البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

اختطاف حزب

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5994


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في خضم الأمواج العالية التي تضرب سوريا ... يتساءل الكثيرون، أين حزب البعث من هذه الثورة التي أصطبغ زبد أمواجها بالدماء، كما لم يحدث في تاريخ سوريا حتى أبان الثورة الوطنية ضد الاحتلال الفرنسي .. ماذا عن الحزب ..؟

عندما شيد العقل البشري عام 1912 تحفة تمثلت بالباخرة تيتانيك، التي وصفها قبطانها، بأنها السفينة التي لا يقوى حتى القدر على إغراقها، لكن لم يكن القدر وحده بالمرصاد لهذه السفينة، بل وأيضاً عندما أجتمع 36 خطأ بشري، وبتسلسل رهيب أدى لأن ترقد في قعر المحيط الأطلسي في كارثة حتى يمكن أن نؤشر أن غرقها كان لأسباب أخطاء بشرية أكثر مما هي تكنولوجية.

ترى هل يغرق البعث / سوريا وقد تجمعت أسباب غرقه في عاصفة الثورة السورية ليصبح أمثولة في ضياع حزب كان يمثل يوماً أمل الجماهير العربية، ولكن أيضاً في عقود طويلة من ألتغافل والتعامي عن أخطاء تراكمت، ليبلغ تراكمها لأن يتحول الحزب في سورية من حلم الشعب والثورة إلى أداة تشرع للطغيان والدكتاتورية وقمع الشعب وآماله....؟

الحزب ببساطة شديدة، قد تعرض لاختطاف، وبعض البعثيين شاركوا في عملية الاختطاف هذه بنوايا مختلفة، ولكن لدى الأغلب فيها كان سليماً، بهدف أعتبر وقته نضالاً ثورياً، ليتقدم الحزب كطليعة المناضلين من أجل الشعب والوطن والأمة، ولكن ويا للأسف كان هناك من يخطط لاستدراج الحزب لأن يغادر قلاعه ويخرج للعراء متجرداً من أخلاقياته التي أشتهر بها، ليسهل بالتالي أسره واختطافه، ومن ثم ليؤخذ كرهينة.

فبعد أن امتهنت شرعية النظام الداخلي للحزب، تواصلت دونما توقف سياسة الاستدراج حتى بلغ السيل أقصاه في مصادرة الديمقراطية وتقاليدها داخل الحزب، وتناسوا التقاليد الثورية، فشاعت ظواهر الأستزلام، والاكتساب، والولاءات المزدوجة، والتعاون مع الأجهزة، حتى ابتلعت الأجهزة الحزب، وبلغ الحال بالحزب أن يكون حارساً ومصداً لأفراد، وأصبح الحزب تابعاً للأجهزة، بل أن الأجهزة جعلت من الحزب السوط الذي يلهب ظهور الجماهير، ومناضليه أصبحوا مخبرين، حتى صارت قضية البعثي أن يحافظ على مواقعه الوظيفية، ويحسن مستوى معيشته، بل أن يطورها، وصار الفصل من الحزب بل صار السجن مصير من يكتشف عواقب الانحدار، فينأى بنفسه عن إنهاء الحزب ودوره الحقيقي بين الجماهير.

ودارت عمليات تدجين، أندغم فيها البعض طائعين مختارين، وآخرون مرغمون، والتهمت السجون الكثير من مناضليه وقياداته، وكل من أدرك مفردات هذه العملية التي يتعرض لها الحزب دون هوادة، وبحق يمكننا القول، أن البعث كان أول المضطهدين على يد الديكتاتورية، التي مضت بالحزب إلى ما لا علاقة له بالحزب، وصار الأمر محض مصالح شخصية وعائلية فحسب.

باختصار نطلق على مآل هذه العملية برمتها اختطاف، فالظواهر غير البعثية تطورت، ونمت الطحالب والطفيليات على كيان الحزب من الأعلى إلى الأسفل ومن الأسفل إلى الأعلى، وتنامت غابة من المصالح غير الشرعية التي أنهت بصفة شبه كلية الملامح الوطنية والقومية للحزب، ليصبح حزب سلطة، وما الحزب إلا وسيلة أو آله يمتطيها الأفراد للبقاء في دست الحكم لا أكثر ولا أقل، قطعة من ديكور لمستلزمات حكم طغياني، واليوم عندما يتطلع كل بعثي أصيل إلى الوراء، ليشاهد وليقيم بكل بساطة المقارنة بين مقررات المؤتمر القومي السادس عما بلغ إليه الحزب اليوم في سورية من درجات الانحدار، سيدرك أنه يعيش حالة اختطاف وإنه رهينة بين الرهائن.

جماهير الشعب تدرك أن الحزب قد أختطف ويستخدم اليوم كبوابة للحكم تشرع للطغيان، وأعضاؤه كرهائن وكدروع بشرية / سياسية للدفاع عن مصالح شخصية، لذلك لا تهتف الجماهير في شعاراتها ضده، حزب البعث العربي الاشتراكي..... تعلم أن الحزب يعيش حالة اختطاف، ما هو إلا هيكل تقليدي، فحزب الوحدة العربية والحرية والعدالة الاجتماعية، لن يكون أداة لقمع الشعب، البعثيون هم مناضلون من أجل الشعب وليسوا عناصر أمن ومخابرات، وليسوا جيوش من العاطلين عن العمل يعملون كمخبرين لدى الأجهزة.

أيها البعثيون الشرفاء كونوا في اللحظة التاريخية مع شعبكم فلن تضلوا أبداً، أيها البعثيون التحموا مع الشعب في لحمة أبدية...... تحرزون فيها شرفاً ما بعده من شرف.

ــــــــــــــــــــ
جزء من مقابلة مع إحدى الفضائيات العربية بتاريخ 1 / حزيران / 2011


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سوريا، بشار الأسد، الثورة، الثورة السورية، حزب البعث،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-06-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أنس الشابي، حميدة الطيلوش، منجي باكير، أحمد بوادي، حسن الطرابلسي، رمضان حينوني، محمد الطرابلسي، مصطفي زهران، د - محمد بن موسى الشريف ، د. صلاح عودة الله ، د.محمد فتحي عبد العال، عمر غازي، وائل بنجدو، صباح الموسوي ، د. أحمد بشير، يحيي البوليني، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد الياسين، المولدي الفرجاني، أحمد الحباسي، محمد يحي، فوزي مسعود ، صلاح المختار، الهيثم زعفان، صالح النعامي ، عبد الله الفقير، فهمي شراب، صلاح الحريري، سلوى المغربي، محمود طرشوبي، سفيان عبد الكافي، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد عمر غرس الله، أبو سمية، سلام الشماع، سامر أبو رمان ، كريم السليتي، نادية سعد، خالد الجاف ، رضا الدبّابي، حاتم الصولي، سيد السباعي، د - محمد بنيعيش، طلال قسومي، مصطفى منيغ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صفاء العراقي، د- محمود علي عريقات، فتحـي قاره بيبـان، ضحى عبد الرحمن، العادل السمعلي، أحمد النعيمي، د - صالح المازقي، محمود سلطان، د. عادل محمد عايش الأسطل، جاسم الرصيف، مجدى داود، د. عبد الآله المالكي، سليمان أحمد أبو ستة، د- محمد رحال، سامح لطف الله، د - المنجي الكعبي، صفاء العربي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عراق المطيري، محمد العيادي، د - مصطفى فهمي، د. أحمد محمد سليمان، د- جابر قميحة، ماهر عدنان قنديل، رافع القارصي، يزيد بن الحسين، إيمى الأشقر، تونسي، د. خالد الطراولي ، عبد الغني مزوز، حسن عثمان، سعود السبعاني، خبَّاب بن مروان الحمد، الهادي المثلوثي، مراد قميزة، محمد شمام ، أحمد ملحم، علي الكاش، عبد الله زيدان، الناصر الرقيق، فتحي الزغل، أشرف إبراهيم حجاج، د. مصطفى يوسف اللداوي، إياد محمود حسين ، عزيز العرباوي، أ.د. مصطفى رجب، د - عادل رضا، علي عبد العال، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رشيد السيد أحمد، محمد أحمد عزوز، كريم فارق، حسني إبراهيم عبد العظيم، رافد العزاوي، ياسين أحمد، د- هاني ابوالفتوح، عواطف منصور، محرر "بوابتي"، د - الضاوي خوالدية، عبد الرزاق قيراط ، فتحي العابد، د - شاكر الحوكي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عمار غيلوفي، د. طارق عبد الحليم، إسراء أبو رمان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة