عراق المطيري
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7820
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لم يكن المواطن العراقي يعرف الطائفية أو العرقية قبل الغزو الأمريكي الوحشي فقد كنا ولا نزال نعيش ضمن فسيفساء رائع ونسيج متماسك لا فرق فيه بين السني والشيعي أو بين العربي والكردي أو بين أي شخصين بل كان العرب بل وحتى غيرهم من شتى أقطارهم وانتماءاتهم السياسية ومشاربهم المذهبية أو الدينية يعيشون بيننا دون تمييز أو تفرقة , وبعد العدوان بدأت تطفو إلى السطح ثقافة جديدة تدعو إلى الفكر الطائفي تبنته مجموعة عملاء الاحتلال الأمريكي والاحتلال الفارسي الذي انتهز فرصة غياب قيادة وطنية عن مسرح الأحداث نتيجة أسرها أو انشغالها بالجهاد بفعل الغزو بالترادف مع الاحتلال الأمريكي وبموافقته وبدعم منه ليحقق ما تعجز قوات الاحتلال عن تحقيقه للضربات الجبارة التي توجهها لها فصائل الجهاد والتحرير البطلة .
إذا كان المحتل الأمريكي يعلن عن نواياه ويكشف عن أهدافه ويفرض نفسه بقوة السلاح المتطور وتكنولوجيا الفتك والإبادة المتطورة فيتيح لشعبنا فرصة استهدافه كعدو واضح , فان الغزو الفارسي يعتبر اشد خطورة وأكثر فتكا على الشعب العربي بصورة عامة والشعب العراقي بصورة خاصة لما يكن من ثارات ونزاعات بدأت منذ ما قبل الميلاد ناتجة عن إطماع الفرس في بسط نفوذهم في المنطقة العربية والعمل على تحقيق إمبراطوريتهم ابتداءا من ارض الرافدين واشد خطورة للأسلوب الذي يستخدمه الفرس في التغلغل بين أبناء شعبنا من خلال هجرة الموجات البشرية المبرمجة والمنظمة لتغيير التركيب الجغرافي للمجتمع , وهم يتسترون بالدين الإسلامي الحنيف ويتظاهرون بنصرة الطائفة الشيعية ويتمذهبون زورا ودجلا بمذهب أهل البيت عليهم السلام لاستقطاب المواطن البسيط باستجداء عواطفه من خلال المناسبات الدينية وما يرافقها من ممارسات تعذيب النفس التي تعود إلى المجوسية وتخالف روح ونهج الإسلام ثم استخدام هذا المواطن من بعد تعريضه لعملية غسيل فكر في صهر وتذويب انتمائه إلى قوميته العربية وولائه إلى وطنه فتضيع هويته القومية مقابل الانتماء الطائفي .
بعد مضي أكثر من خمس سنوات ونصف والاحتلال جاثم على صدور العراقيين بدأ الجميع يتلمس الحقائق بوضوح فما بات بين العراقيين من لم يدرك أهداف العدوان التي تكشفت من خلال الممارسات اليومية لاحتلالين الأمريكي والفارسي على حد سواء , فقد انكشف زيف مبررات العدوان الأمريكي على القطر وبطلانه وما رافق ذلك من تخلي قوات الاحتلال عن تنفيذ وعودها وبعد أن استبعدت الكوادر الوطنية الأكثر كفاءة وتسلق إلى الحكم عملاء يفتقرون إلى الكثير من المؤهلات ابتداءا بالإخلاص لتربة هذا الوطن وأهله , ويتمتعون بامتياز بالشراهة في سرقة ثرواته وإشاعة روح العنف والانتقام بين أبناءه وإقصاء المخالفين والمعارضين في الرأي الوطني المخلص وتبني منهج الطائفية وما رافق ذلك من حملات التصفية الجسدية والقتل على الهوية وتشريد الملايين من العوائل من مدنهم إلى داخل وخارج البلد وإفراغ القطر من العلماء والأطباء وأساتذة الجامعات والمثقفين والاتجاه به نحو هاوية التخلف والعودة به إلى عصور الظلام وتوضحت النوايا بشكل لا يقبل الجدل ولا لبس فيه فظهرت ورقة الفرس النافذة في المجتمع .... ورقة المرجعيات .......
إن المرجعيات ورقة الطائفية القوية خصوصا في مناطق وسط وجنوب العراق فبعد أن لعبت مرجعية السيد علي السيستاني دورا كبيرا في تسويغ وتبرير الاحتلال وتحبيط الطاقات الشعبية المناهضة له ومهدت للدخول الفارسي والعبث بمقدرات القطر وتحقيق ما عجزوا عن تحقيقه طيلة فترة عدوانهم التي استمرت أكثر من ثمان سنوات في حرب طاحنة خلال الحكم الوطني وبعد أن استنفذت دورها بشكل كامل تراجعت إلى الخلف وانزوت فكانت المرجعية الصامتة عن الحق على حد تعبيرهم .
إن المخابرات الفارسية التي تغلغلت بشكل كبير في القطر كانت قد هيأت لنهوض مرجعية طائفية جديدة تزعمها المراهق السياسي والمنغولي المعتوه مقتدى الصدر فكان المرجعية الناطقة التي تمكنت من جمع سقط المتاع وحثالات المجتمع ممن لا يملك رادع أخلاقي أو ديني حيث يمتلك هؤلاء قدرة عالية على الاعتداء على الآخرين والتمرد على النظام والقانون والأعراف الاجتماعية فتبنت حوزة مقتدى الصدر الناطقة بالباطل دعمهم بالمال والسلاح بعد أن تم تدريبهم وإعدادهم لهذه المهمة في الأراضي الفارسية حيث سادت ثقافة العنف الطائفي والتصفيات الجسدية لمن أخطأته قوات الاحتلال الأمريكي حتى إذا اختلفوا على الكراسي التي تفتح لهم أبواب سرقة ثروات الشعب على مصراعيها وبعد أن تسلقوا على أكتافهم تحت مسمى الانتخابات والديمقراطية تمت تصفيتهم وامتلأت السجون بكوادرهم أو تهريب القسم منهم إلى أسيادهم الفرس لإعادة تدريبهم واستخدامهم ثانية وثالثة عند الحاجة بينما اصدر زعيمهم المنغولي تعليماته إلى مكاتبه في المحافظات لمن تمكن من الفرار أو التخفي والتي كانت عبارة عن مراكز تعذيب وقتل وتمثيل بأجساد الوطنيين الطاهرة بالاتجاه إلى دراسة العلوم الدينية التي تغذي الطائفية وتنمي روح الحقد لعبور مرحلة الاصطدام مع حكومة المليشيات وتجاوز مخلفاتها بينما يتم إعدادهم فكريا لإضافة قابليات إجرامية جديدة لقابلياتهم .
الآن وفي بحثه عن مكان جديد مؤثر في المجتمع العراقي مع اقتراب موعد ما يسمونه بانتخابات مجالس المحافظات بعد أن عجز عن الاستمرار في سرقة نفط الجنوب لتزاحم اللصوص هناك ظهر لنا اليعقوبي ليعلن عن ولادة حوزة جديدة اسماها الحوزة الشاهدة يروج لها أتباعه من المنتمين إلى حزب الفضيلة الذي تقاطع مع نوري المالكي في بداية تشكيل حكومة الاحتلال الرابعة أو حكومة المليشيات حول السيطرة على وزارات الثروة الوطنية كوزارة النفط مثلا .
ترى على ماذا سيشهد حزب الفضيلة وشيخه اليعقوبي وحوزته الشاهدة ؟
هل سيشهد على السرقات وهو جزء مهم منها وأتباعه مارسوها بشكل كبير مخجل كما حصل في التناحر على بسط النفوذ في محافظة البصرة ؟
أم سيشهد على عمليات القتل والتصفيات والتهجير وقد مارس أتباعه دورا مهما فيها؟
أم سيشهد على تقاعسه وتقاعس أتباعه عن مقارعة الاحتلال ؟
أو لعله سيشهد على بيع العراق جملة وتفصيلا للأمريكان وحلفائهم
وربما سيشهد انه جزء مهم من لعبة تظليل الشعب فيما يسمونه بالعملية السياسية ؟ أم ماذا ؟
أو ربما ستشهد مرجعية اليعقوبي الجديدة على استخدامها مع المرجعيات التي سبقتها للدين الإسلامي ومذهب أهل البيت لتبرير دخول الاحتلال الفارسي للعراق بعد أن ساهمت في دخول الأمريكان .
لقد أصبح الشارع العراقي في غنى عن مرجعية دينية تشرح له الطريقة المثلى في لطم الصدور وتطيير الرؤوس وقطع مئات الكيلومترات مشيا على الأقدام تفتي بها وتؤيدها وهي لا تمارسها وليس بحاجة إلى مليشيات تمنع دخوله إلى المراقد المقدسة والمواطن العراقي لا يعترف بنقاط تفتيش في كل شارع تمنع مروره من بيته إلى بيت أخيه أو تمنع وصوله إلى عمله .... نحن بحاجة إلى من يوفر لنا الكهرباء والماء والدواء وقبلها فرصة عمل للرزق الحلال تنهي ركض مئات الآلاف من خريجي الجامعات خلف سراب التعين في دوائر دولة تمتلك اكبر احتياطي نفطي عالمي غير الكميات الهائلة من الكبريت والفوسفات والزئبق والمعادن الأخرى التي لا يتحدث عنها احد اليوم لأنها تفتح باب جهنم على الأمريكان وعملائهم , نحن بحاجة إلى من يحرر بلدنا من براثن العدوان وأذنابهم واكبر لصوص العالم ....
هل سمعتم بهتاف الشارع العراقي وهو يردد بأعلى صوته
(( قشمرتنا المرجعية ... وانتخبنا "............. " )) ولك عزيز القارئ أن تضيف ما تشاء فالمترادفات المناسبة كثيرة .