معالجة جذر المشكلة وأساها هو الحل الانجح والدائم، ويكمن ذلك بتقديرنا في مراجعة شاملة للأحتلال ونتائجه، والعمل على إعادة اللحمة إلى الوطن الواحد الذي كان بوحدته منارة مشعة ليس للعراق فقط، بل لشعوب المنطقة والعالم، وإعادة إعماره وبناءه، والأمن والسلام لكافة العراقيين من الموصل إلى البصرة، ولا ريب أنها مهمة صعبة ولكنها ممكنة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقال جزء من مقابلة تلفازية من إحدى القنوات العربية بتاريخ 1 / أيار / 2015


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، الدولة الإسلامية، الشيعة بالعراق، سوريا، اليمن، السعودية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-05-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب
  نبوءة دقيقة
  الولايات المتحدة منزعجة من السياسة المصرية ...!
  لماذا أنهار الغرب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - مصطفى فهمي، د. خالد الطراولي ، د - محمد بنيعيش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد يحي، سعود السبعاني، أحمد بوادي، حسن الطرابلسي، صفاء العربي، منجي باكير، الهيثم زعفان، د. طارق عبد الحليم، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحـي قاره بيبـان، أحمد الحباسي، د - شاكر الحوكي ، محمد الطرابلسي، عراق المطيري، فوزي مسعود ، علي الكاش، نادية سعد، سفيان عبد الكافي، إسراء أبو رمان، د - الضاوي خوالدية، عبد الغني مزوز، محمود سلطان، رافع القارصي، محمد العيادي، سيد السباعي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. أحمد محمد سليمان، د - محمد بن موسى الشريف ، صفاء العراقي، المولدي الفرجاني، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد شمام ، خالد الجاف ، عواطف منصور، د.محمد فتحي عبد العال، د. صلاح عودة الله ، صلاح المختار، رشيد السيد أحمد، د. عبد الآله المالكي، أ.د. مصطفى رجب، ماهر عدنان قنديل، مصطفي زهران، أحمد النعيمي، تونسي، عبد الرزاق قيراط ، عبد الله زيدان، أشرف إبراهيم حجاج، أبو سمية، رافد العزاوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- جابر قميحة، خبَّاب بن مروان الحمد، رضا الدبّابي، مجدى داود، سليمان أحمد أبو ستة، رمضان حينوني، د- محمود علي عريقات، وائل بنجدو، حسني إبراهيم عبد العظيم، محرر "بوابتي"، سامح لطف الله، د. أحمد بشير، صالح النعامي ، د - صالح المازقي، محمود فاروق سيد شعبان، سلوى المغربي، صباح الموسوي ، محمد أحمد عزوز، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أنس الشابي، جاسم الرصيف، أحمد ملحم، د- محمد رحال، ياسين أحمد، العادل السمعلي، فتحي الزغل، كريم فارق، إياد محمود حسين ، سلام الشماع، ضحى عبد الرحمن، الناصر الرقيق، حميدة الطيلوش، فتحي العابد، د- هاني ابوالفتوح، محمد عمر غرس الله، محمد اسعد بيوض التميمي، سامر أبو رمان ، كريم السليتي، صلاح الحريري، محمود طرشوبي، يحيي البوليني، فهمي شراب، يزيد بن الحسين، عمار غيلوفي، مراد قميزة، عبد الله الفقير، مصطفى منيغ، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - عادل رضا، حاتم الصولي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد الياسين، عمر غازي، الهادي المثلوثي، طلال قسومي، د - المنجي الكعبي، عزيز العرباوي، حسن عثمان، علي عبد العال، إيمى الأشقر،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة