البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

اختطاف حزب

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6397


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في خضم الأمواج العالية التي تضرب سوريا ... يتساءل الكثيرون، أين حزب البعث من هذه الثورة التي أصطبغ زبد أمواجها بالدماء، كما لم يحدث في تاريخ سوريا حتى أبان الثورة الوطنية ضد الاحتلال الفرنسي .. ماذا عن الحزب ..؟

عندما شيد العقل البشري عام 1912 تحفة تمثلت بالباخرة تيتانيك، التي وصفها قبطانها، بأنها السفينة التي لا يقوى حتى القدر على إغراقها، لكن لم يكن القدر وحده بالمرصاد لهذه السفينة، بل وأيضاً عندما أجتمع 36 خطأ بشري، وبتسلسل رهيب أدى لأن ترقد في قعر المحيط الأطلسي في كارثة حتى يمكن أن نؤشر أن غرقها كان لأسباب أخطاء بشرية أكثر مما هي تكنولوجية.

ترى هل يغرق البعث / سوريا وقد تجمعت أسباب غرقه في عاصفة الثورة السورية ليصبح أمثولة في ضياع حزب كان يمثل يوماً أمل الجماهير العربية، ولكن أيضاً في عقود طويلة من ألتغافل والتعامي عن أخطاء تراكمت، ليبلغ تراكمها لأن يتحول الحزب في سورية من حلم الشعب والثورة إلى أداة تشرع للطغيان والدكتاتورية وقمع الشعب وآماله....؟

الحزب ببساطة شديدة، قد تعرض لاختطاف، وبعض البعثيين شاركوا في عملية الاختطاف هذه بنوايا مختلفة، ولكن لدى الأغلب فيها كان سليماً، بهدف أعتبر وقته نضالاً ثورياً، ليتقدم الحزب كطليعة المناضلين من أجل الشعب والوطن والأمة، ولكن ويا للأسف كان هناك من يخطط لاستدراج الحزب لأن يغادر قلاعه ويخرج للعراء متجرداً من أخلاقياته التي أشتهر بها، ليسهل بالتالي أسره واختطافه، ومن ثم ليؤخذ كرهينة.

فبعد أن امتهنت شرعية النظام الداخلي للحزب، تواصلت دونما توقف سياسة الاستدراج حتى بلغ السيل أقصاه في مصادرة الديمقراطية وتقاليدها داخل الحزب، وتناسوا التقاليد الثورية، فشاعت ظواهر الأستزلام، والاكتساب، والولاءات المزدوجة، والتعاون مع الأجهزة، حتى ابتلعت الأجهزة الحزب، وبلغ الحال بالحزب أن يكون حارساً ومصداً لأفراد، وأصبح الحزب تابعاً للأجهزة، بل أن الأجهزة جعلت من الحزب السوط الذي يلهب ظهور الجماهير، ومناضليه أصبحوا مخبرين، حتى صارت قضية البعثي أن يحافظ على مواقعه الوظيفية، ويحسن مستوى معيشته، بل أن يطورها، وصار الفصل من الحزب بل صار السجن مصير من يكتشف عواقب الانحدار، فينأى بنفسه عن إنهاء الحزب ودوره الحقيقي بين الجماهير.

ودارت عمليات تدجين، أندغم فيها البعض طائعين مختارين، وآخرون مرغمون، والتهمت السجون الكثير من مناضليه وقياداته، وكل من أدرك مفردات هذه العملية التي يتعرض لها الحزب دون هوادة، وبحق يمكننا القول، أن البعث كان أول المضطهدين على يد الديكتاتورية، التي مضت بالحزب إلى ما لا علاقة له بالحزب، وصار الأمر محض مصالح شخصية وعائلية فحسب.

باختصار نطلق على مآل هذه العملية برمتها اختطاف، فالظواهر غير البعثية تطورت، ونمت الطحالب والطفيليات على كيان الحزب من الأعلى إلى الأسفل ومن الأسفل إلى الأعلى، وتنامت غابة من المصالح غير الشرعية التي أنهت بصفة شبه كلية الملامح الوطنية والقومية للحزب، ليصبح حزب سلطة، وما الحزب إلا وسيلة أو آله يمتطيها الأفراد للبقاء في دست الحكم لا أكثر ولا أقل، قطعة من ديكور لمستلزمات حكم طغياني، واليوم عندما يتطلع كل بعثي أصيل إلى الوراء، ليشاهد وليقيم بكل بساطة المقارنة بين مقررات المؤتمر القومي السادس عما بلغ إليه الحزب اليوم في سورية من درجات الانحدار، سيدرك أنه يعيش حالة اختطاف وإنه رهينة بين الرهائن.

جماهير الشعب تدرك أن الحزب قد أختطف ويستخدم اليوم كبوابة للحكم تشرع للطغيان، وأعضاؤه كرهائن وكدروع بشرية / سياسية للدفاع عن مصالح شخصية، لذلك لا تهتف الجماهير في شعاراتها ضده، حزب البعث العربي الاشتراكي..... تعلم أن الحزب يعيش حالة اختطاف، ما هو إلا هيكل تقليدي، فحزب الوحدة العربية والحرية والعدالة الاجتماعية، لن يكون أداة لقمع الشعب، البعثيون هم مناضلون من أجل الشعب وليسوا عناصر أمن ومخابرات، وليسوا جيوش من العاطلين عن العمل يعملون كمخبرين لدى الأجهزة.

أيها البعثيون الشرفاء كونوا في اللحظة التاريخية مع شعبكم فلن تضلوا أبداً، أيها البعثيون التحموا مع الشعب في لحمة أبدية...... تحرزون فيها شرفاً ما بعده من شرف.

ــــــــــــــــــــ
جزء من مقابلة مع إحدى الفضائيات العربية بتاريخ 1 / حزيران / 2011


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سوريا، بشار الأسد، الثورة، الثورة السورية، حزب البعث،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-06-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أقفاص الأسر على مر التاريخ
  مأزق هنية
  ماذا يحدث في بلاد العم سام
  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
العادل السمعلي، د. مصطفى يوسف اللداوي، عمر غازي، سلوى المغربي، أحمد ملحم، فتحي العابد، فتحي الزغل، إياد محمود حسين ، رحاب اسعد بيوض التميمي، كريم فارق، د.محمد فتحي عبد العال، سيد السباعي، سلام الشماع، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود سلطان، محمد علي العقربي، حسن الطرابلسي، مراد قميزة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد يحي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عواطف منصور، صلاح الحريري، رضا الدبّابي، ياسين أحمد، أنس الشابي، د - محمد بنيعيش، مصطفى منيغ، د - صالح المازقي، عراق المطيري، عبد العزيز كحيل، نادية سعد، صلاح المختار، طلال قسومي، د - مصطفى فهمي، د- هاني ابوالفتوح، محمد شمام ، رافع القارصي، خبَّاب بن مروان الحمد، محمود فاروق سيد شعبان، د. عبد الآله المالكي، عبد الغني مزوز، سليمان أحمد أبو ستة، فوزي مسعود ، إسراء أبو رمان، أحمد بوادي، بيلسان قيصر، محمد أحمد عزوز، عمار غيلوفي، د. صلاح عودة الله ، رافد العزاوي، د - عادل رضا، د. أحمد بشير، المولدي الفرجاني، حسني إبراهيم عبد العظيم، جاسم الرصيف، فهمي شراب، رمضان حينوني، سعود السبعاني، عبد الله الفقير، إيمى الأشقر، المولدي اليوسفي، حميدة الطيلوش، فتحـي قاره بيبـان، كريم السليتي، الناصر الرقيق، عبد الرزاق قيراط ، تونسي، أحمد النعيمي، ماهر عدنان قنديل، محمد الياسين، عزيز العرباوي، صفاء العراقي، وائل بنجدو، حاتم الصولي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد الطرابلسي، الهادي المثلوثي، طارق خفاجي، د. طارق عبد الحليم، د - المنجي الكعبي، د. عادل محمد عايش الأسطل، منجي باكير، ضحى عبد الرحمن، د - شاكر الحوكي ، د. خالد الطراولي ، سامح لطف الله، د- جابر قميحة، صالح النعامي ، د- محمود علي عريقات، علي عبد العال، محمد العيادي، مصطفي زهران، رشيد السيد أحمد، د. أحمد محمد سليمان، د - الضاوي خوالدية، علي الكاش، د- محمد رحال، أحمد الحباسي، عبد الله زيدان، صفاء العربي، محرر "بوابتي"، محمود طرشوبي، د - محمد بن موسى الشريف ، يزيد بن الحسين، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سفيان عبد الكافي، أشرف إبراهيم حجاج، يحيي البوليني، أبو سمية، مجدى داود، الهيثم زعفان، صباح الموسوي ، حسن عثمان، أ.د. مصطفى رجب، محمد عمر غرس الله، خالد الجاف ، سامر أبو رمان ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة