البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

السيد فضل الله وصناعة الأجيال الثورية والتحررية

كاتب المقال د.عادل رضا - الكويت    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 335


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قد تتسارع الأعوام وتتغير الأحداث، إلا أن هناك أفكاراً ومبادئ تبقى ثابتة راسخة متجذرة، تؤتي أكلها كل حين، ولا سيما ما كان إنسانياً عالمياً، كالحق والعدل والمقاومة والحرية، وهذا من جمع أطرافه السيد محمد حسين فضل الله في كلامه وكتبه ومؤلفاته ومواقفه.

في ذكرى وفاة السيد محمد حسين فضل الله الرابعة عشرة، لعل من المناسب أن نعيد التذكير بدوره في التأسيس والانطلاق والمحافظة والتوجيه لهذه المقاومة "الإسلامية"، ونكرر أيضاً التأكيد على أهمية المدرسة الثقافية المعرفية للراحل الكبير في صناعة إنسان انقلابي إسلامي ضد كل ما هو واقع مبتعد عن حاكمية القرآن الكريم.

ومن هنا ننطلق في عملية نقد مستحقة ومطلوبة وضمن التكليف الشرعي نفسه ضد المؤسسات الشرعية الثقافية والإعلامية التابعة للسيد محمد حسين فضل الله، عن إهمال إعادة توثيق ونشر وبث أكثر من تسعة آلاف محاضرة ومقابلة مرئية ومسموعة، ولقاءات مع شخصيات، من هنا وهناك قام بها السيد محمد حسين فضل الله و"لا" زالت في الأرشيف! أين هي دور النشر التابعة للسيد فضل الله؟ أين القناة الفضائية؟ أين مواقع الانترنت؟ أين وسائل التواصل الاجتماعي من كل ذلك؟ لذلك يجب الانطلاق لإعادة إطلاق كل هذا الإرشيف إلى العالم الإسلامي ک"كتب" و بث إعلامي إذاعي وتلفزيوني وضمن وسائل التواصل الاجتماعي، وأيضاً مواقع الانترنت الرسمية التابعة، فهذه كلها مؤسسات فيها موظفون يتقاضون رواتب، وهذا عملهم وليس من واجبهم أمور أخرى!

مع أن علينا الإشادة في موقع مؤسسي قام بأعمال جيدة في نشر أعمال المرحوم فضل الله بعد وفاته وهو المركز الإسلامي الثقافي التابع لمسجد الإمامين الحسنين.

أمور أخرى في إدارة المؤسسات وسلبيات من هنا وهناك أو أشياء أخرى، أتركها للأوصياء الشرعيين ضمن ما كتبه السيد محمد حسين فضل الله في وصيته وما أسسه من أمور إدارية وتنظيمية تخص مؤسسات الحركة الإسلامية ؟ هذه أمور أشير إليها وأتركها لمن يحملون التكليف الشرعي بهذا الخصوص.

إن الذكرى الرابعة عشرة تأتي في موعد مميز وتاريخ متواصل في ظل الانتصار العربي في عملية طوفان الأقصى واستمرار ما بعد انتصارنا العربي فيها، مع كل مشاهد الأحداث ودخولنا أيضاً في الشهر التاسع مع تسارع الأحداث جاءت الذكرى الرابعة عشرة لوفاة السيد محمد حسين فضل الله إلينا. وهنا كان لابد من أن لا نترك هذه الذكرى تمر إلا بالتذكير في دور الراحل الكبير في تأسيس المقاومة "الإسلامية" في لبنان، وهذا التأسيس كان جزءاً من إنجازات الراحل الكبير في الموقع الجغرافي اللبناني، ونقول "جزء" من الإنجازات و ليس "كل" الإنجازات، ونقول أيضاً "الموقع الجغرافي اللبناني" فقط لأن السيد فضل الله كان عابراً للجغرافيا الوطنية والبعد القومي العربي إلى مجمل الحالة الإسلامية، وهو يقدم الفكر الإسلامي الحركي الشمولي ک"قاعدة للحياة" وک"منطلق" للانقلاب الفردي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي على كل الواقع البعيد عن الإسلام ک"فكر" و ثقافة. كان السيد محمد حسين فضل الله يمثل "مدرسة إسلامية انقلابية ثورية" فيها، وهو ک"متخصص" كلاسيكي في الدين الإسلامي وک "متخصص" في القران الكريم، استطاع صناعة مدرسة ثورية انقلابية إسلامية تتميز في شخصية خاصة بها عن باقي المدارس، ومنها استقطب جيلاً شبابياً في الموقع اللبناني، جزء منه انطلق مع تنظيم "حرب الله" اللبناني ليمثل قاعدة للمقاومة "الإسلامية". وهذه الكلمة الأخيرة تمثل شخصية ونوعية وقاعدة الفكر التي تصنع استقلالاً معرفياً عن باقي المقاومات إذا صح التعبير ليس من باب الانفصال والابتعاد أو إلغاء الآخرين، بل من باب إبراز الشخصية المعرفية الثقافية في داخل المقاومة، ومنها كان إصرار الراحل الكبير على كلمة "الإسلامية" لما تمثله من تعزيز للمدرسة الانقلابية الإسلامية، وما كان يمثله غير خط فيها كان للسيد محمد حسين فضل الله الجزء الأكبر فيها.

وهنا في الذكرى الرابعة عشرة نحن نتكلم وفي ظل هذه المعركة العربية ضد الأجانب الذين يريدون استمرار صناعة العبودية لمناطقنا في أرض "فلسطين الخضراء" وغير فلسطين الخضراء وأيضاً تحت حرارة المعارك واستشهاد الأبطال المجاهدين على سائر الأرض العربية من هنا وهناك.

نحن نقول في ظل كل هذه المعارك إننا لن نتحدث عن سلبيات هنا ومشاكل هناك أو انتقاد من هنالك، فالآن "لا" صوت يعلو فوق صوت المعركة، وهي قد تتطور في أي لحظة ولا سبيل لنا ک"عرب" إلا أن ننتصر فيها وأن نهزم الصهاينة وباقي الأجانب الغرباء الذين يريدون فرض العبودية والذل على كل ما هو عربي.

فمن ينسى فلسطين "الخضراء" وحيدة فإن الدور سيأتي عليه عاجلاً أم آجلاً، فلا مفر ولا مهرب من المواجهة إذا صح التعبير.

اذن ضمن هذه المرحلة المفصلية من تاريخنا العربي ليس هذا وقت تقييم مجمل التجربة أو افتعال نقد من هنا وهناك، وبخاصة أن البارود "الشامل" قد يتفجر في أي لحظة وضمن أي مرحلة زمنية، ولكن لعل لنا كلاماً مختلفاً بعد المعركة ونهايتها، فعندئذ يختلف التكليف الشرعي والواجب القومي.

لقد كان السيد محمد حسين فضل الله الأب والراعي والحافظ لهذا الجيل الشبابي الذي تحرك في منظومة هي جزء من الحركة الإسلامية العسكرية والأمنية والاستخباراتية مع كل هذا التاريخ الطويل نسبيا بكل سلبياته وأخطائه وإيجابياته ونجاحاته وإخفاقاته.

وما تزال المعركة مستمرة والسيد محمد حسين فضل الله حاضر بكل هذا الجيل وبكل هذه المقاومة وضمن كل الحركة الإسلامية في لبنان وغير لبنان.

-------------
د.عادل رضا
طبيب استشاري باطنية وغدد صماء وسكري
كاتب كويتي في الشؤون العربية والإسلامية


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فضل الله، حزب الله، لبنان، الشيعة، المقاومة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-06-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  ترامب ودقات قنبلة النهاية حسابات الربح والخسارة
  دخان البنادق وحقائق الصراع.... ما العمل؟
  "مجدل شمس"...الصهاينة يريدون استحمار عقول العالم!؟
  طوفان الأقصى ... قراءة سريعة في "دقات الجرس"؟!
  ألا من "ناصر" يناصر "الاقصى"؟ أين الاحرار في دنياهم في ذكرى 23 يوليو؟
  الخليج والترامبية؟ ما العمل؟
  "الحسين بن علي" في فلسطين ... من الناصر؟ ومن مع يزيد؟
  السيد فضل الله وصناعة الأجيال الثورية والتحررية
  "صلاح عمر العلي".... الحاضر رغم الغياب
  حوار الوعي والبصيرة على خط التحرير القومي
  في انتظار الليالي القادمة؟ بعد ليل الاحد الطويل؟
  الانقلاب العربي بعد طوفان الأقصى؟ ما العمل؟
  طوفان الأقصى في شهر الصيام
  طوفان الأقصى الانقلاب القادم؟
  طوفان الأقصى في اليوم المائة
  طوفان الأقصى قراءة في استشهاد العاروري
  الكويت ... حزينة
  طوفان الأقصى أسئلة وسط الهدنة الرباعية
  الصين وطوفان الأقصى قراءة لواقع امبراطوري جديد
  طوفان الأقصى قراءة في اللحظة الزمنية والمستقبل
  طوفان الأقصى البحث عن الاستقلال "الحقيقي"
  طوفان الأقصى بين الثابت والمتغيرات
  فوزي المجادي...مبتسما؟
  طوفان الأقصى والحرب ضد الأرثوذكسية المسيحية
  طوفان الأقصى وقراءة مختلفة للصهيونية
  الروس وطوفان الأقصى حقائق مهمة
  السيناريوهات المفتوحة في فلسطين
  طوفان القدس انتصار لذهنية جديدة
  حول قصف حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في حمص
  قراءة إسلامية في المشروع القومي العربي... حزب البعث نموذجا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عراق المطيري، د.محمد فتحي عبد العال، أنس الشابي، خبَّاب بن مروان الحمد، ضحى عبد الرحمن، محمد عمر غرس الله، فهمي شراب، د- محمد رحال، حسن الطرابلسي، المولدي الفرجاني، د. أحمد بشير، عمار غيلوفي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رمضان حينوني، د. خالد الطراولي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- هاني ابوالفتوح، كريم السليتي، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الله زيدان، محرر "بوابتي"، عبد الغني مزوز، د - المنجي الكعبي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. طارق عبد الحليم، حسن عثمان، صالح النعامي ، خالد الجاف ، د - محمد بن موسى الشريف ، سيد السباعي، يحيي البوليني، أبو سمية، محمود فاروق سيد شعبان، محمد يحي، حميدة الطيلوش، مصطفي زهران، فتحـي قاره بيبـان، سفيان عبد الكافي، رضا الدبّابي، صباح الموسوي ، المولدي اليوسفي، صفاء العربي، أحمد بوادي، د - مصطفى فهمي، سعود السبعاني، أ.د. مصطفى رجب، أحمد ملحم، محمد العيادي، رافع القارصي، مجدى داود، أحمد الحباسي، ماهر عدنان قنديل، د - صالح المازقي، بيلسان قيصر، صلاح المختار، ياسين أحمد، محمود طرشوبي، د- محمود علي عريقات، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، طارق خفاجي، فوزي مسعود ، د- جابر قميحة، سامح لطف الله، حاتم الصولي، د. أحمد محمد سليمان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمود سلطان، عواطف منصور، فتحي العابد، كريم فارق، سلام الشماع، عزيز العرباوي، محمد علي العقربي، د - محمد بنيعيش، منجي باكير، تونسي، د - الضاوي خوالدية، صلاح الحريري، عبد الله الفقير، العادل السمعلي، سامر أبو رمان ، الهيثم زعفان، سلوى المغربي، فتحي الزغل، عبد العزيز كحيل، د. عبد الآله المالكي، يزيد بن الحسين، أشرف إبراهيم حجاج، الناصر الرقيق، سليمان أحمد أبو ستة، محمد شمام ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، وائل بنجدو، رشيد السيد أحمد، عمر غازي، إياد محمود حسين ، إسراء أبو رمان، د - شاكر الحوكي ، د - عادل رضا، مراد قميزة، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد النعيمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، نادية سعد، جاسم الرصيف، عبد الرزاق قيراط ، محمد الياسين، الهادي المثلوثي، رافد العزاوي، رحاب اسعد بيوض التميمي، مصطفى منيغ، صفاء العراقي، إيمى الأشقر، طلال قسومي، علي الكاش، علي عبد العال، محمد الطرابلسي، محمد أحمد عزوز، د. صلاح عودة الله ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة