د. ضرغام الدباغ - برلين
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5611
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
حدث العاقل بما لا يليق، فإن صدق فلا عقل له
السيد المالكي عندما يعد بإصلاح ذات البين في مئة يوم، فهو بالتأكيد يمازح المشاهدين والمستمعين له، وأنا أجزم بأنه، يعلم علم اليقين، أن إصلاح الأوضاع ليس بقرار عراقي، بل هو قرار مركب ينبغي أن يصدر من القوى الرئيسية الثلاث التي احتلت وما تزال العراق وهي الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل، وهذه القوى الثلاث لا تخفي مقاصدها ليومنا هذا مواصلة تدمير العراق وهناك ما لا يحصى من الشواهد والأدلة، فالمسألة بلحمتها وسداها لا تدخل في نطاق اختصاصات وصلاحيات السيد المالكي، بل أن أقل من هذا القرار بكثير ... بكثير جداً لا يستطيع السيد المالكي إجراؤه.
سأوضح القصد من هذا الطرح بدقة علمية.
قرار سلب العراق حريته واستقلاله هو قرار أتخذ في أعلى مؤسسات الدول المتحالفة الثلاث، وفي حيثيات هذا القرار فقرات جرى ويجري تنفيذها دونما توقف في تحطيم دقيق ممنهج، ومبرمج لكل الأسس الموضوعية لوحدة العراق، واقتصاد العراق، ولكل قواه المادية والموضوعية، فالمؤسسات العراقية ذات الطابع الجمعي، جرى تهشيمها بصورة مدهشة حقاً، ويحتاج المرء إلى عباقرة في التخريب والتهديم لينجزوا ما نراه من حطام وخرائب في بلد كان متقدماً وراقياً بكل المقاييس.، والعبقرية تمثلت حقاً باختيار هذه الشخصيات لممارسة أدوارها في العملية السياسية.
ومن أبسط هذه الأدلة: إبادة منجزات لها معنى عميق في إقامة الصلة بين أفراد الشعب وهي الهواتف، فالعراق هو البلد الوحيد في العالم لا يتوفر فيه خدمات برق وبريد وهاتف، إلا بالقدر النزر اليسير، والعراق لا يتوفر فيه الكهرباء، ويفتقر بصفة تامة للأمن الذي هو عصب فعاليات الحياة، ثم أن الاحتلال دمر التعليم بكافة مستوياته من التعليم الابتدائي حتى الجامعي، والعاصمة بغداد مقسمة بجدران كونكريتية تفصل بين أبناء الحي الواحد، وأخيرا في العراق سياسة المحاصصة الطائفية والتي لا علاقة لها بأي قانون وضعي كان أم سماوي، وفي العراق هناك سياسة موجهة واضحة وعلنية ضد طوائف وأقليات، وأخيراً وليس آخراً في بلد تشيع فيه سياسة قهر الأفكار والآراء، وتمتهن فيه كافة أنواع الحريات، وسحق الآخر شأن يومي، فماذا يتبقى للإصلاح، فأي إصلاح يقصد السيد المالكي ويتحدث عنه. ...؟
عندما سمعت تصريح السيد المالكي، ضحكت كثيراً، ولو قيض لي أن أحدث السيد المالكي عن هذا الأمر لقال لي، لست المقصور بهذه الكلام.
من المقصود وماذا هو المقصود .......؟
السيد المالكي شخصياً ما لبث وأن كشف عن الجانب المزاحي الساخر بقوله: يا أخوان أنتم فهمتموني خطأ ..! كيف فهمناك نحن والصحافة وأجهزة الإعلام خطأ .. ترى هل كان الكلام معقداً لدرجة رهيبة ..؟ وأين هو التعقيد ..؟
لا شيئ معقد .. بل كل شيئ واضح وضوح الشمس ... المسألة فاسدة من الراس إلى الأساس، وهم يطبقون مقولة سيدنا علي (رض) بالمقلوب، أعمل لدنياك كأنك تعيش اليوم فقط، وأعمل لآخرتك كأنك لن تموت أبداً.
يقرأون التقويم بالمقلوب بحيلة المغلوب، ويعتبرونها شطارة ..!
لكن كل هذا سيزول يوماً، وسيبقى في صفحات الكتب فقط كعبر ..
ـــــــــــــــــــــــــــ
المقال جزء من مقابلة تلفازية بتاريخ 8/ حزيران / 2011
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: