البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الخيار الثالث: انقلاب بتخطيط فرنسا و اتحاد الشغل

كاتب المقال أحمد غيلوفي - تونس   
 المشاهدات: 1099


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


رحم الله الرّفيق سقراط. في محاورة "الكراتيل" يوصي تلميذه، وهو لايزال غِرّا ومُنهمكا في صراع مرير مع السفسطايين، " اياك ان تقع في شِرك اللغة، ان التّسمِية لا تُطابق الواقع، ان اللغة قد اسسها اله مخمور لذلك تترنّحُ بين القصد والخداع".

"الخيار الثالث" و"في كنف السيادة الوطنية". لنسأل اولا ماهو الخيار الاول وماهو "الخيار الثاني" حتى نعرف ان كان "الثالث" ثالثا فعلا: الاول هو عودة المؤسسات المُنتخبة من الشعب، وعودة المسار الدستوري والديمقراطي، وتشكيل حكومة تنال الشرعية من مجلس النواب حتى تكون مقبولة من العالم. ثم الذهاب الي انتخابات مبكرة في منتصف السنة القادمة. اما الخيار الثاني فهو مايسميه السيد الطبوبي ب"اجراءات 25"، اي تعطيل مجلس النواب وجمع كل السلطات في يد قيس سعيد. فماهو "الثالث" الذي يريده السيد الطبوبي والمكتب التنفيذي؟

علينا ان نعود قليلا الي الوراء: في 2013 كان الخيار الاول هو مواصلة المسار التاسيسي، ولم يظهر الخيار الثاني الا بعد اغتيالين: حوار وطني قاده المكتب التنفيذي انتج حكومة المهدي جمعة. من 2014 حتى 2019 لم يكن بالامكان ظهور خيار ثان لان النداء يملك 86 نائب، والرئيس هو المرحوم الباجي، ورئيس مجلس النواب هو محمد الناصر ورئيس الحكومة هو الحبيب الصيد، الذي ساهم المكتب التنفيذي بتغييره بيوسف الشاهد من خلال "وثيقة قرطاج". اما في 2019 ، وفي غياب كامل لحزب كبير يجمع المُكوّن الدستوري-التجمعي، وفي ظل انشطار الجبهة الشعبية، فقد قال السيد الطبوبي قُبيل الانتخابات "لن نُسلّم البلاد لكل من هب ودب". لقد كان "الخيار الثاني" حاضرا قبل الانتخابات. لقد كان المكتب التنفيذي، شانه شان قيس سعيد، يتربص بمجلس النواب ويبحث عن مبررات ل"الحوار" واعادة خلط الاوراق حتى يقوم بشطب التوازنات التي انتجتها الانتخابات.

وعلينا ان نذكر امرا مهما: الامتعاض الشديد الذي لاقى به المكتب التنفيذي حكومة الفخفاخ التي جمعت الشعب والتيار والنهضة.لقد كان يبحث عن مبرر "للحوار" وباي ثمن. ثم توالت دعوات الاتحاد الي الخيار "الثاني" غير ان قيس سعيد فكّر بطريقة اخرى: بامكاني ان اقوم به وحدي وان لا أُشرِكَ بي احدا. قال جملة مُهمة ذات يوم متحدثا عن "25" " لقد قمت بهذا الامر وحدي ولم استشر احدا"، وهو مايعني "لا يُنازعني في الامر احد"، وماذا يقول السيد سمير الشفي؟ "نحن مع 25 ولكن اذا ما انتهج اطارا تشاركيا للاصلاح". اذن ما هو "الخيار الثالث"؟ هو الخيار الثاني (انقلاب سعيد) بعد ان يتم تهذيبه فيكون مقبولا ممن دعموه: الشعب والاتحاد والتكتل والتيار، اي اعطاء نصيب لهؤلاء في الحكم (يسميه الشفي "الاصلاح"). انه التشارك تحت سقف الانقلاب وتحت سقف 117 : لاعودة للبرلمان ونعم لحكومة السيدة بودن. لم يسبق سعيد المكتب التنفيذي في الخيار الثاني الا لسبب واحد: امتلاكه السلطة التنفيذية.

ولكن تبقى مشكلة: عودة البرلمان اصبح مطلبا دوليا ترتبط به شرعية قيس سعيد وشرعية حكومته والمفاوضات مع المانحين الدوليين. هنا يجب اضافة بقية الجملة "خيار ثالث في كنف السيادة الوطنية". تعني "السيادة الوطنية" مايلي " نحن نمثل الشعب التونسي ونرفض ان تُفرض علينا عودة مجلس النواب"، انه خطاب موجه لامريكا واوروبا(باستثناء فرنسا). سوف يتم تعويض مجلس الشعب المنتخب بالقوى "الوطنية" الحاضرة في الحوار، سوف تكون لهذه القوى مكانة وقوة المجلس التشريعي. انها حِيَل على الطريقة البروقراطية.ولكن المشكل قانوني فهل يمكن ان يقتنع العالم ويقع فك العزلة عن حكومة بودن اعتمادا على خزعبلات؟ للاجابة علينا ان نتذكر امرا مهما: زار السفير الفرنسي المكتب التنفيذي اربع مرات، في المرة الاخيرة زار كل من التيار والتكتل ونجيب الشابي والاتحاد، وحتى الحزب "الحاشم" من لقاءه وقع استدعاءه من طرف الطبوبي بعد يوم من لقاء السفير. في الموقع الرسمي للاتحاد تجدون الجملة التالية " التقى الاخ الامين العام سفير فرنسا وتناول اللقاء الوضع العام بالبلاد" -طبعا البلاد التونسية-.تلتقي فرنسا مع هؤلاء في رفض عودة البرلمان، وفي الابقاء على حكومة بودن، وفي محاربة "الاسلام السياسي"، وفي عودة النظام الرئاسي، وفي برلمان شكلي على طريقة بن علي.وتتكفّل فرنسا باقناع حلفائها بان "الخيار الثالث" هو ارادة الشعب التونسي وان الحوار له قوة المجلس التشريعي .

على الديمقراطيين ان يستميتوا في رفض الاجندة الفرنسية ويدافعوا على الديمقراطية وعودة المؤسسات واجراء انتخابات سابقة لاوانها. لايجب ان نترك الاتحاد وفرنسا والاحزاب الفاشلة يؤسسون سُنّة الانقلاب على نتائج الانتخابات. الخيار الفرنسي-النقابي يفتح الباب امام الانقلاب الثاني الذي سيكون اكثر "عقلانية": تشريك الاتحاد مع فصل شكلي للسلط وبرلمان لايقرر شيئا.ان الامر يحسمه الشارع فلا تتخلوا عن الشارع. ليس هناك خيار غير احترام قرار الشعب واختياره، ماعدا ذلك انقلاب.
-------
وقع تغيير العنوان الأصلي للمقال
محرر موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إنقلاب قيس سعيد، تونس، الإنقلاب في تونس، اتحاد الشغل، فرنسا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 11-06-2022  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مجدى داود، د- جابر قميحة، جاسم الرصيف، خبَّاب بن مروان الحمد، سلوى المغربي، بيلسان قيصر، فتحي العابد، حميدة الطيلوش، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - الضاوي خوالدية، د- محمود علي عريقات، صلاح المختار، د. خالد الطراولي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، سفيان عبد الكافي، طارق خفاجي، فتحي الزغل، د. مصطفى يوسف اللداوي، أ.د. مصطفى رجب، د- محمد رحال، يزيد بن الحسين، محمد العيادي، حسن الطرابلسي، د - المنجي الكعبي، عمر غازي، علي عبد العال، صفاء العربي، د.محمد فتحي عبد العال، د. صلاح عودة الله ، أشرف إبراهيم حجاج، العادل السمعلي، محمود فاروق سيد شعبان، مصطفي زهران، عواطف منصور، محمود طرشوبي، د - مصطفى فهمي، أحمد النعيمي، صالح النعامي ، د - شاكر الحوكي ، إسراء أبو رمان، سامح لطف الله، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رضا الدبّابي، فتحـي قاره بيبـان، طلال قسومي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد بوادي، كريم السليتي، د - عادل رضا، د- هاني ابوالفتوح، محرر "بوابتي"، رشيد السيد أحمد، إياد محمود حسين ، د - صالح المازقي، د. طارق عبد الحليم، رمضان حينوني، الهادي المثلوثي، المولدي اليوسفي، عبد الله الفقير، محمد الياسين، صلاح الحريري، أنس الشابي، محمود سلطان، الناصر الرقيق، د - محمد بن موسى الشريف ، عراق المطيري، سامر أبو رمان ، محمد أحمد عزوز، د. أحمد بشير، مراد قميزة، أحمد الحباسي، تونسي، صباح الموسوي ، ضحى عبد الرحمن، سعود السبعاني، المولدي الفرجاني، عزيز العرباوي، فهمي شراب، مصطفى منيغ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، علي الكاش، محمد اسعد بيوض التميمي، د. أحمد محمد سليمان، وائل بنجدو، ماهر عدنان قنديل، عبد الغني مزوز، سليمان أحمد أبو ستة، عمار غيلوفي، أحمد ملحم، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رافع القارصي، محمد الطرابلسي، حسن عثمان، نادية سعد، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الله زيدان، ياسين أحمد، كريم فارق، يحيي البوليني، د - محمد بنيعيش، حاتم الصولي، عبد الرزاق قيراط ، محمد يحي، رافد العزاوي، فوزي مسعود ، الهيثم زعفان، إيمى الأشقر، د. عبد الآله المالكي، محمد شمام ، محمد عمر غرس الله، محمد علي العقربي، خالد الجاف ، عبد العزيز كحيل، منجي باكير، سيد السباعي، أبو سمية، سلام الشماع، صفاء العراقي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة