باتريك باب و روبرت هاركافي / ترجمة ضرغام الدباغ
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 1188
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هذا الكتاب مهم جداً، صدر بطبعات عديدة، والغريب أنه يختفي من المكتبات بعد وقت قصير جداً من عرضه، وشخصيا حصلت عليه من مكتبة أنا من زبائنها، وفكرت بترجمة الكتاب، ولكني فكرت بحقوق المؤلفين والناشرين، ولابد أنها ثقيلة. للك هذا المقطع هو تعريف بالكتاب وما يريده المؤلفان ..
مع تقديري
ضرغام الدباغ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوة الظل
كارل يورغن مولر (Karl Jürgen Müller)
لقد أغرقت القوى الخفية العديمة الضمير أوربا في الحرب العالم العالمية الأولى، وهم يحاولون أن يعيدوا ذلك اليوم ... وينبغي على أوربا أن المزيد من النضج في جمال السياسة الخارجية، وأن تهتم بمسائل الدفاع في المستقبل اعتماداً على نفسها. إن تهديدات أعضاء حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بأن بلادهم ستنسحب عسكرياً من أوربا مستقبلاً بسبب جحود حلفاءها المزمن، إضافة إلى أن بعض المسؤولين الأوربيين يتجهون بذات المنحى. (1)
ومن المؤكد أن ما سينجم عن ذلك أيضاً هو " تحمل المزيد من المسؤولية في العالم " و " الوقوف على أقدامكم " والأمر لا يعني بحال من الأحوال ب "القوة الحمايوية "، لمكانة ألمانيا في الرؤية الاستراتيجية الشاملة ضد المنافس اللدود " روسيا "، والنص التالي يتناول كيف يمكن تصنيف المؤشرات الحديثة " في سياق هذه الأفكار "، عن الاستعدادات الحربية الانكلو سكسونية، وكيف يحاولون إيهام (تضليل) الناس عن خططهم الحقيقية.
في عام 1914، أي بعد 100 عام من بداية الحرب العالمية الأولى، قام كاتبان اسكتلنديان: جيري دوشيرتي، وجيم ماكغلريغور بنشر كتاب عن أسباب اندلاع الحرب العالمية الأولى نشر بعد أشهر قليلة باللغة الألمانية أيضاً، " التاريخ الخفي "كيف سقطت نخبة سرية من الناس في الحرب العالمية الأولى " والكتاب ب 400 صفحة مثير للاهتمام لمن يريد أن يعرف مرحلة ما قبل الحرب .
بأي حيل علينا أن نتعامل ؟
من وجهة نظر يومنا هذا، فإن الأوصاف كما وصفها الكاتبان بأنها " نخبة سرية " في تلك الأوقات، بدقة بالغة هم مجموعة من الشخصيات يعملون من أجل تحقيق أهدافهم.
السؤال هو إن كنا نتعامل مع آليات مماثلة اليوم . وهي أن المواطنين وفيهم اليوم من لديهم مناصب مسؤولية في السياسة والمجتمع، يجري خداعهم يتركون دون في عدم وضوح في الرؤية، وهذا في الواقع مخطط له، وأي دور في ذلك لقوى معدومة الضمير بوجهات نظرها ومصالحها، تلعبها في خلفية القرارات.
ولكن هذا الأمر هو في جوهرة، مرة أخرى، هو التخطيط والإعداد لحرب كبيرة، وينبغي إسكات الأصوات المعارضة وذلك بإفسادها، أو بإجراء مناورات هامشية (للتمويه على الغرض الأساسي / المترجم) وأنه ينبغي جر ألمانيا إلى هذه الحرب خطوة فخطوة.
هل ينبغي أن تخرج الولايات المتحدة من أوربا ...؟
" يجب على الولايات المتحدة الخروج من أوربا " كان هذا عنواناً لمقابلة صحفية نشرتها صحيفة سويسرية (Basler Zeitung) "صحيفة بازل" نشرت بتاريخ 20/ تموز ــ يولية / 2019، مع ستيفن والت (Stephen Walt) أستاذ العلاقات الدولية في كلية هارفارد كيندي، في جامعة هارفارد، وانتقد في هذه المقابلة السياسة الأمريكية على مدى السنوات الثلاثين الماضية، بما في ذلك سياسة الرئيس الحالي دونالد ترامب، وطالب بانسحاب القوات الأمريكية من أوربا، وفي الوقت نفسه بضرورة تواصل العلاقات السياسية والدبلوماسية من أجل إقامة علاقات وثيقة معها (مع أوربا).
واستطرد البروفسور والت قائلاً " أن أوربا اليوم مستقرة ومزدهرة سياسياً، ودول ثرية، ويمكنها أن تهتم بشؤون الدفاع عن أنفسها، وهذا مال تفعله الدول الأوربية منذ مدة طويلة جداً ". وأخيراً " بالموارد التي ستوفرها الولايات المتحدة، من نفقاتها في أوربا، فإنها (الولايات المتحدة)، يمكنها التركيز بدرجة أكبر على مصالحها في أسيا، وهي عملية بدأت في عهد الرئيس أوباما " هل هذه رسالة سلام حقيقية ...؟
ما هي جدية " التهديد " المعتقد ..؟
وبعد أيام قليلة، في 15 / آب ــ أغسطس /ذكرت الصحيفة نفسها، أن السفير الأمريكي في برلين / ألمانيا، ريتشارد غرينل (Rischard Grenell)، بسحب القوات الأمريكية من ألمانيا بقوله : " إنه لمن المهين حقاً، أن ننتظر من دافعي الضرائب الأمريكيين من أجل تغطية نفقات ال 50.000 ألف أمريكي في ألمانيا. فيما يستخدم الألمان فائضهم التجاري في أغراض داخلية ".
السفير الأمريكي في وارسو / بولونيا، قال " أن بولونيا تفي بالتزاماتها لحلف الناتو بنسبة 2% من دخلها، وألمانيا لا تفعل ذلك ". إننا سنحييها لو أن القوات الأمريكية " هل ستفرح ألمانيا بذلك ...؟
ألمانيا دولة لا يستغنى عنها في حروب الولايات المتحدة.
ما أورده نفس المقال استطراداً مثير للاهتمام حقاً وجاء في التقرير :" ومع ذلك من المرجح أن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون (Pentagon) قد توصلت في تحليلاتها، أن الانسحاب الكبير من ألمانيا، سيكون باهضاً ومكلفا لبلد واحد وهو الولايات المتحدة الأمريكية.
والأسباب :" هي نوع المنشئات الباهظة التكاليف التي أقامتها الولايات المتحدة في الأراضي الألمانية، للقوات المتمركزة هناك. وهذه المنشئات هي مجموعة المقرات القيادية، والقواعد اللوجستية المهمة، التي تتجاوز أهميتها ألمانيا، سواء في العمليات أو للخطط الدفاعية الأمريكية.
ففي منطقة شتوتغارت (مدينة مهمة تقع جنوب غرب ألمانيا)، التي مهمة سواء في قيادة القوات المسلحة الألمانية الموجودة في ألمانيا، أو لقيادة قوات مشاة البحرية الأمريكية في أوربا عامة، وفي أفريقيا. وتمثل قاعدة رامشتاين (Ramstein) هي ليست واحدة من أكبر المكاتب خارج الولايات المتحدة وكمقر لقيادة القوات الجوية الأمريكية في أوربا فحسب، بل هي أيضاً مركز الإمداد الرئيسي للعمليات في الشرق الأوسط وأفغانستان وأفريقيا. وهي كذلك قاعدة مهمة في السيطرة على عمليات rwt الطائرات بدون طيار (Drohn) . وتستطرد الصحيفة، أن على الأراضي الألمانية توجد أكبر مستودعات للذخيرة الجيش الأمريكي خارج الولايات المتحدة. وغير ذلك من المعطيات ومن تلك نقرأ:
" وتخطط الولايات المتحدة استثمار مبلغ 2 مليار دولار حتى حلول عام 2013 في قواعد راينلاند فلاتس. (Rheinland - Pflaz) كما أعيد بناء وتحديث قاعدتي رامشتاين (Ramstein) ولاند شتول (Landstuhl) بمليارات الدولارات، وفي المدى القصير والمتوسط المنظور لا يمكن التخلي عنهما، وكذلك الأمر مع قاعدة (.....) كما تتضمن خطط وزارة الدفاع الأمريكية / البنتاغون أيضا على " بحلول شهر سبتمبر ـ أيلول / 2020 أن يكون هناك 1500 جندي أمريكي يرابط بشكل دائمي في ألمانيا ".
ونجد في نهاية المقال، " كل هذا، هكذا يفترض السفير غرينيل أنه سيكون مألوفاً، مشيراً إلى آليات وسائل الإعلام وردود أفعال السياسة وفن الاستفزاز " هل تستطيع ألمانيا حقاً، أن تتراجع بهدوء ..؟
وكان كارل هاينز كامب، رئيس الأكاديمية الألمانية لسياسات الأمن في برلين، قد وضع نفسه في مقال نشر في " صحيفة زيورخ الجديدة " بعددها الصادر يوم 13 / آب ــ أوغست / 2019 إلى جانب السياسة الأمريكية بقوله " إلى جانب الولايات المتحدة، تمثل ألمانيا القوة الاقتصادية الثانية في بلدان الناتو، ومع ذلك لا تريد الإيفاء بالتزامات التحالف. وأن تمنح 2% فقط من الناتج الإجمالي لأغراض الدفاع. ودائماً يجدون الأعذار والمبررات، وهو ما يضع مصداقية حلف الناتو على المحك (موضع شبهة) ".
هل أعلنت أورسولا فون دير لاين الحرب على روسيا ؟
وزيرة دفاع الألمانية السابقة فون دير لاين تبدي إعجابها بكلمات أغنية كلماتها معادية لروسيا، ويبحث الكاتب هل هناك روح معادية لروسيا في ألمانيا وأوربا ..؟
العالم الغربي ما يزال تراوده أفكار النصر النهائي، وحروب لا تنتهي من أجل فرض هيمنة الأنكلوسكسون، من خلال حروب الناتو التي لا تنتهي، والمتعارضة مع القانون الدولي. ويدور همسا أو علانية : الدول التي كانت في فلك الاتحاد السوفيتي يجب أن لا تلعب أي دور أي دور في السياسة الدولية إلا إذا كانت تدور في فلك المصالح الأمريكية ..!
لمن تتبع ألمانيا ..؟
رفضت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة روسيا إلى محيط الدول الصناعية السبع (G8). والمستشارة الألمانية أنغلا ميركل صرحت عشية لقاءها مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسن: أن روسيا قد أخرجت لأسباب وظروف معينة، وهذه الأسباب لا تزال موجودة. وقبل أيام من انعقاد قمة مجموعة الدول السبع (G7) في باريس / فرنسا، تحدث الرئيس الفرنسي أيضاً ضد استئناف عضوية روسيا ضمن المجموعة بقوله :" أ‘تقد أن عودة روسيا دون شروط، ستكون علامة ضعف لدول المجموعة السبعة، وسيكون خطأ استراتيجيا ". وعبر رئيس الوزراء البريطاني بمثل هذا الموقف أيضاً. أما الرئيس الأمريكي ترامب فقد أوصى بأن تعود مجموعة الدول السبع (G7) إلى صيغة الدول الثمانية (G8) وكانت موضوعات المناقشة تتناول روسيا في معظمها. وأتهم الرئيس ترامب سلفه الرئيس بارك أوباما، بأنه كان يدفع بإخراج روسيا من دائرة ومحيط مجموعة الثمانية.
هوامش
1. تجاهل الكاتب مسألة هي في مقدمة الأسباب لتراجع دور الولايات المتحدة في أوربا، وهو التقلص المتزايد في ميزانية الدفاع لدول الناتو ولا سيما ألمانيا وفرنسا، وهي قضية خلافية منذ زمن طويل، من ولاية أوباما وربما قبلها.
-------------
كتابة : باتريك باب و روبرت هاركافي (Patrik Baab, Robert Harkavy)
ترجمة : ضرغام الدباغ
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: