البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الكورونا ... سياسياً

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2267


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


من المؤكد أن أوربا لم تعش منذ زمن بعيد وضعاً كهذا الذي نعيشه اليوم في ظل جائحة وباء كورونا ، وفيروسه القاتل (كوفيد 1)، منذ عصور الطاعون والسل، الأوبئة، وهي بالنسبة للأوربيين عصور أصبحت غابرة، تحكى كالاساطير، أو في أقرب التشبيهات، كظروف الحرب العالمية الثانية، حين كانت القنابل تتساقط كالمطر، فتبيد مدناً كاملة، وتحدث مجازر جماعية، ومن تلك الهجمات الجوية، كانت مئات من القنابل لا تنفجر(لأسباب مختلفة) وبالتالي كان يتعين على رجال الدفاع المدني التفتيش عنها وإبطال مفعولها وإبعادها عن السكان المدنيين، وهذه الحالات كانت كثيرة جداً، بحيث أن السلطات الألمانية ما تزال تبحث عنها ليومنا هذا حتى بعد مرور 75 عاماً على نهاية الحرب، فما زالت توقع الخسائر أحياناَ والبحث جار عنها(كتبنا قبل سنوات بحثاً مفصلاً عنها).
إذن الأوربيون لا يريدون العودة إلى عهود السيطرة والتفتيش والتدقيق ..ومنع التجول ..الخ، وسياسياً شهدت ألمانيا وأوربا بتقديري، تراجعاً لليمين المتطرف، والسبب في ذلك هو شعور الناس أنهم جميعاً مستهدفون من عدو أسمه (كوفيد19) فينهض تضامن إنساني يتجاوز المشاعر العنصرية (بالطبع ليس لدى الجميع)، ولكن مؤشرات الرأي العام والاستبيانات تشير عامة إلى تراجع ذروة شعبية أحزاب اليمين. ومن مظاهر الحرب على كورونا، أن كورونا أطلقت فضائح في أوربا وأمريكا ....
ــ فرنسا تسرق 130 ألف كمامة كانت متوجهة إلى بريطانيا
ــ إيطاليا تستولي على باخرة محملة بمعقمات طبية كانت متوجهة إلى تونس .
ــ التشيك تستولي على شحنة أدوية صينية موجهة لإيطاليا .
ــ ألمانيا تستولي شحنة كمامات وهبتها الصين لإيطاليا وشحنة أخرى كانت متجهة الي النمسا .
ــ 6 مليون قناع طبي موجهة لألمانيا تختفي بأحد المطارات بكينيا .
ــ معارك بين الأستراليين على مناديل الحمامات داخل المتاجر
ــ معارك بين الأمريكان على مناديل الحمامات وتخزين للأسلحة
ــ معارك بين الأوروبيين على الطعام والشراب والمخدرات
ــ الحصول على سرير داخل مستشفى أصبح بالواسطة وبالرشوة
ــ ابن يرفض زيارة أبيه في المستشفى بعدما أراد الأب رؤيته قبل موته ، رفض أن يودع والده خوفا من العدوى !
ــ تركيا تمتلك جسماً طبياً يبلغ ضعف الجسم الأوربي مجتمعاً...!
ــ دول أوربية مهمة تعاني عجزاً فاضحاً بالمستشفيات والأجهزة الطبية...

من بين دروس الكورونا
1. أن الناس لم يعد يهمهم خطر الموت.. وهذا غريب، فالناس لا لم تعد تخاف لسببين: الأول أنهم يواجهون الموت يومياً، مثل بلداننا بلا حسد، الثاني أن الناس في أوربا يعيشون درجة من الرفاهية والتحرر يستحيل قبولهم العودة إلى عصر منع التجول، وإيقافهم في الشوارع وس جيم من البوليس أو رجال كونترول الصحة ..!
2. ميل الناس إلى عادة تركوها في أوربا، فأصبحت تختص بالشرق فقط، وهو تخزين المواد الغذائية والضرورات من الحاجات.
3. البلدان الرأسمالية في أوربا كشفت عن مستوى منخفض جداً من القدرة على مواجهة الكوارث. الصين تمكنت من بناء مستشفيات عملاقة خلال أيام، وكذلك تركيا، وهو ما يفسر شبه انهيار الخدمات الطبية في إيطاليا وبريطانيا وفرنسا واسبانيا.
4. حين قدم بلد مثل كوبا مساعدات طبية مهمة إلى إيطاليا التي يحكمها حزب يمني، المساعدة لم تكن للحزب اليميني، بل للشعب الإيطالي الذي له إسهاماته الرائعة في الحضارة العالمية، الشعب الإيطالي قدر المساعدة غاية التقدير وكان لها أثرها العميق في مشاعر الناس.
5. أثبت الوباء أن أي حرب بايولوجية ستكون كوارثها فوق قدرات تحمل أي بلد في العالم، وتجربة كورونا كشفت أن الصرح الحضاري العالمي سيصاب بانهيار كبير إذا ما فكرت أي قوة في العالم استخدام أسلحة الدمار الشامل، وأن مشكلات الكوكب الأرضي لا تحلها سوى تكثيف العمل الدولي وعلاقات اقتصادية/ سياسية عادلة لحل مشكلات الانفجار السكاني، وأن أفكار التحريض على الصراع وإزاحة الآخر هي أفكار جنونية وستقضي على البشرية بكل تأكيد إذا ما فسح لها المجال للتحقيق.
6. هناك فكرة عامة، حتى لدى أكثر المراقبين حيادية، أن الوباء وانتشاره يثير قلقاً، وأن هناك فقرة مجهولة، تتردد القوى العالمية الإفصاح عنها، هناك تبادل اتهامات خفية وعلنية.
7. هناك كلام كثير عن كورونا، وأخبار تمتنع حكومات الدول عن الحديث بها، لأنها ستمس الأمن القومي لدول عظمى. ومن بيم من تحدث بهذا الاتجاه هو وزير الصحة الفرنسي.
8. يتردد بقوة، أن العلاج الفعال من وباء كورونا قد تم التوصل له، كما توصل العلماء إلى صنع المصل المضاد. ولكن الشركات المصنعة للدواء ، بريطانية وألمانية، وفرنسية، وربما أمريكية، تتفاوض بشأن التفاهم على حجم إنتاجه وسعره، وقطاعات تسويقه، والأولويات في التوزيع وحقوق الإنتاج .... وهذا ليس بمستبعد، لأن القضية ستدور في النهاية على مليارات.
9. في الوقت الذي تسعى قوى اليمين في العالم إلى التصعيد، والتوتير في العلاقات الدولية، أثبتت تجربة جانحة كورونا، أن ما تحتاجه البشرية حقاً وفعلاً هو المزيد من التهاون بين شتى أنظمة العالم.
10. الكورونا أخيراً، هو صفحة من صفحات الكوكب الأرضي الذي بات مزدحماً بسكانه، وسيقود إلى ضيق المكان، وشحة في الموارد، ونقص في الأخلاق (هي أساساً شبه مفقودة ..!) ..
على الشعوب التقيد بالحذر، والحرص على موجودها، وتوفير مستلزمات يوم الضيق، والتفكير على نحو استراتيجي في بحث مفردات الأمن القومي.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

كورونا، الوباء، الأوبئة، المرض، السياسة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-06-2020  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أقفاص الأسر على مر التاريخ
  مأزق هنية
  ماذا يحدث في بلاد العم سام
  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
إسراء أبو رمان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الله الفقير، د - عادل رضا، د. صلاح عودة الله ، محمود فاروق سيد شعبان، سامح لطف الله، المولدي اليوسفي، سامر أبو رمان ، نادية سعد، محمود طرشوبي، حاتم الصولي، د. عبد الآله المالكي، د- جابر قميحة، أنس الشابي، فوزي مسعود ، حسن عثمان، بيلسان قيصر، صالح النعامي ، كريم السليتي، رافد العزاوي، د- محمد رحال، الهيثم زعفان، صفاء العربي، محمد علي العقربي، محمد الياسين، علي عبد العال، حسن الطرابلسي، د.محمد فتحي عبد العال، د. طارق عبد الحليم، علي الكاش، عبد الرزاق قيراط ، يزيد بن الحسين، عواطف منصور، صلاح الحريري، حسني إبراهيم عبد العظيم، حميدة الطيلوش، عمر غازي، د - الضاوي خوالدية، ياسين أحمد، مصطفي زهران، محمد العيادي، وائل بنجدو، رافع القارصي، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد أحمد عزوز، فتحـي قاره بيبـان، د. مصطفى يوسف اللداوي، يحيي البوليني، د. عادل محمد عايش الأسطل، كريم فارق، عبد الله زيدان، عبد العزيز كحيل، عمار غيلوفي، إياد محمود حسين ، محمد عمر غرس الله، ضحى عبد الرحمن، فتحي الزغل، طارق خفاجي، أحمد ملحم، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد الحباسي، د. خالد الطراولي ، محمد شمام ، د - شاكر الحوكي ، فتحي العابد، محمد يحي، مجدى داود، رمضان حينوني، تونسي، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد بوادي، أبو سمية، رضا الدبّابي، د- هاني ابوالفتوح، د - مصطفى فهمي، ماهر عدنان قنديل، د. أحمد بشير، سلوى المغربي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، منجي باكير، د- محمود علي عريقات، أ.د. مصطفى رجب، د - المنجي الكعبي، جاسم الرصيف، محمد اسعد بيوض التميمي، طلال قسومي، عبد الغني مزوز، سلام الشماع، سيد السباعي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أشرف إبراهيم حجاج، خالد الجاف ، د. أحمد محمد سليمان، أحمد النعيمي، صلاح المختار، المولدي الفرجاني، سفيان عبد الكافي، محمود سلطان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صفاء العراقي، مصطفى منيغ، الهادي المثلوثي، عزيز العرباوي، محرر "بوابتي"، د - صالح المازقي، إيمى الأشقر، محمد الطرابلسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، الناصر الرقيق، صباح الموسوي ، العادل السمعلي، سليمان أحمد أبو ستة، د - محمد بنيعيش، فهمي شراب، مراد قميزة، عراق المطيري، سعود السبعاني، رشيد السيد أحمد،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة