البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

سورية والجامعة العربية

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5102


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الجامعة العربية تعمدت منذ البدء أن تطيل أعماله وتتأخر في إجراءاتها لتمنح النظام فرصة لترتيب الأوضاع، ولكن ما هي ترتيب الأوضاع ...؟

ترتيب الأوضاع تعني هي تخفيف حدة الغضب الشعبي بوسائل عديدة، من أهمها، أن تشعر السلطة الجمهور باحترام رغباتها، واستيعاب تذمرها، والشروع ببعض مما يحتاجه المجتمع بشكل آني وسريع، وطمأنتهم على ما يقلقون منه وبسببه.

ولكن ما حدث في سورية هو العكس، ففي غضون أحد عشر شهراً لم يغير النظام من موسيقاه الافتتاحية، ولا أغنيته التي لم تعد مقبولة أو مقنعة(سلفيون، قاعدة، مؤامرة أجنبية، أزمة)، ليس على أسماع الشعب السوري، بل حتى على من يرى مصلحة له في استمرار النظام. فسمع في غضون هذه المدة الكثير من النصائح، من وفود كثيرة جاءت إلى دمشق وقالت ما يرضي النظام وما لا يرضيه، ولكن الجميع سمع إجابة واحدة: الأزمة صارت ورائنا، الإصلاحات قادمة. ولم يجد الجميع عند النظام آذان صاغية، فهو يعتقد أن بمقدوره المناورة إلى ما لا نهاية، وأنه ما يزال في أجواء الثمانينات، فيحمل السلم بالعرض ليكتسح الجميع بالمدرعات والشبيحة والقناصة ويقتل على هواه.

الجامعة العربية كانت تميل للنظام أكثر منها للمعارضة، لذلك صمتت شهوراً طويلة، وأغمضت عيوناً شهوراً، وعطلت حواسها حتى بلغ الأمر درجة لم يعد فيها الصمت ممكناً، وحتى بعثة المراقبين وتقريرهم جاء لمصلحة النظام. وللجميع هاجس أوحد، والكل يخشى الانهيار الكبير، والحرص على سورية الوطن والجيش، الاستقلال والوحدة الوطنية، بما في ذلك المعارضة التي يسيل الدماء منها، بما في ذلك الشعب الذي قدم ألاف الضحايا، تتجه أنظار إلى هدف كبير لا يريدون له أن يسقط ليبذلوا سنيناً في إعادة بناؤه ولحمته، يسيطر على الجميع الرهبة في حضور الوطن، بما في ذلك أهالي الشهداء، إلا النظام فلا ينظر إلى أن: أستمر أنا بالحكم أنا وأولاد خالتي أو الطوفان، هكذا مواصلة الحكم بطغيانيه وجبروت ما بعده جبروت، وبظلم ما بعده ظلم، وبعدم شعور مدهش بمسؤولية أو بالمواطنية .

النظام لم يترك وسيلة لا توصف بالنظافة إلا ومارسها، التصفيات والموت تحت سياط التعذيب، وسجن واعتقال عشرات الآلاف وقتل الآلاف من الشباب والنساء والأطفال، فعل كل شيئ ولم يدخر وسيلة، وهو المتيقن أنه لم يعد مقبولاً وطنياً وعربياً ودولياً، نظام تفوح منه رائحة الفساد ودماء مواطنيه، نظام يتحالف مع قوى أجنبية ضد أبناء بلده.

بعبارة واحدة، هذا النظام حرق سفنه وأوراقه

اليوم أحيل الملف لمجلس الأمن وإن فعل أصحاب الشأن ذلك، فمرغمين لا مخيرين، مكرهين لا مخيرين. وأغلب الظن النظام سيتذرع ويتمترس بأوهام جديدة، بالدعم الروسي والصيني، بمعجزة اللحظة الأخيرة، بخرافة من خبراء الخرافات الإيرانية، بدعم شبيحوي أكثر من حليفه نصر الله، بملايين تأتيه من النظام الطائفي في العراق، شيئ واحد لا يفعله النظام هو النظر إلى الأمام، ورؤية تقاطع الطرق، لا يريد أن يدرك أن من تخلى عنه من قوى عظمى كانت تريد له البقاء، ولكنه لم يعرف طريقة العمل والسلوك، فأساء لنفسه ولهم.

حتى الصهاينة لا يودون رحيل النظام الذي جربوه في ممانعة مخملية جميلة، تنفع أكثر مما تضر، ولكن مالعمل وهو يرون أن سفنه قد تعددت الثقوب فيها وهي آيلة للغرق الحتمي.

أغلب الظن أن النظام وأقول النظام مجازاً، لأنه لم يعد نظاماً، أقول وأتمنى أن أكون مخطئاً، أنه سوف لن يقدر المرحلة الحالية والتي ستليها حق قدرها، سيعاند الحتمية التاريخية، سيعاند القراءة العلمية الصحيحة للموقف، وسوف لن يهمه مصير سورية.

لم يفت الوقت بعد على إنقاذ سورية، أما سفينة النظام فأحسب أنها غرقت منذ وقت طويل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقال جزء من مقابلة مع إحدى القنوات الفضائية العربية بتاريخ 23/ يناير / 2012


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سوريا، بشار الأسد، الثورة، الثورة السورية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-01-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أقفاص الأسر على مر التاريخ
  مأزق هنية
  ماذا يحدث في بلاد العم سام
  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الغني مزوز، عزيز العرباوي، الناصر الرقيق، أشرف إبراهيم حجاج، د. عبد الآله المالكي، سعود السبعاني، محمود طرشوبي، فتحي الزغل، د. طارق عبد الحليم، محمد عمر غرس الله، ضحى عبد الرحمن، أحمد بوادي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - شاكر الحوكي ، د- محمود علي عريقات، مصطفى منيغ، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - الضاوي خوالدية، محرر "بوابتي"، وائل بنجدو، منجي باكير، يحيي البوليني، ماهر عدنان قنديل، محمد اسعد بيوض التميمي، حميدة الطيلوش، رمضان حينوني، عبد الرزاق قيراط ، إياد محمود حسين ، عبد الله زيدان، د. أحمد محمد سليمان، كريم فارق، مجدى داود، أحمد ملحم، الهادي المثلوثي، المولدي اليوسفي، خبَّاب بن مروان الحمد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، طارق خفاجي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- جابر قميحة، صفاء العربي، د- محمد رحال، أ.د. مصطفى رجب، د- هاني ابوالفتوح، د. صلاح عودة الله ، علي عبد العال، طلال قسومي، صباح الموسوي ، العادل السمعلي، يزيد بن الحسين، رافع القارصي، خالد الجاف ، حاتم الصولي، صلاح المختار، د - المنجي الكعبي، فتحـي قاره بيبـان، كريم السليتي، عواطف منصور، محمد الطرابلسي، د - صالح المازقي، عبد العزيز كحيل، سلام الشماع، د. خالد الطراولي ، محمد العيادي، صفاء العراقي، رافد العزاوي، ياسين أحمد، رشيد السيد أحمد، سلوى المغربي، فهمي شراب، عبد الله الفقير، عراق المطيري، نادية سعد، محمود فاروق سيد شعبان، د - عادل رضا، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. أحمد بشير، محمد علي العقربي، أنس الشابي، محمود سلطان، صالح النعامي ، سفيان عبد الكافي، مصطفي زهران، محمد يحي، بيلسان قيصر، حسني إبراهيم عبد العظيم، عمار غيلوفي، د.محمد فتحي عبد العال، محمد الياسين، فتحي العابد، سيد السباعي، إيمى الأشقر، محمد أحمد عزوز، أحمد بن عبد المحسن العساف ، إسراء أبو رمان، أحمد النعيمي، سليمان أحمد أبو ستة، د - محمد بن موسى الشريف ، أبو سمية، حسن عثمان، الهيثم زعفان، عمر غازي، جاسم الرصيف، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حسن الطرابلسي، محمد شمام ، د - محمد بنيعيش، مراد قميزة، فوزي مسعود ، صلاح الحريري، سامر أبو رمان ، سامح لطف الله، المولدي الفرجاني، رضا الدبّابي، علي الكاش، تونسي، أحمد الحباسي، د - مصطفى فهمي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة