البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3968


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


التهنئة الأولى التي حصل عليها الرئيس الجديد للولايات المتحدة، "دونالد ترامب" كانت من الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي"، حيث فتحت الباب أمام بقية رؤساء وزعماء العالم بأن يقوموا بتسجيل أسمائهم في سجلاّت المهنئين، برغم أن بعضهم كان مضطرّاً للقيام بتقديمها، كون فوزه - من وجهة نظرهم- يُمثّل انقلاباً في السياسة والأخلاق معاً، باعتباره رئيس أمريكي من عالم آخر، وبفضل ما لديه من أفكار متطرفة، واقتراحات لعينة، لا تخطر حتى في أخيلة الشياطين.

لم تكن تهنئة "السيسي" قد جاءت هكذا، أو من تلقاء نفسها، أو تبعاً لبروتوكولات مثل هذه المناسبة، بل جاءت للرغبة في نسج علاقات جيدة مع الرئيس الجديد، والتي تهدف في المقام الأول، إلى المُساعدة في ترسيم علاقات استراتيجية مع مصر، باعتبارها الدولة الرائدة في المنطقة، وأملاً في تخليصها من قضايا أمنية واقتصادية، كانت عانت من جرائها وبشكلٍ واضح منذ أوائل عام 2011.

وبرغم أن تلك التهنئة، قد دقت شغاف قلب "ترامب"، واضطرّته إلى التوقف عندها، خاصة وأنها جاءت مُكمّلة لنتائج اللقاء الذي جمع بينهما في واشنطن عشيّة الانتخابات الرئاسية خلال سبتمبر الماضي، إلاّ أنه فضّل التوجه بشكلٍ أرحب، نحو رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" ليدعوه بواسطة محادثة هاتفية (دافئة) إلى زيارة واشنطن وبأقرب فرصة.

لا يمكننا الادعاء بأن هذه المفارقة كانت مُفاجئة، فالطبيعي أن لا تنشأ عن تلك التهنئة أي أمور يمكن ذكرها، أو هناك احتمالية للبناء عليها بشكلٍ حقيقي، برغم أن الوقت لا يزال مبكراً، في تخمين ما إذا كان "ترامب" سيساعد أم يبقَى على نفس السياسة الأمريكية السابقة، خاصة وأنه حسب التجارب، فإن السياسة الأمريكية لا تتغير في جوهرها، وإن تغيرت أقوال السياسيين الذين يُديرونها، ومهما يكن من أمر، فإن "ترامب" وعلى أحسن تقدير، لن يقم بالكشف عن أي سياسة صالحة لمصر عموماً، إلاّ بما يتناسب مع مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل فقط.

وسواء فيما يتعلق بشعاره المرفوع (إعادة أمريكا قوية)، أو بالنسبة لإسرائيل، الذي طالما تغنى بتاريخ طويل من أجلها، باعتبار أن محبّته لها، لم تكن - إرثاً عن والده- فقط، وإنما هي حالة فطرية واستثنائية، طفت على محبّة الحزب الجمهوري، الذي يُعد – تقليدياً- مناصراً للدولة الإسرائيلية، ومؤيداً لها بشكل عام، كما أن العلاقة القديمة التي كانت تربطه بـ"نتانياهو" منذ سنين طويلة سابقة، كانت سبباً في تعزيز تلك المحبة وبدرجات لا متناهية.

وسواء كان بمناسبة أو غير مناسبة، كانت لـ"ترامب" العديد من النشاطات والفعاليات لصالح إسرائيل ورئيس وزرائها على نحوٍ خاص، والتي كان من أهمها، هو ترأسه لمسيرة (أداء التحية لإسرائيل) عام 2004، وهي مسيرة أصحبت تُعقد في مدينة نيويورك سنوياً، وفي خطوة غير مسبوقة، شارك "ترامب" عام 2013، في فيديو دعائي صريح، عبّر فيه عن دعمه لـ"نتانياهو" ولحزب الليكود الذي يدعمه، كي يواصل حكم إسرائيل، باعتباره سياسي رائع، وزعيم ممتاز، وله القدرة في المحافظة على إسرائيل قويّة.

بلا شك، فإن "نتانياهو" راضٍ جداً من فوز "ترامب" المفاجئ. وبشكلٍ غير مسبوق، بحيث لا يقلّ غبطة وسروراً منه، باعتباره انتصاراً خارقاً له ولإسرائيل، لا سيما وأنه سيُعهد إليه كنس السياسة الأمريكية السابقة، وتنفيض الغبار عن إسرائيل بشكلٍ سريع، والذي كان قد تكدّس بشكلٍ فظيع، نتيجة العلاقة السيئة التي جمعته بالرئيس "باراك أوباما"، والتي تميزت بالكراهية الشخصية والتذبذب السياسي.

ما يبدو وفق التقديرات، فإن "السيسي" لن يكون محظوظاً – بقدر تهنئته المُرسلة- باتجاه تطلعاته نحو "ترامب" كون تحقيقها غير مضمون - مع عدم يأسنا بالكامل- بسبب أنه لن تكون ضمن أولوياته على الأقل، وخاصة بشأن القضايا المركزيّة التي يرغب "السيسي" بالفراغ منها، وهي على عكس التقديرات بالنسبة لـ "نتانياهو" والتي تُشير إلى أنه سيكون بإمكانه، التّدبّر أكثر مع "ترامب" بطريقةٍ سلسة وبشكل أفضل، وفي ظل اعتقاده بأنه سينحاز إلى جانب الدولة الإسرائيلية، وخاصة في شأن صراعها مع الفلسطينيين.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

دونالد ترامب، ترامب، أمريكا، الإنتخابات الأمريكية، السيسي، نتنياهو،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-11-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فهمي شراب، طارق خفاجي، د- هاني ابوالفتوح، عزيز العرباوي، يزيد بن الحسين، إيمى الأشقر، محمد عمر غرس الله، د - صالح المازقي، وائل بنجدو، جاسم الرصيف، د. أحمد محمد سليمان، محمد شمام ، مراد قميزة، د- محمد رحال، ياسين أحمد، د - محمد بن موسى الشريف ، د - عادل رضا، رافع القارصي، صفاء العربي، منجي باكير، العادل السمعلي، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، إياد محمود حسين ، كريم فارق، أحمد بوادي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رمضان حينوني، ماهر عدنان قنديل، محمود طرشوبي، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. مصطفى يوسف اللداوي، كريم السليتي، أنس الشابي، د. أحمد بشير، د - شاكر الحوكي ، د - محمد بنيعيش، الناصر الرقيق، حسن الطرابلسي، محمود سلطان، د - الضاوي خوالدية، سعود السبعاني، عواطف منصور، حميدة الطيلوش، بيلسان قيصر، صالح النعامي ، عبد الله الفقير، محرر "بوابتي"، صلاح الحريري، عبد الغني مزوز، حاتم الصولي، محمد الطرابلسي، أ.د. مصطفى رجب، مصطفى منيغ، د. طارق عبد الحليم، عراق المطيري، سلام الشماع، د- محمود علي عريقات، المولدي الفرجاني، د. عبد الآله المالكي، المولدي اليوسفي، محمد الياسين، أحمد الحباسي، محمد أحمد عزوز، محمد علي العقربي، فتحـي قاره بيبـان، تونسي، صباح الموسوي ، أشرف إبراهيم حجاج، علي الكاش، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - مصطفى فهمي، مجدى داود، خالد الجاف ، ضحى عبد الرحمن، عمر غازي، د- جابر قميحة، د.محمد فتحي عبد العال، فوزي مسعود ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حسن عثمان، الهادي المثلوثي، حسني إبراهيم عبد العظيم، إسراء أبو رمان، سلوى المغربي، عمار غيلوفي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد يحي، عبد العزيز كحيل، سفيان عبد الكافي، نادية سعد، صفاء العراقي، رشيد السيد أحمد، محمد العيادي، د - المنجي الكعبي، د. خالد الطراولي ، سامر أبو رمان ، الهيثم زعفان، مصطفي زهران، صلاح المختار، رضا الدبّابي، طلال قسومي، أبو سمية، رافد العزاوي، علي عبد العال، أحمد النعيمي، أحمد ملحم، عبد الرزاق قيراط ، د. صلاح عودة الله ، سليمان أحمد أبو ستة، فتحي العابد، يحيي البوليني، فتحي الزغل، سامح لطف الله، عبد الله زيدان، سيد السباعي، خبَّاب بن مروان الحمد،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة