ترجمة : ضرغام الدباغ
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 1861
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ثلاث تقارير عن معتقل الإبادة ميدانيك.
ترجمة : ضرغام الدباغ.
(1) موقع متحف التاريخ الألماني ليمو (Lemo/ Meseum Historiche)
تاريخ النشر : 15 / أيار/مايو 2015
موقع لمعسكر (Majdanek)، في أقصى الشمال الشرقي لحدود دولة الرايخ الثالث (النازية) على الحدود البولونية / الألمانية، (اليوم ضمن أراضي جمهورية بولونيا)
بعد أسابيع قليلة من الغزو الألماني للاتحاد السوفياتي في عام 1941، بدأ بناء " معسكر أسرى الحرب " من قبل قوات الدفاع الخاصة في مدينة لوبلين الضاحية المسماة مجدان تاتارسكي بناء على أوامر من القائد في قوات (SS) هاينرش هيملر. وكان من المقرر بناء قاعدة خدمية تتولى تقديم الطعام للخدمات العسكرية الخاصة والمؤسسات التجارية المخطط لها في الشرق هناك. من أجل بناء وتشغيل الشركات التجارية، عليه قررت قوات الدفاع والأمن استخدام أسرى الحرب السوفياتي المتوقعة كقوة عاملة. ومع ذلك، لم يكن القائمين على إدارة المعسكر قادرين أو راغبين في إبقاء العمال على قيد الحياة في معسكرات أسرى الحرب رغم الحاجة الشديدة لهم كقوة عمل مجانية.
ونتيجة للظروف الصحية وشروط العمل، فقد مات معظم السجناء هناك، بالإضافة إلى التعذيب اليومي والتصفيات، الكارثية، بحيث لم يكن ينقل إلى ميدانيك سوى عدد قليل من جنود الجيش الأحمر. وبالإضافة إلى ذلك، لم يتسن تسليم مواد البناء التي تشتد الحاجة إليها لمستودع لوبلين بسبب محدودية طرق النقل الشديدة بسبب الحرب. لذلك فشلت خطة هاينريش هيملر في توسيع معسكر أسرى الحرب، وظل ميدانيك إجراءً مؤقتاً.
بعد أمر صدر في 19 / تموز ــ يوليو/ 1942، الذي أمر بإخلاء الأحياء اليهودية بحلول نهاية العام، أرسلت قيادة (SS) العديد من اليهود من منطقة لوبلين وكذلك سكان غيتوات بياليستوك إلى المخيم. وكان من المقرر في البداية أن يُترك عدد قليل من اليهود، الذين تجمعوا معاً في معسكرات العمل القسري في صناعة الأسلحة، على قيد الحياة. وبالإضافة إلى ذلك، تم ترحيل اليهود السلوفاكيين والتشيكيين والسلوفيين والبولنديين إلى مايدانيك.
في فبراير 1943، تم تغيير اسم ميدانيك إلى "معسكر اعتقال لوبلين" للسجناء السياسيين البولنديين واليهود، وأصبح أيضا نقطة تجميع لسكان الريف من بولندا والاتحاد السوفياتي الذين تم ترحيلهم أثناء عمليات الاحتلال والقمع. وقد استخدم نزلاء معسكرات الاعتقال أساسا في مصانع "المعدات الألمانية " ومصانع الملابس الخاصة لمعالجة ممتلكات اليهود المقتولين من أجل إمدادات الجبهة الأمامية. وقد تم قتل السجناء الذين لم يعد من الممكن أو لم يعد من الممكن استخدام عملهم من قبل ( SS ) من أكتوبر 1942 في غرفة غاز بنيت حديثا. في سبتمبر 1943، كان لدى إدارة المخيم محرقة جديدة مع خمسة أفران بنيت لحرق الجثث.
بعد الانتفاضة في معسكرات الإبادة في سوبيبور وTreblinka، أطلق جنود ( SS ) النار على حوالي 17,000 يهودي في ميدانيك في غضون ساعات قليلة كجزء مما أطلق عليه "مهرجان حصاد العمل" خوفا من المزيد من الاضطرابات في نوفمبر 1943. كما توفي عدد لا يحصى من نزلاء معسكرات الاعتقال بسبب الجوع والمرض وظروف العمل القاسية.
وعندما كان الجيش الأحمر في تقدمه وملاحقته الجيش الألماني، توجه صوب إ المعسكر في ربيع عام 1944، وقامت إدارة المعتقل بنُقل عدة مئات من السجناء إلى معتقل أوشفيتز وأرسل الآخرون فيما أطلق عليه "مسيرة الموت" (كان السجناء يرغمون على السير خلال التنقل لأنعدام وسائط النقل، وقد توفي مئات من السجناء الضعاف البنية والصحة نتيجة ذلك). ولكي لا تترك أي آثار لجرائمهم، قامت إدارة المخيم بتدمير جميع الوثائق الهامة وأضرم النار في المخيم. ولكن بسبب ضيق الوقت لم يعد من الممكن تدمير غرف الغاز ومعظم ثكنات السجن. في 23 يوليو 1944، أصبح ميدانيك أول معسكر اعتقال وإبادة نازي يتم تحريره من قبل الجيش السوفيتي. وبالإجمال، لقى ما لا يقل عن 78 الف شخص من بينهم ما يصل الى 60 الف يهودى مصرعهم فى معسكر اعتقال لوبلين (ميدانيك) .
في نوفمبر 1944، تم إنشاء "متحف الدولة مايدانيك" في موقع معسكر الاعتقال والإبادة السابق، الذي يضم اليوم معرضا دائما عن تاريخ المخيم بالإضافة إلى أرشيف عن المآسي التي شهدها المعسكر..
كان معتقل ميدانيك (الذي غير أسمه فيما بعد إلى لوبلين) يصنف في الدرجة القصوى من بين درجات عدة، أقصاها هو معسكر إبادة، كما كانت تصنف معسكرات اعتقال : أوشفتس وميدانيك، وتقريباً معسكر بوخنفالد. فمن كان يسفر إلى هذه المعتقلات، لا أمل له بالحياة.
كان معسكر ميدانيك يقع على مبعدة خمسة كيلومترات من وسط بلدة لوبلين على الحدود البولونية أو داخلها (اليوم هي ضمن أراضي بولونيا) وقد أنشأ في أكتوبر ــ تشرين الأول / 1941، وتواصل حتى تموز ــ يوليو / 1944. وكان معتقل ميدانيك يعتبر ثاني أكبر معسكر اعتقال خلال الحقبة النازية، ويقدر عدد من لقي حتفه في هذا المعسكر نحو 360,000 الف معتقل.
اسم مايدانيك
كان الأسم الرسمي لمعسكر ميدانيك هو : معسكر أسرى الحرب لقوات (SS) ميدانيك، حتى تغير أسمه إلى معسكر لوبلين، وكان أسم ميدانيك قد أشتق من أسم المنطقة ميدان تتارسكي.
وكان قرار بناء المعسكر في موقعه بالقرب من لوبلين قد صدر من هاينريش هيملر خلال زيارته للوبلين في تموز ــ يوليو 1941. وبحلول تشرين الأول/أكتوبر، كان قد تم بالفعل منح أمر رسمي بإنشاء المخيم وبدأ البناء.
وكانت قيادة قوات(SS) قد أمرت بجلب اليهود البولونيين من معسكرات العمل المتفرقة، ليباشروا ببناء المعتقل، وهكذا شيد المعتقلون بأيديهم معسكر الإبادة ميدانيك، وكانوا يعادون إلى معسكر العمل مساء كل يوم بعد نهاية ساعات العمل في المعتقل.
ولكن سرعان ما جاء النازيون ب 2000 من أسرى الحرب السوفيت، للمشاركة في بناء المعسكر، وكانوا يعملون ويباتون في موقع العمل، ولعدم وجود أماكن للنوم، كانوا يجبرون على النوم في العراء، دون توفير الماء ولا المرافق الصحية، لذلك كان معدل الوفيات بينهم مرتفعاً.
تخطيط المعتقل
تبلغ مساحة المعسكر نحو 667 فدان من الحقول المفتوحة بالكامل (دون غابات) ومسطحة تماماً، على عكس المعسكرات الأخرى، ولم يحاول الألمان إخفاء هذا المعسكر، بل أن بلدة لوبلين كانت تبدو واضحة المعالم بالقرب من طريق المرور السريع.
وكان من المقرر أن يستوعب المعتقل عدداً يناهز مع بداية ديسمبر ــ كانون الأول / 1941 : 25,000أ لف معتقل. بيد أن المؤشرات كانت تستدعي التوسيع ليشمل عدداً يناهز 150,000 معتقل أي نحو ستة أضعاف المقرر. وصادق قائد المعتقل كارل كوخ على خطة التوسيع بتاريخ 23 / آذار ــ مارس / 1942، ولكن مع تواصل الدراسات ليستوعب أرقاماً أكبر تبلغ حتى 250,000 معتقل.
ومع التوقعات والتوصيات بضرورة التوسع من أجل أستيعاب أعداد أكبر، توقف البناء قي ربيع 1942 لندرة مواد البناء. وصعوبة إيصالها إلى ميدانيك، إذ كانت وسائط النقل معبئة للعمل على النقل لصالح الجبهة الشرقية (الاتحاد السوفيتي). لذلك لم يشهد المعسكر توسعاً كبيراً، سوى بعض التعديلات والإضافات الصغيرة، رغم أن طاقة المعسكر الاستيعابية بلغت 50,000 معتقل.
وكان معسكر ميدانيك/ محاطاً بأسلاك شائكة مكهربة، بالإضافة إلى 19 برج للمراقبة، وكان المعتقلون يأوون في إثنان وعشرين قاعة مقسمة إلى خمسة أقسام، وتسعة عشر برج للمراقبة، وكانت الإبادة (التصفية) جزء رئيسي من مهام المعسكر، لذلك كن المعتقل يحتوي على ثلاثة قاعات للقتل بالغاز، بأستخدام أول أوكسيد الكاربون، وغاز زيلكون (B)، ومحرقة واحدة، ثم أضيفت لها محرقة أخر في أيلول ــ سبتمبر / 1943.
الضحايا
يقدر عدد الضحايا من بين 500,000 معتقل في ميدانيك، لقي 350,000 مصرعهم، وتوفي نحو 144,000 من المعتقلين في غرف الغاز، أو بإطلاق النار عليهم. بينما توفي الباقون نتيجة للظروف السيئة جداً الصحية والبيئية، وفي 3 / نوفمبر ــ تشرين الثاني / 1943 قتل حوالي 18,000 يهودي خارج مدينة ميدانيك كجزء من حملة تصفية، وهو أكبر عدد من القتلى في يوم واحد.
قادة معسكر ميدانيك :
ــ كارل أوتو كوخ (من سبتمبر 1941 إلى يوليو 1942
ــ ماكس كويغل (من أغسطس 1942 إلى أكتوبر 1942
ــ هيرمان فلورستيد (من أكتوبر 1942 إلى سبتمبر 1943
ــ مارتن فايس (من سبتمبر 1943 إلى مايو 1944
ــ آرثر ليبهنشل (من مايو 1944 إلى 22 يوليو 1944
(عمدنا إلى تسجيل أسماء قادة الجريمة، لكي يعرف كل جلاد أن ضحاياه لا ينسوه ... / المترجم)
*************************************
تدمير المعتقل لإخفاء الجرائم
ــ موقع التاريخ الألماني
كتابة : سفين فيلكس كيلرهوف (Sven Felix Kellerhoff)
نشر بتاريخ : 23 / تموز ــ يوليه / 2014
قوات ال (SS) تقوم بإخلاء معتقل معسكر ميدانيك ــ لوبلين في الأشهر الأخيرة للحرب، وفي تاريخ 23 / تموز ــ يولية / 1944 احتل الجيش الأحمر (القوات السوفيتية)مدينة لوبلين والمعتقل، وقد أجبر الحراس الألمان معظم السجناء على الانتقال سيراً على الأقدام إلى مكان آخر، مجبرين المعتقلين على ما أطلق عليه " مسيرة الموت " وأتلفوا المعسكر، ولكن قاعات الإعدام بالغاز، لضيق الوقت، بقيت سالمة .
تدمير الآثار
قد يبدو أن تدمير آثار الجرائم، هو ما قد يعمد له كل مجرم لإخفاء الجريمة، وفي هذا لا يختلف المجرمون الصغار، عن القتلة الجماعيين، ومع ذلك لا يمكن إزالة كافة آثار الجريمة، لسببين: الأول لكثرتها (الأدلة)، والثاني لأنها قد تبدأ بعد فوات الأوان ..!
ياشرت قوات الحراسة الخاصة بإخلاء معسكر اعتقال ميدانيك ــ لوبلين الواقع في ضاحية تدعى بهذا الأسم (ميدانيك) القريبة من بلدة لوبلين، وهو أبعد معسكر اعتقال في الشرق، وقامت بنقل معتقليه إلى معسكر أعتقال أوشفيتس القريب، وإلى معسكرات أخرى. وفي أيار ــ مايو كانت القوات الألمانية قد أنشأت فرق عمل من السكان المحليين، للقيام بإقامة تحصينات دفاعية لمدينة لوبلين، تجسيداً لأستراتيجة هتلر " الأماكن الثابتة ".
وفي ذات الوقت/ كان الجيش الأحمر السوفيتي يعد للهجوم الصيفي، وفي عملية باغراسيون عندما انهارت ( بتاريخ 22 / حزيران ) يونيو القوات الألمانية في مجموعة الوسط، وأرغمت على الانسحاب، لذلك أدركت قيادة قوات (SS) أن القوات السوفيتية ستكون قريباً على مقربة من لوبلين، وسوف تجتاح هذا المعتقل.
حرق الملفات
في اليوم الأخير للقوات الألمانية في معسكر اعتقال ميدانيك ــ لوبلين، قام الحراس بإرغام آخر 800 معتقل على القيام ب " مسيرة الموت " ثم أضرموا النار في المحرقة وقذفوا فيها الملفات التي تختص بإدارة المعتقل، والكثير من الملفات الأخرى.، وفي خلال عملهم الأخير هذا، كانت هدير قصف الدبابات السوفيتية يسمع بالفعل في المعسكر، فكان عليهم أن الإسراع وإلا فسيسقطون في الأسر ..! لذلك لم يعد بإمكانهم خلال تسرعهم في الانسحاب تدمير بعض مرافق المعتقل، ومنها غرف الغاز الثلاثة والمحرقة نفسها. (1)
في 23 / تموز ــ يوليو / 1944 وجدت طلائع من جنود الجيش السوفيتي المعسكر في ضاحية لوبلين/ لعد احتلال البلدة، وجدوا معسكراً كبيراً ، وجدوا أنقاض ما كان معسكراً، ونحو 1000 معتقل في أسوء الحالات الصحية الغير قادرة على المسير، وتركهم الحراس الألمان، مرضى في أقصى حالات الجوع والانهاك، عاجزين حتى عن أبسط حركة، كما وجدوا بعض القاعات لم يكن الوقت كافياً لإحراقها أو تدميرها ...
ميدانيك أول معسكر يجري تحريره ..
كان يطلق على معسكرات الاعتقال (Konzentrationslager) أي معسكر، ومختصرها (KZ) وهي كثيرة العدد كما أسلفنا، ولها درجات، أقصاها هي معسكرات الإبادة، ومعتقل ميدانيك وآوشفيتس (حالياً ضمن الأراضي البولونية) من بينها. وكذلك معتقل بوخنفالد بدرجة عالية. وبتحرير القوات السوفيتي لمعتقل ميدانيك كانت أولى قلاع ال (SS) قد أنهارت، وميدانيك كان أضخم تلك القلاع وأقساها، وكان المعسكر قد أقيم في خريف عام 1941، ليتسع في البداية ل 25 ألف معتقل، أتسع حتى 50 ألف معتقل، ما لبث أن أتسع 250 ألف معتقل. كما كان يضم ورش ومشاريع عمل تابعة لقوات ال(SS).
وكانت الأعداد الكبيرة من الأسرى السوفيت في بداية الحرب، قد أدت إلى توسيع المعسكر،، ففي 27 / أيلول ــ سبتمبر / 1941 صدرت الأوامر ببناء المعسكرين : ميدانيك ــ لوبلين، ومعسكر أوشفيتس القريبين من بعضهما. على أمل أن تكفي الحاجة . (2)
على ضوء التصورات هذه بدأ بتشييد المعتقلان : ميدانيك وآوشفيتس، في وقت واحد مع تضاعاف التوقعات بأعداد المعتقلين المحتملين، وفي آذار / 1942، بلغ أسرى الحرب في هذا المعتقل : ميدانيك، 250 ألف أسير. وهذا ما أفقد معتقل بولبين ــ ميداني إلى معتقل يصفه بعض المؤرخين " لا هوية له ".
وكان عدد الوافدين كبير، ولكن بالمقابل عدد الوفيات لأسباب كثيرة (الأمراض، سوء الموقف الغذائي والصحي، والتصفيات / الإعدام) كانت بالمقابل عالية، لذلك كان قلما يحدث اكتضاض فوق العادة، فقد تراوح موجود المعتقلين بين 19 ألف و15 ألف معتقل، ولم يصل إلى 30 ألف معتقل ‘لا في صيف عام 1953، وفي جميع الأحوال كان الموقف الغذائي سيئ جداً كما الحال في سائر المعتقلات، حتى يمكن القول، أن الجوع الشديد كان طابع الحياة في المعتقلات.
وعمليات القتل الجماعية التي تستحق هذا الوصف من عدد من المؤرخين، فالحديث عن قتل العشرات والمئات، لم يكن حدثاً مهماً، ولكن بالمقابل حدث لمرتان في ميدانيك ما يستحق الحكم عليه إبادة جماعية حيت ثم في خريف عام 1942 فيما أطلق عليه " عمليات التطهير" وفي بداية عام 1943 حين أطلق النار في إعدام جماعي فيما أطلق عليه " حصاد العمل " إذ قتل في ميدانيك ــ لوبلين بين 15 ألف معتقل، أو 18 ألف معتقل في يوم واحد. ولأجل ذلك تم بناء ثلاث أو أربع غرف غاز في ميدانيك، وذلك بتحويل
غرف تطهير الملابس إلى غرف للقتل بالغاز ..!
بعد التحرير مباشرة، عمل السوفيت على ترميم بعض المباني، وإعادة بناء المحرقة والأفران.
وكان معتقل ميدانيك أو معسكر أعتقال يتم تحريره من دول الحلفاء، وهنا تم تداول أعداد كبيرة من الضحايا، وحدث نفس الشيئ في معتقل أوشفيتس (الذي حرر على أيدي القوات السوفيتية) وحدث تضارب في أعداد الضحايا، ولكن العدد الإجمالي لا يقل عن بضعة ملايين.
واليوم يجد الزائر لمعسكر ميدانيك ما يمكن عرضه من المأساة الإنسانية التي أقيمت على أيدي البشر، ضحاياها كانوا من مختلف القوميات والديانات، والاعتقادات السياسية.
1. غرف الغاز كانت عبارة عن قاعات لا شبابيك لها، بابها محكم، يدخل فيها المعتقلون (رجال ونساء وأطفال) ويصعد أحد الحراس إلى سطح القاعة وهناك كوة يفتحا ويضع فيها مسحوق قاتل من المواد التي باختلاطها مع الماء أو مواد أخرى، تنفث الغاز الناجم عن التفاعل، عبر أنابيب مثبتة في سقف القاعة فيها ثقوب صغيرة يتسرب منها الغاز القاتل، ويقضي على الموجودين في القاعة خلال وقت قصير.
2. أشتد القمع النازي، وأتسع ليشمل فئات كثيرة سياسية وعرقية ودينية، حتى بلغ شظايها الغجر، والشواذ جنسياً، بحيث أصبح أسرى الحرب في الدرجة الثانية من الاهتمام.
أقيمت في بولونيا وألمانيا محاكمات لضباط وموظفي معتقل ميداني بعد الحرب، حكم فيها على 73 متهماً بأحكام متفاوتة : 10 منها بالإعدام شنقاً، والبقية 63 بالحبس باحكام متفاوتة بين الحبس المؤبد وال 5 سنوات.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: