(186) 93- دعوة للنظر : ماهية وأهداف الحركة النسوية *
د. أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 10061
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
"النسوية" كما يعرفها معجم أوكسفورد : " هى الإعتراف بأن للمرأة حقوقا وفرصا مساوية للرجل"، وذلك في مختلف مستويات الحياة العلمية والعملية ". أما معجم " ويبستر " فيعرفها بأنها : "النظرية التي تنادي بمساواة الجنسين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وتسعى كحركة سياسية إلى دعم المرأة واهتماماتها وإلى إزالة التمييز الجنسي الذي تعاني منه ". ( الفلسفة النسوية، www.ok-eg.com )
وجاء فى ورقة عمل قدمت إلى المؤتمر التاسع للندوة العالمية للشباب الإسلامى عام 1423هـ بعنوان : " الحركة النسوية الغربية وآثارها في ظل الانفتاح العالمي " الآتى :
"الحركة النسوية الغربية المعاصرة Feminism هي تنظيم غربي انطلق من الولايات المتحدة الأمريكية ويتخذ منها مركزاً له، وتعتبر هذه الحركة امتداداً للحركات النسويةِ الغربيةِ التي ظهرت في أمريكا وبريطانيا خلال القرن التاسع عشر الميلادي، والتي ناضلت في سبيل الحصول على الحقوق الإنسانية للمرأة حيث كانت المرأة في تلك البلاد محرومةً من التصرف في مالها ولا تُوفّر لها فرص التعليم والعمل. وتمحورت مطالبهن حول الحقوق الفردية للمرأة في أن تُعاملَ على أساسٍ مساوٍ للرجل في إنسانيته. .....
ومع تقدم الوقت وبعد حصول هذه الحركة على المطالب السابقة، رفعت شعار التماثل الكامل بين الرجال والنساء في جميع الجوانب بما فيها التشريعية، وكانت دول العالم الإسلامى من المناطق التي نشطت فيها تلك الحركة، سعيا وراء توطين الفكر الغربي والمبادئ التي تدعو لها الحركة فى بلاد الإسلام. ويعد التنظيم النسوي الأقوى والأكبرِ والأكثرِ انتشاراً في العالم أجمع، و يعمل من خلال شبكةٍ ضخمة من المؤسسات والمراكز و الجمعيات، وقد أمتد تأثير أيديولوجية هذا التنظيم إلى السياسة، و القضاء، والتعليم، وغيرها ........
وتعتبر مصر أول الدول الإسلامية التى تأثرت بالحركة النسوية الغربية، فتأسس الاتحاد النسائي المصري عام 1923م، احتفت به الدوائر الغربية بهذا الاتحاد المصرى، فحضرت رئيسة الاتحاد الدولي للحركة النسوية آنذاك ( د.ريد ) الى مصر للمساعدة في بناء التنظيم، ونتج عن ذلك إقامة المؤتمر النسائي العربي عام 1944م، الذي تضمنت توصياته تقييد الأحكام الشرعية المتعلقة بالطلاق، وتعدد الزوجات، والمطالبة بحذف نون النسوه، والجمع بين الجنسين في التعليم الابتدائي.
وقد بارك الغرب هذا المؤتمر، وأرسلت زوجة الرئيس الأمريكي "روزفلت "برقيةَ تحية للمؤتمر. وبعد ذلك تعددت الأحزاب والجمعيات النسائيةُ المنتمية للحركةِ النسويةِ الغربية في الدول العربية والإسلامية والتي ناضلت طيلة القرن الماضي في سبيل تغيير تشريعات المرأة المسلمةِ بتمويل ودعم من الدول الغربية.
سميت الحركة النسوية في مرحلتها الأُولى بـ " Equity Feminism" أى " نسوية المساواة ". أما المرحلة الثانية للحركة النسوية، فتسمى بـ " Gender Feminism" أى " نسوية الجندر " أو نسوية النوع . بدأت هذه الحركة الأخيرة فى عام 1960م وأخذت منحنىً مختلفاً في ايدلوجياتها ومطالبها ؛ وأصبحت تحمل أيدلوجيةً شاذةً و غريبة.
تبنت النسوية المعاصرة مفهومين أساسيين كقاعدة لعملها هما: مفهوم النوع Gender.والضحية , Victim.
سعت الحركة من خلال مفهوم " الجندر" إلى إلغاء الفروق بين الجنسين، والإنكار التام لوجود جنسين مختلفين، وإلغاء مُسمى ذكر وأُنثى، ورفض حقيقة اختلاف الذكر والأنثى الذَيْنِ هما من صنع الله عز وجل، سعياً منها إلى إلغاء مفهوم (الزواج) فطرةَ الله عندما بدأ بحواء وآدم كزوجين عمَّر بهما الأرض.
وعبر مفهوم "الضحية" تبنت الحركة آلية الانتقاد العام للرجال، وعمَّقت الشعورَ بالكراهية تجاه الرجل، ووجهت جهودها لخدمة هذا التوجه الجديد، وتأكيد نظريتها التي تقول (إن المرأة ضحية لوجود الرجل)"
أما أهداف الحركة النسوية كما حددتها ورقة العمل المشار إليها سابقا فهى على النحو التالى :
أولا : تعزيز الاعتقاد بعدم وجود فروقٍ بين الذكور والإناث، وأن الذكر مماثلٌ للأُنثى في الخصائص العقليةِ والنفسية، ومحاولة تأكيد هذا الاعتقاد عن طريق الدراسات والمقالات والكتب المتحيزة و زرع مصطلح "النوع Gender "لتأكيد هذا المفهوم في البنية الاجتماعية والفكرية للمجتمع، وذلك بإقرار اللواط، والقضاء على الزواج التقليدي بين الرجل والمرأة، وإقرار الزواج من الجنس الواحد وتقويض الأسرة الطبيعية. و يضاف إلى ذلك كله تغيير التشريعات وتوحيدها للجنسين، واعتبار أن الأسرة والأُمومة والزواج التقليدي من أسباب قهر المرأة، وأن وجوده يشكّل عبئاً على المرأة هي ليست في حاجة إليه، وإنما العقلية الاجتماعية التقليدية هي التي فرضته عليها، وأن هذه الأدوارَ التقليديةَ كلَّها أعمالٌ غير مُربِحةٍ للمرأةِ تبذل فيها وقتها وجهدها ولا تتقاضى عليها أجراً.
ثانيا : تسعى الحركة النسوية عبر تكريس مفهوم "الضحية" إلى التأكيد على أن المرأة ضحية للهيمنة الشيطانية للرجل، التى تبناها بوعيهِ، وأَدّت إلى هذه الحالة الوضيعة للمرأة. فالمرأة في نظرهم ضحية لاغتصابه، وضحية لعنفه، وضحية لتحرشه الجنسي، وضحية في جميع المواقف التي تجمع بينها وبين الرجل. وأن المرأةَ غيرُ ملزمةٍ بتحمل كل هذه الأضرار، بل ينبغي حمايتها منه، لاسيَّما وأنها لم تعد بحاجة الى الزواج من رجل لتوفير احتياجاتها الاقتصادية
ثالثاً: التأكيد على مفهوم الاغتصاب، والعمل على تثبيت هذا المفهوم عن طريق دراسات ومقالات تؤكد أن جميع الرجال يمارسون الاغتصاب للنساء، وقد ظهر كتاب مشهور يروّج لهذه النظرية ( جميع الرجال مغتصبون ) ووفقا لهذه النظرية فإن أيّةَ علاقةٍ لا تخضع لرغبة المرأة تعدُّ اغتصاباً حتى ولو كانت من قبل الزوج.
رابعاً: إعطاء المرأة الحريةَ المطلقةَ في مجالات العلاقات الجنسية، وكذلك إعطائها الحق أن تحدد نوعها الجنسي الذى تريده، وأن تمارس العلاقة الجنسية مع من يروق لها، خارج أو داخل إطار الزواج. واعتبرت أن التحكّم في عملية الإنجاب هو حقٌّ خالصٌ للمرأةِ دون زوجها.
خامساً: تشجيع الزواج من نفس الجنس "الشواذ" والمطالبة بحمايته دولياً، والاعتراف به حتى لا تشقى المرأة بالحمل والإنجاب.
وتتفاخر معظم القيادات المُنظِّره للحركة النسوية المعاصرة بانهنَّ كُنَّ أو لا يَزَلنَ سحاقيات يتعاطينَ الجنس مع بنات جِنسِهنْ وعلى رأسهن الكاتبات المعروفات المنظِّرات للنسوية. وهذا الارتباط والاتصال بين الحركة النسوية والسحاقية امرٌ مشهور ومعروف.
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
* انظر : أحمد إبراهيم خضر، خمس شهادات من الغرب وأفريقيا على تدمير الحركة النسوية للزواج والأسرة، موقع بوابتى تونس . وانظر كذلك فى نفس الموقع :( الأمم المتحدة والدعوة إلى حرية المرأة فى التصرف فى جسدها عبر برامج الصحة الإنجابية وتمكين المرأة - الأمم المتحدة والوسائل التسع لتدمير حياة الأسرة - الفهم المغلوط فى شعار "المرأة نصف المجتمع - الأمم المتحدة والدفاع عن اللواط والإباحية الجنسية - أهداف البرامج والأفكار الدولية المفروضة على المسلمين - حقيقة مفهوم تمكين المرأة - حقيقة مفهوم الجندر )
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: