ترجمة : ضرغام الدباغ
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 1639
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
حين تتوقف السفن عن سيرها فجأة في مياه البحر بدون سابق إنذار ... لابد للعلماء والباحثين أن يكشفوا سر هذه المياه الميتة ..
عندما حاولت الملكة المصرية المشهورة كليوباترا وحليفها مارك أنطونيو، كسر الحصار البحري الذي فرضه خصمهما أوكتفافيوس، عام 31 ق.م. ومن أجل كسر الحصار التام الذي فرضه خصمهما تمكنت سفنهم من النفاذ بصعوبة بواسطة الغش والاختفاء. وتشير المصادر التاريخية المعاصرة، إلى أسطورة انتشرت أن الأسماك قد امتصت الزوارق، ثم عادت لتلفظها بعد الخروج من نطاق الحصار.(*)
ترى كيف وقعت المعركة في الحقيقة، والباحثون لديهم رؤيتهم الخاصة، ويقدمون تفسيرا أكثر قبولاً: أن المياه الميتة . ويخبر الحارة منذ قرون يجدون أن الرحلات البحرية وسفنهم كانت لأسباب غير معروف تتوقف تقريباً، أو كما لو أنها تسير فوق حزام نقال، بالرغم من أن محركات البواخر تعمل بشكل صحيح. والآن تمكن الباحثون من تقديم التفاصيل التي تقود إلى هذه الظاهرة الفريدة، وينشرونه في المجلة العلمية للأكاديمية الوطنية للعلوم.
وما يسمى بالمياه الميتة يمكن أن تتواجد في جميع البحار والمحيطات، حين تتلاقى مياه ذات كثافة مختلفة، وبسبب الاختلاف بدرجات الحرارة والكثافة الملحية. وفي هذه الحالة تتصاعد المياه ذو الكثافة الملحية الواطئة، فوق المياه ذات الكثافة الملحية العالية.
وعندما تبحر سفينة في حدود هذا التفاوت في الكثافة بضعة أمتار، تنشأ موجة تمتصها القوس (Bug)
" مقدمة السفينة التي تشق الماء " بشكل منتظم وتعمل على إبطاء السفينة. وقد عرفت هذه الظاهرة وتأثيرها منذ القدم. ولكن ما يكن يعرف هو سبب أن السفينة تسرع حيناً وتبطأ حيناً آخر، هذا هو الذي لم يكن يعرفه قدماء البحارة.
ولتتبع هذه الظاهرة، قام فريق العلماء بقيادة جيرمان روسو (Germain Rousseaux) من جامعة بواتيه في فرنسا، وضعوا زورق تجربة في حوض عبأ بمياه ذات كثافة مختلفة. ولأن الماء كان ملوناً، تمكن الباحثون من تحليل التأثيرات لاحقاً بواسطة الكومبيوتر.
لذلك لا تنشأ موجة واحدة فقط، بل موجتان تتكونان أمام مقدمة السفينة بوقت قصير، من الأمواج ووديانها لفترة قصية ، التي تتسارع أحياناً، وتتباطأ أحياناً أخرى، بعدا يبدأ تفيعل التوقف، والموجات اللاحقة تتسبب برعشة ملحوظة، والعلماء يلاحظون ذلك في المضائق خاصة.
وبالضبط في مياه مضيق كهذا علقت سفن كليوباترا وأنطونيو خلال أقتحامهما البحر الأيوني (**)، ويعتقد فريق البحث أن تأثيرات المياه الميتة هي التي تسببت في فشل فرار كليوباترا وحليفها، وتسببت بأسرهم وفي هزيمتهم و النتيجة المدمرة للجمهورية الرومانية.
(*) كالعادة في التاريخ القديم، حين يعجز العقل البشري في حل معضلة ما، أو في تفسير ظاهرة ما، يلجأ إلى الخيال والأسطورة، ونسب جوهر الظاهرة إلى قوى خفية.
(**) البحر الأيوني، هو جزء من البحر المتوسط ، ذلك الجزء بين سواحل شمال أفريقيا وصقلية والبحر الأدرياتيكي. والبانيا من الشمال الشرقي، وهي من أكثر مناطق العالم تعرضاً للزلازل.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: