احمد النعيمي - سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6272 Ahmeeedasd100@gmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
نرحب.. نؤكد.. نُدعم.. ندعو.. نعلن.. نعبر.. ندين.. نندد.. نشجب.. نشدد.. نستهجن.. نستنكر.. نشجع.. نشدد.. استياء.. تعزيز.. تأهيل.. تكريس.. تحسين.. تطوير.. تحقيق.. مواكبة.... بنفس عبارات القمم الـ23 السابقة للجامعة العربية، وقراراتها الورقية؛ اختتمت قمة "التحديات" الـ24 في الدوحة مساء الثلاثاء 26 مارس 2013م، في الوقت الذي حملت فيه عنواناً عريضاً تحت مسمى الدعوة "لإصلاح" الجامعة العربية، وتحويلها من جامعة للحكومات إلى جامعة للشعوب العربية، إلا أن القرارات بقيت هي هي، والدعوات نفسها، دون أي اتخاذ أي قرار فعلي عملي، لتؤكد أن قرارات هذه الجامعة المعدة مسبقاً، قرارات ورقية، أوراقها للاستعمال المحلي!!
فعلى الشأن الفلسطيني؛ فبعد أن كان أبو مازن يتحدث بكل وداعة أمام "اوباما" مؤكداً له التزامه بمبادئ الشرعية الدولية وأنه لن يتخطاها قيد أنملة، وجدناه في القمة وقد استجمع بعضاً من رباطة جأشه، وأخذ يتحدث عن أحلامه بإقامة دولة فلسطينية على حدود الـ67، وأن هذا الاعتداء الإسرائيلي على أراضي الـ67 احتلال يوجب على الدول العربية ومجلس الأمن إنهائه.
وكأن أبو مازن – حتى وهو في أقوى حالات رباطة جأشه– أراد أن يوصل لنا أنه تنازل عن بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن تلك الأراضي قد تم بيعها، وأنه ليس معنياً بها، كونها باتت ملكاً إسرائيلياً بحتاً!! وهو ما سار عليه البيان الختامي وكلمات أصحاب السمو والفخامة؛ تأكيدهم على حق الفلسطينيين بإقامة دولة على حدود الـ67!!
وأما بالنسبة لتعاطي الجامعة مع الشعب السوري ودمه النازف، فهي لم تأتِ بجديد، حيث نددت بالاستخدام المفرط للقوة من قبل الأسد، ودعوته لوقف العنف، إضافة لتمثيل "الائتلاف الوطني" السوري لمقعد سوريا في الجامعة العربية كممثل وحيد وشرعي للشعب السوري، ومحاور رئيس، تقديراً لجهود الشعب وتضحياته، دون أن يتم إصدار قرار عربي فوري بقطع جميع العلاقات مع "المجرم" الأسد، وتسليم سفاراته في جميع الدول العربية إلى الائتلاف السوري.
وقد أعادت الجامعة دعوتها إلى فتح باب التسليح أمام الدول التي ترغب في هذا، في الوقت الذي دعت فيه كذلك إلى حل سلمي للمسألة السورية، وهو ما وصلت إليه المنظومة الدولية الإرهابية من قبل، وعلى رأسها أمريكا التي دعا وزير خارجيتها "كيري" المعارضة السورية إلى الجلوس على طاولة واحدة مع الأسد من اجل الحوار، لإيقاف القتل وتنفيذ مقررات مؤتمر جنيف الأخير الخاص بالشأن السوري.
مما يؤكد أن دعوة الجامعة للتسليح ليست سوى مجرد خداع، كما هو حال الدعوة الفرنسية والبريطانية التي سبقت، وقد قلت وقتها في مقالي "الخداع الفرنسي والبريطاني.. والتغطية على الفضيحة الأمريكية!!":" وليس أدل على هذا سوى تناقض التصريح الفرنسي والبريطاني مع الأفعال، ففي الوقت الذي زعما فيه أنهما سيقومان بتسليح المعارضة السورية دون الرجوع إلى قرار الاتحاد الأوروبي، عادا إلى التصريح بأنهما سيطلبان من الاتحاد الأوروبي رفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية في الاجتماع الذي سيعقد بعد أسابيع عديدة، مما يدلل أن كلا الدولتين ليستا جادتين بوقف الدم السوري النازف، كعدم جدية الدول العربية جميعاً، والتي لم يحرك قرار الجامعة العربية سماحها لأي دولة بتسليح الشعب السوري؛ أية دولة منها، ولم يحرك أي حاكم عربي لتسليح الشعب السوري، وإلا لو كان هناك جدية في موضوع التسليح لكان تم الشروع فيه من وقته، دون الحاجة إلى انتظار الاجتماع القادم، إذا كان الهدف تدارك ما فات هؤلاء من قبل، والعمل بشكل أكثر جدية لوقف إبادة الشعب السوري"!!
وقد كان فقد نسف قرار الاتحاد الأوروبي، الذي رفع حظر التسليح عن الشعب السوري للمرة الرابعة؛ وهم الدعوتين الفرنسية والبريطانية، وتناست تلك الدولتين وعودها بالتسليح الفردي، حتى وإن رفض الاتحاد الأوروبي رفع الحظر!! وأخطرها كان تحذير "بان كي مون" رئيس مجلس الظلم والعدوان الدولي الاتحاد الأوروبي رفع الحظر عن تسليح الشعب السوري.
وما دام أنكم جادون – سيادة السمو والفخامة الأصنام – فلماذا تلقون المهمة عن عاتقكم وهم قد قالوها لكم- الاتحاد الأوروبي ورعاة البقر أصحاب الأسلحة غير القاتلة – أنهم لن يزودوا شعب سوريا بالسلاح وبالإجماع؛ ولديكم من الأسلحة ما يكفي لحماية الشعب السوري؟! ولماذا لم تتقدم أي دولة منكم لتبني تنفيذ هذا القرار الورقي، أم أن الأسلحة – سموكم وفخامتكم – محفوظة لحماية عروشكم الآيلة قريباً إلى السقوط جميعاً؟!
وكان المفترض بكم – أصحاب السمو والفخامة الأصنام– أن تخرجوا في قرارات أقلها اعتبار الأسد مجرم حرب، واتخاذ قرار إجماعي بهذا، إضافة إلى المطالبة بمنع خروج الأسد أو أي من أنظمة حكمه إلى أي دولة عربية، ومنع تنقلهم عبر أجواء أو أراضي الدول العربية جميعاً، وتجميد أرصدتهم في البنوك العربية، وتحديد الدول التي ستقوم بمد الشعب السوري بكل أنواع المساعدة، اللازمة للإطاحة بهذا السفاح، وعلى رأسها التسليح بأسلحة فاعلة لمنع طيران الأسد من قصف الأطفال والنساء، وفي القمة نفسها!!
ولكن الجامعة كفرت بدعوتها للتسليح عندما أعلنت عن دعوتها من جديد إلى الحل السلمي، حتى يُفني الأسد شعبه عن بكرة أبيه، ولسان الحال يقول: إذا كان هذا الشعب قد وصل إلى مقعده في الجامعة على أشلاء مائة ألف شهيد، فربما سيحتاج إلى تسعمائة ألف شهيد آخر حتى يصل إلى مقعد سوريا في الأمم المتحدة!!
لينكشف الخداع في مزاعم إصلاح هذا الصنم الأخرق، الذي لم ولن يقدم للقضية العربية شيئاً، ولن يكون مؤهلاً لتحمل أية مسؤولية تجاه قضايا الشعوب، وأن هذا الإصلاح المطلوب لن يتم إلا في حالة واحدة؛ وهي أن تعمل الشعوب على الإسراع في انقراض هذه المخلوقات – الأصنام الصم البكم العمي– ثم تختار جامعة غير تلك الجامعة، ومخلوقات غير تلك المخلوقات المستهلكة، لأنه لا أمل!!
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: