البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

العراق وساعة المستحقات الوطنية

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4569


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


مقابل تصاعد المد الشعبي في العراق، والتفاف متزايد من الجماهير العراقية، والطابع الوطني العراقي الصرف الذي يطبع النهوض الجماهيري بطالعه المميز الذي لا تخطئه العين ولا العقل، فيما يتواصل في النظام وأوساطه فكرة تجاهل المطالب الشرعية التي نالت تفهماً وقبولاً عراقياً شعبياً وعربياً وعالمياً، تجاوز وللمرة الأولى منذ عقد من السنوات الأشكال والأبعاد الطائفية، كما أندغم في العملية الصاعدة صوب التغيير وللمرة الأولى أيضاً سائر مكونات الشعب العرقية من كرد وعرب وتركمان، شملت العراق بأسره من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه.

ماذا يريد العراقيون ...؟

بعد سنوات عشرة عجاف، تشهد بتدحرج البلاد إلى مهاوي خيالية من السحق، والتدمير، وتسرب المال العام، في انحدار غير مسبوق على كافة الأصعدة، حتى نال العراق الدرجة الأولى في درجات الفساد، والقتل وانعدام الأمن، وتراجع مستوى الخدمات العامة، والصحية والتعليم في مقدمتها، وقوانين التهميش والمحاصصة والإبعاد والاستبعاد، والاجتثاث، وإشاعة الثقافة الطائفية، والإقحام المتزايد لقوى عسكرية أو شبه عسكرية ذات طابع طائفي، يبث في الحياة السياسية والاجتماعية تأثيراته غير الصحية، بما ينبئ باستحالة قيام مناخ وبالتالي عملية سياسية تؤدي إلى نتائج سليمة يمكن معها الحديث عن تطوير لمجتمع، ودولة يراد لها أن تكون دولة للجميع، بقدر متساو من الحقوق والواجبات.

هذا ما يريدوه العراقيون فهل في ذلك تطرف، أو دعوة للإرهاب، أم دعوة لمشاركة وانفتاح ..؟

دستور البلاد يشير بجلاء إلى طائفية في اتجاهات عديدة، جيش البلاد الذي كان دوماً يمثل قوة الوحدة العراقية، تحول إلى جيش ميليشياوي، الأحزاب الطائفية تقود التكتل الحكومي، وتجد الطائفية انعكاساتها الواضحة في سياسة الدولة الداخلية والخارجية، بل أن الهوس الطائفي لم يترك زاوية مهما كانت ضئيلة إلى وأقتحمها وعاث فيها تقسيماً، بما يعرض ولاءات العراقيين المشتركة إلى مخاطر جدية.

فهل المطالبة بإنهاء ذلك جريمة ..؟ أو مخالفة للتوجه الوطني ..؟

بيد أننا نعلم، ويعلم كذلك العراقيون جميعاً، أن الشؤون العراقية تتفاعل في العراق، وربما تناقش في العراق، ولكنها تحسم خارج العراق، ولكن بالطبع لغير مصلحة العراق المتحد، ولغير مصلحة العراقيين جميعاً، ونؤكد على حقيقة أكيدة، أن عراقياً (بما في ذلك المستفيدين من الساسة وحاشيتهم) لم يلق في أي بقعة من بقاع العراق بحياة كريمة آمنة في ظل هذه السياسة، ولا يستطيع عراقي واحد أن يفكر بجدية في الغد ناهيك عن المستقبل، وأن يخطط لعمل خاص أو عام له ولأسرته ولأولاده، ليكون بالتالي لوطنه، ليس هناك عراقي ضامن لوظيفته ولمصدر رزقه ولحياته وكرامته، ومن هنا فهو يعيش في قلق دائم، وفي حالة عدم استقرار دائمية صارت جزء من حياته. كل عراقي أعتاد على أن يزجر، إن طالب بحقوقه، وهن هنا شاع اليأس، والأساليب العنفية، في بلد لا يعرف مواطنوه طعم الراحة والأمن.

فماذا يفعل إنسان يشعر بكل هذا الانسحاق والإقصاء والتهميش، بكل هذا القلق وعدم الاستقرار والميل الجارف للعراقيين، الخبراء منهم، وغيرهم، للهجرة إلى خارج بلاده، ليذوق طعم ليلة واحدة ينام فيها بأمان واطمئنان، بلا خوف، ولا يحتاج لأن يتملق شخصاً أو مسؤولاً لينال حقه في الحياة، وأن يسافر إلى خارج العراق ليعود لبلده فرحاً، آمناً مطمئناً.

هل مواطن تجيش في نفسه كل هذا الإدراكات والمشاعر لا يحق له الغضب ..؟

وهل من الحكمة التعامل مع هذه المشاعر بالتجاهل والتعبئة المضادة والتهديد ..؟

هل نريد عراقاً لجميع أبناؤه ....؟

إن كان الجواب بنعم، فما أوضح الطريق، وما أصعبه أيضاً، لأنه يمر بخوانق عديدة. ولكن العراقيون أولي بأس شديد، أذرعهم وسواعدهم الصلبة معروفة ومجربة قادرون على عبوره، لنعبر جميعاً لكي ننعم بعراقنا جميعاً، عراق لا تمر قراراته عبر السفارة الأمريكية أو الإيرانية.

لنعمل على إنقاذ العراق طالما في القوس بعد منزع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه المقالة جزء من مقابلة تلفازية بتاريخ 2 / شياط / فبراير


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، الإنتفاضة السنية، الإنتفاضة بغرب وشمال العراق، جلاء الإحتلال من العراق،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-02-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أقفاص الأسر على مر التاريخ
  مأزق هنية
  ماذا يحدث في بلاد العم سام
  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سلام الشماع، رافع القارصي، د. طارق عبد الحليم، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الله الفقير، أحمد بوادي، ماهر عدنان قنديل، رضا الدبّابي، فتحي العابد، محمد عمر غرس الله، عبد العزيز كحيل، د. عبد الآله المالكي، د - شاكر الحوكي ، رافد العزاوي، عبد الغني مزوز، فهمي شراب، فوزي مسعود ، يحيي البوليني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - محمد بن موسى الشريف ، ياسين أحمد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حسن عثمان، مصطفي زهران، أشرف إبراهيم حجاج، محمود سلطان، د - عادل رضا، أحمد النعيمي، عمار غيلوفي، وائل بنجدو، صفاء العربي، المولدي اليوسفي، د - الضاوي خوالدية، د.محمد فتحي عبد العال، محمد علي العقربي، إسراء أبو رمان، طارق خفاجي، أحمد الحباسي، خالد الجاف ، سامر أبو رمان ، سليمان أحمد أبو ستة، حاتم الصولي، إيمى الأشقر، فتحي الزغل، عبد الله زيدان، علي عبد العال، طلال قسومي، الناصر الرقيق، صلاح المختار، عزيز العرباوي، الهادي المثلوثي، محمد شمام ، د. عادل محمد عايش الأسطل، بيلسان قيصر، العادل السمعلي، محمد أحمد عزوز، مراد قميزة، صباح الموسوي ، نادية سعد، كريم السليتي، منجي باكير، د. أحمد بشير، محرر "بوابتي"، المولدي الفرجاني، رمضان حينوني، محمد يحي، عراق المطيري، سعود السبعاني، د- محمود علي عريقات، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، علي الكاش، أبو سمية، د- محمد رحال، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. مصطفى يوسف اللداوي، صالح النعامي ، إياد محمود حسين ، رشيد السيد أحمد، الهيثم زعفان، ضحى عبد الرحمن، فتحـي قاره بيبـان، د - صالح المازقي، مجدى داود، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صفاء العراقي، د. صلاح عودة الله ، مصطفى منيغ، محمد اسعد بيوض التميمي، كريم فارق، محمد الياسين، صلاح الحريري، حميدة الطيلوش، سيد السباعي، عواطف منصور، حسن الطرابلسي، سامح لطف الله، محمد الطرابلسي، د- هاني ابوالفتوح، سفيان عبد الكافي، تونسي، د- جابر قميحة، محمود طرشوبي، أحمد ملحم، د - محمد بنيعيش، عمر غازي، أ.د. مصطفى رجب، محمود فاروق سيد شعبان، يزيد بن الحسين، محمد العيادي، حسني إبراهيم عبد العظيم، جاسم الرصيف، د - مصطفى فهمي، عبد الرزاق قيراط ، سلوى المغربي، د. خالد الطراولي ، أنس الشابي، خبَّاب بن مروان الحمد، د - المنجي الكعبي، د. أحمد محمد سليمان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة