البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

"أشكو العروبة أم أشكو لك العربا؟"!

كاتب المقال د. صلاح عودة الله - القدس المحتلة    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4455


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قبل العملية العسكرية الصهيونية على غزة"عامود السحاب" صرح رئيس حكومة الصهاينة نتنياهو بأن هذه العملية ستعيد غزة إلى العصور الوسطى. لكن ظهرللجميع من خلال وحشية العمليات العسكرية، ومن بشاعة صور جثث الأطفال القتلى التي كانت تنتشل يوميا من بين ركام بيوت غزة التي دمرتها الة الحرب الصهيونية الفتاكة، ليست غزة من عادت إلى القرون الوسطى، بل ان دولة الاحتلال هي من عادت إلى وحشية الإنسان الوحشي ما قبل البدائي وليس إنسان القرون الوسطى، ثم إن غزة القرون الوسطى كانت منارة حضارية يسكنها شعب مثقف أضاف الكثير للإرث الإنساني وحضارته، وهذا الحال هو ما كان عليه سكان بلاد الشام إجمالا.

اننا فعلا نعيش في عالم يأكل فيه القوي الضعيف, تماما كما هو الأمر في المحيطات, حيث تلتهم الأسماك الكبيرة الأسماك الصغيرة, ومن هنا أقولها وبأسف شديد انه من حق الصهاينة أن يتشدقوا ويفتخروا كيفما يحلو لهم، فهم في موقف قوة, ليس بقوة السلاح فقط، بل بالدعم الدولي الظالم والمنحاز، الذي يقوم بنصرتهم والوقوف الى جانبهم سواء كانوا ظالمين أو مظلومين..دعم عالمي ينحاز الى القوي ليزيد من قوته ويضعف الضعيف أكثر مما هو عليه من ضعف, وخير دليل على ذلك ما قاله الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحائز على جائزة نوبل للسلام" إن إسرائيل من حقها الدفاع عن نفسها أمام صواريخ المقاومة الفلسطينية", وهو يدرك تمام الادراك بأنه لا توجد أية مقارنة بين العتاد العسكري لهذه المقاومة والقوة العسكرية لدولة الاحتلال, لكن وكالعادة يحولوننا من ضحية الى جلادين.

ولكن وكما قال الراحل الدمشقي نزار قباني,"أشكو العروبة أم أشكو لك العربا؟", أقول بأنه من حق الصهاينة أن يفعلوا بنا ما يطيب لهم, ولا ألوم الا أنفسنا,فبعد أن كانوا يقتلون أطفال فلسطين ولبنان أمام مرأى العالم ولا يجد الزعماء العرب ما يعلقون به على بشاعة المجازر غير استعمال مصطلحات سئمنا منها..التنديد والاستنكار، هؤلاء الزعماء أوصلونا الى مرحلة من الضعف قام الصهاينة بالتسلق عليها وصاروا يقتلون ببشاعة وشراسة ووحشية أكثر, بل تزداد يوما بعد يوم, مظاهر لن يوقف مدها الا اذا استعدنا قوتنا وكرامتنا, ورحم الله الامام الشافعي حينما قال:نعيب زماننا والعيب فينا**وما لزماننا عيب سوانا..ونـــهـجـو ذا الـزمان بغير ذنـب** ولــــو نــطق الــزمان لنا هجانا..وليس الذئب يأكل لحم ذئب** ويــأكل بـعــضنا بـعـضا عـــيانا.

لقد رأينا كيف جاء وفد من الوزراء العرب وغيرهم الى غزة أثناء الحرب في رحلات سياحية واستجمامية ليس الا, وذرفوا دموع التماسيح على أطفال أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم ناموا ليصحوا وليجدوا أنهم أصبحوا رهينة لأطماع حماس والاخونجي مرسي وأمير "دويلة" قطر السياسية ورغباتهم في تولي الزعامة العربية.

من المعروف بأن الصهاينة يتمتعون بالدهاء والمكر والغدر مستغلين غباء قادة العرب, فقد صرح قادتهم وجنرالاتهم خلال الأيام الأخيرة من الحرب, عندما رأوا أنفسهم عاجزين عن صد المقاومة وهم"الجيش الذي لا يقهر", بأنهم سيعتمدون نظرية "العصا والجزرة"، وذلك لإجبار قوى المقاومة الفلسطينية الوطنية والاسلامية على وقف إطلاق الصواريخ بدون شروط. فما هي العصا وما هي الجزرة يا ترى؟. العصا تكمن بالتلويح بالعملية البرية التي تكمل العملية الجوية، ولكن الصهاينة يعرفون تمام المعرفة بأن هذه العملية تخيف جيشهم وتربكه ويريدون تجنبها, أكثر مما تخيف سكان قطاع غزة الذين لا يفرقون بين الموت أو الحياة، بل الموت سيريحهم من مرارة الظلم الذي يتعرضون له باستمرار محليا واقليميا وعالميا.

وأما الجزرة فيمثلها الرئيس الاخونجي محمد مرسي الذي قام الصهاينة بتنصيبه وتكليفه ليكون وسيطا للضغط على "حماس" التي تشكل امتدادا لحركته, لتقبل بخياراتهم.
وخلاصة القول بأن غزة لم تعد للعصور الوسطى، بل ان الصهاينة ومن أيدوهم من بني جلدتنا وغيرهم من الغرب, هم من عادوا بالإنسانية إلى شريعة الغاب سياسيا واعلاميا، فلم تعد صور المجازر الوحشية وصور الأطفال المقطعة أوصالهم تحرك ساكنا في نفوس زعماء العرب والعالم أجمع..صور أبكت الحجر والصخر والشجر..ومتى الصحوة يا أمة المليار ونصف المليار؟.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العدوان على غزة، المقاومة الفلسطينية، غزة، حركة حماس، الموقف العربي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-11-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  قراءة موضوعية في خطاب الرئيس السوري
  كلمات في ذكرى رحيل حكيم القدس"الدكتور أحمد المسلماني"
  فعلا، ان الحماقة أعيت من يداويها يا كويتيين!
  "أشكو العروبة أم أشكو لك العربا؟"!
  يا خالد مشعل.. لا تكن"شايلوك" فلسطين
  فعلا، ان أقذر الأرحام هي تلك التي أنجبتكم يا عبد الله الهدلق وفؤاد الهاشم
  المفكر الفلسطيني "اميل توما"..في ذكرى رحيله السابعة والعشرين
  إن لم تستح، فافعل ما شئت
  محمود درويش..في ذكرى رحيله الرابعة
  د. جورج حبش في ذكرى ميلاده: شعلة لا تنطفئ ورسالة تتجدد عبر الأجيال
  ربع قرن..وما زال الجرح نازفا يا "ناجينا"
  وفاة المفكر ناجي علوش صاحب مقولة " بالدم نكتب لفلسطين"
  عندما يفقد تمثال"الحرية" الأمريكي مفهوم الحرية
  صدقت يا "ناهض حتر"، ولكن!
  "محمد طمليه"..في حضرة الوجود!
  "واحسرتاه .. يا شعفاط"
  على العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن يستيقظ فورا
  الخلفان..وتصريحات مكانها "مواطئ الأقدام"
  دويلة قطر..."معزتين وخيمة"
  النكبة..وشعراء فلسطين
  "الربيع العربي" وبعده عن الواقع
  ما بين استشهاد"أبو جهاد" ومجزرة"مخيم جنين"
  "فرسان فلسطين الثلاثة"..ما أكثرهم
  التاسع من نيسان..يوم محفور في ذاكرة الشعبين الفلسطيني واللبناني
  ليس دفاعا عن غسان بن جدو..بل دفاعا عن الواقع
  من قباني و درويش الى أمراء النفط
  ليس دفاعا عن الكاتبة سيماء المزوغي..بل دفاعا عن الحقيقة!
  هنا..على صدوركم باقون !
  عندما يصبح الاغتصاب فعلة مشروعة!!
  أوسخ الأرحام ذاك الذي أنجبك يا عبد الله الهدلق

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. عبد الآله المالكي، عمار غيلوفي، محمد يحي، إياد محمود حسين ، صفاء العراقي، سلوى المغربي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود فاروق سيد شعبان، خالد الجاف ، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد ملحم، العادل السمعلي، أ.د. مصطفى رجب، د. خالد الطراولي ، أنس الشابي، عزيز العرباوي، صفاء العربي، د- هاني ابوالفتوح، عبد الله زيدان، تونسي، سفيان عبد الكافي، ضحى عبد الرحمن، ماهر عدنان قنديل، محرر "بوابتي"، حميدة الطيلوش، رضا الدبّابي، صلاح المختار، رافد العزاوي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- جابر قميحة، عواطف منصور، صالح النعامي ، حسن عثمان، عمر غازي، سيد السباعي، سلام الشماع، رمضان حينوني، المولدي الفرجاني، فتحي العابد، د - محمد بن موسى الشريف ، رشيد السيد أحمد، الهيثم زعفان، د. أحمد بشير، طلال قسومي، يزيد بن الحسين، د - شاكر الحوكي ، يحيي البوليني، نادية سعد، إسراء أبو رمان، مجدى داود، د - الضاوي خوالدية، وائل بنجدو، علي عبد العال، حسن الطرابلسي، د - المنجي الكعبي، محمد عمر غرس الله، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سامر أبو رمان ، فوزي مسعود ، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - محمد بنيعيش، فتحـي قاره بيبـان، رافع القارصي، الناصر الرقيق، محمد الطرابلسي، علي الكاش، د- محمود علي عريقات، ياسين أحمد، فتحي الزغل، جاسم الرصيف، عبد الله الفقير، د. عادل محمد عايش الأسطل، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فهمي شراب، د - مصطفى فهمي، الهادي المثلوثي، محمد العيادي، سعود السبعاني، أشرف إبراهيم حجاج، محمد اسعد بيوض التميمي، كريم السليتي، محمد الياسين، أحمد النعيمي، د. صلاح عودة الله ، د.محمد فتحي عبد العال، صباح الموسوي ، محمد أحمد عزوز، إيمى الأشقر، محمد شمام ، محمود سلطان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمود طرشوبي، أحمد بوادي، مصطفى منيغ، أبو سمية، مصطفي زهران، أحمد الحباسي، د - صالح المازقي، مراد قميزة، حاتم الصولي، د. أحمد محمد سليمان، د- محمد رحال، كريم فارق، منجي باكير، صلاح الحريري، د. مصطفى يوسف اللداوي، خبَّاب بن مروان الحمد، سامح لطف الله، عبد الرزاق قيراط ، د - عادل رضا، عبد الغني مزوز، د. طارق عبد الحليم، عراق المطيري،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة