د. صلاح عودة الله - القدس المحتلة
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7115
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أثار مقال نشر في العديد من المواقع الالكترونية ضجة اعلامية لم يسبق لها مثيل، وقد حمل هذا المقال أكثر من عنوان، ومن بينها"الثورات العربية تنتقل على متن رحلة قطرية..وهي تتعفن وتنشر الوباء والطاعون النفسي والأخلاقي"، واخر" كيف لثورة أن يقودھا قطري جاھل وسعودي يؤمن بنقاب المرأة أن يقود تحررا ديمقراطيا؟، وثالث"فارس بلا رأس..المجهول والمعلوم في حريق الفلوجة وحمص"، ومعظم المواقع نسبت هذا المقال الى الاعلامي المخضرم السابق في قناة الجزيرة القطرية"غسان بن جدو"، والقليل منها نسبته الى كاتب يدعى" نارام سرجون". وأهم ما جاء في المقال:
لا أحب السير مع القطيع الذي تقوده الذئاب بل وتسير بينه الذئاب..لا أحب الثورات التي لا تعرف نكھة الفلسفة ولا نعمة الفكر فھذا برأيي ذروة الكفر..كل ما رأيناه ھو حركة فوضوية لجمھور بلا قيادة وبلا قائد وبلا عقل مدبر وھنا كمنت الكارثة الوطنية..الثورات مجھزة بقاذفات الفتاوى الدموية الرديئة المخجلة والخالية من الإنسانية والمليئة ب"الإسرائيليات" والأساطير..عجبا ھل أقفرت الثورات العربية العابرة للقارات من تونس إلى سوريا مرورا بمصر واليمن من أية مرجعية فكرية تستند عليھا الجماھير؟..عذرا أيھا السادة فلا أزال مصرا على انه لا توجد ثورة عربية ولا ربيع عربي بل انفعال اجتماعي وقوده مال ونفط وفلاسفته أوروبيون..الثورات الشعبية عادة ھي انعكاسات لصراعات اجتماعية عميقة وسلوك الثورات انعكاس لفلسفة بعينھا تغذيھا فلكل ثورة صراعھا وفلسفتھا وقاماتھا..الثورات تتبع مرجعية قطرية خليجية مدججة بالزعران والمجانين وصغار الكتاب الذين كانوا أكثر أمية من الدھماء في شوارع الثورات وأكثر عددا من المتظاھرين في أحياء الثورة السورية..في غياب العامل المنطقي لا نستغرب أن وصل الأمر ببعض المھرجين الناطقين باسم الثورة أن يستبدلوا السيد حسن نصر لله بإسرائيل ويصل الأمر أن علم إسرائيل يرفع في حمص..الديكتاتوريات التي ترحل لا يؤسف عليھا لكن ما يؤسف عليه ھو أن ھذه الثورات تشبه فارسا مقطوع الرأس إنه فارس مخيف بلا ملامح وبلا حياة جثة تتنقل من بلد إلى بلد على متن راحلة قطرية..يحاول الكثيرون تسويق الربيع العربي على أنه ثورة من ثورات العالم الكبرى التي تتعلم منھا الأمم والشعوب برغم أن ھذا الربيع لا يعدو في أعلى مراتب التوصيف أن يكون تمردا اجتماعيا متشظيا قائما على الانفعال العاطفي الوجداني لجمھور تائه..عزمي بشارة أنسى الناس أنه المفكر الذي يعيش في كنف اللافكر وتحت إبط الانحطاط الأخلاقي والثقافي وتحت رعاية أكثر الأنظمة جهلاً وقمعاً. واليكم ردي الخاص:
نشر الموقع الالكتروني الفلسطيني"دنيا الوطن" هذا المقال ولكن بعنوان اخر، وهو"أسطورة عزمي بشارة احترقت حتى النهاية وتفحمت"، ونتيجة لردود الفعل القاسية والمهينة والتي تضمنت الشتائم على كاتب المقال الذي نحن بصدد الحديث عنه، اضطر الاعلامي المخضرم غسان بن جدو أن يعلن براءته من المقال وفي كثير من المواقع وكذلك من خلال مدونته الشخصية، ومن هذه المواقع"بانوراما الشرق الأوسط"، حيث نقرأ في موقعها ما يلي:"بن جدو ينفي ما تناقلته بعض وسائل الاعلام من تعرضه لحكام وشخصيات سياسية"..وجاء في الموقع أيضا:"تداولت بعض مواقع الانترنت مقالا نسبته الى الاعلامي غسان بن جدو ، وكعادتنا في بانوراما الشرق الاوسط لم نشأ نشره قبل التاكد من صحته لانه بنظرنا لا ينسجم مع ما نعرفة عن اسلوب واتجاه بن جدو، وعند التاكد ثبت لدينا ان المقال ملفق.وقد نفى بن جدو ما نسب اليه ، وقال موضحا:نسب لي مقال حول"الثورات العربية" تناول حكاما وانظمة، وشخصيات سياسية واعلامية بالانتقاد والسلبية كالشيخ راشد الغنوشي والسيد عزمي بشارة وغيرهما، وهذا ما تتناقله منذ أيام مواقع الكترونية ومدونات وحتى احدى الصحف القطرية.
انني أنفي هذا الأمر وأؤكد عدم علاقتي بهذا المقال أوغيره، وأعتبر الاصرار على ربطي به ونشره على أوسع نطاق ما هو الا جزء من حملات التضليل والتجهيل والاساءة المقيتة السائدة هذه الأيام للأسف.
ويمضي الموقع قائلا:وكانت بعض المواقع قد نشرت مقالا بعنوان: غسان بن جدو: كيف لثورة يقودها قطري جاهل وسعودي يؤمن بنقاب المرأة أن يقود تحررا ديمقراطيا؟..ونسبت اليه انه قال:"اسطورة عزمي بشارة احترقت حتى النهاية وتفحمت...فان هذا الكلام المنسوب والمقال المذكور كلاهما لا يمتان بصلة للاعلامي بن جدو.
وبعد فحص دقيق وادخال العنوان"فارس بلا رأس..المجهول والمعلوم في حريق الفلوجة وحمص" في محرك البحث"غوغل"، تبين أن المقال المذكور فعلا يحمل هذا العنوان وكاتبه شخص يدعى نارام سرجون وقد نشرته شبكة البصرة للاعلام في التاسع من شهر شباط الماضي، ولم يقم موقع البصرة للاعلام بتوضيح شخصية الكاتب الذي لم أسمع به سابقا، وكذلك لم أجد في هذا الموقع مقالات أخرى له، ولكن وجدت العنوان المذكور في مدونة نارام سرجون الشخصية.
ومن خلال متابعتي لغسان بن جدو عندما كان يعمل في فضائية الجزيرة القطرية، فانني أقول بأن هذا الاعلامي المخضرم لا يمكن أن يقوم بانتحال شخصية أخرى أو أن ينسب له مقالا لم يقم هو بكتابته، وان كل ما حصل هو بالفعل المحاولة من بعض الشخصيات أو الجهات ضرب غسان بن جدو فكريا وأخلاقيا ومهنيا، ولهذا الأمر أسباب كثيرة لست بصدد تناولها الان.
ومن هنا أطالب كل من هاجم وتهجم على هذا الاعلامي أن يتروى قليلا وكان من الواجب التأكد أنه هو كاتب المقال ولا أحد غيره، وبعدها لكل انسان حرية الرد والتعبير عن الرأي واحترام الرأي الاخر، وبدون استعمال الكلمات الجارحة والتعدي على شخص الكاتب بكلمات سوقية تجريحية لا تخرج إلا من أفواه أناس عديمي الأخلاق والفكر والإحساس والضمير، فمن حقنا أن نكتب ومن واجبنا قبول النقد بصدر رحب.
وبالرجوع الى فحوى المقال، فانه بلا شك يعتبر شديد اللهجة، سليط في التعبير وعميق في الفكر..مقال تحليلي غاية في الروعة، وبغض النظر عن كاتبه، فلا يساورني أدنى شك بأنه كاتب ملم وصاحب معرفة واسعة جدا.
وأوضح كذلك بأن هذا الأمر لا يعني اتفاقي أو اختلافي على ما ورد في المقال، وأيضا هذا الشأن لا يعني بأن غسان بن جدو لا يملك المهنية والمعرفة والإدراك والقدرة على كتابة ما هو أعمق فكريا ولغويا وتحليليا من المقال المذكور، ولكن حتى كتابة هذه السطور لن أقوم بالرد، فردي يعتمد على مقدرة الأيام التي ستكشف لنا من هو كاتبه الحقيقي، وحتى ذلك الحين لكل حدث حديث، ولنا عودة وسنرد بما يمليه علينا الواقع وضميرنا. وقفة مختصرة للتأمل:يقولون بأن "لكل زمان رجاله ونساؤه"..لقد تأخر الحمل العربى وتأجل الوضع لأكثر من تسعة أشهر بانتظار المولود الجديد..القادة الجدد، فهل هم قادمون؟.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: