البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

موظفو حماس، بين القِلّة وغياب العقل

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3912


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يغيب العقل حين يجوع البطن، - قيل قديماً- عندما لا يجد الإنسان ما يسد عوزه أو ما يقضي به حوائجه. وهذا ما انطبق تماماً على موظفي حكومة حماس في القطاع، عندما دفعوا بالمصالحة الوطنية بين حركتهم وحركة فتح إلى الأمام، أملاً في انقضاء مدة التقشف التي عصفت بهم بشدة وعانوها لحظة بلحظة، نتيجة الحصار المفروض، والذي بدا على درجةٍ أشد منذ إحباط نظام حكم الإخوان المسلمين في مصر أوائل يوليو/تموز العام الفائت، وطمعاً في عيش حياة أفضل لهم ولأُسرِهم من خلال قبضهم لرواتب عادلة ومستقرة ومتواصلة، من خلال حكومة التوافق التي تم تشكيلها مؤخراً بناءً على بنود المصالحة الوطنية. لكن كما يبدو وبعد انتظارهم لأن تفتح البنوك أبوابها، فقد فوجئوا بأن حساباتهم لا زالت غير مدرجة لدى كشوفات البنوك كأمثالهم من موظفي السلطة في رام الله، الأمر الذي جعلهم في حيص وبيص وانقلبوا على وجوههم تائهين، وتصرفوا بجنون، حتى لا يدرون ماذا أخرجت أفواههم أو ماذا صنعت أيديهم. علاوة على قيامهم بمنع أحد من تلقي راتبه، والإيعاز بعدم فتح البنوك لأبوابها، معتبرين بأن هناك تمييز قد حصل منذ الآن برغم الحكومة التي وعدت بإنهاء معاناة القطاع سواء بسواء. ما اعتبرت السلطة هذه التصرفات بمثابة مؤشرات خطيرة على أجواء المصالحة، وطالبت بشيءٍ من الغضب بضرورة أن تعتذر حماس عنها.

لم تكن الأمور على ما يرام تماماً كي يغلب العقل واللّب على النفس والقلب، عندما دفِع الجانبين – (السلطة _ فتح/ حماس)- بالمصالحة إلى الجانب الأقصى في سبيل استمرار الخروقات بينهما حتى بدت الأمور وكأن لم تكن مصالحة ولا يحزنون، وخاصة في شأن العودة المتعجّلة إلى السيرة الأولى للتراشقات الإعلاميّة التي أثارتها قضايا عدٍة، وعلى رأسها انتهاج سياسة الاعتقالات التي تعتبرها كل منهما اعتقالات سياسية.

الأمر الذي حدا بالكثيرين من الفلسطينيين الشغوفين بالمصالحة وإنهاء الانقسام، بالعودة إلى اليأس الكبير الذين عايشوه على مدار سبع سنين فائتة، لا سيما بعد تجدد التأكيد على أن لا ثقة معقولة تربط بين الطرفين، تُمكّن من الاحتفاظ بأيّة مصداقية، ترتيباً على الأحداث الماضيةـ أو على الأفكار الآتية.

فعلاوةً على عدم تمكن الجانبين من إنهاء ملف المعتقلين السياسيين لديهما مع الأخذ بالاعتبار الخطوة الهامة التي أقدمت عليها حكومة "أسماعيل هنية" من إطلاق سراح بعض المعتقلين لديها لإظهار حسن نويا، فإن الأيام السابقة، شهدت مواصلة الأجهزة الأمنية سياسة المضايقات ضد أنصار الطرف الثاني من استدعاءات ومسائلات واعتقالات، حيث قامت أجهزة الأمن الفلسطينية بالضفة باعتقال عدد من أنصار حماس واستدعت آخرين، كما وجهت استدعاءات مماثلة لعدد كبير ممن شاركوا في فعاليات وطنية ونشاطات أخرى، تقول أجهزة الأمن بأن المقبوض عليهم هم من المسلحين والناشطين والخارجين عن القانون العام، وفي ذات الوقت ألقت باللائمة على أكتاف حركة حماس باعتبارها مسؤولة عن إجراءات غير ذات جدوى وهي للتكدير والتغبير فقط، كونها في الضفة الغربية تقوم بالدعوة منفردة إلى خلق الفعاليات المختلفة دون التنسيق مع القوى الوطنية والمسؤولين في إطار القانون والنظام العام، في الوقت الذي تحترم فيه السلطة هناك توجهات القوى الوطنية في النشاطات التي يقومون بها في إطار العمل الوطني الموحد.

أكّدت حماس بالمقابل، بأن تصرفات أجهزة فتح ضد أبنائها لا مبرر لها في أجواء تتميز بالانفراج والاستقرار والخروج من عنق الزجاجة، على أن اتفاق المصالحة لا يعني بالمطلق الصمت باتجاه ممارسات فتح ضد المجاهدين والمقاومين الفلسطينيين، ومن ناحيةٍ أخرى لا يعني بالمطلق أن نغض الطرف إذا تم التفريط بذرة تراب من فلسطين، في إشارة واضحة بعدم الاعتراف بالمفاوضات مع الإسرائيليين وبالتنازلات الفلسطينية خلالها. ثم قامت أجهزتها التابعة لها باعتقال واستدعاء عدد من كوادر فتح – ربما تكون متعمّدة أو ضرورية أو من قبيل المعاملة بالمثل- إلى جانب قام قياديين من حماس باتهام السلطة الفلسطينية بالتلكؤ بتنفيذ اتفاق المصالحة وبالتالي إثارة النعرات العدائية السابقة، الأمر الذي جعل حركة فتح تبادر إلى اعتبار ما نضح عن قيادات حماس من اتهامات وتصريحات بمثابة استمرارهم على عقلية الانقلاب، على الرغم من علمهم بأنهم سبب الانقسام وتآكل جملة القضايا الوطنية الفلسطينية.

على أيّة حال، فإن الطرفين –أصحاب المصالحة- والمناصرين لهما يعلمون جيداً كم من الأطراف المحلية والخارجية وإسرائيل على رأسهم، يرفضون المصالحة وينتظرون بفارغ الصبر أن تسقط من عُلو، وهم يباركون أيّة سيّئة وإن كانت فاشلة ويزيدون عليها، لا سيما وأنهم يراهنون على فسادها أو كسادها إلى مدة أطول على الأقل، وكان الأولى أن لا تُعطى أيّة فرصة لتخريب العمار أو تفتيت اللحمة من جديد، على الرغم من صعوبة أن يغض أي طرف عينه عن الآخر في فاشلة أو دونها، وإن كانا يُعلنان ذلك.

كان الأفضل لتفادي أية مشكلة – ونحن بصدد الرواتب، موضوع المقال- إثارة السؤال بشأنها أولاً بسبب أن الأمور والتطورات غير طبيعية ولا تسير كما يرام، وانتظار الرد عليه، وبالمقابل كان المفيد، التنبيه على أن إشكاليتها ستُحل وإعطاء مهلة مناسبة، والتوضيح أيضاً فيما إذا كانت الإشكالية قد تواجدت لنقصٍ في الأموال كما هو حاصل لكثيرٍ من موظفي السلطة (تفريغات 2005، مثالاً)، أو أن إسرائيل لها ضلعٌ في عرقلة إتمام المصالحة، لا سيما وهي تُمانع في صرف رواتب معتقلين وأسرى فلسطينيين، ويتوجب إيجاد آلية عمل جديدة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حماس، فلسطين، فتح، المصالفحة الفلسطينية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 6-06-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - مصطفى فهمي، د.محمد فتحي عبد العال، د. ضرغام عبد الله الدباغ، جاسم الرصيف، عبد الرزاق قيراط ، أنس الشابي، يحيي البوليني، فهمي شراب، عبد الغني مزوز، د - صالح المازقي، د. خالد الطراولي ، نادية سعد، الناصر الرقيق، خالد الجاف ، الهيثم زعفان، تونسي، محمد أحمد عزوز، مصطفي زهران، إيمى الأشقر، فتحـي قاره بيبـان، محمد العيادي، عراق المطيري، عبد الله زيدان، محمد شمام ، صلاح الحريري، ماهر عدنان قنديل، علي عبد العال، يزيد بن الحسين، د. أحمد بشير، أشرف إبراهيم حجاج، د. طارق عبد الحليم، فوزي مسعود ، عمار غيلوفي، صباح الموسوي ، سلام الشماع، منجي باكير، فتحي العابد، رافع القارصي، رشيد السيد أحمد، عبد الله الفقير، سفيان عبد الكافي، د- محمد رحال، طلال قسومي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. أحمد محمد سليمان، د. مصطفى يوسف اللداوي، ياسين أحمد، حميدة الطيلوش، مجدى داود، محمد يحي، كريم فارق، د - محمد بن موسى الشريف ، رضا الدبّابي، صفاء العربي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - شاكر الحوكي ، أحمد بوادي، د - محمد بنيعيش، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمود فاروق سيد شعبان، حسن عثمان، صالح النعامي ، محرر "بوابتي"، سامح لطف الله، د. عبد الآله المالكي، سلوى المغربي، صلاح المختار، رمضان حينوني، فتحي الزغل، إياد محمود حسين ، سيد السباعي، محمود سلطان، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - المنجي الكعبي، سامر أبو رمان ، مصطفى منيغ، العادل السمعلي، د- جابر قميحة، أبو سمية، حسني إبراهيم عبد العظيم، حسن الطرابلسي، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد النعيمي، د - الضاوي خوالدية، سليمان أحمد أبو ستة، محمد الياسين، علي الكاش، د- هاني ابوالفتوح، كريم السليتي، عمر غازي، صفاء العراقي، إسراء أبو رمان، حاتم الصولي، سعود السبعاني، وائل بنجدو، أحمد ملحم، أحمد الحباسي، محمد اسعد بيوض التميمي، د. صلاح عودة الله ، رافد العزاوي، المولدي الفرجاني، ضحى عبد الرحمن، مراد قميزة، د - عادل رضا، محمد عمر غرس الله، عزيز العرباوي، الهادي المثلوثي، محمد الطرابلسي، د- محمود علي عريقات، رحاب اسعد بيوض التميمي، أ.د. مصطفى رجب، محمود طرشوبي، عواطف منصور،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة