عرض الأفلام المشبوهة بالمنظومة التربوية
الضغط يجبر وزارة التعليم على التراجع المؤقت
نادية الزاير – بناء نيوز - تونس المشاهدات: 8140
بعد الجدل الذي أثير حول مشروع عرض الأفلام الفاضحة والمسيئة للإسلام على التلاميذ في تونس، تراجعت كل من وزارة التربية وجمعية صوت وصورة المرأة جزئيا عن المشروع ليس بسحبه كليا وانما بتعديل مسار الموضوع وتغيير بعض النقاط التي تم الإعلان عنها سابقا.
فقد أعلن المنذر العافي المسؤول عن العمل مع الجمعيات صلب وزارة التربية، في لقاء جمعنا به في مقر الوزارة، عن تراجعه عما صرّح لنا به في السابق مؤكدا أن "المعلومة السابقة لم تكن خاطئة ولكننا عدلناها" متعللا بأنه لم يعطنا المعلومة كاملة لأنه "حوصر بالأسئلة ولم يمنح الوقت الكافي للتفكير لذا كان متحفظا في حين أن المعلومة الادارية تستوجب الحذر والحصول على ترخيص من الوزارة حول المعلومة التي تمرر والمعلومة التي لا يجب الكشف عنها".
وأضاف العافي "الآن وبعد الحوار الهاتفي الذي دار بيننا والأصداء التي وصلتني حول خطورة الأمر وحساسية المسألة تداركت أمري وتراجعت عما صرحت به سابقا، لذلك قررت الوزارة عرض الأفلام على المختصّين البيداغوجيين ومطالبة جمعية صوت وصورة المرأة بمدهم باستمارات الأفلام الأربعة التي حصلت على ترخيص لعرضها إلى حين الحصول على تقارير البيداغوجيين الذين تم مدهم بالأفلام، والذين سيقدمون تقريرهم قبل بداية السنة الدراسية المقبلة".
كما أنكر ما قاله عن اجتماع الإدارات المعنيّة صلب الوزارة لمناقشة الأفلام الوثائقية، ومن جهة أخرى لم ينف ما قاله حول "عرض مشروع الجمعية للأفلام الوثائقية على السيد الوزير ومن ثم اعطائه الموافقة المبدئية ".
كما نفى محدّثنا اتّصال الجمعية المعنية ببعض المندوبين الجهويين للتربية للتنسيق معهم حول موعد وأماكن عرض الأفلام، وحين تم إعلامه بأن رئيسة الجمعية شخصيا، أبلغتنا باتصالها بهم استدرك قائلا "هي اتصلت فعلا بالمندوبين الجهويين في تونس1 وتونس2 ولكن تمت نقلتهم بعد ذلك أمّا الآن فلا يمكنها الاتصال بأي مدير جهوي إلاّ بترخيص منّا".
السيناريو الكامل للخطّة البديلة
هذا التراجع الجزئي لوزارة التربية لم يكن اعتباطيا بل كان بعد تململ وارتباك حاد في كواليس الوزارة إثر استنكار جانب من الرأي العام لمسألة موافقتها على عرض مثل هذه الأفلام، وتدعّمَ الضغط بما تردد من خبر زيارة احدى الحقوقيات من منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة اليونيسيف لوزارة التربية ومطالبتها بإيقاف هذا المشروع.
ومن جهتها أعلمتنا نادية الجمال رئيسة جمعية صورة وصوت المراة بأن اثنين من تلك الأفلام التي تم ذكرها وهما "محمد والنساء" و"الروض العاطر" أو الحديقة المعطّرة، لن يتم عرضهما على الأطفال وتم تغييرهما بأربعة أفلام أخرى. بالمقابل فإن الأفلام المسيئة سيقع عرضها للعموم في المدار والكوليزي وغيرهما ويبلغ عدد هذه الأفلام المدبلجة إلى اللهجة التونسية 6 أفلام.
المخطط الأشمل للجمعية
الاستفهامات تظل موجودة لأن قائمة الأفلام المسيئة للإسلام التي تعتزم الجمعية عرضها للرأي العام التونسي طويلة وتصب في نفس مسار الاساءة للإسلام .
والدليل على ذلك ما نشرته جمعية صوت وصورة المرأة في صفحتها الخاصة على الفايسبوك التي جاء فيها حرفيا "إن الجو العام في تونس بعد 14 جانفي أصبح مشجعا على العمل الجمعياتي الحرّ وعليه فجمعيتنا في مقدورها المساهمة في ارساء ثقافة جديدة(...) وعملنا يحوم حول محورين رئيسيين الأول يتعلق بإنشاء فضاء اعلامي سمعي بصري وذلك باختيار عدة افلام من عدة قنوات عربية وأوروبية وأمريكية قاسمها المشترك الدعوة لثقافة التسامح ووقع الاختيار على 25 شريطا وثائقيا للغرض ودبلجتها الى العربية لتسهيل الفهم. وتتمثل القائمة المبدئية للأفلام التي تمت دبلجتها وتصنيفها حسب محاور كالآتي: محور "المرأة والقرآن" سيعرض في اطاره فيلم "الرسول والنساء".
والمحور الثاني هو "الجنس في البلدان العربية" يجسده فيلم "الحديقة المعطرة" أو الروض العاطر و"عندما تضعن الحجاب".
وفي محور الاسلام كوسيلة للسياسة، سيعرض فيلم "شيرين عبادي" و"جزائريات بعد 30 سنة".
والمحور الأخير هو حقوق المرأة في البلدان العربية سيعرض فيه "عندما خلق الملِك المرأة".
كما ذكرت الجمعية في صفحتها الخاصة أنه سيتم بث هذه الأشرطة الوثائقية ثم مناقشتها في خمس جهات تونسية بمعدل مرتين في الشهر.
الجمعية التي تعمل وفق تأكيدها هي، بصورة وثيقة في مشروعها العام مع منظمة فرنسية ذات توجهات سياسية محددة، وتتبنى نفس الأهداف الثقافية والرؤية الخاصة لواقع العالم العربي والاسلامي من حيث الثقافة والهوية والاجتماعيات، أكدت في نفس السياق على توفير هذه الأفلام لصالح الجمعيات النسائية وحقوق الإنسان التي تدعم حقوق المرأة ووزارة المرأة والمؤسسات الجامعية المختصة في العلوم الاجتماعية ونشر هذه الأفلام على أقراص مضغوطة حتى يتمكن الناس من مشاهدة الأفلام في منازلهم.
كما يتجاوز مخططها هذا الحد إلى القيام بـ 12 ألف استبيان حول نظرة الشباب للمرأة والحجاب والجنس ومجموعة من حلقات النقاش مع الخبراء الأجانب في هذه المواضيع. وهو ما يكشف أن البرنامج أشمل من مجرد عرض الأفلام.
يذكر ان الكشف عن مشروع عرض الافلام في المدارس الابتدائية تم في ندوة صحفية عقدتها جمعية صوت وصورة المراة بالمقر المركزي لوزارة المراة يوم 24 اوت 2011 وبحضور عدد من الجمعيات النسائية مثل جمعية نساء تونسيات وحواء .. وتم خلال هذه الندوة التاكيد من قبل جمعية صوت وصورة المراة ان الجمعية حصلت على موافقة رسمية من وزارة التربية لعرض افلام تتمحور حول الاسلام والمراة بما في ذلك اشرطة عن علاقة الرسول صلى الله عليه وسلم بزوجاته. وتمكنت بناء بناء نيوز من الحصول على نسخ من تلك الاشرطة لتكتشف انها اشرطة اعدت من قبل جهات فرنسية والمانية بالتعاون مع بعض المفكرين والمنظمات النسائية العربية.
وباتصالنا بوزارة التربية اكدت لنا مصادر من الوزارة حصول اتفاق كتابي بينها وبين المنظمة على عرض هذه الافلام، كما اكدت لنا ذات المصادر ان مسؤلين اول في الوزارة وافقوا على عرض هذه الاشرطة بعد مشاهدتهم لها. ولما قمنا في بناء نيوز بواجب الاعلام عن هذه القضية مثلما تقتضيه واجباتنا المهنية في انارة الراي العام حول القضايا التى تهمه وتشغل باله، تراجعت الوزارة "شيئا" ما عن موقفها لتؤكد ان الموافقة مثلما ذكرنا سابقا كانت اولية. ونشرت توضيحا في وسائل الاعلام حول المسالة اهم ما جاء فيه على ما نعتقد هو تاكيد الوزارة على موافقتها المبدئية على عرض هذه لاافلام، وهذا في حد ذاته رد على كل من حاول التشكيك في صحة ما اوردناه حول هذه القضية وخاصة منها اتهامنا بالاختلاق وفبركة الخبر.
والسؤال الذي يفرض نفسه الان، هو التالي لماذا رفضت الوزارة تمكين الرأي العام من الاطلاع على الاتفاق الذي وقع بينها وبين منظمة صوت وصورة المراة؟ وعلى اي اساس قدمت الوزارة موافقتها المبدئية لعرض هذه الافلام ان كانت حقا لم تشاهدها؟ وهل تسمح تلك الموافقة المبدئية لمنظمة صوت وصورة المراة بالاتصال بالمديرين الجهويين للتعليم بهدف برمجة عروض بالمدارس والمعاهد الراجعة لهم بالنظر؟
------------
وقع تبديل العنوان الأصلي للمقال، كما وقع التصرف الطفيف في محتواه، بإضافة الرابط بآخر المقال عوض صورة عن محتوى الرابط كما كان بالمقال الأصلي
محرر موقع بوابتي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: