البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الدستور وما أدراك مالدستور

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4449


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


آخر ما يخطر على البال، هو أن يقترح العراق دستوراً أو أفكار دستورية. وقبل أن نكون في معرض توجيه النقد للتجربة الدستورية العراقية، نقول أن في العراق نخبة من أساتذة القانون الدستوري اللامعين، ولكن الدستور العراقي الحالي والجاري العمل فيه، وضع من قبل خبراء أجانب، هم من دولة الاحتلال، ومن نافلة الكلام القول أنها لم تراعي مصالح العراق الجوهرية، بل هو دستور يدع الأبواب والنوافذ مشرعة على مصراعيها للخلاف والاختلاف، بل الصراع والاقتتال ربما.

دول الربيع العربي انتفضت على دول طغيان وديكتاتورية، وهي ماضية في طريقها لتأسيس دول ديمقراطية على هدى من مبادئ وطنية وقومية وإسلامية، وفي مشروع الدستور المصري الذي يدور النقاش حوله الآن، خير دليل على مبادئه الأساسية الضامنة لوحدته الوطنية وفي التأكيد على هويته العربية والإسلامية، وعلى التوجهات الديمقراطية الضامنة لحقوق كل البشر والمواطنين ممن يعيشون على أرضها.

الدساتير العربية، في السابق كانت تحمل بصمات الموقف السياسي، وحجم الضغوط الخارجية، فهي على الأغلب كانت دساتير حلت في عصر ما بعد الاستعمار المباشر أو غير المباشر. وفي حالة الدستور العراقي الحالي، وتلك معلومة معروفة للقاصي والداني، أن خبراء أمريكان وضعوه بكامله، وتعمدوا أن يدسوا عدد من الألغام القابلة للانفجار لدى أول إشكالية، بل وضمنوه مواد يمكن أن تقبل بانشطار العراق المتحد طوال تاريخه القديم والوسيط والحديث، إلى عدة أجزاء، ومن ذلك أن كل محافظة لها الحق في أن تحكم نفسها بنفسها، ثم دقوا في الدستور مسامير صدئة يمكن أن تسمم جسم الدولة، فلا يعرف لها رأس أو أساس. وأبرز دليل على ما نقول، الإشكالية الحالية القائمة بين الإقليم الكردي والمركز، والخلاف حول الصلاحيات الدستورية بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، والأدهى من ذلك كله، الوضع القلق لعدد من المحافظات العراقية.

إن إشكالية الدساتير في العالم وفي العالم العربي بصفة خاصة، نابعة من تأثيرات الهيمنة الاجنبية، وما يحاك ضد الأقطار العربية من مؤامرات سرية وعلنية، وغير ذلك من ميل شرقي تاريخي للسطوة والهيمنة، وما يؤدي ذلك من نتيجة حتمية وهي قيام أنظمة طغيانية، لا تقيم وزناً كبيراً للدساتير التي ينبغي أن تمثل في واقع الحال عقداً بين الشعب ومن يتولى حكمه، وهناك مقاييس دقيقة لمراقبة أي إخلال بالدستور، لا بل حتى بروح الدستور وكل تفسير له.

الدستور العراقي الحالي يوفر فرص الخلاف والنزاع، وهو لا يضمن وحدة البلاد، وبالتالي فإن كل عملية سياسية والخطط الاقتصادية هي مصابه بشلل حقيقي، ما لم نقل أن الدستور يعطلها، والدستور يقسم المجتمع العراقي عرقياً وطائفياً ودينياً وينال التقسيمك والتشطير كامل خريطة الوطن من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه.

الدستور العراقي الحالي وضع أساساً ليحول دون قيام دولة عراقية تسيطر على أرجائها، وتضمن الوحدة الوطنية، فهو يدعو للتقسيم إلى كيانات على أساس العرق والطائفة، وهي أهداف المحتلين وحلفاءهم.

الدستور العراقي الحالي هو عقبة كأداء في سبيل قيام عراق متحرر ونظام ديمقراطي يتم فيه تداول السلطة بشكل سلمي، والأغرب من ذلك أن يقترح العراق على الآخرين أن يهدموا أوطانهم بأيديهم ليتأسوا بالدستور العراقي بعد أن ذاع شأنه وأمره في التجربة والبرهان

يالها من نصيحة ودعوة تستحق أن نردد معها المثل: في الاعتبار غنى عن الاختبار

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقال جزء من مقابلة تلفازية بتاريخ 5 / كانون الأول / 2012


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، الإحتلال الأمريكي، المقاومة، المالكي، الدستور،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 6-12-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب
  نبوءة دقيقة
  الولايات المتحدة منزعجة من السياسة المصرية ...!
  لماذا أنهار الغرب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
طلال قسومي، علي الكاش، رحاب اسعد بيوض التميمي، أشرف إبراهيم حجاج، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد الياسين، عبد الغني مزوز، العادل السمعلي، فهمي شراب، صفاء العراقي، محمود فاروق سيد شعبان، أبو سمية، تونسي، عواطف منصور، رضا الدبّابي، صلاح المختار، عبد الرزاق قيراط ، خالد الجاف ، محمد العيادي، مراد قميزة، د - الضاوي خوالدية، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الله الفقير، إسراء أبو رمان، د- محمود علي عريقات، محمد اسعد بيوض التميمي، إيمى الأشقر، مجدى داود، ياسين أحمد، د- محمد رحال، د.محمد فتحي عبد العال، علي عبد العال، د - محمد بنيعيش، د- هاني ابوالفتوح، أنس الشابي، كريم السليتي، د. طارق عبد الحليم، ضحى عبد الرحمن، كريم فارق، فتحي الزغل، أحمد بن عبد المحسن العساف ، وائل بنجدو، أحمد بوادي، نادية سعد، الهيثم زعفان، الهادي المثلوثي، سلوى المغربي، محرر "بوابتي"، مصطفي زهران، فتحـي قاره بيبـان، سلام الشماع، إياد محمود حسين ، الناصر الرقيق، عبد الله زيدان، سامر أبو رمان ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد الطرابلسي، صلاح الحريري، د. عبد الآله المالكي، د - عادل رضا، حميدة الطيلوش، محمد شمام ، د. صلاح عودة الله ، د. أحمد محمد سليمان، حسن الطرابلسي، محمد أحمد عزوز، سليمان أحمد أبو ستة، ماهر عدنان قنديل، محمود طرشوبي، د. مصطفى يوسف اللداوي، رمضان حينوني، المولدي الفرجاني، عمار غيلوفي، يزيد بن الحسين، صالح النعامي ، حاتم الصولي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، يحيي البوليني، محمد يحي، عمر غازي، أحمد النعيمي، د. أحمد بشير، د - مصطفى فهمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، رشيد السيد أحمد، عراق المطيري، مصطفى منيغ، د - المنجي الكعبي، صفاء العربي، صباح الموسوي ، رافع القارصي، سيد السباعي، سعود السبعاني، خبَّاب بن مروان الحمد، رافد العزاوي، سفيان عبد الكافي، د - شاكر الحوكي ، عزيز العرباوي، فتحي العابد، جاسم الرصيف، حسن عثمان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. خالد الطراولي ، سامح لطف الله، محمد عمر غرس الله، أحمد ملحم، أحمد الحباسي، منجي باكير، فوزي مسعود ، د- جابر قميحة، د - صالح المازقي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمود سلطان، أ.د. مصطفى رجب،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة