البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

أوجه اشبه بين أبي العلاء المعري وبشار الاسد
رهين المحبسين / رهين المحابس الأربعة

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4388


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ليس بمستغرب أن يتعرض القرار السياسي في دولة ما لضغوط شتى، ذاتية وموضوعية، داخلية وخارجية، الذاتية منها بسبب من معطيات الموقف السياسي والاقتصادي والعسكري في البلاد، والموضوعية منها تلك التي خارج متناول صناع القرار، ولكن القيادات السياسية تحسب تأثيرات كل من تلك العناصر حساباً دقيقاً، وتقدر وزنها في عملية اتخاذ القرار السياسي.

ولكن هناك بعض من الضغوط التي يتعرض لها صانع (صانعوا) القرار السياسي، وهي ذات بعد خارجي على الأرجح، وهي أخطر تلك الضغوط، كونها خارجة كلياً عن إرادة صناع القرارات السياسية من جهة، وأيضاً كونها ماسة بسيادة القرار ووطنيته من جهة أخرى، وهي تسلب قدراً (يتفاوت حجمه بتفاوت حجم وتأثير ذلك العنصر، أو العناصر)، وتقلص من حرية خيارات صانع القرار حرية التصرف، أو تؤثر في إجمالي الموقف، وقد يكون تأثيرها ضئيلاً، ضاراً، أو بالغ الضرر.

ومن تلك الضغوط، ما يطلق عليها في العلوم السياسية جماعات الضغط ( Pressure group)، أو عناصر الضغط (Pressure Element) ويمكن أن تكون عناصر الضغط هذه داخلية، أو خارجية، ولكن مهارة صناع القرار السياسي تكمن في مساعيهم التحرر من الضغوط، أو تقليص حجمها وتأثيرها، ليتمكنوا من صياغة مواقف تراعي بالدرجة الأولى مصالح الأمن القومي في بلادهم، أما إذا كثرت عناصر الضغط، وعظم تأثيرها في القرار السياسي، فإن مصالح الدولة الوطنية تصبح في مهب الريح وتحت تأثيرات ومصالح، يحتمل أن تتناقض بينها فتصبح ساحة القرار السياسي ملعباً لها تتجاذبها هنا وهناك، تبهت خلالها ألوان العناصر الوطنية وتشتد تأثيرات تلك الداخلة في القرار السياسي، والمهارة السياسية إنما تكمن في الأبتعاد قدر المستطاع عن تلك التأثيرات من خلال تنويع مصادر وجبهة الأصدقاء، والحلفاء، وتقليص مصادر ومرتكزات عناصر الضغط.

هذا إذا كانت القيادات تتمتع بالكفاءة، وقد تحوطت وعملت منذ وقت طويل على تأمين العوامل الثابتة والدائمة في الأمن القومي، واعتمدت خطط استراتيجية محكمة، وأخرى بديلة لتجنب أي تصدعات محتملة، أو تسرب لنفوذ قوى أجنبية إلى ميدان القرار السياسي، أما إذا كان الاعتماد على قوى أجنبية في الأمن القومي كخيارات ليس بالإمكان تجنبها، فتلك هي أسوء المآزق وأصعبها، فالهدف الأعلى لكل دولة هو الحفاظ على الدولة والمنجزات، ودون ذلك، يمكن تعويضه بسهولة أو بصعوبة، وتلك مسألة أخرى.

وفي ملاحظة دور وتأثير القوى الخارجية في القرار السياسي السوري، نجد أنه يندر أن شهد العصر السياسي الحديث، وحتى الوسيط، حجماً يضاهي ما يحصل في سورية، من تعدد عناصر الضغط : داخلية يتمثل بفيلق الفساد والقمع الذي بدون يقف النظام عارياً، ومحلياً بدور حزب الله المؤثر عسكرياً، وإقليميا بالدور الهام الذي تلعبه إيران عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، ودولياً المتمثل بالدور الروسي. والاستهانة بدور هذه العناصر تمثل استهانة بالاستقلال الوطني، وبثوابت الأمن الوطني والقومي، إن بصفة عامة، أو في التراجع عن الخصائص السورية والثوابت الوطنية. فالنظام فعل ويفعل كل شيئ وبصورة مدهشة للحفاظ للإبقاء على الحكم العائلي في سورية، حتى فقد قدرة السيطرة على إدارة القرار وصناعته. وإذا كان قد نجح طيلة الأربعين عاماً المنصرمة في الحفاظ عليه عبر سحق ممنهج، مسكوت عنه دولياً، لأعتبارات لا علاقة لها بالمصالح السورية.

ــ سورية تراجعت عن هويتها الوطنية / القومية، بل غدت سوريا: الدولة، الاقتصاد، الجيش، العقدة الرئيسية في البرنامج التوسعي الايراني في المنطقة، بشعارات طائفية. والنظام لا يريد من الأنظمام للفلك الإيراني سوى تأكيده المادي أن لا علاقة له بمعسكر العروبة والإسلام، هذا المعسكر الذي أصبح هدفاً لجهات دولية عديدة صارت ترى في الاسلام خطراً، وحدة الأمة، هاجساً يقض مضاجعها.

ــ تراجع النظام السوري، عن موقف سوري تقليدي عن خط الدفاع عن القضية الفلسطينية، لصالح تطمين إسرائيل، أو الغرب، والشرق، أن لا أهداف وطنية / قومية له، ولا شيئ مما يثير القلق، فهو لا يريد سوى البقاء في السلطة، وهو أمر لا يزعج أحداً من الأطراف الدولية.

ــ اتخذت هذه الفقرات تطبيقاتها الواقعية على الأرض، فطرح النظام السوري نفسه بشكل طائفي بحث، وتراجع عن مشروع الدولة الوطنية / القومية، فأشعل بذلك نيران الفتن، والتعصب والتطرف.

بماذا يتشابه رئيس هذا النظام بشار الاسد مع أبو العلاء المعري، مع الفارق ...؟

أبو العلاء المعري: كان ضريراً، ولكنه كان شاعراً كبيراً، حبسه العمى داخل نفسه، وحبس هو نفسه داخل بيته، فسمي رهين المحبسين.

بشار الأسد: طبيب عيون فاشل، ورث زعامة الحزب من أبوه، وكانت نهاية الحزب، صار وريثاً لأبوه في رئاسة يعد عملية تعديل جراحية، فكانت الطامة الكبرى، زج نفسه في ألعاب المخابرات فكانت كارثية، لم يعرف أن يعالج الناس، بل هو يقتلهم، ولم يعالج بصيرته، بل حبس نفسه أختياراً بأربعة محابس:

* محبس إيران التي تموله، وترسل له الرجال والسلاح.
* محبس روسيا، التي تدعمه بالسلاح والموقف الدولي.
* محبس حسن نصرالله، الذي يؤمن له ظهره في لبنان، ويقاتل ببضعة آلاف من الرجل المرتزقة أو المتعصبين.
* محبس فيلق السراق والمغتصبين والقتلة، من ضباط الأمن والمخابرات، والمنتفعين ومن يخشى تقديمه للمحاسبة، فهم اليوم من يقود المعارك ضد الشعب.

لست بالطبع في معرض الدفاع عن هذا الرجل، ولكني أجزم أن الوقت قد غدا متأخراً كي يستطيع أتخاذ قرارات ذات قيمةً. فقوى الضغط ستمنعه، وتحبط نواياه، إذ أن انسحابه من المسرح سيكون :

ــ مؤذياً بدرجة خطيرة لروسيا.
ــ وقاتلاً بالنسبة لأيران.
ــ وأنتحاراً بالنسبة لحسن نصرالله.
ــ والمثول في قفص الأتهام، لعناصر فيلق القتلة واللصوص والمرتشين، أمام محكمة سورية أو دولية.

ثم أن هناك تشابه آخر ربما يبدو متطابقاً : فالشاعر أبو العلاء المعري طلب أن يكتب على شاهد قبره : هذا ما جناه علي أبي وما جنيت على أحد. وهذا ما يردده بشار الأسد الآن في حياته قبل نهايته.

ألم أقل أنه رهين أربعة محابس ....؟


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سوريا، الحرب الأهلية، المقاتلون الأجانب، الجهاد بسوريا، الجماعات المسلحة بسوريا، بشار الأسد، أبو العلاء المعري،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-01-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب
  نبوءة دقيقة
  الولايات المتحدة منزعجة من السياسة المصرية ...!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد الحباسي، سلام الشماع، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. صلاح عودة الله ، د - مصطفى فهمي، علي عبد العال، ياسين أحمد، سلوى المغربي، المولدي الفرجاني، عمر غازي، د. عادل محمد عايش الأسطل، مصطفي زهران، د. أحمد محمد سليمان، ماهر عدنان قنديل، صالح النعامي ، أ.د. مصطفى رجب، أبو سمية، د- محمد رحال، إسراء أبو رمان، د - صالح المازقي، كريم فارق، جاسم الرصيف، عبد الله زيدان، سامر أبو رمان ، محمد الياسين، مراد قميزة، أشرف إبراهيم حجاج، حاتم الصولي، د. مصطفى يوسف اللداوي، الناصر الرقيق، د - عادل رضا، عبد الغني مزوز، إيمى الأشقر، أحمد النعيمي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، ضحى عبد الرحمن، د- محمود علي عريقات، فتحي العابد، سعود السبعاني، محرر "بوابتي"، يحيي البوليني، عواطف منصور، حسن الطرابلسي، د- هاني ابوالفتوح، خالد الجاف ، صفاء العراقي، عزيز العرباوي، رضا الدبّابي، د. عبد الآله المالكي، د- جابر قميحة، رشيد السيد أحمد، رحاب اسعد بيوض التميمي، طلال قسومي، وائل بنجدو، رافد العزاوي، د - الضاوي خوالدية، رمضان حينوني، د. خالد الطراولي ، العادل السمعلي، محمد اسعد بيوض التميمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، سيد السباعي، كريم السليتي، خبَّاب بن مروان الحمد، صلاح الحريري، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد الطرابلسي، عبد الرزاق قيراط ، إياد محمود حسين ، محمد عمر غرس الله، سفيان عبد الكافي، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. طارق عبد الحليم، محمد شمام ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أنس الشابي، رافع القارصي، فتحـي قاره بيبـان، صفاء العربي، عمار غيلوفي، د - المنجي الكعبي، عبد الله الفقير، منجي باكير، يزيد بن الحسين، عراق المطيري، محمود سلطان، محمد العيادي، سليمان أحمد أبو ستة، مجدى داود، نادية سعد، د. أحمد بشير، أحمد بوادي، سامح لطف الله، صلاح المختار، تونسي، د.محمد فتحي عبد العال، فتحي الزغل، محمد أحمد عزوز، د - شاكر الحوكي ، محمود طرشوبي، الهيثم زعفان، الهادي المثلوثي، صباح الموسوي ، أحمد ملحم، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فوزي مسعود ، مصطفى منيغ، علي الكاش، حميدة الطيلوش، فهمي شراب، حسن عثمان، محمد يحي، د - محمد بنيعيش،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة