البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ماذا فعل الجنرال "مارتن ديمبس" في بغداد؟

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4840


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الجنرال "مارتن ديمبسي" رئيس أركان القوات المشتركة الامريكية في بغداد، قادماً من أفغانستان، والمنطق يفترض أن يكون هناك رابط بين الزيارتين، بل لنقل الجولتين التفقديتين وعمل لأوضاع حالية أو لترتيبات مستقبلية، فرئيس الأركان لا يذهب ليتفاوض سياسياً، فتلك ليست مهمته، بل أن السياقات المهنية المنطقية تفترض، أن الاتفاقات هي حاصلة سلفاً على أيدي مسؤولين أمريكيين غيره، ومهمته كرئيس للأركان هي وضع الخطط قيد التنفيذ.

وديمبسي القادم من قاعدة باغرام من حقه أن يشكر الله، إذ فصلت ربما دقائق معدودة عن إصابة طائرته التي كان يزمع أن يطير بها إلى بغداد فأصيبت بينما هو في صالة الانتظار فحسب، وإلا كان مثواه الأخير سيكون في مقبرة آرلينجتون الوطنية بواشنطن، إذ فهو إذن يعرف طعم الأشياء، وكنهة التحضيرات، ومآلها السيئ والحسن، فسوء والتخطيط السياسي بالدرجة الأولى زجهم في فخ ومأزق أفغاني في مجاهل هندكوش، وهاهم يتلمسون بالكاد سبل وطريق العودة.

ومغامرتهم العراقية لم تكن أفضل حالاً، تلك التي قال عنها الرئيس أوباما مختصراً المأساة بجملة واحدة " لننسحب بحكمة كما دخلنا بحماقة " ولكن كما للدخول مستحقاته، فللخروج مستحقاته أيضاً، وهم بصدد مراجعة الساحة التي اقتحموها، وماذا سيكون دورها في المستقبل، وربما المستقبل القريب.

كنا قد كررنا أن الأمريكان لم ينسحبوا من العراق، بل هم أعادوا ترتيب أوضاعهم، بقطعات قليلة، وخبراء مقيمين، وقوات نخبة صغيرة ولكن فاعلة، وقبل كل ذلك اتفاقية استراتيجية تمنحهم الحق في تحركات سياسية وعسكرية واسعة، والحق في استخدام الأراضي والأجزاء والمياه العراقية، وعلى الأرجح فأن الجنرال ديمبس جاء بغداد للتأكد من دقة وسلامة المهمات المسندة والمحتملة لأوضاعهم في العراق.

الجنرال الامريكي عبر بكلمات بسيطة ولكن لها مدلولها. فالرجل لم يتحدث في السياسة، فليس مطلوب منه أن يحلل ويقرر، بل هو أكد بناء على خارطة الحركات أمامه، بأنه مازال هناك دور مهم تلعبه الولايات المتحدة في العراق ولكن مع اختلاف الظروف. فعبر عن هذه المهمة بكلمات واضحة وصريحة قائلاً: انه مازال لدينا تأثير كبير ودور كبير نقوم به. وكرجل عسكري يختصر ما يريد قوله بكلمات كانت بليغة وتمنح الإشارات الكافية للدور المحتمل في بلاد الرافدين.

والساعة والنصف التي أمضاها مع السيد المالكي، لم تكن تدور بدرجة رئيسية عن عقود تسليح، فذلك اختصاص فني محض، ربما لم يأخذ سوى دقائق، ومن المرجح أن الموضوعات التي استأثرت بالاجتماع، وحتى اللقاء مع رئيس أركان الجيش العراقي، كان يدور حول أمرين رئيسيين: سوريا وإيران. ولم يسهو بيان السفارة الأمريكية في بغداد من الإشارة إلى أن بغداد شريك استراتيجي (وليس حليف)، والولايات المتحدة بتقديري هي اليوم في مرحلة تريث، لما قد تسفر عنه النتائج النهائية أو شبه النهائية لأحداث كثيرة تدور في كل مكان، من شمال أفريقيا، إلى سورية ولبنان، وإلى سيناء، وأفغانستان، والكثير من هذه الاحداث تدور خارج خطط الولايات المتحدة، أو فوق أو خارج تقديراتها وحساباتها.

مع أن الولايات المتحدة الأمريكية تبدو منهمكة بالانتخابات، ولكن من المستبعد أن تجري الأمور هناك بلا ربان في هذه المرحلة، فالدوائر الأساسية في الولايات المتحدة لا تعرف المواسم ولا العطلات، وما يدور اليوم في المنطقة وأرجاءها هو بالغ الدقة وذات انعكاسات مهمة جداً في السياسة الأمريكية حيال الشرق الأوسط، أو في العالم.

وكإشارات بهذا الصدد، لا نعتقد أن الولايات المتحدة قد نفضت أيديها من التحالف مع نظام الملالي في إيران، وإن كان حجم المزعجات كثير، والتحالف متعب مع الإيرانيين، ولكن فقدانهم كحليف، يفقدهم قوة تأثير تعمل لصالحهم في المنطقة إن بشكل مباشر أو غير مباشر، وإلا فما معنى أن يقول الجنرال الامريكي: أنه يعرف التأثير العراقي على سوريا ..؟ وما هو المغزي الحقيقي لتلك المؤشرات الغامضة عن علاقات بغداد مع طهران بصدد مساعدة طهران في الالتفاف على العقوبات المالية، هذه مؤشرات مهمة، والعلاقة بين شريكين استراتيجيين ينبغي أن تكون على قدر كبير من الثقة والمصداقية، عبرت عنها الولايات المتحدة بتزويد العراق ب 36 طائرة أف 16 وبالتحديد خلال شهر أيلول المقبل، وكيف سيعبر العراق عن التزامه بالشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.

القوى الغاشمة تكرر خطأها دائماً، فتقلل من شأن الشعوب، وترفع من قيمة المتعاونين معها، وبعد أن تحل الكارثة، يلعقون دمائهم وينسبون الأخطاء للأموات، والمثل الرائع يقول:

إذا حلت المقادير بطلت التدابير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المقال، جزء من مقابلة تلفازية مع إحدى القنوات العربية بتاريخ 22 / آب / 2012


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، المالكي، الجلاء من العراق، الحكومة العراقية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-08-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أقفاص الأسر على مر التاريخ
  مأزق هنية
  ماذا يحدث في بلاد العم سام
  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صلاح الحريري، محمود سلطان، محمد الياسين، د - الضاوي خوالدية، أشرف إبراهيم حجاج، يحيي البوليني، محمد الطرابلسي، عبد العزيز كحيل، صباح الموسوي ، فتحـي قاره بيبـان، عمر غازي، طلال قسومي، عبد الغني مزوز، إيمى الأشقر، رشيد السيد أحمد، تونسي، محمد يحي، يزيد بن الحسين، كريم السليتي، د. عبد الآله المالكي، سيد السباعي، حسني إبراهيم عبد العظيم، المولدي الفرجاني، محمد علي العقربي، حسن الطرابلسي، سلام الشماع، د. كاظم عبد الحسين عباس ، نادية سعد، خالد الجاف ، د. أحمد محمد سليمان، عواطف منصور، رحاب اسعد بيوض التميمي، إياد محمود حسين ، د - شاكر الحوكي ، المولدي اليوسفي، فتحي العابد، طارق خفاجي، أبو سمية، د - عادل رضا، ماهر عدنان قنديل، محمد شمام ، عبد الرزاق قيراط ، كريم فارق، د. ضرغام عبد الله الدباغ، الناصر الرقيق، علي عبد العال، سعود السبعاني، محمد أحمد عزوز، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فهمي شراب، أحمد بن عبد المحسن العساف ، مصطفى منيغ، منجي باكير، صالح النعامي ، د. طارق عبد الحليم، أ.د. مصطفى رجب، أحمد الحباسي، عبد الله الفقير، د. أحمد بشير، د - محمد بنيعيش، صلاح المختار، محرر "بوابتي"، عراق المطيري، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، الهيثم زعفان، ضحى عبد الرحمن، د. عادل محمد عايش الأسطل، د.محمد فتحي عبد العال، صفاء العراقي، أنس الشابي، سلوى المغربي، عمار غيلوفي، د - مصطفى فهمي، العادل السمعلي، مراد قميزة، د - محمد بن موسى الشريف ، مجدى داود، صفاء العربي، د- هاني ابوالفتوح، سفيان عبد الكافي، د. صلاح عودة الله ، سامر أبو رمان ، أحمد ملحم، د. خالد الطراولي ، محمد العيادي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - المنجي الكعبي، عزيز العرباوي، د- محمد رحال، الهادي المثلوثي، علي الكاش، خبَّاب بن مروان الحمد، د - صالح المازقي، حسن عثمان، رمضان حينوني، محمود فاروق سيد شعبان، محمد عمر غرس الله، ياسين أحمد، جاسم الرصيف، بيلسان قيصر، رضا الدبّابي، أحمد النعيمي، حاتم الصولي، إسراء أبو رمان، حميدة الطيلوش، محمد اسعد بيوض التميمي، رافد العزاوي، وائل بنجدو، فوزي مسعود ، رافع القارصي، أحمد بوادي، محمود طرشوبي، عبد الله زيدان، سامح لطف الله، سليمان أحمد أبو ستة، فتحي الزغل، مصطفي زهران، د- محمود علي عريقات، د- جابر قميحة،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة