البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

القول شيئ، والفعل شيئ آخر

كاتب المقال د, ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4549


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في بغداد تتحدث الحكومة عن السلم الاجتماعي وهذا جيد جداً، وفي بغداد يريدون تقليص الطائفية أو إلغاؤها من الحياة السياسية، وهذا جيد أيضاً، ويتحدثون أن لا طائفية في العراق الجديد، وهذا ممتاز، ولكن عود على بدء، لنتساءل من يريد الطائفية في العراق ومن يسعى إليها ..؟

إذا اتفقنا أن الطائفية هي جرثومة خبيثة، تنخر بالمجتمع وتقسمه أبناء الوطن الواحد والقومية الواحدة والثقافة الواحدة بل وسكان المدينة والحي ليصل الانقسام الطولي والعرضي إلى العائلة الواحدة. داخلياً : الأحزاب الوطنية والقومية والاشتراكية لها رؤيتها السياسية والنضالية البعيدة كل البعد عن الطائفية، بربكم من المستفيد من إحداث هكذا انشقاق عميق قاتل ومدمر كهذا غير الأجنبي، والأجنبي فقط، فلنفتش إذن عن الأجنبي وسنراه ماثل أمامنا، ويعرفه العراقيون جميعاً، حتى ضعاف البصر والبصيرة، والمدهش أن كل أعداء العراق من كل الملل يتفقون على تمزيق العراق، وفي هذا لا يختلفون، قد يختلفون على هذا الكعكة وعلى هذه اللحمة، أو تلك الشحمة، إلا أنهم لا يختلفون في العداء ضدنا، بل تجدهم يتفقون ويقولون السياسة مصالح، نعم أنها مصالح، والسؤال هو لماذا لا نعرف نحن مصلحتنا كعراقيين، هل سنتعلم الدرس بعد أن يقع الفأس على الرأس ....؟

وإذا أقمنا جرداً بسيطاً على أحداث الماضي القريب جداً سنتمكن من تحديد دقيق لمن يسعى للطائفية، وفي ذلك فائدة عظمى، هي أن الناس، ونحن نعرف السبب والمسبب والمتسببون، ولكن عموم الناس سيدركون بسهولة شديدة معززة بالأدلة والمنطق معاً، من هو مطلق الأبخرة والغازات السامة، ومن هم مستنشقوها، ومن يفعل كل ذلك، والوعي الشعبي العام لكافة مفردات الموقف وعناصره الخارجية والداخلية، وهذه ستكون نقطة تحول مهمة في تكوين موقف عراقي موحد.

المدهش أن يتمكن أمرء ما أن يقوم بأمرين متناقضين في آن واحد، وأن يروج لسياسات متناقضة، أن تكون لدية قناعات متناحرة من جهة، مسلحة بكواتم الصوت، والاغتيال، ومن جهة أخرى من المدهش أن يكون ضمن قدرة سلطة ما القانون والمحاكمة والحاكم والشرطة والجيش وكل من يحمل السلاح في البلاد ويلجأ فوق ذلك للمليشيات، التي لا معنى لها سوى أن هذا الطرف يلجأ إلى الحل الطائفي والتهيج الطائفي والمناطقي، وهذا ليس من شأنه أن يساعد في شيئ،، ولن يساعد لا في إيجاد حلول سياسية ولا حلول أمنية، ومن يريد أن يتأكد فلينظر ماذا حل بمليشيات بشار الأسد من الشبيحة وغيرهم في سورية، وإلى أية نتائج آلت وستؤول.

الرهان على القوة خاسر، والرهان على تحويل الحقائق والعناصر التاريخية خيارات مؤقتة وفاشلة، لا تبني دولاً ولا بلداناً وانظروا كم كانت خيارات ستالين خائبة في تحويل قسري للحقائق الديمغرافية والجغرافية، المثل يقول كل مشكلة ولها حل وحلال، لا يوجد شيئ يستعصي على العقل البشري، ولكن لابد من توفر الإرادة أولاً.

باعتقادي أن صب الماء على الحديد الساخن ليس هو الحل، والحلول المؤقتة ليست حلولاً، ربما هي تضميد لجرح بحاجة إلى علاج شاف، ولكن الحل يكمن أن نبعد النار عن الحديد كي لا يسخن، ولكي لا يحترق البيت، أما الحديث عن شيئ وفعل غيره، وطرح شعارات وممارسة عكسها، فهذا سوف لن يفيد في شيئ، ولن يحل مشكلة، وقتل أعداد جديدة من العراقيين على الهوية لا بالكواتم ولا بأعواد المشانق، سوف لن تحل مشكلة لا في بغداد ولا غير بغداد. الحل يكمن في أن يتمتع الجميع بالمسؤولية وبفن الإصغاء وقبول هموم الآخر، واحترام هواجسه، وغير هذا سيورط من يمتلك زمام الأمور أمام نفسه والشعب والتاريخ، وربما المحاكم.

في خضم حفلة الدم هذه، العراقي أينما كان فهو عراقي، عليه أن لا يضع التقسيم أو حكومات الأقاليم في فكره وأمام ناظره، كل عراقي مدعو اليوم إلى ترسيخ وطنيته، لنرفض المحصاصة، لنرفض أي فكرة أإقليمية ومناطقية، فهذه جميعها من مخلفات الاحتلال وأشباح الاحتلال.

بعيداً عن لهجة التهديد والوعيد، فهذه شبع العراقيون منها ولم تعد تخيف أحداً، نقول بوضوح، ليكف الطائفيون عن لعبتهم، ولو أن ربوع العراق قد تلطخت بالدماء، لكن كفى ليتنحوا جانباً، وليدعوا عراقاً جديداً ديمقراطياً يبزغ من بين الأنقاض، العراق كبير ويتسع للجميع، وسينهض من كبوته بسرعة ستذهل العالم، العراق الجديد لا يقوم على ذكريات الماضي وأوجاعه، العراق الجديد ستبنيه سواعد أجيال ذاقت النكبة، وتلك الخصومات الصغيرة كانت من بين الأسباب التي أدخلت الغربان السود إلى العراق، فلتكن من الماضي، فلننتصر على أنفسنا من أجل العراق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقالة جزء من مقابلة تلفازية بتاريخ 27 / أيار / 2013 مع إحدى القنوات التلفازية العربية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، الاحتلال، المقاومة، حكومة المالكي، الانتفاضة الشعبية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-05-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب
  نبوءة دقيقة
  الولايات المتحدة منزعجة من السياسة المصرية ...!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي عبد العال، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، المولدي الفرجاني، ماهر عدنان قنديل، طلال قسومي، وائل بنجدو، أبو سمية، فتحـي قاره بيبـان، محمد أحمد عزوز، منجي باكير، د. أحمد بشير، محمد العيادي، عراق المطيري، رافد العزاوي، عزيز العرباوي، الهادي المثلوثي، فهمي شراب، إياد محمود حسين ، حسن الطرابلسي، عواطف منصور، مجدى داود، أحمد بوادي، رحاب اسعد بيوض التميمي، إسراء أبو رمان، د - عادل رضا، إيمى الأشقر، صباح الموسوي ، د. أحمد محمد سليمان، مصطفي زهران، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محرر "بوابتي"، محمد عمر غرس الله، ياسين أحمد، أشرف إبراهيم حجاج، د - صالح المازقي، عبد الله زيدان، أحمد الحباسي، رمضان حينوني، محمود طرشوبي، فتحي العابد، د - محمد بن موسى الشريف ، سامح لطف الله، الناصر الرقيق، أحمد ملحم، د- محمود علي عريقات، صلاح المختار، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد يحي، عمر غازي، سفيان عبد الكافي، علي الكاش، يحيي البوليني، محمد شمام ، فتحي الزغل، فوزي مسعود ، محمد الياسين، ضحى عبد الرحمن، تونسي، د - الضاوي خوالدية، العادل السمعلي، كريم السليتي، صلاح الحريري، سيد السباعي، د - مصطفى فهمي، عبد الله الفقير، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. عادل محمد عايش الأسطل، سلام الشماع، د.محمد فتحي عبد العال، أ.د. مصطفى رجب، حسن عثمان، سامر أبو رمان ، محمود سلطان، د - المنجي الكعبي، د - شاكر الحوكي ، حميدة الطيلوش، الهيثم زعفان، محمود فاروق سيد شعبان، صالح النعامي ، مصطفى منيغ، سلوى المغربي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صفاء العربي، كريم فارق، د- هاني ابوالفتوح، د- جابر قميحة، د. صلاح عودة الله ، مراد قميزة، نادية سعد، د. مصطفى يوسف اللداوي، صفاء العراقي، رافع القارصي، رشيد السيد أحمد، د - محمد بنيعيش، رضا الدبّابي، أحمد النعيمي، عمار غيلوفي، د. طارق عبد الحليم، جاسم الرصيف، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الغني مزوز، د. خالد الطراولي ، أنس الشابي، سليمان أحمد أبو ستة، يزيد بن الحسين، د- محمد رحال، سعود السبعاني، محمد الطرابلسي، محمد اسعد بيوض التميمي، حاتم الصولي، عبد الرزاق قيراط ، د. عبد الآله المالكي، خالد الجاف ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة