البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

معركة الأنبار

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4309


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لا تخفي حكومة بغداد والقوى المتحالفة معها، بقيادة نظام الملالي الإيراني، نواياها التوسعية بكل ما تنطوي عليه من مجازر، سواء من خلال حملات طائفية جديدة في محافظة الأنبار، ومدنها ومعاقلها، أو سواها من أرجاء العراق.

وبسهولة يمكن التوصل إلى أن استهداف الأنبار هو مخطط فارسي صفوي، والأهداف هي استراتيجية تخدم المخططات الإيرانية في رؤيتها التوسعية وخططها للمنطقة، فمن جهة تمتد حدود الأنبار من سوريا إلى الأردن وإلى السعودية، وهذه تمثل أهداف حقيقية، سواء في خطط إنقاذ نظام بشار في دمشق الآيل للسقوط، أو لخلق ورقة ابتزاز للأردن والسعودية.

ولا تبالي إيران في تنفيذ هذه الخطط، (بوصفها المنظم الأول لهذه الخطط)، لا تبالي بحجم الخسائر التي تنجم عن مثل هذه الحملات، التي ستكون حتماً كبيرة جداً، فالخسائر في كل الأحوال وعلى جميع الأصعدة عراقية بالأساس، والأرباح والمكاسب إيرانية في كل الأحوال، وكل تخريب ينال العراق في المدن والاقتصاد والعلاقات الاجتماعية، هو أمر مفيد ويصب في طاحونة الرؤية والمصالح الإيرانية لمستقبل العراق.

الحكومة العراقية الواقعة بدرجة كبيرة تحت هيمنة القرار السياسي الإيراني، لا نتوقع نحن ولا غيرنا، أن يكون رأيها في الأحداث نافذاَ أو مهماً، بل أنها تظهر وبوضوح تام من خلال سياق الأحداث اليومي، أن رأيها في التحليل والخطط ثانوي، باهت، لذلك فهي تسير في المخطط مغمضة العينين، مغلقة العقل، وهي تعلم أن هذه الخطط الحربية التدميرية لا تفيد السلام والأمن الاجتماعي في عراق المستقبل، لذلك لا أمل واقعي يرتجى من حكومة بغداد الواقعة كلياً تحت ضغط الميليشيات العراقية الممولة والمنظمة من الاجهزة الأستخبارية الايرانية، وتحت قيادتها إن بصورة مباشرة أو غير مباشرة، عدا وحدات نظامية من الجيش الإيراني، وحرس الثورة.

ولا شك أن التخطيط لمعركة الأنبار ستنطوي على إعداد قوات ضخمة، أكبر بكثير من تلك التي حشدت لمعركة تكريت، التي حشدوا لها عشرون من المليشيات الطائفية تحت عنوان مزيف هو الحشد الشعبي، والقوات المسلحة الإيرانية، وثلاث قوات عراقية نظامية هي الجيش النظامي، وقوات التدخل السريع سوات، والقوات الخاصة لوزارة الداخلية، هذا عدا تقديم الدعم الجوي الحربي الأمريكي والفرنسي واللوجستي المباشر، وقد بلغ تعداد تلك القوات في معركة تكريت بين 50 / 80 ألف مقاتل بلغت خسائرهم وفق مصادر محايدة أكثر من عشرة ألاف قتيل وجريح، بالإضافة إلى 225 قطعة دروع وآليات وطائرتان. وقد أظهرت معركة تكريت حجم التدخل الأجنبي في الشأن العراقي واضحاً وصريحاً وعلنياً، وبتقديرنا فإن هذه الأساليب لحل الأزمات الناجمة عن خلل في العلاقات الداخلية المتبعة حالياً هي أساليب فاشلة، سوف لن تحل شيئاً من أزمة الاحتلال والنظام وسائر النتائج الأخرى التي أفرزها الاحتلال اللاشرعي للعراق، بل تعمق من جراح الوطن، بل وتعقد حلولها .
ومن الخطأ الشديد أن توضع كافة المسألة بتفاصيلها الكثيرة على شماعة الإرهاب، فالمقاومة العراقية التي أنبثقت منذ اليوم الأول لأحتلال بغداد، مؤلفة من فصائل كثيرة، وحركات سياسية وشعبية وطنية وقومية وعلمانية يسارية، البعض منها غير مسلحة أساساً ولا تنتهج الكفاح المسلح، ومع ذلك فالجهات الوالجة بالملفات العراقية لا تعرف سوى الحلول الدموية، لأنها تخشى مواجهة أخطاء الاحتلال ونتائجه المريعة، والإقرار بتراكم هائل من الاخطاء التي مارستها وبسببها وصل العراق اليوم إلى هذه الدرجة.

ومن المدهش أن نسمع اليوم تحديداً، الجهات الإيرانية الرسمية العليا تدعو إلى نبذ العنف والتفاوض، وتبدي الخشية على الأرواح في اليمن، وترمي تهمة التوسع على غيرها، فيما تمارس فعلياً في العديد من الساحات منها العراق عكس ما تعلنه وتطالب فيه، بل تقود هي حملات التدمير والعنف والتجريف الطائفي.

الأنبار ليست تكريت، لجهة، سعة المدن وانتشارها، ولإحاطة الصحاري والبوادي بمحيطها، والمدن فيها آهلة بالسكان سيدافعون عن مدنهم وعن ممتلكاتهم ضد حملات النهب والسلب والقتل والتخريب.

بات من المعلوم أن إيران تعتبر خططها مقدسة، لا يجوز عرقلتها، بصرف النظر عن مخالفتها لإرادة الشعب في العراق وسورية ولبنان واليمن، فهذا النظام لا يعرف منذ عام 1979 سوى التآمر والتوسع بالقوة المسلحة وإثارة الغوغاء والإرهاب. ولكن هذه السياسة قد أصبحت اليوم واضحة بكافة أهدافها وقد صمم الجميع على مقاومتها، رغم أن هناك رهط من الكتاب والاعلاميين ممن باعوا ضميرهم، يسوقون بخسة للأهداف الإيرانية، إلا أن كل شيئ واضح، والشمس لا تخبئها الغربال .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقال جزء من مقابلة تلفازية من قناة المجد العربية من غزة / فلسطين ــ 9 / نيسان / 2015


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، المالكي، داعش، إنتفاضة العشائر، الدولة الإسلامية بالعراق والشام، الأنبار،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-04-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أقفاص الأسر على مر التاريخ
  مأزق هنية
  ماذا يحدث في بلاد العم سام
  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - المنجي الكعبي، حاتم الصولي، مراد قميزة، خالد الجاف ، سامر أبو رمان ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود سلطان، يزيد بن الحسين، طلال قسومي، المولدي الفرجاني، صباح الموسوي ، د - صالح المازقي، عبد العزيز كحيل، مصطفى منيغ، حميدة الطيلوش، المولدي اليوسفي، وائل بنجدو، د - شاكر الحوكي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، كريم فارق، صلاح الحريري، سعود السبعاني، د. أحمد بشير، إياد محمود حسين ، فتحـي قاره بيبـان، سلوى المغربي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الغني مزوز، د. عادل محمد عايش الأسطل، علي الكاش، نادية سعد، عمر غازي، كريم السليتي، بيلسان قيصر، أحمد الحباسي، ضحى عبد الرحمن، أنس الشابي، عبد الله الفقير، محمد الطرابلسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد أحمد عزوز، خبَّاب بن مروان الحمد، عبد الله زيدان، أ.د. مصطفى رجب، صلاح المختار، محمد يحي، سلام الشماع، سيد السباعي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رضا الدبّابي، علي عبد العال، د- هاني ابوالفتوح، ماهر عدنان قنديل، مجدى داود، محمد شمام ، فهمي شراب، د- محمود علي عريقات، جاسم الرصيف، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محرر "بوابتي"، رافع القارصي، الناصر الرقيق، سليمان أحمد أبو ستة، د- جابر قميحة، رمضان حينوني، د - مصطفى فهمي، فتحي العابد، أبو سمية، عزيز العرباوي، صفاء العراقي، الهيثم زعفان، إيمى الأشقر، رافد العزاوي، د - محمد بن موسى الشريف ، طارق خفاجي، فتحي الزغل، عمار غيلوفي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، الهادي المثلوثي، د. صلاح عودة الله ، عواطف منصور، رشيد السيد أحمد، محمد عمر غرس الله، العادل السمعلي، فوزي مسعود ، إسراء أبو رمان، محمد علي العقربي، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد ملحم، حسن الطرابلسي، د. طارق عبد الحليم، د. أحمد محمد سليمان، سامح لطف الله، صالح النعامي ، تونسي، د. عبد الآله المالكي، يحيي البوليني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمود طرشوبي، د - الضاوي خوالدية، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد بوادي، محمد العيادي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - محمد بنيعيش، مصطفي زهران، ياسين أحمد، أحمد النعيمي، حسن عثمان، عراق المطيري، محمد الياسين، صفاء العربي، سفيان عبد الكافي، محمود فاروق سيد شعبان، د. خالد الطراولي ، د - عادل رضا، د- محمد رحال، منجي باكير، عبد الرزاق قيراط ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة