يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يخال المرء في هذا الجزء من العالم أن يفقد عقله من ممارسات الساسة العرب، الذين ملأوا الأرض فسادا، ولديهم الجرأة أن يحتجوا على من يتهمهم بالفساد، فهل هناك جريمة تتجاوز الفساد من جريمة الخيانة والعمالة، فاذا كان هؤلاء الساسة عملاء وخون، فهل تهمة الفساد مسبة في ذاتهم، التي فقدت احساسها بالشعور بالحد الادنى من الانتماء، ومن لا انتماء له، وليس أمينا على وطن، هو أمين على مقدرات هذا الوطن وممتلكاته.
حكام العراق الاميركي لم يخجلوا من خيانتهم ولا عمالتهم، ويحتجون على اتهامهم بالفساد، لم يخجلوا من تدمير الدولة العراقية، ونهبها وتمزيق النسيج الاجتماعي للوطن، ولا من جعل العراق أكثر دول العالم فشلا وفسادا، فكيف يحتجون على من يتهمهم بأبسط التهم، واقلها شأنا؟، مقارنة بممارساتهم في حق الوطن وأهله وممتلكاته.
نهب المال العام ليس فسادا، والقائمون عليه تعفى مسؤولياتهم من سرقته، وأبناؤهم وأعضاء أحزابهم الطائفية لا تسأل عن الثروة التي جمعوها، ويعيثون فيها فسادا، في العراق وخارج العراق، ومن كانت أياديه ملطخة بدماء الناس، كل الناس ؟، ليس مجرما، تتجاوز مسلكياته الاجرامية تهمة الفساد، التي يحتجون عليها، ولا يخجلون بمطالبتهم بالتعويض، وكأنهم أصحاب كرامة خدشت.
في العراق الأميركي كل شيئ ينضح بالفساد، وحاكم المنطقة الغبراء في بغداد يعترض على اتهامه بالفساد، فمن يكون فاسدا ومسؤولا عن كل هذه الجرائم ؟، التي تتجاوز في أهميتها وآثارها الفساد الاداري والمالي، وتقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تشهد على ذلك، فكيف يريد جراذين المنطقة الغبراء، أن لا يتهمهم أحد بالفساد، ومجرد وجودهم في بغداد هو الفساد بعينه.
حكام العراق الأميركي يريدون أن يجعلوا من الخيانة والعمالة وطنية، يتغنون بها على ظهر الدبابات الاميركية، أو على عتبات جامعة الدول العربية وفوق منابرها، التي قبلت بهم ممثلين للمندوب السامي الاميركي ( بريمر )، وأن يجعلوا من نهب المال العام، وسرقة أموال وممتلكات المواطنين أمانة، يتبغددون بها في شوارع بغداد، وعواصم الدنيا، العربية منها والأجنبية.
قديما قيل اذا لم تستح فاصنع ما شئت، وهؤلاء ما عادوا يخجلون من عمالتهم ولا خياناتهم، فكيف نريد منهم أن يخجلوا من تهمة الفساد بشقيه الاداري والمالي، وهم يرون الدنيا من حولهم داخل العراق وخارجه، تتحدث عن الفساد وفشل الدولة، التي أقامتها لهم أميركا، ووقفت الى جانبها ومن حولها طواقم العهر الطائفي المجوسي.الفساد لم يعد سبة أو تهمة الى جانب العمالة والخيانة، فلماذا يحتج جراذين المنطقة الغبراء في بغداد على ذلك ؟، وهناك ما يتصفون به أكثر من الفساد، أم أنهم يريدون أن ينسى العراقيون والعالم فداحة جرائمهم، ويجعلون الناس تتلهى بقضايا تافهة منسوبة لهم، لينسى الناس حقيقة وجودهم.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: