ياسين أحمد
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8133
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
بسم الله الرحمن الرحيم
" فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه " : 77 التوبة. صدق الله العظيم
من هو المنافق في الإسلام ؟
أربع من كن فيه كان منافقاً، أو من كانت فيه خصلة من أربعة، كانت فيه خصلة النفاق حتى يدعها:
• إذا حدث كذب ...
• وإذا وعد أخلف ...
• وإذا عاهد غدر ...
• وإذا خاصم فجر ...
ترى أي من هذه الخصال الأربعة غير متوفرة بالفرس المعادين للعرب والإسلام ؟
أم ترى هناك فرساً غير الكارهين للعرب. نعم هناك فرس آمنوا بالإسلام بصدق ويحسنون إسلامهم ويتخلقون بأخلاق الإسلام، لكن لا صوت لهم، فالتيار الصفوي يهيمن على المؤسسة الدينية والسياسية معاً، يتميز بالشراسة، وبالبغض والكراهية، وهي صفات تسحب صاحبها إلى منحدرات ومهاوي البخل والجبن، يبطن أكثر مما يظهر، يتردد في عمل الخير ألف مرة، ولا يتردد ولا مرة في إتيان الشر.
يقود الغل والتطرف والحقد إلى مواقع ومواقف، يعمي الحقد تبيان ظلامها، والجبن إلى الاستعانة حتى بالشياطين، والبغض إلى قبول حراماً يحلل الكراهية والتطرف قبوله، وقد مارست مثل هذه السياسات على مدى تاريخهم، القديم والوسيط والحديث.
بيد إننا حيال قضية لا تزال أستار واهية تحجب الحقائق عن الرؤية الواضحة الجلية. وإذا كنا في إطار استبيان وتحليل اتجاهات السياسة الإيرانية، فنحن مضطرون للاستعانة بالأدلة العقلية والمادية للتوصل ما نجزم عليه. فحتى إلى ما قبل أعوام قليلة كان الوصول إلى إلقاء الأضواء على الحلف الغير معلن:
واشنطن ـ تل أبيب ـ طهران
أعتقد بعض سامعينا أننا نعزف على آلات الطائفية المقيتة، ولكن يشفع لنا إننا لا نعير هذا الجانب اهتماماً ولو بفلس واحد ! بل نحن نقبل في صفوفنا مناضلين من أديان من غير الإسلام، وحتى يزيديون وصابئة إلى جانب مسيحيون، نحن نعتز بديننا كله، وبشعبنا كله وبمكوناتنا كلها. إذن فلسنا نحن من يتهم بالطائفية، والواقع الموضوعي يشهد أن بلاد العرب والإسلام كان ملجاً لكل مضطهد في دينه وقوميته.
ترى ما لذي دفع الإيرانيين إلى هذا الحلف القذر ؟
هناك مرتكزات أخلاقية ونفسية واجتماعية، ثم هناك المصالح السياسية الاستراتيجية. وهذه المرتكزات برأينا لا ينبغي أن تدفع الإيرانيين إلى إقامة هذا الحلف، بل أن مصلحة إيران هو في عمل كل ما من شأنه على التقارب مع الأقطار العربية وصولاً إلى أفضل العلاقات على كافة الصعد، هذا إن شئنا قراءة موضوعية بعيدة عن العواطف، بل على أساس الأدلة المادية والعقلية. ولكن كيف والقيادات الإيرانية محكومة بعقدة رهيبة لا يجدون وسيلة للتخلص منها وهي كره العرب والإسلام، عقدة وظفوا من أجلها كافة طاقاتهم وجماع نفسهم في توليفة نادرة وتشابك غريب من لقاء المرتكزات الأخلاقية والنفسية الاجتماعية والمصالح السياسية والاقتصادية والاستراتيجية.
لقد أوضحنا بما لا يقبل اللبس والالتباس، جذر العلاقة الأمريكية الإيرانية منذ عهد الشاه، وآيات الله، ربما تتعرض للشكوك، ربما يعتبر أحد الأطراف الطرف الآخر مقصراً، وهذا أمر جائز ووارد في العلاقات بين الحلفاء، فحتى الولايات المتحدة تشكو إحراج الكيان الصهيوني لها أمام الأمم المتحدة ومجلس، إحراجاً كلفها حتى الآن عشرات المرات من اللجوء إلى حق النقض الفيتو، وتعاتبها علناً عتاباً لطيفاً مهذباً، ولكن الصهاينة يجيدون لعبة التابع، ودلال الحليف من غير موقع التكافؤ، ولديهم خبرة طويلة في هذا المجال تمتد منذ تأسيس دويلتهم اللقيطة، بل وحتى قبلها، ويرتبط وجود كيانهم بإجادة لعب هذا الدور، وقد يخسرون وجودهم إن هم اساؤا لعب هذه اللعبة الحساسة، فالتاريخ شهد آلاف السنين عدم وجود هذا الكيان، ووجودهم غير ضروري لأحد عدا أمريكا بالدرجة الأولى، ثم الغرب بصفة عامة، ولكنهم سيتخلون يوماً عنها، وفق حسابات العقل والمنطق. والكيان الصهيوني وإن تدلل على الولايات المتحدة، فإن دلالها محسوب بالغرامات والمليمترات، وإلا الكارثة.
أما إيران، فهي موجودة دائماً في التاريخ، وإن بصيغ وحالات متفاوتة، والحاجة متبادلة بين إيران والغرب وأميركا تحديداً، كان بالأمس وهو اليوم وسيبقى في المستقبل. ولكن القيادات الإيرانية، الحالية والسابقة، غالباً ما قرأت التقويم بالمقلوب بحيلة المغلوب. يبالغون كعادتهم بقواهم وأهميتهم وضرورتهم، ويلعبون خارج النص، بأكثر مما يحتمل دورهم، وأحياناً وتلك يطبقون خدعة سياسية مفضوحة، إذ يتوزع أعضاء القيادة السياسية في التقرب من هذه الكتلة أو تلك، أو تمثيل هذا الاتجاه أو ذاك، فيحسب "س" على التيار الإصلاحي و"ص" على التيار المتشدد، وآخر على أنه قريب من الغرب وأخر ليبرالي، وهلم جرا...
ومن غير المستبعد أن تكون هناك جيوب تابعة لهذا الطرف أو ذاك في القيادة الإيرانية، فإيران كانت عش دبابير أمريكي صهيوني يلعب فيها الموساد لعباً أيام الشاه ومن المستبعد تماماً أن تكون هذه الأعشاش قد اختفت، بل من المرجح أن تكون قد تضاعفت. وللعلاقة بين إيران والكيان الصهيوني تاريخ طويل، سنركز على مرحلة ما بعد الثورة الإسلامية.
كانت إيران المحطة الرئيسية للموساد في نشاطه ألتجسسي ضد العراق، ولهم قواعد عمل وخطوط ومحطات دقيقة البناء والعمل، مارسوا من خلالها نشاطهم ألتجسسي وكذلك كجسر لعبور عناصرهم الإستخبارية والبشرية من العراق عبر إيران إلى الكيان الصهيوني وبالعكس، مما يقطع باليقين وجود محطة نشيطة للموساد في إيران بصرف النظر عن درجة معرفة السلطات بها أم لا، ثم أم هذا النشاط الصهيوني إذا كان موجهاَ ضد العراق، فربما هناك من يفتي بقبوله !
قلنا في الحلقة الماضية، أن منظمة التحرير بذلت جهداَ مع الحكومة الإيرانية ومع الخميني بالذات لقبول وساطتهم بقضية رهائن السفارة الأمريكية، فكان رفض الخميني قاطعاً وجافاً، مع أن منظمة التحرير بكافة فصائلها ومنظمة فتح خاصة قدمت خدمات جليلة للثورة الإيرانية بكافة فصائلها. وعندما نشبت الحرب العراقية الإيرانية، سمعنا من يقول أن هذه الحرب هي أساساً لأحداث شرخ في الأمن القومي العربي والعراق ركيزة مهمة من ركائزه. والوساطات العربية والإسلامية كانت تشير إلى هذه المسألة الجوهرية، وما كان الأمر إلا يزيد في إصرار الإيرانيين في خوض الحرب. وفعلاً فإن الكيان الصهيوني كان يعد لحرب ضد الثورة الفلسطينية وسوريا، التي اندلعت فعلاً في عام 1982 في الاجتياح الإسرائيلي للبنان وتهديد عمق سوريا التي فقدت في الواقع عمقها بابتعاد العراق عن المشاركة في المعركة.
وفي خضم هذه الأحداث الجسيمة توجهت وفود عربية وإسلامية وقوى معادية للإمبريالية، بالإضافة إلى جهود المعسكر الاشتراكي التي عبرت صراحة أن هذه الحرب وأطالتها إنما تصب في طاحونة الإمبريالية والكيان الصهيوني. ولكن القيادة الإيرانية وكأن هذا الموقف يسرها وهو ما تسعى إليه كانت ترفض بإصرار مدهش تلك الدعوات.
بيد أن تلك الهشة بدأت تتلاشى عند من يمتلك المعلومات وقليل من الفطنة. ففي 18 تموز 1981 تحطمت طائرة شحن تجارية أرجنتينية (طراز كاندير سي أل 44) فوق يرفان الأرمينية ضمن الأراضي السوفيتية، وكانت الطائرة في ثالث رحلة من مجموع 12 رحلة كانت مقررة لنقل الأسلحة وقطع الغيار الأمريكية الصنع وغيرها من الكيان الصهيوني من تل أبيب إلى إيران، وانفجرت الفضيحة بعد مرور اقل من عام واحد على الحرب العراقية/ الإيرانية.
وبعد شهر على هذا الحادث وتحديداً في 20 آب 1981، بثت قناة التلفاز الأمريكية ABC مقابلة مع أبو الحسن بني صدر رئيس جمهورية إيران الذي كان قد فر إلى فرنسا، أعترف فيه أن الكيان الصهيوني يصدر السلاح والعتاد الحربي إلى إيران قبل ذلك التاريخ بوقت طويل، ربما منذ بداية اندلاع الحرب.
وعندما لم يعد الأمر سراً توالت تأكيدات من كل حدب وصوب بما في ذلك بيان الحكومة القبرصية التي أكدت هبوط الطائرة للتزود بالوقود في مطار لارنكا الدولي قادمة من تل أبيب متجهة إلى طهران وعائدة من طهران متجهة إلى تل أبيب، وفي كل مرة تحمل أطنان من الأسلحة ولابد أنها كانت أسلحة حساسة ومهمة، ومطلوبة على عجل، وهذا يفسر شحنها جواً وهو شحن باهض التكاليف قياساً إلى الشحن البحري وهو ما كان جاري العمل به هو الآخر والخط البحري كان نشيطاً بين موانئ الشحن في الكيان الصهيوني إلى المرافئ الإيرانية: بندر عباس، وشاه بهار، وبوشهر، رغم أن رصد تلك الشحنات لم يكن سهلاً بسبب بساطة تسجيل البواخر بأسماء مختلفة وتحمل أعلام مختلفة. ثم توالت أنباء الشحنات التسليحية ذات الطبيعة الخاصة وطفت في الصحف الأوربية الرصينة مثل أفريك أيزي الفرنسية وصحيفة أوبزرفر البريطانية ودي فيلت الألمانية.
وحاول الجانبان الصهيوني والإيراني إخفاء نشاطهما التسليحي، وذلك بشحن السفن عبر موانئ أطراف ثالثة، أوربية مثلاً تعج بنشاط تجاري لإضاعة آثار الصفقات في بلجيكا وهولندة، لكن دون توقف الشحنات الجوية بين طهران وتل أبيب التي كانت تحتوي على أسلحة جوية وعتاد للطائرات المقاتلة، وقطع غيار لسلاح الطيران الإيراني، وكان الإيرانيون يحاولون وبإصرار أخفاء علاقتهم التسليحية عبثاً، لماذا ؟
كانت إيران تلعب لعبة مزدوجة فهي من جهة تتظاهر بدعم القضية الفلسطينية، والفلسطينيون كانوا يقبضون الشتائم والانتقادات الجارحة بمناسبة وبدون مناسبة، فيما كان الصهاينة يقبضون دولارات نفطية لأثمان أسلحة وأعتدة، تدفعها إيران بطيبة خاطر، طالما يتوجه ويصيب عرب مسلمون، والكيان الصهيوني كان الرابح الأعظم: فهو من جهة يقبض أموالاً مضاعفة نظير صفقات الأسلحة، ومن جهة أخرى كان أضعاف العراق وإلهاءه عن مسؤوليات الجبهة الشرقية هدفاً أكثر أهمية لأمن الكيان الصهيوني.
لم يكن الأمريكان ليسمحوا بهزيمة إيران، ولا بانتصار العراق، فيما مثل تواصل الحرب الخيار الأمثل واستمر الأمر كذلك لمرحلة طويلة، ولكن...!
1. مثل تحرير الفاو ربيع 1988 بعد كان الإيرانيون قد قاموا بتعبئة شعبية كبيرة أنها نصر وجائزة، وخاصرة العراق الموجعة، وكان تحريرها وبسرعة خاطفة، قد مثل انهيارا نفسياً للعسكرية الإيرانية.
2. استغلت القوات المسلحة العراقية الانهيار النفسي، فكانت المعركة الحاسمة لاسترداد جزر مجنون ومناطق في القاطع الجنوبي في معركة متقنة الأعداد والتخطيط.
3. كان لتوصل الصناعة العراقية المدنية والعسكرية في تحقيق منجزات باهرة في الأسلحة البعيدة المدى، وتحوير بعض أسلحة الطائرات المقاتلة والقاصفة وزيادة كفاءتها، وتطوير أداء الأجهزة الالكترونية، وتطور كفاءة القيادات العسكرية وقدرتها على القيام بحركات عسكرية كبيرة، سواء في حجم القطعات أو مساحة الجبهة وعمقها.
4. كانت الدولة العراقية قد تمكنت من توفير أفضل جبهة داخلية للمعركة، وكانت الدولة قد عبأت قدراتها وطاقاتها من أجل دعم القوات المسلحة.
5. أنهت معركة الزبيدات في القاطع الأوسط أي احتمال لإيران بمواصلة الحرب. بل أن هذا الاحتمال قد سقط واقعياً منذ معركة تحرير شبه جزيرة الفاو، ومضى هذا الاحتمال يتعزز ويتطور بوصفه النتيجة الحتمية للحرب، ولكن معركة الزبيدات كانت شيئاً فريداً في مجرياتها ونتائجها، فقد تمكنت القوات المسلحة العراقية من اسر أعداد هائلة من الجيش الإيراني، وغنائم بكميات وأرقام فلكية، بما يكفي تسليح أكثر من جيش، بما في ذلك مئات المدرعات ومئات من قطع المدفعية الثقيلة والصواريخ.
لم يعد الجيش الإيراني يريد القتال، كان جنوده يرمون بأسلحتهم ويفرون إلى الخلف. نصحت الولايات المتحدة إيران بإيقاف الحرب وإلا الطوفان ... والطوفان كان اشتداد قوة وعزم المعارضة الإيرانية وقدرتها على خوض معارك كبيرة مع الجيش الإيراني المتعب والمنهك، والمتراجع نفسياً.
تلقى الخميني الرسالة وقبلها على مضض. وكانت طريقة قبوله من يرضخ لواقع، لتعليمات، لأوامر، قد لا يقتنع بها ولكن عليه تنفيذها رغم ذلك !
وهكذا كان ....
ومن نتائج الحرب على القيادة الإيرانية، تسيد التيار البراغماتي وأنتصر الجناح الذي يطالب بأرتماء أكثر في أحضان الغرب وأمريكا، والكل يعلم أن الطريق الأقصر لنيل قلب الأمريكان هو أرضاء الصهاينة، وهذه لن يكون إلا بتنسيق كامل مع الصهاينة والأمريكان، لمواجهة العراق الذي خرج أكثر قوة وقد خلقت طاقاته المتفجرة منه قلعة حصينة لن يسهل على أحد لاقتحامها، ولا بد من العمل كفريق .... نعم كفريق !
تولت الولايات المتحدة، تشكيل فريق العمل، بوصفها الأقوى بين أطراف:
الحلف الثلاثي : واشنطن/ تل أبيب/ طهران
تولت تعبئة الأطراف الخارجية حيث أن:
* الكيان الصهيوني لا يستطيع خوض حرب ضد العراق، مع حياد عربي وإسلامي!
* إيران لا تستطيع خوض الحرب بالتعاون مع الكيان الصهيوني فهذه المغامرة تطيح بوجودها داخل التجمع الإسلامي الضعيف أصلاً.
إذن، قدر هذا الحلف السري القذر أن يبقى سرياً، لأنه عار لا يستطيع أطرافه التباهي به، حلف غير مقدس، مخجل، ولكن لا شيء يبقى سراً، ما لا تراه الأبصار، تكتشفه العقول، أما إذا رأته الأبصار والعقول معاً فتصبح فضيحة بحجم هذا التحالف المخجل والمعيب.
إيران دخلت الحرب رسمياً في الحرب إلى جانب أمريكا وزجت بقواتها المسلحة وشبه العسكرية في القتال داخل الأراضي العراقية وتم أسر ضباط مخابرات وجيش وحرس ثورة وضباط إيرانيون يقودون فيلق بدر المؤلف من عناصر إيرانية / عراقية، ولكنها خالفت النص وتجاوزت حدودها، وأخطأت العمل بجدول التوقيتات واستعجلت التهام الكعكة.
تحالف تستخدم فيه إيران خلاياها الصفوية في أرجاء الوطن العربي، ولم لا .. فلها هي الأخرى خلايا نائمة عملت على بناءها سنين طويلة، طرحتها على طاولة اللعب، أوراق في اليمن ولبنان وسورية، وألعاب مخابرات في المغرب العربي والسودان وفلسطين، استحقت عليها دوراً في المباراة ..!
* إسرائيل أرادت أخراج العراق من المعسكر العربي: وهو هدف يسعد الفرس أكثر من اليهود ..!
* أميركا أرادت النفط، وهو أمر يفيد اليهود ولا يزعج الفرس
* والفرس أرادوا العراق للوصول إلى البحر المتوسط
وهكذا اقتسمت كعكة العراق: فوق الأرض لإسرائيل، تحت الأرض لأمريكا، والأرض للفرس
أسمع... أقرأ ... تعلم ... سبحان ربي العظيم ... بسم الله الرحمن الرحيم :
" ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وأرتبتم وغرتكم الأماني " 14 ـ الحديد ) صدق الله العظيم
أسمع... أقرأ ... تعلم ... بسم الله الرحمن الرحيم :
" يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم " 64 ـ التوبة ) صدق الله العظيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول الأمين وآله وصحبه أجمعين.
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
10-08-2008 / 09:21:22 المواطن العراقي المقاوم
إيران الدجل بين الجد والهزل.!
إيران الدجل بين الجد والهزل.!
بقلم: علي الصراف ::
تحاول إيران ان تقدم نفسها كخصم للولايات المتحدة وإسرائيل. بعض هذه المحاولة يعود مصدره الى أن "الثورة الإسلامية" التي قادها الخميني عام 1979 إتخذت من الخصومة ضد الولايات المتحدة، بعد إسقاط سلطة الشاه رضا بهلوي، واحدا من أبرز الأسس لشرعيتها الثورية.ولكن، ومنذ ذلك الوقت، لم تفعل الثورة الإسلامية أي شيء يدل على وجود عداء حقيقي، لا ضد الولايات المتحدة ولا ضد إسرائيل.التصريحات كثيرة طبعا. ولكن الوقائع ظلت، على الدوام، تقول شيئا آخر.آه.. هناك شيء واحد فقط: حزب الله في لبنان.ولكن دعم هذا الحزب من جانب إيران لم يكن في الواقع دعما للمقاومة ضد إسرائيل، وانما دعما للنفوذ الطائفي الإيراني يناوئ كل الذين قد يقفون ضده. وكل ما حصل هو ان إسرائيل، بسبب من أطماعها الخاصة في جنوب لبنان، حشرت مناخيرها "بين البصلة وقشرتها" فنابها ما نابها من الأذى.اليوم تبدو إسرائيل أعقل مما كانت من قبل. فهي تركت لحزب الله ما لحزب الله، لتأخذ ما تريده: أمن حدودها في الشمال. وهذا ما سيبصم عليه حزب الله وإيران بالعشرين، لا بالعشرة فقط.ولكثرة المفارقات بين القول والعمل، تبدو "الثورة الإسلامية" في إيران ثورة نفاق ودجل أكثر منها أي شيء آخر. ولكن قارئ نص الرسالة التي أرسلتها إيران الى المتحدث باسم الشوؤن الخارجية الأوروبي خافيير سولانا مؤخرا، بشأن المحادثات حول "حزمة الحوافز"، يستطيع أن يلاحظ ان الكثير من ذلك الدجل، ليس سوى هزل أيضا.
فاللغة الإيجابية، التي ظلت تتغزل بفرص الحوار والتفاهم المستقبلية، كشفت في الوقت نفسه عن عقلية عطّارين تسيء تماما فهم علاقات الأخذ والعطاء. فبينما تحاول إيران أن تقايض الشيء الهزيل بما هو أكثر هزالا منه، فانها تعمدت ألا تجعل الجانب الجوهري للمقايضة بيّنا. ففي حين تريد الولايات المتحدة ان تكسب إيران رسميا الى صف الحلفاء المعلنين، فقد بدا ان كل ما تريده إيران هو أن تحافظ على حقها في ممارسة لغة الدجل.يريد دجالو الثورة الإسلامية ان يتعاونوا ولكنهم يريدون أن يقدموا أنفسهم كأعداء أيضا. وهذا هو السبب الذي يجعل الولايات المتحدة وحلفاءها يمتنعون عن ضرب إيران من ناحية، ويحاولون تأديبها، بعقوبات طفيفة، من ناحية أخرى. فهم، على عكس أصحاب العمائم، لا يستسيغون أساليب الدجل، ولا يجدون فائدة فيها. طريقتهم في التفكير غدت بسيطة: أما معي (لغة وممارسة)، وأما ضدي. في حين يريد دجالو طهران ان يكونوا مع الغزاة وضدهم في آن. معهم بالممارسة وضدهم باللغة.وهذا قد يبدو بالنسبة للقادة العسكريين الأميركيين شيئا سخفيا، إلا انه غير مفهوم وغير مبرر بالنسبة للقادة السياسيين. ولذلك فانهم يحرصون على تصويبه، على الأقل، لتعزيز الثقة الميدانية بين الطرفين في العمل المشترك الرامي الى سحق المقاومة العراقية ضد الإحتلال.وبطبيعة الحال، فان سياسات الدجل الإيرانية تثير مجادلات كثيرة حول الدور الذي تلعبه إيران في المنطقة. وتتفاوت مواقف حتى المثقفين الذين يفترض بثقافتهم أن تؤهلهم لمعرفة الفرق بين القول والعمل. إلا أن بضعة أسئلة قد تكفي:لماذا تدعم إيران المقاومة في لبنان ضد إسرائيل، وتنحر المقاومة ضد الإحتلال الأميركي في العراق؟ لماذا تتعامل إيران مع حكومة عملاء نصبهم الإحتلال، وكأنهم من عظام الرقبة؟ ومن أجل ماذا تزود مليشياتهم بأدوات القتل والتعذيب وفرق الموت؟
أفلا ترى إيران انهم يمثلون حكومة لصوص بلغت من الفساد حدا لم يسبق له مثيل في كل تاريخ البشرية؟ لماذا يقود الحرس الثوري الإيراني عمليات تصفيات دموية ضد البيئة الإجتماعية للمقاومة، والكل يعرف انها بيئة مواجهة ضد "الشيطان الأكبر"؟ لماذا يذبحونها لحساب الشيطان الأكبر؟لماذا يتحاشى حسن نصر الله ذكر المقاومة العراقية بخير؟كم سيبقى من المقاومة في لبنان بعد إغلاق ملف الأسرى وشبعا؟وهناك مقاومة واحدة هي التي تقاتل كل يوم، من دون كلل ولا تسويات ولا تأخذ إجازة، هي التي أطاحت بأكثر من 4000 جندي أميركي وجرحت أكثر من 30000 منهم في معارك لم تتوقف في مدينة إلا لتندلع في أخرى. فلخدمة أي مشروع يجري العمل على تصفية هذه المقاومة؟ وإذا كان السيد حسن نصر الله يعرف الحساب، فهل هو يقاوم بمقدار ما تقاوم هذه المقاومة؟ أيهما أكثر إيلاما للمشروع الإمبريالي والصهيوني في المنطقة؟ أمقاومة توقفت عن مواجهة العدو، أم مقاومة تنفذ عشرات العمليات كل يوم ضد جنوده ودباباته ومدرعاته؟ من المستفيد من مشروع الكانتونات الطائفية الذي ترعاه إيران في العراق ولبنان لمصلحة من يجري العمل على تقسيم العراق الى أقاليم ذات طبيعة طائفية؟ لماذا أصبحت "المحاصصات الطائفية" هي الصفة الغالبة على حكومة المنطقة الخضراء في بغداد؟ هل كان يوجد في العراق، قبل الإحتلال، تنظيم القاعدة؟ هل كان التكفير جزءا من ثقافة الشعب العراقي قبل الإحتلال؟ألا تغذي الطائفية، الطائفية المقابلة؟ وهل تخدم الطائفية أي أحد غير إسرائيل والولايات المتحدة اللذين يسعيان الى تمزيق كل شبر في المنطقة؟ لماذا تجيز حكومة عملاء إيران بقاء قوات أميركية في العراق؟ألا يفترض بالعراق أن يعود بلدا مستقلا؟ أم ان بقاء قوات الإحتلال مطلوب لحماية هذه الحكومة؟ وإذا كانت حكومة "منتخبة" وتحظى، كما يُزعم، بتأييد الأغلبية، فلماذا لا تحمي هذه الحكومة نفسها بهذه الأغلبية؟ لماذا تحتاج ان تكون هناك قوات أجنبية لحمايتها؟ ضد من ستعمل هذه القوات؟ أضد الأقلية؟ وحتى ولو كانت تلك "الأقلية" أقلية فعلا، أفلا تستحق أن تُعامل معاملة الأقلية في دارفور مثلا؟ فلماذا تستقوي حكومة المليشيات التابعة لإيران على هذه "الأقلية" بقوات أجنبية؟ وهل قتل البشير في السودان ما قتل الجعفري والمالكي من هذه "الأقلية"؟ وطالما يوجد حرس ثوري في مليشياتها، فلماذا لا تستعين هذه الحكومة بقوات إيرانية مباشرة؟ لماذا تقوم (على سبيل التقية) بتشغيل قوات أميركية؟وهل ستتولى هذه القوات أعمال الحماية ببلاش؟هل الولايات المتحدة جمعية خيرية؟ما هي المصالح التي ستلبيها حكومة المليشيات الصفوية للذين يتولون حمايتها؟لماذا الحماية أصلا، وهي حكومة "ديمقراطية"؟ كم هي شريفة تلك العمائم التي تدخل وتخرج من البيت الأبيض؟
ولو كانت تلك العمائم شريفة، ولا تخفي تحتها عهرا، أفهل كان يجوز أن تجد نفسها في خندق واحد مع الإمبرياليين والصهاينة؟لماذا يجوز لعملاء الولي الفقيه في العراق أن يعقدوا إتفاقات أمنية مع الإمبريالية، ولا يجوز للموارنة والدروز في لبنان أن يعقدوا اتفاقيات مماثلة؟وبكم إصبع ستصبم المراجع الإيرانية في العراق على الإتفاق الأمني مع الولايات المتحدة؟أليس المشروع الإمبريالي والصهيوني في المنطقة مشروعا واحدا؟فلماذا تجوز محاربته في مكان، والتواطؤ معه في مكان آخر؟وإذا كان العراق هو حجر الزاوية في المشروع الكوني للشيطان الأكبر، وإذا كادت كلفة الحرب أن تطيح به من عليائه، فلماذا لا يتم دحره في هذا المكان أولا، لاسيما وهو يعاني من أزمة اقتصادية خانقة؟كم ستكون الكلفةُ تاريخيةً ومدمرةً إذا نجح مشروع الاحتلال في "إستعادة الأمن" في العراق؟ولماذا تعينه إيران وعملاؤها على ذلك؟وماذا ستكون النتيجة إذا كان ذلك "الأمن" يعني إستقرارا لمصالح الشيطان الأكبر في المنطقة؟
يقول الغزاة أن حكومتهم في بغداد "حكومة ديمقراطية"، ويقول الإيرانيون انها "حكومة ديمقراطية" أيضا، وكلاهما يدعمانها، فكم من الشرف أن يتحدث الطرفان بلسان واحد؟ وكم من الشرف أن يعملا معا لبقائها، كيد واحدة؟وكيف يكون التواطؤ، إن لم يكن هذا تواطؤا؟تزعم إيران انها تعادي إسرائيل، ولكن لماذا تحمي دباباتها الأمامية (الأميركية) في العراق؟ كم إسرائيلي سيبقى في فلسطين إذا تم دحر تلك الدبابات؟لماذا يستلهم عملاء إيران في بغداد تجربة الجدران العنصرية الإسرائيلية؟لماذا يصمت أصحاب العمائم الصفوية عن علاقات أعضاء حكومتهم بإسرائيل؟لماذا يعيش ملايين العراقيين تحت خط الفقر، بينما ينهب الإيرانيون وعملاؤهم المليارات؟كم أرملة توجد في العراق اليوم؟وكم طفل يتيم أثمر الغزو الذي شجعت إيران عملاءها على ركوب موجته؟أين تذهب أموال النفط؟كم مليار ضاع واختفى في ميزانية بناء "الديمقراطية"؟ولماذا لم يُحاسب أو يُحاكم أحد؟كم ستكون "حصة" الشركات الاميركية والبريطانية والفرنسية من نفط العراق؟ولماذا تُمنح حصة أصلا؟لماذا فشلت حكومة المليشيات والعمائم، حتى بعد خمس سنوات من العيش تحت ظلال الدبابات، من اعادة الكهرباء الى مستوى ما قبل الحرب؟بأي حق، وبأي معنى يجوز أن يتحول خمسة ملايين، من مجموع 20 مليون، الى لاجئين داخل وخارج بلدهم، لترسيخ أركان "الحكم الشيعي"؟هل توجد حكومة أصلا لهذا "الحكم"؟ أم عصابات نهب ونصب وإستيلاء وتهريب وسرقة؟وبعد كل الذي حصل من سفك الدماء، فهل حوكم أي أحد، من أركان حكومة المليشيات، على جرائم قتل؟ومع كل جرح ينزف في العراق، يمكن للمرء أن يضيف سؤالا. وما أكثر الجراح.وأعرف أن بعض المتفذلكين سيحاول الرد على الأسئلة بأسئلة. وما أكثر الأسئلة.ولكن قبل أن تسقط في الإغراء الرخيص.. جاوب، يا سيدي، جاوب أولا
إن هي إلا مجرد أسئلة.لعلك، في الإجابة عليها، تعرف ما هو الفرق بين القول والعمل. ولعلك تعرف ان ثورة الدجالين "الإسلامية" لا تمتّ للثورة، ولا للإسلام، بأدنى صلة.ولعل ثقافتك ستمنحك، بعدها، الجرأة لكي تدرك انهم خدم للغزاة، وأن مشاريعهم الطائفية تجعلهم أذنابا لمشاريع الإمبريالية، وانهم عار على الإسلام، ليس إلا
10-08-2008 / 09:21:22 المواطن العراقي المقاوم