البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مهمتان ثوريتان أمام الانتفاضة

كاتب المقال د - ضرغام الدباغ - ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1464


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بمناسبة مرور عام على ثورة أكتوبر. نضع أمام الثورة قادتها، مناضليها، جماهيرها، مهمتان برسم المداولة، واتخاذ الموقف الثوري حيالها :

أولاً : الانتفاضة في ستجتاز عامها الأول، لا شك أن الكثير قد تغير في العراق منذ 1 / أكتوبر / 2019، بما في ذلك تأثيرات في موازين القوى الداخلية، بل وتوشك أن تكون أإقليمية، وأن الثورة قد أحدثت، وأنجزت الكثير، ولكن لنجر جرداً في الايجابيات والسلبيات، وبموضوعية تامة، نجد أن الثورة قد حققت الكثير جداً ولكن بالطبع مقابل تضحيات لا نعتبرها خسائر ..

نعم خسر العراق الكثير جداً من الأرواح الغالية يصيب من يتذكرها بالحزن العميق، ولكن الانتفاضة جاءت لنا بمكسب كبير، أن أفقها ليس طائفياً، وإن الطائفية ولت إلى غير رجعة، وأن الانتفاضة تطرح وعياً ليبرالياً / ديمقراطيا،ً نعم نحن بحاجة لتعميقه وتجذيره، نعم الكل يعلم أن هناك محاولات بائسة من قوى رجعية موجهة من الخارج تريد أن تركب الموجة الصاعدة، ولكنها محاولات فاشلة، لأن جوهر الانتفاضة هو عراقي، عراقي صميم بمكونه الواحد الموحد المنصهر في وحدة عراقية خالصة، فيها المستوى القومي / العراقي، يتلاحم مع المستوى الاجتماعي الطبقي، ومع المستوى الوطني، اليوم هذه المستويات في الساحة، تناضل بلحم صدرها الأعزل قوى سوداء تتآمر عليها مع الأجنبي الظاهر منه والخفي .

الثورة أحدثت وما تزال تحدث فرزا نجده هاماً، بين التوجه الوطني الديمقراطي، وتوجهات رجعية تفوح منها رائحة التبعية للأجنبي، وتبلورات في هذا الطريق هي في غاية الأهمية لأنها وضعت القضية الوطنية (National question) في المقام الأول، وبذلك وحدت أهداف الشعب وعواطفه وكثفته في نقطة مركزية واحدة. وهي مهمة تاريخية كبيرة.

ثانياً : المهمة الثانية المطلوب إنجازها هي: موقف حاسم من القوى السياسية الثورية العراقية التي لم تتحرك لحد الآن بالمستوى المطلوب منها تاريخياً. لم تعد كافية مشاركات الأفراد بالانتفاضة وفعالياتها، بالمبادرات الفردية، أو بتوجيه قيادي مركزي، إذ لا يكفي المشاركة بالتظاهرات / الانتفاضة، المطلوب تحديداً مواقف حاسمة، وتجاوز التردد، والمشاركة الوجدانية إلى مرحلة يتصاعد فيها الفعل لدرجة ومستوى الانتفاضة، والمطلوب من الأحزاب الثورية التاريخية أن تلتقي فوراً، وتضع كل شيئ خلفها، أكرر كل شيئ، لأن العراق أثمن من كل شيئ، وها هو يكتب تأريخاً جديداً يكتب بالدماء العراقية، الغير مسجلة على رصيد حزب ولا طائفة، ولا حزب أو كيان سياسي، إنها ثورة نابعة من لهيب الفرن العراقي، أيها السادة ... الفرن في أعلى درجات اشتعاله، التاريخ سوف لن يرحم من لا يفهم هذه الحقائق فرداً كان أم حركة سياسية.

هلموا إلى ساحات النضال السلمي، لتكسبوا ثقة الجماهير بكم، كقيادات تاريخية، أدلو بصوتكم الكبير، قد يكون مرجحاً ..التفوا حول الثورة وكونوا في عدادها، لا تبحثوا أن تتسلقوا قيادتها، دعوا الأنانيات الحزبية، العراق في خطر، ناضلوا، والنضال الصادق الحر هو من سيدفع بكم إلى المستويات القيادية، أقبلوا فكرة أن الشباب الثائر هو من أشعل الشرارة، ورب شرارة أشعلت السهل كله، شدوا من أزر الشباب، آنذاك ستطرحون أنفسكم كأدوات ثورية تاريخية ضرورية وتكسبون ثقة الجماهير مجدداً ... تحت شعارات الحرية والوطنية، وبناء عراق موحد متكافئ للجميع.

المطلوب منكم حالاً وعلى الفور ...الآن ....الآن ....اللقاء الفوري في ميدان النضال بين قيادات الحركات التاريخية الوطنية، والمهمة هي: تأكيد وقوف قوى الشعب العراقي موحدة، والمزيد من العزلة للطغمة التي تتعامل مع الوطن على أنه سوق هرج وباعوه كخردوات لمن هب ودب ..

الآن فوراً .. هو مطلب عراقي خالص من أجل الوطن بتجرد عال وبمسؤولية عالية .. هي مهمة عاجلة بدون تعقيدات ومناقشات لا تفضي لشيئ ... ليجمعكم تيار الثورة .. والعراق الجديد الذي يبزغ نوره ويلوح لنا ...
الانتفاضة تتجذر... تتبلور، جماهيرها تزداد وعياً، تنتقل من العفوية إلى الوعي ....الطائفية قبرت في العراق وإلى الأبد، والطائفيون ارتدوا ثوب المصالح الأجنبية بجدارة، الانتفاضة تطهر صفوفها بسبب تصاعد الوعي، وتصاعد سقف الانتفاضة، القمع الدموي قد يقلص شيئاً من جماهير الانتفاضة، لكنه سيرفدها من جانب آخر بدماء ساخنة جديدة ... لقد تراجع المحسوبون زوراً على الثورة، وسيتراجع المترددون... ومن يبحث عن أنصاف الحلول ... ولكن سيلتحق بالثورة مستوى جديد من المناضلين الأشداء ... وعلى أكفهم سيشيد العراق الجديد .....

حيال المخاطر الجسيمة ... الجبهة الوطنية الديمقراطية هي مطلب الجماهير العاجل اليوم
عاش الشعب العراقي وانتفاضته الباسلة
عاشت قوى الشعب الثورية
المجد والخلود لشهداء الثورة العراقية المجيدة
العراق للعراقيين ....




 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، إنتفاضة العراق،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-11-2020  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أقفاص الأسر على مر التاريخ
  مأزق هنية
  ماذا يحدث في بلاد العم سام
  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. عبد الآله المالكي، سلام الشماع، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أ.د. مصطفى رجب، د.محمد فتحي عبد العال، المولدي اليوسفي، عبد الله الفقير، د. صلاح عودة الله ، صفاء العربي، مجدى داود، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سليمان أحمد أبو ستة، وائل بنجدو، مصطفى منيغ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد الطرابلسي، د- محمود علي عريقات، د- محمد رحال، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحي الزغل، د - عادل رضا، أحمد ملحم، محمد أحمد عزوز، حاتم الصولي، حميدة الطيلوش، طارق خفاجي، د. عادل محمد عايش الأسطل، مراد قميزة، عبد الغني مزوز، د- جابر قميحة، د - المنجي الكعبي، د - الضاوي خوالدية، سلوى المغربي، أنس الشابي، محمد يحي، فوزي مسعود ، إسراء أبو رمان، عبد العزيز كحيل، سامح لطف الله، يزيد بن الحسين، علي عبد العال، أشرف إبراهيم حجاج، رافع القارصي، أحمد النعيمي، سفيان عبد الكافي، رافد العزاوي، فتحـي قاره بيبـان، إياد محمود حسين ، عمر غازي، الناصر الرقيق، خبَّاب بن مروان الحمد، سامر أبو رمان ، صلاح الحريري، عراق المطيري، د - محمد بنيعيش، د- هاني ابوالفتوح، محمود فاروق سيد شعبان، محمد شمام ، محمد العيادي، رضا الدبّابي، د - محمد بن موسى الشريف ، طلال قسومي، كريم فارق، الهيثم زعفان، حسن الطرابلسي، رمضان حينوني، عواطف منصور، مصطفي زهران، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد اسعد بيوض التميمي، حسن عثمان، د - مصطفى فهمي، محمود طرشوبي، عزيز العرباوي، د - صالح المازقي، عبد الرزاق قيراط ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سعود السبعاني، إيمى الأشقر، أحمد بوادي، كريم السليتي، يحيي البوليني، جاسم الرصيف، صلاح المختار، تونسي، ماهر عدنان قنديل، رشيد السيد أحمد، المولدي الفرجاني، د - شاكر الحوكي ، علي الكاش، فتحي العابد، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الله زيدان، العادل السمعلي، منجي باكير، صفاء العراقي، أحمد الحباسي، د. خالد الطراولي ، محمود سلطان، أبو سمية، محمد عمر غرس الله، نادية سعد، محمد علي العقربي، د. أحمد محمد سليمان، صباح الموسوي ، سيد السباعي، محمد الياسين، بيلسان قيصر، فهمي شراب، محرر "بوابتي"، عمار غيلوفي، ضحى عبد الرحمن، أحمد بن عبد المحسن العساف ، الهادي المثلوثي، د. أحمد بشير، خالد الجاف ، صالح النعامي ، د. طارق عبد الحليم، ياسين أحمد،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة