البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الشعب العراقي واحد

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5067


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لم يطل اللهيب ليعم أرجاء العراق، فالعراقيون يقتلون بصرف النظر عن انتمائهم فداء للمصالح الأجنبية.

لا نحبذ استخدام كلمات ومصطلحات استوردت خصيصاً للعراق، هو عراق واحد موحد منذ بدء الخليقة، ليس فيه شمال أو جنوب، وليس فيه هذه الطائفة أو تلك، هو عراق موحد في كيان سياسي موحد، هو عراق موحد في نسيج ثقافي موحد، هو عراق لحمته أقوى من نفخ المستعمرون والإمبرياليون والطائفيون في كير خلافات وصراعات غير وطنية، هو العراق الذي شدت العروبة من أواصره، وأناره الدين بالحب والتسامح والمحبة ليعلو فوق الشتيمة والحقد والكراهية، وحدته أسمى من تلك المؤامرات.

التفجيرات التي طالت أربع محافظات هي بترتيبها الفني الدقيق، تنبأ عن نفسها : هي من تخطيط أستخباري أجنبي لجهة تمتلك اليد الطولى في العراق ولا تخرج عن دائرة : إيران أو أمريكا أو إسرائيل، فهي القوى التي تمتلك حصراً القدرات الفنية الرفيعة، وامكانية التحرك في طول العراق وعرضه، وحماية من أجهزة النظام وعيونه، بحيث تنفذ عملية ضخمة دقيقة بتزامنها وتأثيرها الدموي، خطة وفروا لها امكانات كبيرة، ممتازة في التخطيط والتنفيذ، ولعل هذا هو عيبها الوحيد بحيث كشفت عن نفسها بنفسها بسهولة شديدة، حتى لمن يصعب عليه الفهم.

وبصرف النظر عن الأهداف المعلنة أو المبيتة للتفجيرات التي حدثت في أربع محافظات، و التي يراد منها التغطية على مشاهد أخرى، مشاهد تدور فيها أحداث ذات طابع جوهري، بينما تبحث الحكومة عن حل لا يفضي إلى نتيجة جوهرية، والمحصلة المؤكدة لذلك هي أتساع الانتفاضة وتطورها الحتمي إلى أبعاد جديدة تكتسب فيه الحركة وتضيف مطالب جديدة، كما تتسع هوة فقدان الثقة والنتيجة المؤكدة هو تصاعد نضال المطالبين.

كنا قد تنبئنا في حديث سابق، أن أية إشكالية مهما بلغت من التعقيد هي قابلة للحل في إطار المحبة الوطنية، ولكن عناصر أجنبية لها نفوذها في البلاد ستدخل على الخط وتراهن على حلول لا تبحث في جوهر ما يعانيه العراق، بل تعتمد القوة والعنف، وشعارها في ذلك : فليخسر العراقيون المهم أن لا نخسر نحن العراق. ويتلقف العاملون الناشطون في ركاب الأجنبي هذا التوجه الدموي ويحولوه إلى فعاليات دموية في الواقع العراقي الملتهب أصلاً، في سيناريو مشابه لأحداث الثورة السورية، يفقد فيها الحاكم الوطني هيمنته على سير الأحداث، والخاسر فيها هو الشعب السوري والعراقي بكافة طوائفه، والرابح الوحيد هي المصالح الأجنبية إيرانية كانت أم غيرها.

منذ نيف وعشرة سنوات والشعب العراقي متحد في أمر رئيسي : وهو الاحتلال ولواحقه من قتل وتعذيب وتشريد وتجويع، الكل متحدون يتقاسمون المحنة. العراقيون يتقاسمون العذاب والمحنة وقبل ذلك أمر جوهري لا ينبغي أن يغيب عن البال في خضم الفرقعات والقرقعات، ألا وهو الشعور المر الذي لا تضاهيه مرارة، الإهانة التي ما بعدها إهانة، وهو شعور وإدراك العراقي أي كانت قوميته وديانته وطائفته أنه يخضع للاحتلال ودستور الاحتلال وقوانين الاحتلال، التي تحاول جاهدة أن توهم العراقي أنك : عراقي سني، وآخر عراقي شيعي، وآخر عراقي تركماني، وآخر عراقي مسيحي، وعراقي كردي، وعراقي صابئي، ولكنهم في نهاية المطاف كلهم في الهم عراقيون، الاحتلال وأزلامه وما نجم عنه أثبت هذه الحقيقة الناصعة للعراقيون جميعاً : كلكم عراقيون، وهذه هي الفقرة الرئيسية في هوية الجميع.

الشعب العراقي بمجموعه عبر محن وكوارث وأهوال عديدة في تاريخه، وسيتمكن من عبور هذه أيضاً، الخسائر ستمثل الرباط الذي يشد العراقيون لبعضهم من أجل إعادة بناء عراق جديد، الشعب أدرك هذه الحقيقة، وسيلمسها يوماً بعد يوم، القوى الأجنبية تحاول أن تنفذ خططها على مراحل، بكثير من الصواب، ولكن بأخطاء قاتلة أحياناً، وطالما أن الغبار ينقشع عن الهدف، فسيكون بوسع الجميع معاينة غاية المحتلين القريبة منها والبعيدة، مشاهدة عيانية / ملموسة وعندئذ ستتشكل حقائق جديدة كبيرة وعميقة. فاليوم نشعر وبعقلانية تامة وحدة العراق الطبيعية والأخلاقية، المادية والمعنوية.

اليوم بالذات نشعر أن المستهدف الأكبر هو وحدة العراق .... ولكن هم أرادوا أن يحطموا أجنحة العراق كي لا يحلق، ولكن الطبيعة جعلته ينبت أجنحة جديدة وبها سيطير ويحلق في الأعالي كما هو شأنه دائماً.

واحد ..... واحد ..... واحد .... الشعب العراقي واحد ......



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــ المقال جزء من مقابلة تلفازية مع إحدى القنوات العربية بتاريخ 28 / نيسان / 2013



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، الإنتفاضة السنية، الإنتفاضة بغرب وشمال العراق، جلاء الإحتلال من العراق، المالكي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-05-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - مصطفى فهمي، علي عبد العال، مصطفى منيغ، منجي باكير، صلاح الحريري، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رضا الدبّابي، فوزي مسعود ، عبد الغني مزوز، المولدي الفرجاني، مجدى داود، إيمى الأشقر، جاسم الرصيف، د - محمد بنيعيش، محمود فاروق سيد شعبان، طلال قسومي، محمد اسعد بيوض التميمي، محرر "بوابتي"، كريم فارق، محمود طرشوبي، سلوى المغربي، سامح لطف الله، العادل السمعلي، محمد شمام ، محمود سلطان، ياسين أحمد، عبد الله زيدان، أحمد بوادي، د - المنجي الكعبي، سعود السبعاني، إياد محمود حسين ، رشيد السيد أحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد يحي، صلاح المختار، سلام الشماع، د. عبد الآله المالكي، أحمد النعيمي، أشرف إبراهيم حجاج، عبد الرزاق قيراط ، صالح النعامي ، محمد الطرابلسي، حاتم الصولي، د. أحمد محمد سليمان، خبَّاب بن مروان الحمد، ماهر عدنان قنديل، د. طارق عبد الحليم، د- محمود علي عريقات، صفاء العربي، أبو سمية، رمضان حينوني، صفاء العراقي، د - صالح المازقي، سامر أبو رمان ، نادية سعد، د. أحمد بشير، د. صلاح عودة الله ، الهادي المثلوثي، د - محمد بن موسى الشريف ، رافد العزاوي، حميدة الطيلوش، عمر غازي، فتحـي قاره بيبـان، د.محمد فتحي عبد العال، د- هاني ابوالفتوح، أحمد ملحم، د. خالد الطراولي ، الناصر الرقيق، حسن الطرابلسي، الهيثم زعفان، فتحي العابد، خالد الجاف ، د. مصطفى يوسف اللداوي، صباح الموسوي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- محمد رحال، عمار غيلوفي، محمد أحمد عزوز، عواطف منصور، د- جابر قميحة، عراق المطيري، رحاب اسعد بيوض التميمي، حسن عثمان، يحيي البوليني، محمد الياسين، أ.د. مصطفى رجب، د - عادل رضا، سفيان عبد الكافي، سليمان أحمد أبو ستة، د. عادل محمد عايش الأسطل، كريم السليتي، محمد عمر غرس الله، محمد العيادي، تونسي، ضحى عبد الرحمن، عبد الله الفقير، د - الضاوي خوالدية، حسني إبراهيم عبد العظيم، أنس الشابي، رافع القارصي، إسراء أبو رمان، مصطفي زهران، د - شاكر الحوكي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحي الزغل، وائل بنجدو، علي الكاش، يزيد بن الحسين، عزيز العرباوي، فهمي شراب، سيد السباعي، أحمد الحباسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، مراد قميزة،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة