البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

"نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3798


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


استطاع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، التقاط أنفاسه وبشراهة مُتفوّقة، منذ صدور نبأ فوز المرشح الجمهوري "دونالد ترامب" برئاسة الولايات المتحدة، بعد أن غابت عنه فترة طويلة من الزمن، بفضل عمليات الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" وأشخاص إدارته، التي تبدو جريئة، باعتبارها ساهمت مساهمةً فعّالة وغير مُعتادة في نظره، في تخفيض قيمة سياسته، ودحضها أحياناً، وبخاصة الموجّهة ضد الفلسطينيين والقضية الفلسطينية بشكلٍ عام.

على أن تلك العمليات، لم تكن على نطاق المستوى الخارجي فقط، بل على نطاق أوضاعه الداخلية أيضاً، وإلى الدرجة التي شكّلت خلالها خطراً على حياته السياسية، وسواء بالنسبة للموافقة على دفعه نحو العزلة الدولية، أو من خلال تقوية ودعم تيارات اليسار المنتشرة في أرجاء إسرائيل، والتي يتزعمها الحزب الصهيوني بقيادة "إسحق هيرتسوغ"، الذي كاد أن يتولى زمام الحكم خلال الانتخابات الأخيرة أوائل العام 2015.

يحق "لنتانياهو" الآن، الكشف عن سروره بطلاقة، وأن يتحدّث أمام الكل عن نعمةٍ نادرة، سقطت عليه في اللحظات الأخيرة، وأنقذته من ويلاتٍ وشيكة، بل وجعلته في المكان الرابح بدلاً من الخاسر، والذي قضى به معظم أيام حياته الفائتة.

فبعد أن أسمعه "ترامب" على مدار أوقات المُحاربة على كرسي الرئاسة، الكثير من البشريات العميقة، والتي تخص مصيره السياسي، وعلى النطاقين الخارجي والداخلي، فهو الآن وقد تحقق له الفوز، يراه يقوم بتهيئة الأمور-عياناً- للبدء في تحقيقها، وفي ضوء أن الحملات الدعائية، التي أطلقها الفائز باتجاه دعم وتحسين صورة "نتانياهو" والدولة الصهيونية، وللحيلولة دون زيادة عزلتهما، كانت فعالة و تبدو للضرير بأنها تتقدّم.

فعلى عكس الإدارة الأمريكية الفائتة، التي كانت بمثابة السبب الكبير في تكبيل "نتانياهو" ومحاصرته، وبالتالي تأذّي إسرائيل (ككل)، وسواء في شأن القضايا الضارّة بالفلسطينيين، والمواقف المتعارضة مع رغبات وتطلعات المجتمع الدولي، فإن إدارة ترامب" تسعى وبكل عنفوان، إلى وقف ذلك كله، وبما يشمل إعادة إسرائيل على أنها هي الضحيّة، والتي تستلزم ضرورة الدفاع عنها بكل الوسائل، ومن ناحية "نتانياهو"، فهذا يُعدّ نصراً مدوياً، يفوق انتصارات إسرائيل في الحروب، ومعاركها في الميدان.

من أكبر الأمثلة على المنزلة التي سيكون فيها "نتانياهو"، هي التي ستشهد توثيقاً خاصاً للعلاقات الشخصية والسياسية مع الرئيس الأمريكي الجديد، والدولة الصهيونية بشكلٍ عام، فمؤخراً، نشرت وكالات الأنباء، وسواء الإسرائيلية أو الأمريكية تصريحات للرئيس الجديد، ذكرت فيها، أنه في اللحظة التي نال فيها الفوز بالرئاسة، قام بإبلاغ "نتانياهو" بأنه منذ الأن يستطيع إبراز نواياه الخاصة بأرض إسرائيل إلى العلن، وممارسة سياسته بشكلٍ اعتيادي، وفي نفس الوقت، أصرّ على تعهّده، بقمع أي سياسة أو أي عزلة دولية قائمة، أو قد تواجه إسرائيل مستقبلاً.

وضمن هذا السياق، فقد طرقت المخاوف صدور الأوروبيين، حيث بدأوا بتجفيف أجوافهم من بقايا مواقف أو انتقادات كانت تقدمها يومياً باتجاه إسرائيل، إلاّ ما بقي منها لحفظ ماء الوجوه، والتي لا يُمكن الاستغناء عن جلبها وقت الضرورة والاحتياج إليها، كما أن الفرنسيين تحديداً، بدت أوراقهم الخاصة بالمؤتمر الدولي للسلام، بدت وكأنها تتساقط من أيديهم المُرتجفة ورقةً تلو الأخرى، وإذا اتصل الحديث بروسيا، فهي أيضاً أظهرت انسجاماً متقدّماً، باتجاه "ترامب"، حيث تأمل نسج علاقات تعاونيّة أفضل، طمعاً في تحقيق المزيد من الإنجازات حول قضاياها العالقة.

من جانبهم، فإن العرب أيضاً، بدأوا أكثر استعداداً، للتأقلم مع سياسة الرئيس الجديد، باعتبارهم سيكونون مضطرين لمسايرة ضغوطه الثقيلة، وسواء من ناحية اندفاعهم نحو تقبّل السياسة الأمريكية الجديدة -على عِلاّتها-، فيم لو كانت لديهم الرغبة في الحفاظ على مستوياتهم القائمة، أو من ناحية التقدم في إنشاء علاقات علنيّة (تطبيعّية) مع إسرائيل، بحجة خدمة المسار السياسي، فيما لو كانت لديهم الرغبة في إنجاز القضايا العالقة، وإنهاء ملفّهم الصراعي مع إسرائيل.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإحتلال الإسرائيلي، ناتنياهو، فلسطين، تل أبيب، دونالد ترامب، أمريكا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-11-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
تونسي، سفيان عبد الكافي، محمد شمام ، د- جابر قميحة، أحمد النعيمي، د- محمود علي عريقات، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صباح الموسوي ، محمد يحي، رافع القارصي، سلوى المغربي، د- محمد رحال، علي عبد العال، د - المنجي الكعبي، أشرف إبراهيم حجاج، محمد أحمد عزوز، عواطف منصور، حسن عثمان، أحمد الحباسي، ضحى عبد الرحمن، صفاء العراقي، سامر أبو رمان ، سيد السباعي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محرر "بوابتي"، حميدة الطيلوش، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمود طرشوبي، فهمي شراب، د - شاكر الحوكي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحي الزغل، د - محمد بن موسى الشريف ، د. عبد الآله المالكي، أ.د. مصطفى رجب، عبد الغني مزوز، يحيي البوليني، محمد الطرابلسي، فتحي العابد، محمود سلطان، مراد قميزة، الهادي المثلوثي، فوزي مسعود ، نادية سعد، محمود فاروق سيد شعبان، جاسم الرصيف، د. مصطفى يوسف اللداوي، خالد الجاف ، إيمى الأشقر، رضا الدبّابي، صلاح المختار، أنس الشابي، محمد عمر غرس الله، يزيد بن الحسين، الناصر الرقيق، د - عادل رضا، د. خالد الطراولي ، مصطفي زهران، سامح لطف الله، عبد الله الفقير، حسني إبراهيم عبد العظيم، وائل بنجدو، محمد العيادي، د - محمد بنيعيش، أحمد بوادي، عزيز العرباوي، فتحـي قاره بيبـان، العادل السمعلي، د. صلاح عودة الله ، إسراء أبو رمان، ياسين أحمد، د. أحمد محمد سليمان، طلال قسومي، محمد الياسين، د. طارق عبد الحليم، د - مصطفى فهمي، د. أحمد بشير، مصطفى منيغ، د.محمد فتحي عبد العال، رشيد السيد أحمد، منجي باكير، المولدي الفرجاني، عبد الرزاق قيراط ، صلاح الحريري، مجدى داود، أحمد ملحم، حسن الطرابلسي، كريم السليتي، د - الضاوي خوالدية، الهيثم زعفان، د. عادل محمد عايش الأسطل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عراق المطيري، سعود السبعاني، إياد محمود حسين ، صفاء العربي، كريم فارق، ماهر عدنان قنديل، عمار غيلوفي، د - صالح المازقي، سليمان أحمد أبو ستة، رافد العزاوي، عبد الله زيدان، محمد اسعد بيوض التميمي، أبو سمية، د- هاني ابوالفتوح، حاتم الصولي، سلام الشماع، خبَّاب بن مروان الحمد، صالح النعامي ، رمضان حينوني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عمر غازي، علي الكاش،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة