ياسين أحمد
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7959
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
فقد الفرس رشدهم عندما قالوا لهم أنتم دولة عظمى، ثم تاهوا خبالاً وخيالاً عندما قال سيدهم الكبير: هذه إيران وليست العراق ...
وما أسرع ما يفقد الفرس رشدهم ..!
وهم الأكثر تباهياً، وهم الأكثر مبالغة، ألم يطلقوا على ملوكهم أريا مهر ملك الملوك، وملكتهم شمس الشموس، وعلى رجال مذهبهم آيات الله العظمى وحجة الإسلام والمسلمين، وتظاهراتهم بالمليونية... وهلم جرا ... !
فقد الفرس رشدهم، وقالوا نحن دولة عظمى ...
لماذا دولة عظمى ..؟
نحن نعلم أن الأمم العظمى تصبح أمم عظمى نتيجة انتصارات في حروب هائلة، عندما يكون لها مصالح في بقاع الأرض، عندما تمتلك جيوشاً جرارة لا تغلب، عندما تمتلك اقتصاداً يدعم القوة، عندما تتمتع بعلاقات حسنة مع الكثير من الأمم...
وكل هذا لا يوجد منه لدى الصفويين شيئاً.
جل ما فعلوه أنهم تحالفوا مع الأمريكان والصهاينة سادة العصر المؤقتين، وعندما دخل الأمريكان إلى العراق، أنتظر علوج الفرس وعملاء الصفويين بعض الوقت، ثم جاؤا بحياء قليل، وأقل من ذاك شجاعة، وأخرجوا رؤوسهم كالفئران من جحورهم، تطلعوا ذات اليمين وذات الشمال، فلما تأكدوا، خرجوا إلى الساحة يمتطون دبابات الاحتلال، عفواً دبابات الشيطان الأكبر، وراحوا يطاردون شرفاء العراق، ويغتالونهم، ويفتكون بهم وبعوائلهم، مقدمين للمحتل خدمات يعجز عن معرفتها، هذه هي الدول العظمى وهذا سلوكها.
يمتعضون إذ انكشفت أستار واهية، فبان تحالفهم مع الشيطان الأكبر والصهاينة، وإن كان ذاك واضح لمن قلبه على وطنه، ونحن لا نريد إثبات حلفهم للتاريخ، فذاك واضح وضوح الشمس، ولكننا نوجه الخطاب لشرفاء عرب ومثقفون لهم الغيرة على أوطانهم ولنتساءل هنا:
* من يهدف إلى تمزيق المجتمعات العربية ؟ وهل تدور هذه الخطة عشوائياً ..؟ سنكون سذج إن اعتقدنا أن هذه الأمور تجري عشوائياً.
* تأجيج الأصطراع المذهبي يدور لمصلحة من ؟
* لمصلحة من يتأسس في الضفة الغربية المجلس الإسلامي الأعلى ؟
* لمصلحة من يتأسس مجلس إسلامي أعلى في المغرب ؟
* فرية ونريد تصديقها، أن حسن نصر الله يحارب من أجل فلسطين، ولكن ماذا يفعل الحوثي في اليمن ؟ أحد القابضين(وهو ممتهن قبض) قال لي إن الحوثي غاضب على تقديم رجال القاعدة للمحاكمة في اليمن ؟ حقاً إن تستح فأصنع ما شئت .
* إن شتم العرب عندهم من لزوم الكلام، ويغطيها أصحاب البدع بشتى الأغطية، منها دواع محبة العرب والغيرة، ثم ينهال سباباً وشتائم، ولا يوفر تاريخ العرب والإسلام ويشتم والصحابة ويقول في آل الرسول كلاماً لا يقال في الخمارات..!
* المشروع الصفوي يعتبر كل شيعي لا بد أن يكون ولائه لإيران، ومن هنا يفخر نصر الله بأن الملايين التي يقبضها هي أموالاً شرعية ..!
علماء دين من الشيعة العرب، وقبلهم بعض الفرس، أيضا قالوا أن ولاية الفقيه مبدأ طغياني، ورجال دين من الشيعة العرب في العراق ولبنان، شخصوا هذا الحال بدقة أكبر، ولهم في هذا مداخلات وصولات.
أما حلفهم مع الصهاينة والأمريكان، نقول أن الولايات المتحدة رأت في إقامة هذا الحلف الثلاثي، استهدافاً لغايات مشتركة بين هذه القوى الثلاث: العروبة والإسلام، ومن أحدى شروط هذا التحالف أن ينغرس في أعماق الكتمان، بل وتجري حملات تمويه Camouflage دقيقة وربما مكلفة بعض الأحيان ولكن السعر هو بخس حيال الهدف الكبير.
والأمريكان والصهاينة يدركون تمام الإدراك أن اتهام طرف بالعمالة لأمريكا يسيئ لذاك الطرف، لذلك اتخذت سبل التعاون الوثيق والعلاقات السرية بين أطراف الحلف الغير مقدس الإيراني/الإسرائيلي / الأمريكي أساليب نجحت في إخفاء ما كان أعظم، ولكن الصدف وحدها، سقوط طائرة، اكتشاف ملفات، اعتراف لأحد المتساقطين وإخفاق بسيط في برنامج كبير لا يعد فشلاً، إلا أنه يساهم على اية حال على إلقاء الأضواء على مؤامرة العصر، يساهم في كشف بعض جوانب التآمر الخبيث على الأمة العربية والإسلامية، والعلاقة بين إسرائيل وإيران وراعية الحلف الولايات المتحدة هي علاقة مدروسة بعناية، تفاعلية وتكاملية وليست متناقضة أو متصادمة, وسوى ذلك, سوف لن نجد سوى أحاديث وهراء لا طائل منها.
أود أن يشرح لي أحد لماذا يختلف الأمريكان والفرس الصفويون ؟
هل الفرس حزينين على ضرب أفغانستان واحتلالها ؟
هل الفرس حزينين على احتلال العراق وإبادة منجزاته ؟
هل يختلف الصفويون مع الأمريكان حول تطبيقات الاشتراكية ؟
هل يختلف الفرس مع الأمريكان حول نظريات راس المال ؟
توجهت يوماً بهذه الأسئلة، والحديث رد وبدل، على أن يجيبني بسطر واحد من هذه الأسئلة، ولكنه لم يستطع .. وأحترم الرجل نفسه وسكت ..!
وماذا بين الفرس والصهاينة ..؟
يشترك الصفويون والصهاينة في الهوى، الكره والحقد على العرب والمسلمين، ويشتركون أيضاً بالمصلحة، فالصهاينة من مصلحتهم أن تتفتت الأمة العربية إلى أقليات دينية وطائفية، وعرقية ملك مذهبية وفئوية حتى لو كانت لا تشاهد بالميكرسكوب ..! حتى لا يكون وجودهم في هذه الأمة نشازاً...
والفرس، يريدون أهداف وطنية، التوسع على حساب العرب، ولكن كيف، ليس لديهم صناعة يروجونها، ولا فكراً اجتماعياً يتحدثون به ولا نظاماً راقياً، اجتماعياً كان، أو سياسياً أو ثقافياً، يبشرون به، إذن ما لعمل ...
ها نحن أمام ما لعمل مرة أخرى...
وجدتها صاح دهاقنة الصفويين ..
التشيع وإطلاق نزعات لا قبل للشيعة بها، ولا قبل لأئمة التشيع بها، بل هي عبارة عن بدع صفوية، تهدف خلق تنظيم متراص ذو انضباط قائم على الخرافات، والتعصب للجهل، وإطلاق أسوء موجات التطرف والتمذهب... من أجل خلق الدولة الفارسية الكبرى ..
وهنا ألتقي هدفهم مع الصهاينة، ولكنه لقاء لصوص، ويقال دائماً إذا نشب نزاع بين لصوص يقال إنه خلاف على تقسيم الغنيمة..!
ولكن الصهاينة أنجدوا الصفويين في محن عديدة، وباعهم أسلحة وقطع احتياطية، وتعاون فني تكنولوجي لا تعرف أبعاده بدقة بعد.
وبالمقابل قدم لهم الصفويون خدمات كبرى:
• هل من الضرورة التاريخية أن يروج عملاء المخابرات الإيرانية في غزة وفلسطين للمذهب الشيعي ؟ هل هذا ما ينقص الشعب الفلسطيني ؟
• تعهد الصفويون بإبادة الفلسطينيين في العراق، فلم تنفع المناشدات والتدخلات، والمذبحة قائمة على قدم وساق.
• اتفقت الأطراف الثلاثة في الحلف الغير مقدس على أن تراعي مصلحة إسرائيل: بتدمير القوى والإمكانيات التي يخشى منها الصهاينة: صواريخ وتقدم علمي وإنهاء الجيش العراقي.
• أتفقت الأطراف الثلاثة في أتفاق محكم، وهو أمر سائد في السياسة، أن الأبواق الإذاعية تكيل الشتائم، والصحف تشن الهجمات الضارية، ولكن الفرقاء يتفاوضون على الطاولة كأحباب، ولسان حالهم يقول: علينا بالحاصل.. وبهذه المناسبة لا يستطيع أحد أن يقول لي بماذا آذى الأمريكان الصفويين ؟ أو العكس، والصهاينة وبالعكس.
• مصلحة الولايات المتحدة: بأن تأخذ ما في تحت الأرض من ثروات، وها هي تفعل ذلك باتفاقات طويلة الأجل.
ومصلحة إيران: أن تأخذ ما تبقى فوق الأرض.
ومصلحة الصهاينة: أن يدمر العراق كقوة عسكرية مهددة فعلاً لأمنها .... وحصل ذلك
ليس اليوم، بل منذ الحرب العراقية الإيرانية ... يوم قصف الصهاينة المفاعل النووي
العراقي، وكان الصفويون يقصفون مصانع العراق .. ما لفرق ..؟
ألا ترون بأم العين المجردة، كيف يمارس الفرس الصفويون في العراق تصفية طائفية وعرقية ومشاركة الأمريكان على ملئ السمع والبصر..
يا إلهي .. فليقل لي أحد على ماذا مختلفون ...!
ليقل لي أحد ما هي الملامح الحسنة في الوجه الفارسي الملئ بالبثور والدمامل ..!
أهي الديمقراطية الرائعة التي تحرم أي نشاط سياسي ؟
أهي المادة 11 من الدستور الطائفية المقيتة ؟
أهو النظام الاجتماعي الخلاب ؟
أهو تقبل الفكر الآخر ؟
أهو النظام الاقتصادي الرائع ؟
أهي الإيديولوجيات التقدمية ؟
لن يجيب أحد...
لن يجيب أحد يحترم نفسه على الأقل
أما فاقدوا الضمير فموجودون دائماً في حاويات القمامة على قارعة الطريق
ليقل قارعوا الطبول ...
ألم تسارع إيران تسارع للاعتراف بحكومة الأميركان والصهاينة في العراق، بل هي أول دولة فعلت ذلك، وتبادر دائماً للاعتراف بنتائج الانتخابات.
أم يصرح نجاد بضرورة بقاء القوات الأمريكية في العراق لحين استكمال حكومة العملاء قدراتها القمعية ..؟
والرئيس نجاد ... يهوى إطلاق القنابل الدخانية ...
كيف ؟
الحرس الثوري الإيراني، وفيلق بدر وفيلق قدس يتولى إبادة الفلسطينيين في العراق، وهو زعلان على الهولوكوست..؟
يستقبل اليهود في إيران ولهم فيها مطلق الحرية، ويقيم معرض للصور ..
ولكن نجاد لا ينسى في 26/ أغسطس/2006 بمناسبة افتتاح مصنع إنتاج الماء الثقيل في "أراك" أن يقول: "أن إيران لا تشكل خطرا على الغرب ولا حتى على إسرائيل ".!!
أما لاريجاني فيصرح في 11 / فبراير/ 2007: " أن برنامج إيران النووي لا يمثل تهديدا لإسرائيل, وأن بلاده مستعدة لتسوية جميع الأمور العالقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال ثلاثة أسابيع، وأن كل ما يرد بشأن رغبة إيران في تهديد إسرائيل هو كلام خاطىء ..!
ووزارات الخارجية الأوربية تعلق بالحرف الواحد: رغم أن تصريحات نجاد هي للتسويق المحلي في الشرق الأوسط..!!! إلا أنها مزعجة" وما يهمني هو المقطع الأول.
العرب يقولون : حبل الكذب قصير ...
سيندم الإيرانيون كثيراً ... كثيراً جداً على مؤامراتهم السوداء في بلاد العرب، وسوف لن تنفعهم أسلحتهم الكارتونية ... وبيت الفرس من زجاج رقيق جداً والمثل العراقي يقول: العاقل يفهم والمخبل يراجع عقله ..
سنرى ..
في فرنسا المحتلة من النازي، برز كالعادة خونة ومتعاونون، ومنهارون، وزاحفون، بعضهم حاول أن يفلسف هذا الانهيار والانبطاح، فقالوا أن الأمة الألمانية والفرنسية كانت متحدة حتى عام 1200 ميلادية، ولديهم فصول تاريخ مشتركة، وبعضهم زعم أنها سيف الحضارة المسيحية الأمضى، ولكن الحقيقة الناصعة أنهم كانوا راكعين، يعانون من خواء داخلي وهزيمة لعينة تعشش في رؤوسهم:
كتب الكاتب الفرنسي المتعاون مع العدو ديشانبرمان:" أنه أعمي من لا يعرف الدور الذي أوكله القدر إلى ألمانيا، بل منحطة وملعونة أي أمة أوربية لا تحي هذا السيف المرفوع ".
وبينما كان الألمان يعدمون رهائن فرنسيين 50 فرنسي مقابل ألماني واحد ...
وكان الخونة الفرنسيون يرددون متعقلين: هل ستخرج هذه العمليات الألمان من فرنسا ؟