البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

معضلة الوجهين

كاتب المقال د- رمضان حينوني - الجزائر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5240


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الفكرة الأولى معضلة الوجهين
أي شعور ينتاب المرء وهو يتأمل واقع العالم العربي والإسلامي اليوم حين يقرأ قوله تعالى:[ يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون]، وقول رسوله الكريم [تَجِدُ مِنْ شَرِّ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ ذَا الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ]؟

يتفوق كثير من الناس في الحديث عما يجب وما لا يجب من أمور الحياة، ولو شئت منهم محاضرات في هذا الباب لهان أمرها عندهم، فهم أساتذة النظريات وأرباب الاستشهادات من القرآن الكريم والحديث الشريف وما شئت من كلام الأولين والآخرين.. لكنهم، وبعد أن يمسحوا عنهم عرق جهد الكلام، وبعد أن يبردوا مهجهم بما لذ وطاب من المأكول والمشروب، يتصرفون كأي إنسان عادي يرى أنه يحيا لذاته ومصالحه، ولا يهمه ما يحدث خارج (خيمته)، وكأن شعاره يقول:(كلام الليل يمحوه النهار)، أو( اعملوا بما أقول لا ما أعمل)، ناسيا أو متجاهلا أن صورته الكاريكاتيرية تلك هي السبب في كفر البسطاء بالقيم، وجحودهم بالمبادئ التي يسمعون عنها، لأنهم لا يجدون غير نقائضها في سلوكات الناس وتصرفاتهم.

على أن الناس في هذا الأمر صنفان: صنف صادق النية ، يعقد في نفسه العزم على أن يبذل الجهد في توجيه الآخرين إلى الخير، ويحاول أن يكون القدوة لغيره، ولكنه يشعر أن الأبواب في وجهه موصدة، وأن الناس لا يستجيبون إلا لما يعود عليهم بالدينار والدرهم والسمعة الزائفة، فيتسرب اليأس والقنوط إلى نفسه، ينتهي به إلى ترك ما باشره ويطمئن إلى أجر المحاولة، وصنف منافق ماكر يسعى إلى تلميع صورته الصدئة في عيون المغفلين والسدج، معتمدا خطابا من النوع الذي يبكي ويضحك في الآن نفسه، فيحول سامعه إلى حائر أو شبه معتوه، لما فيه من الكذب البين الذي لا يصدق، والتصنع الواضح الذي يُخجل، والبعد عن المصداقية الذي يفضح، وهي كلها تكاد تطل برؤوسها من جوانب شدقيه..

كلا الصنفين سلبي، وإن تفاوتت السلبية بينهما، فعيب الصنف الأول أنه يكرس حتمية الفشل في كل جهد يسعى إلى إصلاح أمور الناس التي تزداد تعقيدا بفعل مستحدثات المدنية، وعيب الصنف الثاني أنه يكرس فكرة استحالة التغيير والتقويم لأنهما بأيدي من لا يؤمن بهما ولا كفاءة له لتحقيقهما. وخير منهما من يطهر نفسه من شوائب الرياء والأنانية وينبري لفعل الخير والإصلاح دون الالتفات إلى من امتهنوا السباحة ضد التيار، أو الصيد في الماء العكر، أو الطعن في الظهر..

من مآزق الإنسان في عصرنا إظهاره وجهين مختلفين، واعتماده خطابين متباينين ، بل وانشطاره في تفكيره وتعامله مع الناس شطرين لا يمت أحدهما إلى الآخر، فيدخل متاهات الضياع، ويغوص في مستنقع التخلف، ويسيء من حيث يدري أو لا يدري إلى عقله ودينه وعقيدته التي تريد هداية البشرية إلى أسباب السعادة ومراتب السمو ومنازل التقدم.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

عالم الأفكار، الفكر، تأملات، النظر العقلي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 16-06-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الشاعر العربي و مسألة الانتماء والالتزام
  معضلة الوجهين
  فكرة الزعيم في العالم العربي.. هل تختفي قريبا؟
  اللغة العربية عند خريج الجامعة الجزائرية
  المناهج النقدية المعاصرة و تغريب النص النقدي
  الهجرة غير الشرعية وأثرها على التركيبة الاجتماعية في تمنراست
  واقع الثقافة في ظل الاحتلال الفرنسي للجزائر
  آراء حول إشكالية السجع والإيقاع في القرآن الكريم
  صورة الذات في شعر الماغوط (دراسة موضوعاتية) -2
  صورة الذات في شعر الماغوط (دراسة موضوعاتية) -1
  واقع الجهاد و الاستشهاد في العصر الحديث
  الشعر الجزائري: ثورة نوفمبر1954
  المستشرقون و القرآن الكريم .. ليسوا سواء
  قراءة نقدية في :" الملك هو الملك " لـ: سعد الله ونوس
  الدراسات القرآنية و ظلال الفكر الاستشراقي
  العالم العربي بين العلم و العولمة

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد الياسين، صفاء العراقي، حميدة الطيلوش، أحمد بوادي، الهادي المثلوثي، د- هاني ابوالفتوح، أحمد بن عبد المحسن العساف ، ضحى عبد الرحمن، عواطف منصور، مصطفى منيغ، وائل بنجدو، أبو سمية، كريم فارق، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد العيادي، عبد العزيز كحيل، محمود طرشوبي، صالح النعامي ، عمر غازي، بيلسان قيصر، يحيي البوليني، علي الكاش، فتحي العابد، رضا الدبّابي، صلاح المختار، ياسين أحمد، د- محمود علي عريقات، عراق المطيري، رحاب اسعد بيوض التميمي، علي عبد العال، كريم السليتي، إيمى الأشقر، د- محمد رحال، محرر "بوابتي"، رشيد السيد أحمد، عزيز العرباوي، المولدي اليوسفي، سيد السباعي، حسن عثمان، فتحي الزغل، أنس الشابي، د. أحمد بشير، محمد علي العقربي، تونسي، محمد أحمد عزوز، د. عبد الآله المالكي، سامح لطف الله، د - محمد بنيعيش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد النعيمي، الهيثم زعفان، يزيد بن الحسين، عبد الغني مزوز، رافع القارصي، أحمد ملحم، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد يحي، الناصر الرقيق، أ.د. مصطفى رجب، د - شاكر الحوكي ، د - مصطفى فهمي، د. مصطفى يوسف اللداوي، جاسم الرصيف، سامر أبو رمان ، محمد اسعد بيوض التميمي، مراد قميزة، خالد الجاف ، سلوى المغربي، د - المنجي الكعبي، إياد محمود حسين ، محمود فاروق سيد شعبان، د. أحمد محمد سليمان، صلاح الحريري، د.محمد فتحي عبد العال، إسراء أبو رمان، حاتم الصولي، منجي باكير، عبد الله زيدان، عبد الرزاق قيراط ، ماهر عدنان قنديل، محمد الطرابلسي، رافد العزاوي، خبَّاب بن مروان الحمد، د - عادل رضا، حسن الطرابلسي، رمضان حينوني، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- جابر قميحة، سفيان عبد الكافي، سليمان أحمد أبو ستة، صباح الموسوي ، عبد الله الفقير، أشرف إبراهيم حجاج، المولدي الفرجاني، عمار غيلوفي، محمود سلطان، العادل السمعلي، سلام الشماع، فهمي شراب، مصطفي زهران، د. خالد الطراولي ، فوزي مسعود ، مجدى داود، د. طارق عبد الحليم، فتحـي قاره بيبـان، محمد شمام ، د - صالح المازقي، طلال قسومي، نادية سعد، د - محمد بن موسى الشريف ، سعود السبعاني، أحمد الحباسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صفاء العربي، طارق خفاجي، محمد عمر غرس الله، د. صلاح عودة الله ، د - الضاوي خوالدية،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز