احمد النعيمي
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5854 Ahmeeed_asd@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
منذ أن سقطت بني غازي وأغلب المدن الليبية بيد الثوار وملك ملوك أفريقيا وفي كل خطاب له يجمع الناس في الساحة الخضراء – إكراهاً كان أو إجباراً– ويكرر أمامهم، وأمام مسامعنا اسطوانته المشروخة، منادياً بهم اخرجوا إليهم ازحفوا نحوهم إلى الأمام، الجرذان لا تخافوهم، لتخرج النساء بالسلاح من البيوت ويطلقوا النار، وكان آخر خطاباته أربعة عند دخول الثوار مدينة طرابلس، وسيطرتهم على باب العزيزية، وثلاثة وهو هارب كالجرذ، والثوار يلاحقونه داراً داراً، وزنقة زنقة، وما من مجيب لمن يناديهم!!
وفي خطابه الأخير كشف القذافي عن حقيقة الفرعون، الذي لم يدرك بعد أن شعبه لا يريده، والذي لم يستوعب أبدا أن يكون هذا الشعب الذي استعبده سنوات طوال أن ينفض عنه ثوب العبودية ويستعيد حريته، والتي يأبى الفراعنة أن يعطوها لهم، إلا أن يتم انتزاعها انتزاعاً؛ فقد وصف فرعون مصر موسى – عليه السلام– وأتباعه بأنهم شرذمة قليلون، وهو نفس ما وصف به ملك ملوك أفريقيا الهارب شعب ليبيا بأنهم شرذمة قليلون!!
مكرراً منطق من سبقه من الفراعنة، ومتجاوزاً إياهم في الفرعنة، حيث لم يدرك ملك ملوك أفريقيا – صاحب كتاب الزندقة الكتاب الأخضر – أن الله قد نزع الملك منه، وسلبه إياه، وأن الموت حاق به، فلم يقل كما قال فرعون آمنت بما آمنت بنو إسرائيل، ولكنه ما زال يصف شعبه الذي طالب بحريته بالجرذان، داعياً أعوانه الهاربين كحال سيدهم ملك ملوك أفريقيا، إلى الزحف المقدس لتحرير طرابلس اليوم، بعد أن لم يمل من دعوتهم لتحرير بني غازي ومصراتة، ولم يفهم بعد هذا الفرعون بان لا أحد في ليبيا يقبل به، أو يريده، سوى هؤلاء الهاربين والجن الذين ما فتي في كل خطاب يناديهم، وما من مجيب، ولا عجب إذا كان ملك ملوك أفريقيا قد جنّ من الصدمة، وهذا جزاء من يتحدى الله عز وجل، ويُكذب بآياته!!