د. ضرغام الدباغ - ألمانيا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3566
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يطرح هذا السؤال بصياغات متعددة، ولكنه يبقى يحوم حول جوهره المثير للأسئلة .
الصراع المسلح اتضحت كل تفاصيله والأمر لم يعد يدور حول شماعة داعش ... بعض أطراف اللعبة لا تتمالك نفسها، وتفقد كل رزانة عندما يتعلق الأمر بشعارات القتل والإبادة، فيتملكها الهياج وتطلق الشعارات والمقولات التي تنم عن الأمر وحواشيه. ثم تأتي بعدها شعارات التوسع الطائفي. الأمر غدا مفهوماً حتى لمن له عين واحدة ماذا يدور في الفلوجة، وماذا دار قبلها في مدن أخرى، وهذا السبب بالضبط الذي يدفع الناس في كل مكان للقتال، لأنهم ببساطة ليس لديهم خيار آخر، بل قل بالاحرى لم يدعوا لهم خيار آخر ...
لا أبالي بتصريحات حكومية، ولا بمن يعتبر نفسه مسؤول، إذ يعلم الجميع أن ما يدور في العراق وغير العراق هو صراع إرادات أجنبية تريد أن تفرض واقعاً سياسياً جديداً وللأسف وجدوا من بيننا من أرتضى أن يكون مركباً لهذه النوايا والأطماع، لينال شيئاً ..... فما هذا الشيئ ...؟
ومن خلال معرفتي الشخصية بالناس، أنهم يتصرفون في قضية العراق وغير العراق، على أنه مركب / سفينة غارقة، وفي القانون البحري كل ما تستطيع إخراجه من المركب حلال زلال، قل ما شئت ... أنها لغة قراصنة، لصوص مافيا محترفون، أوباش قل نظيرهم في التاريخ ... قل ما شئت، وماذا يفيد ما تقول ... ولكن لماذا هذا القتل المجاني في الطرقات بدون سبب وداع ..!
كل العراقيين قاطبة يعلمون أساليب ومحاور التدخل الأجنبي، وقد حاول هؤلاء أن يجعلوا العراقي يقتل العراقي وينهبه، ويغتصب بناته، بل ويتلذذ بشويه كما يشوي الخروف ... ولكنهم لم ينجحوا ولذلك عادت القطعان الأمريكية لتفعل ذلك بطرق " راقية " أن تصنع خونة مهذبين، فيما أهتمت جارتنا الشرقية بإنتاج خونة ولكنهم مبتذلين، ولما ووجدوا صعوبة في بحثهم، وصعوبة في تجنيدهم، فجاؤا بهم في فيالق تحمل أسماء ورموز باتوا يسيئون لها يا للأسف.
لا يهمني ما تقوله الحكومة، فهؤلاء لا يملكون من أمرهم شيئاً ... أكثر من حقهم بالتجشوء والتثاوب والنعاس، وتناول فاخر الطعام، وأرتداء ملابس ليست على مقاساتهم وهكذا يفعلون، فيتورطون أمام العدسات والصحفيين والناس أجمعين ....
أذكر مرة قبل سنتين، أكثر أو أقل .. سألتني محاور ماذا بعد ....... وكانت واحدة من المعارك قد انقضت، وأذكر اني قلت له حتى رماد العراق يحترق، فلينظر من يريد أن ينظر في أمره، لست مختصاً بتقديم النصائح لأحد، ولكننا طالما كما يقول العراقي نتحاور ونتطالس بود ومحبة، أقول لك وأنا أرى نهاية النفق، أراه بعقلي وليس بعيني، فأنا مؤرخ مجاز من أقدم كليات الاستشراق في المانيا والعالم، درست التاريخ ليس كرونولوجياً، بل درسناه كقواعد علمية، ومنها نستخلص عبر التاريخ وكيف تتشكل الخطوات ثم المراحل، علمونا الديالكتيك بدقة تامة ومن هنا أقول لك ...... هذا المشروع مهزوم ... مشروع إبادة العراق مهزوم ... المعركة صعبة جداً ولكنهم مهزومون، بل وبعضهم (عقلائهم) يعلم ذلك علم اليقين، أقول لك هذا علم العارف المتيقن، يعلمون أنهم يحرثون في البحر، فيحاولون تجربة مراهم وعلاجات جديدة، وكم مرة قرأنا أن النطاسي البارع لم ينفعه علاجاته ....! فجاءت حسابات البيادر خلافاً لحسابات الحقل .....
طريق التيار الوطني القومي التقدمي هو التيار الذي ينقذ العراق من مآسيه، وليس سواه ... التيارات الظلامية لم تقد العراق إلا إلى الخراب والدمار ... كفى لمسرحيات الدم المراق بالمجان ... يبعدون داعش إلى ما وراء بيجي، ثم يجري تفجير معمل غاز التاجي، لماذا ..؟ لكي يستورد العراق الغاز من مصادر أجنبية.
المشروع الوطني مقابل المشروع التدميري، لا يهمنا من يحكم العراق من أي دين أو طائفة، نريد نظاماً يبني المدارس ويقيم الأمن والعدل ويشيد المستشفيات، ولا يفرق بين العراقيين، لا يجتث الوطنيين، إرضاء للأجنبي. هذا هو برنامجنا ..... وبه سنهزم قوى التدخل وأذنابها ...
المهزومون الرئيسيون إثنان .......
الولايات المتحدة، وهذه جلبابها عريض وواسع يتحمل الخسائر، ولتكن صفعة تشابه صفعة فيثنام، وربما أقسى قليلاً، فيذهب الديمقراطي ويأتي الجمهورية وبعد الديمقراطي وهو يتمترسون وراء قوة سياسية واقتصادية وعسكرية عملاقة، وخطاب يجمع بين السفاهة والأبتذال، وبين المرح، والجدية، سيتحدث مسؤول يبرر لهم الهزيمة، ويعد بفتح صفحة جديدة، ويا دار ما دخلك شر ....
ولكن قل لي كيف سيتحمل نظام الملالي الهزيمة، وهم من كرسوا برنامجهم السياسية والثقافية والاقتصادية والعسكرية وكل موارد البلاد، ولعبوا ببراغي عقول الناس، ناسهم والناس الآخرين. بالطبع هناك من انطلت على البعض لعبة الثعلب فات فات وبجيبه سبع لفات ... سينهزمون ... ولن تصمد سفينتهم الهشة أمام الهزيمة .....
مشكلة الثعلب أنه يعتقد بأنه عبقري .... ونحن نعلم أن السوق مليئ بفراء الثعالب ...........
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقال جزء من مقابلة تلفازية بتاريخ 3 / أيار / 2016
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: