الأفلام المشبوهة المزمع فرضها بالمنظومة التعليمية (1)
فيلم "الروض العاطر" .... دعوة صريحة للمجون والانحلال
نادية الزاير – بناء نيوز - تونس المشاهدات: 8938
اقتبست مخرجة الفيلم يمينة بن قيقي، عنوان هذا الفيلم من كتاب " الروض العاطر في نزهة الخاطر" وهو كتاب تعليمي جنسي من تأليف محمد (أبو عبد الله) بن محمد النفراوي كتبه فيما بين عامي 1410 و1430 بناء على طلب من السلطان عبد العزيز الحفصي سلطان تونس آنذاك، وذلك لإثراء كتابه "تنوير الوقاع في أسرار الجماع" الذي كتبه قبل ذلك.
انطلاقا من هذه النقطة حاولت مخرجة الفيلم استغلال معطى أن مثل هذا الكتاب وغيره من الكتب الشبقيّة، كتبها بعض الفقهاء ولم يتم منعها، لأنها كانت بطلب من السلاطين أو الحكام أنفسهم، مستعلمة ذلك ذريعة على حرية التعبير فيما أسموه بعصور'التسامح" والتحرر في الحديث عن هذه المسائل الجنسية التي كانت موجودة في تلك الحقبة الزمنية.
والحقيقة ان هذه الكتب على غرار مؤلف ألف ليلة وليلة، تم تصنيفها كنوع من أشكال الأدب، كما يمكننا الوصول إلى أبعد من ذلك والقول أن تلك العصور ذاتها لم تخلو من فساد السلطة خصوصا في العهد الأموي والعباسي والأدلة التاريخية على ذلك عديدة وبالتالي لا يمكن اتخاذها حجة.
كما أن لا أحد ينكر تناول الإسلام ورجال الدين للمسائل الجنسية ولكنها في إطار التثقيف والعلم بالحياة الجنسية بين الزوجين وفي إطار من الادل والاحترام وليس كما تقدمها القراءات الاسشتراقية الغربية التي تروّج له مخرجة الفيلم من علاقات غير مشروعة ولواط وشذوذ بين الشباب، والتي عبرت عنه على لسان مجموعة من الشباب المغاربة والجزائريين، من الرجال والنساء، قدمتهم كنموذج عام لشباب المغرب العربي، رغم أن الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه.
.. لسان هؤلاء حاولت المخرجة تمرير رسائل ودعوات ضمنية لنموذج غربي وفرنسي، ويبدو ذلك حتى من خلال استعمال كلمة "أحبك" بالفرنسية عوضا عن قولها باللهجة الجزائرية، لأنها من منظورهم تعبر أكثر عما يدور في خلدهم أو بالأحرى "تصورهم لمفهوم الحب" القائم بالتحديد على الرغبة الجسدية أكثر من المشاعر النبيلة التي قال بعض المتدخلين في الفيلم إنها لم تعد موجودة.
ويجدر التذكير بان يمينة بن قيقي ظهرت كمساعدة مبتدئة مع المخرج الفرنسي "جيان دانيال بوليه" وعرفت كمخرجة أفلام تتناول بالأساس الهويّة الإسلامية وعلمت على تقديم قراءة سلبية بل ومتهجمة على الهوية الإسلامية من خلال التركيز على مواطن الخلل والفساد عند المهاجرين من المغرب العربي.
الرسالة المباشرة الموجهة الى عقل الطفل أو المراهق أو الشاب الذي ستعرض عليه هذه الأفلام تقول له من خلال الترجمة باللهجة التونسية العامية وبكلمات نابية ومبتذلة احيانا "إن العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج أمر عادي جدا بين الشباب في القرن 22" وان الآيات القرآنية التي ربونا عليها والتي تحرّم هذا النوع من العلاقات علينا "تحديها وتجاوزها لأنها صارت من المعتقدات البالية التي لا تتلاءم مع العصر الراهن ونحن نناضل للحصول على اللذة في هذه المجتمعات التي تقيدنا ".
كما نجد في الفيلم تركيزا على تبيان ان مسالة العذرية مسالة تجاوزها الزمن ويمكن ممارسة الجنس والمحافظة على عذرية الفتاة بشكل يحمي الرجل ويمكنه من التنصل من عقوبة السجن أو الزواج بالفتاة التى واقعها وذلك بالرجوع إلى الأفلام والكتب وتجارب الآخرين التي تعلمنا ذلك."
وكلنا يعرف أن هذه الأفلام التي يعتبرونها مرجعا معرفيا هي الأفلام الإباحية والكتب الممنوعة التي أثبت العلم نفسه والمختصين في العلاقات الزوجية ان إتباعها كنماذج له عدة مضاعفات نفسية وجسدية سلبية وخطيرة أحيانا سواء من حيث الأمراض المنقولة جنسيا أو من حيث الجانب النفسي الذي التسبب في إفشال العلاقات الزوجية فيما بعد.
"شيزوفرينيا"
في سياق مختلف في الفيلم قال شاب من الشباب حرفيا " أعتقد آن المسالة خطيرة فعلا لان الأولياء سلموا في تربية أبنائهم وبمجرد أن يفقد الآباء سلطتهم يضيع الأبناء ويبدؤون في البحث عن المغامرة " ولعل من التعارض والتناقض أن نفس الشاب الذي كان يتبجح بقبوله لمسألة فقدان العذرية، أكد انه ضرب أخته عندما أعادها صديق له بعد منتصف الليل من الملهى متمنيا آن تتزوج من رجل مسلم"، وهو ما يعكس مدى التذبذب والغربة الداخلية التي يعيشونها عند تنكرهم لهويتهم الإسلامية في محاولة الالتحاق بهوية لا تمثلهم وهي الثقافة الغربية.
السحر بين الحل والوقاية
كما صور الفيلم السحر و"التصفيح" بالتحديد "كأحد الحلول التي اعتمدها المجتمع لكبت الرغبة الجنسية عند الشباب، غير أنه يمكّن الفتاة من ممارسة الجنس دون الخوف على غشاء البكارة" .
أما النّوع الثاني من السحر هو الذي استخدمته إحدى بطلات الفلم للتحكم في رغبة زوجها الذي كان يخونها وهو رجل مسن، كان يعترف لها بالخيانة بكل رحابة صدر وحدثها عن عشيقاته أطنب في وصفهم بكل ابتذال متحججّا بأن "العين لا تشبع حتى يطبق عليها القبر" وربما يبدو غريبا ذكر القبر في هذا السياق بلا وجل ولا خوف من الله عز وجل.
الرسالة التالية كانت الأشد خطورة وهي تمرير مسألة الشذوذ الجنسي أو اللواط في صورة مقبولة واعتيادية من خلال قصة رجل جزائري مخنث يتنكر في صورة امرأة للرقص في الشارع على أنه امرأة يقول عن نفسه "أنا متزوج وأب لفتاة وزوجتي تعرف أني أقيم علاقة مع شباب من جنسي أجلبهم للمنزل وأمضي معهم وقتا ممتعا فالحياة حلوة، وليس هناك أي مشكل فانا عند الرقص "عزيزة" وبعد الرقص "عزيز" مؤكدا بعد كل ذلك أنه يشعر أنه سليم عقليا.
حمام النساء
بعد الرسائل الشفهية الفاضحة، أوغلت المخرجة ...، لتمرّر مشاهد مطولة وحوارات مع نساء عاريات في حمام النساء ولا نعلم ماذا تقصد جمعية "صورة وصوت المرأة" حين فكرت بعرض هذه المشاهد العارية للأطفال والمراهقين.
ولا يمكننا بأي شكل من الأشكال وصف هذا المقطع بالتحديد لأنه غاية في الإسفاف والابتذال وقلّة الحياء، وحتى الأغنية المصاحبة للمشاهد باللهجة الفرنسية كانت إباحية مائة بالمائة. رغم أن المخرجة حاولت تصوير ألائك النسوة، اللاّتي لم يخجلن من الوقوف عاريات أمام الكاميرا للتحدث عن علاقاتهم، في صورة الضحايا !!!
" حرّه كيف الريح "
أو كما كررت مرارا في الفيلم باللهجة التونسية العامية " أنا حره كيف الريح " التي جاءت على لسان شخصيات الفيلم الذين اعترفوا بارتكابهم لممارسات تعتبر وفق المنظور الاسلامي العام شذوذا وانحلالا ومجونا، ولعلنا نقول ردا على هذه الجملة بالذات، فللريح في القرآن معاني عديدة فهو عقاب انزله الله تعالى بقوم لوط الذين اوغلوا في الشذوذ.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: