فوزية بن حورية - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 2975
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إن ذبح الاضحية امام الاطفال سوء تصرف وسوء تقدير لما يحدث لهم من تاثير سلبي على نفسيتهم البريئة التي لا تتقبل ما يفعله الاب وهو ذبح الخروف او الكبش.
كان من المفترض على الاولياء ابعاد الاطفال عن الاضحية حتى لا يتعلقوا بها وحتى لا يتاثروا برؤية الدماء و بعملية الذبح فيصابوا بالهلع و الذعر و الخوف وربما النفور من اكل لحم الخروف او الخوف من ابيه الذي ذبح او ساعد في ذبح الخروف امامه.
الاستاذة الجامعية...تعتبر ذبح الاضاحي همجية و عملية بربرية اقول لك سيدتي و لأمثالك الذين ينقادون على نهجك فلتعلمي كان الناس يقدمون الابن البكر قربانا ولما جاء الاسلام منع هذه العادة الجاهلية، الوثنية البعيدة عن الانسانية وعن حق الانسان في الحياة.يقول الله تعالى في سورة الصافات ‘فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ‘ رؤيا الأنبياء في المنام وحي ‘. اعلم سيدنا ابراهيم عليه السلام ابنه بذلك ليكون أهون عليه، وليختبر صبره وجلده وعزمه من صغره على طاعة الله تعالى وطاعة أبيه.( قال يا أبت افعل ما تؤمر ) أي : قال الابن لابيه امض لما أمرك الله من ذبحي، ( ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) أي : سأصبر وأحتسب ذلك عند الله - عز وجل -. وصدق، صلوات الله وسلامه عليه، فيما وعد ; ولهذا قال الله تعالى : ( واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا ) [ مريم : 54، 55 ]. من خلال هذه الايات الكريمة نعلم جميعا أن اليهود و النصارى و المسلمين اتفقوا على أن الله تعالى قد ابتلى خليله إبراهيم عليه الصلاة و السلام في المنام بذبح إبنه, و لكنهم اختلفوا في نفس الوقت في من كان مطلوبا للذبح إسماعيل أم إسحاق عليهما الصلاة السلام.
فاليهود و النصارى يقولون بأنه إسحاق عليه الصلاة و السلام، و المسلمون يرون (بناءً على الروايات) أنه إسماعيل عليه الصلاة و السلام. يقول الله تعالى في سورة الصافات بسم الله الرحمان الرحيم
( رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113) ).
تبدأ الآيات الكريمة بقوله تعالى {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ }،فاستجاب له ربه و بشره بالغلام الحليم {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ }.و لكن من هو الغلام الحليم الذي بُشر به ابونا إبراهيم عليه الصلاة و السلام.؟ البشرى وقعت قبل الذبح و الفداء بذبح عظيم ثم هناك بشرى ثانية حيث يقول تعالى في الاية 112 من سورة الصافات وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ صدق الله العظيم اذا كانت البشرى الاولى بغلام حايم هذا الغلام الذي اطاع اباه وفداه الله سبحانه و تعالى بذبح عظيم و البشرى الثانية كانت باسحاق نبيا من الصالحين حيث كان لسيدنا ابراهيم زوجتان وهما هاجر المصرية ام سيدنا اسماعيل و صارة اليهودية ام سيدنا اسحاق. و لكن الذين يقولون بأن الذبيح المٌفتدى كان إسماعيل لهم ايضاً رأي و يجب علينا سماعه.
ورود كلمة صابر في الآية المتعلقة بقصة الذبح العظيم {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}
و هي إحدى صفات سيدنا إسماعيل عليه السلام {وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ} و لم ترد في حق سيدنا إسحاق عليه السلام.
لقد بشر الله تعالى نبيه إبراهيم بالحفيد وهو (يعقوب) حيث قال تعالى {فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب }، فإذا كان الذبيح هو إسحاق كما يقول اليهود فإن البشارة لن تكتمل.وسيدنا اسماعيل هو الذبيح و الدلالة على ذلك لانه البكر و لانه ولد بمكة المكرمة و ان بئر زمزم نبع من تحت قدميه بفعل حكهما على الارض ساعة بكائه الشديد من العطش و السيدة هاجر تهرول في الصفا و المروى حاليا باحثة عن نبع والمكان صحراء قاحلة وحين عادت وجدت الماء ينبع من تحت قدمي سيدنا اسماعيل و جعلت تلملم الماء بكفيها وهي تقول زم زم ومن هذه الكلمة سمي بئر زمزم...
و الاضاحي تذبح في عيد الأضحى و يكون في موسم الحج الذي يكون بدوره في مكة المكرمة و التي فيها الكعبة الشريفة التي بناها رسول الله إبراهيم مع إبنه إسماعيل عليهما السلام و ليس إسحاق.إذن هناك علاقة واضحة و جلية بين الذبح العظيم و بين نبي الله إسماعيل عليه الصلاة و السلام.ان حجج من رجحوا أن الذبيح إسماعيل عليه السلام هي’استدلالهم بقول الله تعالى ‘ فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ‘ إذ وجه الدلالة عند القائلين بهذا القول أنه كيف يمكن أن يبتلى إبراهيم عليه السلام بذبح إسحاق وقد بُشر بأنه سيكون له عقب منه، وأن هذا ينافي التكليف’.أننا بالأضحية نُحيي سنة أبينا إبراهيم عليه السلام لما شرع في ذبح أحد أبنيه ففدى الله الابن الذبيح بكبش عظيم، لكن لا علاقة بهذا بمكة ومتى ذلك أنه مقرر عند المسلمين جميعا أن الذبح يكون في أي مكان فهو مرتبط بالمكان الذي يعيش فيه المضحي حال نحره لأضحيته، وقد ضحى رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم عشر سنين في المدينة كما في حديث أنس ويستطيع المسلم يوم النحر أن يضحي في أي مكان، أما الهدي وما يشرع في الحج فهذا لعلاقته بالنسك.أياً كان الذبيح فإسماعيل وإسحاق عليهما السلام نبيان كريمان من أنبياء الله. اقول للذين يعتبرون ذبح الاضاحي همجية و بربرية الحذر من الكلام على الله بلا علم و من الاستهزاء باوامر الله و بكلامه.
-------------
الاديبة و الكاتبة و الناقدة و الشاعرة فوزية بن حورية
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: