البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

أكتشافات الأسد المتأخرة

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3782


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


وأخيراُ أكتشف الأسد أنه عربي، وأن سورية عربية، وإن كل ما حققته سورية ومنجزات آل الأسد هي بفضل الخط العروبي وليس بفضل الفرس ولا الروس ولا الأمريكان، أكتشف أن لا منجي له من الطوفان الحالي أو المقبل سوى الأنغماس في النهر الذي يطهر الأنفس والأبدان من الجراثيم والأدران ..!. نهر العروبة المقدس الغفور الرحيم ...

بشار أكتشف هذه قبل يومين فحسب (22/ نيسان) فأعاد الحياة (هكذا بإرادته) إلى مومياء كانت مركونة في قبو (سرداب) إحدى البنايات المهجورة في الشام، وأجرى تعديلات وتشطيبات ضرورية، فالكثير من الأنصار والأتباع قد هجروا الدار، بل وبعضهم قاتلهم وقاتلوه، ورش عليهم المبيدات الكيمياوية (بطيبة خاطر) وقذفهم بالصواريخ البالستية التي كان قد أعدها للأيام السود، وجلب لهم المرتزقة ليقتلهم من أصقاع الأرض، من الصايعين والباحثين عن هوية تعوزها فقرة مهمة، والآن أفتكر أن الخط العروبي هو أصلح الخطوط، لماذا هذا الأكتشاف المتأخر ...؟

هو أدرك تمام الإدراك أن اللعبة شارفت على نهايتها، وبالعامية نقول (قفلت الدومنة) فالفرس سيقبلون بصفقة تلوح لهم وكلاعبي البوكر، يقبلون بهزيمة جزئية على خسارة شاملة، ولكنهم (الفرس) يتمتعون بأخلاق الضباع يريدون الكثير، بضعة قواعد جوية وبحرية، وممر إلى مستعمرتهم لبنان التي يدور التداول هي الأخرى بشأن مصيرها الحاسم، (تحت شعار يكفى لعبتم أكثر من اللازم)، وإنهم لم يكونوا قط بهدف مساعدته وآله ومحازبيه من شلة القتلة والحرامية (وعلى حد علمي لم يكن الموضوع صراع طبقي !) وحتى تلك الشلة المغامرة من أنصاره في الشمال السوري (؟) قد ملوا اللعبة والكل يبحث عن مهجر مريح، ليس من بينها ا طهران لبتة، فهم هاربين من تنور ليس من أجل أن يقذفوا بأنفسهم في حفلة لطم بالزناجيل ..!

الروس فعلوا الكثير لينالوا بقدر ما بذلوه ( فقد حسبوها على داير القرش الواحد)، وربما أكثر قليلاً، فهم لديهم لغة مشتركة مع القوى العظمى في التعامل، فهم يعتبرون هذه الأرجاء (ومنها سوريا) ملاعب ثانوية، ومساحات للعب والسجال الاستراتيجي، وعلى رأي المثل : " كل شيئ له نهاية " ويبدو أن النهاية بدأت تلوح في الأفق، فمصلحة روسيا السياسية والاقتصادية هي في التفاهم مع الأوربيين الرافضين بتاتاً أي مستقبل سياسي للأسد، وكذلك المعسكر الأمريكي (الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا). وأوربا الشرقية لها أولوية مؤكدة في حسابات الروس، والعقوبات الاقتصادية والعزل السياسي منهك في مداه الطويل (إبعاد روسيا من جماعة الثمانية)، مقابل نظام لا يعمل شيئاً سوى تأجيج الانقسام في مجتمعه، ومواصلة القصف بالبراميل والرش بالكمياوي، والمؤشرات تدل أن الروس على وشك التفاهم مع من يهمه الأمر بصدد الشأن السوري.

بشار الأسد أدرك هذه الملامح، رأها بعينه، وسمعها بأذنه، وأدرك أن المخارج التي كان يظن أنها آمنة، لم تعد كذلك، فقرر أحياء المومياء، ولم شعث ما تبقى من الباقين تحت شعار : إلى أين وكل الأفاق مغلقة ..؟ وأتكل وعقد ما يشبه المؤتمر القطري(لم يسموه هكذا، وهنا حقهم فهم نسوا النظام الداخلي وما يمت للحزب بصلة)، وبآخر ما يمكن من القدرات قرروا العودة للخط العروبي، على أمل أن يجدوا من يقبل بعودة الأبن الضال (مع الأعنذار لهذا العمل الفني الرائع).

وهنا فالناس سيطالبون النظام ورأسه : أي خط عروبي تقصد ونحن في حفلة قتل وتدمير من جوقة حسن نصرالله وفيلق بدر، وفرقة شذر مذر، وولاية الفقيه، وكل شذاذ الأفاق الذين دمروا سورية بجدارة.

ليس مطلوب من أحد أن يتقدم بمبادرة، فحتى بصل مركب بشار إلى شاطئ العروبة عليه هو أن يفعل الكثير، ترى هل بوسعه حقاً أن يفعل شيئاً بعد كل الذي حصل وجرى ..؟ بين أن يكون الشعار المطروح شعاراً أستهلاكياً، أو يكون خطاً نضالياً الفرق كبير ..... بل وكبير جداً ... أكبر وأعمق مما يستطيع أي شخص أن يلهو فيه ..!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
25 / نيسان / 2017


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سوريا، بشار الأسد، الحرب الأهلية بسوريا، الثورة السورية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-04-2017  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أقفاص الأسر على مر التاريخ
  مأزق هنية
  ماذا يحدث في بلاد العم سام
  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رمضان حينوني، محمود طرشوبي، محمد علي العقربي، أشرف إبراهيم حجاج، د - مصطفى فهمي، أحمد بوادي، أنس الشابي، محمد شمام ، د.محمد فتحي عبد العال، د. أحمد بشير، سعود السبعاني، محمود فاروق سيد شعبان، كريم فارق، عبد الله زيدان، رضا الدبّابي، العادل السمعلي، د- محمود علي عريقات، د- هاني ابوالفتوح، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الغني مزوز، سيد السباعي، د - محمد بن موسى الشريف ، إسراء أبو رمان، سامح لطف الله، صلاح الحريري، فوزي مسعود ، يحيي البوليني، عبد العزيز كحيل، عواطف منصور، سفيان عبد الكافي، رحاب اسعد بيوض التميمي، عمر غازي، منجي باكير، د. طارق عبد الحليم، سامر أبو رمان ، علي الكاش، د - شاكر الحوكي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد الحباسي، د- جابر قميحة، خالد الجاف ، عمار غيلوفي، صلاح المختار، المولدي الفرجاني، د - الضاوي خوالدية، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. خالد الطراولي ، الهيثم زعفان، أحمد النعيمي، محمد يحي، أحمد ملحم، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد أحمد عزوز، مصطفى منيغ، المولدي اليوسفي، صالح النعامي ، د - صالح المازقي، فتحي العابد، عبد الرزاق قيراط ، صفاء العراقي، ماهر عدنان قنديل، صباح الموسوي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، طلال قسومي، تونسي، مراد قميزة، د. صلاح عودة الله ، رافع القارصي، محمود سلطان، عبد الله الفقير، محمد عمر غرس الله، إياد محمود حسين ، د. عبد الآله المالكي، أ.د. مصطفى رجب، عزيز العرباوي، سليمان أحمد أبو ستة، أبو سمية، الناصر الرقيق، د - المنجي الكعبي، صفاء العربي، رشيد السيد أحمد، مصطفي زهران، محمد الطرابلسي، ضحى عبد الرحمن، وائل بنجدو، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، طارق خفاجي، فتحي الزغل، محمد الياسين، د - محمد بنيعيش، كريم السليتي، حسن عثمان، محرر "بوابتي"، محمد اسعد بيوض التميمي، يزيد بن الحسين، حسني إبراهيم عبد العظيم، حاتم الصولي، علي عبد العال، جاسم الرصيف، خبَّاب بن مروان الحمد، د. أحمد محمد سليمان، عراق المطيري، إيمى الأشقر، مجدى داود، فهمي شراب، سلام الشماع، محمد العيادي، رافد العزاوي، د - عادل رضا، نادية سعد، سلوى المغربي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، بيلسان قيصر، حسن الطرابلسي، حميدة الطيلوش، د- محمد رحال، ياسين أحمد، الهادي المثلوثي، فتحـي قاره بيبـان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة